عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2014, 03:38 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


فقال رجل منهم -يقال له‏:‏ أبو زيد ابن عمرو -‏:‏ أطلق لنا يا رسول الله من كان حيَّاً، ومن قتل فهو تحت قدمي هذه‏.‏
فبعث معهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم علي ابن أبي طالب‏.‏
فقال علي‏:‏ إن زيداً لا يطيعني‏.‏
فأعطاه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم سيفه علامة، فسار معهم على جمل لهم، فلقوا زيداً وجيشه ومعهم الأموال والذراريّ بفيفاء الفحلتين، فسلمهم علي جميع ما كان أخذ لهم، لم يفقدوا منه شيئاً‏.‏
بعث زيد بن حارثة أيضاً إلى بني فزارة بوادي القرى، فقتل طائفة من أصحابه وارتث هو من بين القتلى، فلما رجع آلى أن لا يمس رأسه غسل من جنابة حتَّى يغزوهم أيضاً، فلما استبل من جراحه بعثه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثانياً في جيش فقتلهم بوادي القرى، وأسر أم قرفة فاطمة بنت ربيعة بن بدر، وكانت عند مالك بن حذيفة بن بدر، ومعها ابنة لها وعبد الله بن مسعدة، فأمر زيد بن حارثة قيس بن المسحر اليعمري فقتل أم قرفة، واستبقى ابنتها، وكانت من بيت شرف، يضرب بأم قرفة المثل في عزِّها، وكانت بنتها مع سلمة بن الأكوع، فاستوهبها منه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأعطاه إياها، فوهبها رسول الله لخاله حزن ابن أبي وهب، فولدت له ابنه عبد الرَّحمن‏.‏
بعث عبد الله بن رواحة إلى خيبر مرتين، أحداهما‏:‏ التي أصاب فيها اليسير بن رزام، وكان يجمع غطفان لغزو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فبعث رسول الله عبد الله بن رواحة في نفر، منهم عبد الله بن أنيس، فقدموا عليه فلم يزالوا يرغبونه ليقدموه على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فسار معهم، فلمَّا كانوا بالقرقرة على ستة أميال من خيبر ندم اليسير على مسيره، ففطن له عبد الله بن أنيس - وهو يريد السَّيف -فضربه بالسَّيف فأطن قدمه، وضربه اليُسير بمخرش من شوحط في رأسه فأمة، ومال كل رجل من المسلمين على صاحبه من اليهود فقتله، إلا رجلاً واحداً أفلت على قدميه، فلما قدم ابن أنيس تفل في رأسه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فلم يقح جرحه، ولم يؤذه‏.‏
قلت‏:‏ وأظن البعث الآخر إلى خيبر لما بعثه عليه السَّلام خارصاً على نخيل خيبر، والله أعلم‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/238‏)‏
بعث عبد الله بن عتيك وأصحابه إلى خيبر فقتلوا أبا رافع اليهودي‏.‏
بعث عبد الله بن أنيس إلى خالد بن سفيان بن نبيح فقتله بعرنه‏.‏
وقد روى ابن إسحاق قصته هاهنا مطولة، وقد تقدم ذكرها في سنة خمس، والله أعلم‏.‏
بعث زيد بن حارثة، وجعفر، وعبد الله بن رواحة إلى مؤتة من أرض الشَّام، فأصيبوا كما تقدم‏.‏
بعث كعب بن عمير إلى ذات أطلاح من أرض الشَّام، فأصيبوا جميعاً أيضاً‏.‏
بعث عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر إلى بني العنبر من تميم، فأغار عليهم فأصاب منهم أناساً، ثمَّ ركب وفدهم إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في أسراهم فأعتق بعضاً، وفدى بعضاً‏.‏
بعث غالب بن عبد الله أيضاً إلى أرض بني مرة، فأصيب بها مرداس بن نهيك حليف لهم من الحرقة من جهينة، قتله أسامة بن زيد، ورجل من الأنصار أدركاه فلما شهرا السِّلاح قال‏:‏ لا إله إلا الله، فلما رجعا لامهما رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أشد اللوم، فاعتذرا بأنه ما قال ذلك إلا تعوذا من القتل‏.‏
فقال لأسامة‏:‏ ‏(‏‏(‏هلا شققت عن قلبه‏)‏‏)‏وجعل يقول لأسامة‏:‏ ‏(‏‏(‏من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة‏)‏‏)‏‏.‏
قال أسامة‏:‏ فما زال يكررها حتَّى لوددت أن لم أكن أسلمت قبل ذلك، وقد تقدم الحديث بذلك‏.‏
بعث عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل من أرض بني عذرة يستنفر العرب إلى الشام، وذلك أن أم العاص بن وائل كانت من بلي، فلذلك بعث عمراً يستنفرهم ليكون أنجع فيهم، فلما وصل إلى ماء لهم - يقال له‏:‏ السلسل - خافهم، فبعث يستمد رسول الله، فبعث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم سرية فيهم أبو بكر، وعمر، وعليها أبو عبيدة بن الجراح، فلما انتهوا إليه تأمَّر عليهم كلهم عمرو وقال‏:‏ إنما بعثتم مدداً لي، فلم يمانعه أبو عبيدة لأنه كان رجلاً سهلاً ليناً هيناً عند أمر الدنيا، فسلم له، وانقاد معه، فكان عمرو يصلي بهم كلهم، ولهذا لما رجع قال‏:‏ يا رسول الله أي النَّاس أحب إليك‏؟‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏عائشة‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ فمن الرجال‏؟‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏أبوها‏)‏‏)‏‏.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس