عرض مشاركة واحدة
قديم 21-06-2011, 04:23 PM   رقم المشاركة : 26
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

روايــــــــات سعوديــه كامـــله




الفصل الثامن


مضى شهر على لينا من غير أي جديد يذكر إلا أنها ارتاحت من دروس الطبخ وتستعد الآن للاختبارات النهائية. خلال هذا الشهر انتهت لينا من معظم الترتيبات الكمالية لزواج واللي حضرت فيها مفاجأة لراكان وكانت واثقة إنها ما راح تعجبه وكان هذا هو المطلوب. ولأن عبير كانت المشرفة على كل هذا التعب و هي ما تعرف بالضبط السالفة عن زواج أختها عاتبتها و ما وافقتها على الشيء اللي هي تسوية و ما كانت تدري بالخطط اللي في رأس لينا .لكن لينا مثل عادتها قدرت تلف الموضوع بطريقتها وجابت عذر ما أقنع عبير اللي في النهاية استسلمت لما شافت صلابتها. أما أخوها ناصر اللي كان يويديهن السوق في كل مرة كان ناوي يتكلم مع لينا في الموضوع لكن الخجل منعه من هذا الشيء وكانت لينا في السوق تفهم تلميحاته البريئة لكنها مشت على اللي يقوله لها قلبها المشحون على راكان. خلال هذا الشهر ما كان راكان يوقف عن مكالمتها أو يرسل رسالة إذا ما ردت عليه وكان هذا أكثر شيء يصير وعلى كثر رسائله ما ذكر إنها أرسلت له رسالة وحده ولأن الآن فترة اختباراتها ما صار يرسل لها غير رسائل دعم لأنه ناوي يزعجها بعد ما ينتهي ها الأسبوعين على خير .

في صباح أول يوم اختبارات ما نامت لينا إلا قبل الفجر بساعة والحين هاذي هي في المطبخ من بدري وماسكه كتابها تقرأ فيه. دخل ناصر ومعه هو الثاني كتابه وملازمه وحالته أسوأ من حالتها بس كان مهندم ولابس وكأنه بيطلع بدري فقالت لينا
" صباح الخير شكلك بتروح بدري اليوم "
"أيه بروح الحين بس عطيني كاس حليب أحس معدتي تعورني "
صبت له لينا وأعطته الكاس وهي تقول
" ما كأنه بدري أتوقع انك ما شفت الساعة زين ترى الساعة الحين ست إلا ربع "
"أدري بس أبغى الحق على الشلة أنا وعدتهم اليوم أجيهم بدري نسوي مراجعه جماعية "
شرب الكاس دفعه وحده وقام بسرعة وقال
" أح حار مع سلامة لينا و انتبهي لا يفوتك الباص ترى ما في أحد في البيت "
هزت راسها ورجعت تقرأ في كتابها لما ترك لها المكان هادي. ما كانت قلقانه من الباص لأنه ياخذها بالعادة ست ونص يعني باقي معها وقت. لينا ضابطة المنبه حق الجوال على ست وعشرين دقيقة ورجعت تدرس في كتابها ومجرد سمعت صوت المنبه قفلته ودخلت الجوال شنتطتها وأخذت عبايتها وطلعت للحوش. صكت الباب الداخلي ولبست عبايتها ولفت الطرحه على رأسها وربطت برقعها ورفعته عن وجهها ثم جلست على الدرج وهي تراجع. انتبهت لينا أن الوقت مر و الباص ما جاء ولأن الباص يمر على بيت شمس أول دقت عليها
" صباح الخير شمس "
" صباح النور هلا لينا "
" أقول شمس الباص مرك؟ "
"لا ما مر بس أتوقع بيمر لأنه وقت اختبارات ما أظنه يتغيب "
" أيه بس الحين الساعة سبع إلا ربع؟ "
"يمكن تغير نظام وصول الباصات !"
"طيب دقي عليه شوفي وينه و اسأليه, على الأقل نرتاح. حنا خلقه ننتفض عشانه أول يوم "
" خلاص أنا بدق و أرد عليك "
ما جلست لينا غير ثواني و دقت شمس
" هاه بشري؟ "
" والله ما أقول إلا هذا وهو أول يوم ومن الصبح صار فينا كذا أجل الله يستر على الاختبار "
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن شر فالك, قولي لي وش قال؟ "
" الرجال قام الصبح و لقى نفسه في الفراش تعبان يقول ما يقدر يمر علينا "
"كيف؟! طيب ليش ما كلمنا من أول يقول لنا! يا الله وش بنسوي الحين ؟ "
" ليه و أخوانك وين ؟ "
"ناصر طالع من بدري وأبوي مسافر وما راح يجي إلا بكره وأحمد تعرفين في كليته يعني ما عندي أحد "
" طيب ما عليه أنا بشوف إذا واحد من أخواني أو واحد من عيالهم يجي ياخذني وأمر عليك "
"لا وين أنتي صاحية ما أقدر "
" أجل كيف؟ يفوتك الاختبار؟ "
"ما أدري بدق على ناصر يشوف لي حل, يا يرجع ولا يدبر لي صرفه "
" خلاص بس طمنيني إذا لقيتي ولا قولي لي أمر أخذك "
"يصير خير "

دقت لينا على ناصر وهي تحس إنها مضطربة لأنها ما تعودت تركب سيارة غير سيارتهم وتستحي كثير وما تحب تنحط في مثل ها المواقف
" آلو ناصر "
" هلا لينا "
" ناصر الباص مهوب مار اليوم علي "
" كيف؟ "
" أي و الله "
"و ليه إن شاء الله ؟ "
" تعبان السواق وما راح يمر فتعال أرجع وأخذني "
" صادقة أنتي المسافة من جامعتي للبيت نص ساعة على ما أوديك الكلية صارت ساعة وبعدين من كليتك لجامعتي ما يمديني أدخل الاختبار "
"أجل وش أسوي أقوم أمي وأخذ تاكسي؟! "
ناصر من غير شعور عصب وأرتفع صوته أشوي
" لا ما عندنا بنات يركبون تاكسي "
" أجل كيف؟ "
"شمس من بيوديها ؟ "
" ما أدري؟ "
"خلاص أجل ثواني وأدق عليك "
جلست لينا تقلب أوراق كتبها وهي ما تفهم كلمه منه حتى دق عليها ناصر
" لينا "
"هاه "
"شوفي أنا كلمت راكان وهو اللي بيودي شمس و بيمر ياخذك معه "
لينا نست شيء أسمه اختبار وقالت
" لا ماني راكبه معه "
ناصر قال وهو قافله معه بسبب الاختبار
" توك كنت بتروحين مع التكسي! وبعدين راكان ما هو غريب تراه زوجك "
"يــــوه طيب كلم أبوي قل له أروح مع راكان ولا مع التاكسي؟ "
" لينا خلي اليوم يعدي على خير "
" نصر صدقني ما أقدر أروح معه "
" يا الله اللي يشوفك يقول أنه بياكلك "
"طيب كلم أبوي؟ "
" يا أختي الله يشغلك خلاص أنا بكلمه الحين و أرد عليك "
كلم ناصر أبوه وشاف أن أبوه يوافقه وحذر من إنها تروح مع التكسي وعصب بس من مجرد طرح الفكرة عليه و رجع ناصر و دق عليها وقال
"شفتي حتى أبوي زعل يوم قلت له التكسي حقك "
" يا ربي "
"شوفي ترى راكان لو وقف عند باب البيت بيدق عليك اطلعي له خلاص "
لينا بصوت يائس
"أوكي خلاص"
" لينا لا تسوين لنا قلق على صبح الله أستهدي بالله و أذكريه و ركزي على الفاينال "

قفلت الجوال وقلبها ينتفض من فكره إن راكان بيوصلها الكلية أكثر من كونها بتدخل على امتحان نهائي. جلست على حالها ما تعرف تركز وبحكم إن المسافة بين بيتها وبيت شمس قصيرة ما طال انتظارها أكثر من خمس دقايق ولا و صوت جوالها يخلي قلبها ما يتوقف عن نبضه السريع
راكان:-"صباح الورد "
لينا:-"هلا راكان صباح الخير "
راكان:-" أنا واقف برا بالسيارة أطلعي "

نزلت لينا برقعها على وجهها وسحبت طرحتها تستر عيونها ورفعت عباتها على راسها وأخذت شنطتها بيد مرتعشة و أفتحت باب الشارع وهي تحسب لكل خطوة تخطيها علشان ما تتفشل. ومن غير ما ترفع عينها لراكان دارت حول جيب الكسز عشان تركب في المرتبة الثانية في أبعد مكان عنه ولما ما فتح الباب معها دقت بيدها على القزاز لكن راكان مال بجسمه وفتح لها باب المعاون عشان تجلس جنبه. ما قدرت لينا تتحرك من مكانها وكان ودها تقول لشمس تفتح الباب لكن هي خجلانه تقول لها قدام راكان مع إنها تعودت عليه وعلى كلامه في التليفون لكنها ما قدرت تكلمه كذا مباشرة وبمثل هذا القرب صحيح إنها أول مرة شافته فيه ناقشته بجرأه لكن كان ذاك بسبب عصبيتها اللي أعمتها. صوت راكان وهو معصب من شكلهم كذا في الشارع و شايل هم الناس خصوصاً اللي ما يعرفون أنه زوجها
" لينا أركبي "
انتفضت لينا وقالت
" ممكن تفتح الباب اللي ورا؟ "
" أقول أركبي ولا تخلين الناس تفرج علينا "
أول مرة تسمع لينا صوته بمثل ها الشراسة مع إنها كانت لما يكلمها تختلف معه في النقاش وتكون في نفسها عارفه أنها زعلته بس ما كان هو يبين زعله إلا في هدوءه بكلامه أما الحين فكان صوته خشن وعالي و لأنه كان لابس نظرات شمسية ما شافت شيء يبين عصبيته في وجهه العابس أكثر من حواجبه العريضة المعقودة وشده لشفايفه ومن خوفها أركبت السيارة على مهل وقفلت الباب. حست لينا وقت تحركت السيارة و أسندت ظهرها بقطرة عرق تنزلق على رقبتها. شمس شافت أن الجو ثقيل بينهم وما كانت أساسا تتخيل اللي بصير إلا بعد ما هددها راكان إنها لو فتحت باب المرتبة الثانية للينا ما راح يرحمها. شمس تتمنى تراجع بس ما قدرت تفتتح مذكرتها وهي تشوف كل واحد من الاثنين ساكت. راكان يسوق السيارة وهو واصله معه لأنفه ولينا في مكانها ما يتحرك منها شيء حتى راسها ولا حتى طلعت كتابها تدرس فيه, فقالت شمس تسأل راكان يمكن يتعدل الجو
"راكان تدل الكلية؟ "
كان واضح من صوته أنه ما وده يتكلم
" لا ما أدل أنا قلت أوديكم وأنتم تدلوني "
لينا اختنقت وشمس بلعت ريقها وقالت
" أيه بس أنا ما أدل "
هنا راكان حط كل حرته في شمس وصب عليها كل غضبه
" وأنتي خبله ما تدلين طريق كليتك سنتين رايحه جايه على الفاضي "
لينا كل عرق فيها يرتجف وكأنها هي المتهزئة واللي زاد من رجفتها أن صوته العالي كان قريب منها وكأن الكلام موجه لها أما شمس فكانت متعوده عليه وتعرف طبعه لكن هاذي هي أول مره تشوفه منفعل بمثل ذا الشكل. خافت شمس إن لينا تاخذ فكره غلط عن راكان و زواجهم ما عاد بقي عليه غير شهر فقالت بشكل ظريف وهي تضحك
" أعرف أني خبله وهبله ويمكن أكبر غبية على وجه الأرض وما أفهم بس عاد البركة فيك أنت أسأل ومن سأل ما ضاع "
شمس كانت تقول في نفسها " الحمد لله وشكر أضحك وكأني قايله نكتة وأنا متهزئة " . راكان كان منتبه للينا يوم ارتجفت أول ما صرخ عليهم لكن طريقة شمس الودية معه خلته يعدل في أسلوبه فقال وهو يبتسم ابتسامه بسيطة
" لا محشومه يا شمس محشومه"
شمس تلطف الجو
" أعترف يا راكان أعترف أنك متوتر عشان اختبري اليوم "
ضحك راكان وهو يحاول يصلح الوضع اللي خربه
" والله ما أتوقع أني متوتر عشانك بتدخلين الفاينال أنا متوتر عشان ناس ثانين "
شمس:-" يا سلام يعني الحين صارت المدام أغلى من الخالة؟ "
راكان:-" فكيني من كلام الحريم هذا و الكل له غلاة عندي "
شمس:-" لا يا قليل الخاتمة المهم ترى لينا تدل الطريق للكلية "
لينا بسرعة وصوتها مخنوق يرتجف:-" لا ما أدل "
راكان مشكك:-" تعرفين الطريق يا لينا ؟ "
لينا ما كانت تقدر تتكلم أكثر من كذا فعاد عليها سؤاله وهو في نفسه متأكد إنها تعرف الطريق
"لينا تدلين الطريق ؟ "
" لا "
"خلاص ما هي مشكلة بدق على واحد من العيال يوصف لي "
سكتوا شوي ثم قال راكان
" وش أخبارك يا لينا "
" الحمد لله "
" وعلومك ؟ "
"الحمد لله "
" و كيف المذاكرة؟ "
لينا حست أنها كررت أجابتها كثير ومن غير ما تركز على سؤاله قالت
" بخير"
راكان وشمس ضحكوا من غير أي تحفظ أما لينا فا وصلت معها أتش و ما انتبهت لنفسها أنها التفتت بحده لراكان ولما شافت وجهه وعليه ابتسامة عريضة وهو مشخص بشماغة ترددت و حست بقشعريرة في جسمها فا قفلت فمها ورجعت على نفس وضعها الأول . ناظرها راكان بطرف عينه فمد يده ومسك يدها اللي حاولت تسحبها لكن هو ظل ماسكها و بابتسامته ما فراقت وجهه سألها
" وش عندك اختبار اليوم ؟ "
"رواية إنجليزية للمؤلفة جين أوستن "
" وأي وحدة من مؤلفاتها؟"
" الكبر والهوى "
شمس تنحنحت وقالت
" أحم أحم أححم نحن هنا يا ناس "






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة