عرض مشاركة واحدة
قديم 28-11-2010, 04:43 PM   رقم المشاركة : 6
رمآدالشوق
( مشرف السيارات وعالم ادم)
 
الصورة الرمزية رمآدالشوق

الشفقُ يتقهقرُ حدَّ الإختِفاء بقدومِ الغسق..
لا قمر يضيء الظلام..
و لا شمعة تطفئ الأحلام..
سكون الليلِ يقطعه صوت موجٍ ثائر..
و صهيلُ جوادٍ من مقبرتهِ مهاجر..
و قلوبٌ بلا آذان..
و أعينٌ بلا ألوان..
لهيبُ الشوقِ قد فارق الأكفان..
و تاهت دروبه خلف الشطئان..
و نحن..قد غفونا على ذلك اللحنِ الحزين..
و جفت مآقينا..
و رحنا نجوبُ صحراء الغربةِ مودعين..
هانحن نرتشف قطرتنا الأخيرة مِن دماء الراحلين..
و نوصِد من خلفهم أبواب الحنين..
ماعادَ يُجدي النحيبُ ولا الأنين..
قد اختارنا الرحيلُ لنمضيَ في ذهول..
و نودِّع الإشراق إلى سماءِ الذبول..
أوما سُميَّ الإنسانُ إنساناً..لأنهُ النسيان؟
كيف لنا أن نتحدى القدر بغيرِ تبجيل
و ندَّعي بأن النسيان ضرب من المستحيل
أوَلم تمضِ كلَّ الآلام؟
أولم يتخطاها القلبُ رغماً عن الأيام؟
و كُنا بالأمسِ نثرثرُ عن الأوهام..
و عن هذا اليومِ الغريب..
الذي لم نضعهُ في الحسبان..
و كُنا نقول..
بأننا لن نقِف هنا..
و كنا نقول..
بأننا أكبرُ من كلِ الأقدار..
لكن الله قد اختار..
فمالنا بعد هذا اختيار..
أيا دمعةً جفَّت بين المآقي..
اطويني خلف الذكريات..
خلفَ الجبين الباكي..
خلفَ جدارِ أمسِنا..
خلف تلك المجاديف..
و بقايا القواربِ..
إذا ما مررتِ مِن هنا..
و لمستِ نفحات ذكرانا..
فتذكري لآلئ عقدنا قبل أن تتناثر حباته..
و تذكري شمعة لقائِنا الدافئ قبل أن تنطفئ نفحاته..
و غضي الطرف عن تلك الأعاصير..
و الأسطر الأخيرة..و ما قبل الأخيرة..
وداعاً يا كلَّ الصداقة المغدورة..
و داعاً يا كلَّ الأخوّةِ المبتورة..
وداعاً يا بيتنا الكبير..
وداعاً يا حلمنا الصغير..
وداعاً يا تلك الصفحات..
وداعاً أيا كل الأقلام..
لا تغضبي إن صدأت أحاديثنا و افتعلنا الخِصام..
فالباقي قد ثبُت..
و الراحِل لا وجود له خلف الحطام..







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس