عرض مشاركة واحدة
قديم 17-12-2014, 02:36 AM   رقم المشاركة : 2
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

اذكروا قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ [الأنفال: 20-23]، احذروا أن تكونوا من هؤلاء واجتهدوا بقدر استطاعتكم أن تكونوا مِمَّن قال الله فيهم: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ [الزمر: 17-18] .
اللهم إنَّا نسألك في مقامنا هذا أن تجعلنا من الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه، اللهم اهدنا سبل السلام، اللهم جنِّبنا سبل الضلال والشقاء يا رب العالمين؛ إنك على كل شيء قدير .
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيّنا محمد وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الخطبة الثانية
الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
أيها الإخوة، فقد سمعتم كثيرًا من أحكام المسح على الخفَّين والجوربين وهنا مسائل متعددة لا يمكن أن نسوقها في هذا المكان ولكن نذكر شيئًا منها، من ذلك: أن الإنسان إذا لبس شرّابًا ومسح عليها ثم أراد أن يُضيف إليها شرابًا أخرى فلا بأس بذلك، مثاله: رجلٌ لبس شرابًا لصلاة الفجر بعد استكمال الطهارة ثم مسح عليها لصلاة الظهر وفي آخر النهار اشتد البرد وأراد أن يلبس عليها شرابًا أخرى فلبس الشرّاب الأخرى وهو على طهارة فإنه يمسح على الشراب الأخرى ولكنّ ابتداء المدة من المسح على الشراب الأولى، هذه مسألة.
المسألة الثانية: إذا لبس الإنسان شرّابًا ثم مسح عليها ثم خلعها بعد المسح فإنه لا يُعيد المسح عليها مرَّة ثانية لكنّه باقٍ على طهارته حتى تنتقض، فإذا أراد أن يتوضأ فإنه لا بُدَّ أن يغسل قدميه حتى لو فُرض أنه قد لبس شرّابتين ثم مسح على الأولى ثم خلعها لِخِفَّة البرد فإنه لا يمسح على الثانية؛ لأنه متى خُلِعَ الممسوح أولاً أو آخرًا، المهم أنه متى خُلِعَ الممسوح فإنه لا تمكن إعادة المسح إلا بعد غسل القدمين في الوضوء .
أيها الإخوة، إن المهم كل المهم أن تعبدوا الله تعالى على بصيرة ولا يمكن أن تعبدوا الله على بصيرة إلا بالعلم الشرعي الذي تتلقّونه من الكتب إن كنتم من ذوي الأفهام أو من العلماء الموثوق بهم إذا كنتم لا تعلمون، لقول الله تعالى: ﴿فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل: 43]، أما أن يكون الإنسان إمَّعة يفعل ما يفعل الناس بلا دليل أو يقول ما يقول الناس بلا دليل فإن هذا نقص بلا شك؛ لأن بعض أفعال الناس ليس على الشريعة ولكنّه على العادات؛ ولهذا نرى كثيرًا من الأمور التي فيها إخلال بالقول أو بالفعل بل وربما في العقيدة؛ لأن الناس اعتادوها ولم يجدوا من ينَبِّههم عليها .
«إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، فعليكم بالجماعة» عليكم بالجماعة، عليكم بالجماعة، وهي: أن تجتمعوا على دين الله متآلفين متعاونين على البِرِّ والتقوى، متآمرين بالمعروف متناهين عن المنكر، إخوانًا في الله وعونًا على طاعة الله، هذه هي الجماعة ومنها، أي: من أسباب الاجتماع: أن تجتمعوا في المساجد في الصلوات الخمس؛ فإنه لا يتخلّف عنها في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلا منافق كما ثبت ذلك في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «ولقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلا منافق أو مريض أو معذور»(20) .
«إن يد الله على الجماعة، ومَن شَذَّ شَذَّ في النار»(21) وأكْثروا من الصلاة والسلام على نبيّكم محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي جعل الله هدايتكم على يديه فهو الذي دلَّكم على كل خير وحثَّكم عليه وبيَّن كل شرّ وحذَّركم منه، فحقُّه أعظم عليكم من حقوق الآباء والأمهات، فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين .
اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتّباعه ظاهرًا وباطنًا، اللهم توفَّنا على ملّته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم أسْقنا من حوضه، اللهم أدْخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به وبإخوانه النبيِّين والمرسلين مع الذين أنعمت عليهم يا رب العالمين؛ إنك على كل شيء قدير .
اللهم أَصْلح للمسلمين ولاة أمورهم، اللهم أَصْلح للمسلمين ولاة أمورهم، اللهم أَصْلح للمسلمين ولاة أمورهم صغيرهم وكبيرهم يا رب العالمين، اللهم ارزق ولاتهم بطانة خير تأمرهم بكل ما ينفع البلاد والعباد في المعاش والمعاد يا رب العالمين، اللهم إنَّا نسألك إيمانًا لا كفر معه، ويقينًا لا شك معه، وإخلاصًا لا شرك معه، واتِّباعًا لا ابتداع معه يا ذا الجلال والإكرام .
اللهم أَبْرم لهذه الأمة أمر رشد يُعز فيه أهل طاعتك ويُذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر؛ إنك على كل شيء قدير .
اللهم أَذِلَّ الشرك والمشركين، اللهم أَذِلَّ الشرك والمشركين، اللهم أَذِلَّ الشرك والمشركين، اللهم دمِّر أعداء الدين من الكفار، واليهود، والنصارى، والملحدين والمنافقين يا رب العالمين، اللهم سلِّط ولاة أمورنا على كل مَن لا خير فيه حتى يقمعوه عن غيِّه وضلاله؛ إنك على كل شيء قدير ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر: 10] .
عباد الله، ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [النحل: 90-91] .
عباد الله، اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نِعَمِهِ يزدْكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت: 45] .







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس