عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2014, 02:18 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

قال ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -:
[ حتى إني لأقولُ لرجُلٍ إلى جنبي: أتراهُم سبعين؟
قال: أراهم مائة، وهم قُرابة الألف ]
وألقَى الله الرُّعبَ والخوفَ في قلوب المُشركين
{ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ }
[ الأنفال: 12 ].
وثبَّت المُؤمنين بملائكةٍ، كما قال - سبحانه -:
{ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا }
[ الأنفال: 12 ].
وحرَّضَ النبي - صلى الله عليه وسلم - المؤمنين على القتال،
والتقَى الجمعان وحمِيَ الوَطيسُ، وبدأَ النصرُ بماءٍ طهَّر المُسلمين ظاهرًا وباطنًا،
وثبَّت أقدامَه، وربطَ على قلوبِهم، وأذهبَ عنهم تخذيلَ الشيطان،
قال - سبحانه -:
{ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ
وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ }
[ الأنفال: 11 ].
وحضرَ الشيطانُ وقال للمُشركين:
{ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ }
[ الأنفال: 48 ].
ولما رأى الملائكةَ فرَّ وخذلَ المُشرِكين وقال لهم:
{ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ }
[ الأنفال: 48 ].
وقاتلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بنفسِه قتالاً شديدًا،
قال عليٌّ - رضي الله عنه -:
[ لقد رأيتُنا يوم بدرٍ ونحن نلوذُ برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم –
وهو أقربُنا إلى العدُوِّ، وكان من أشدِّ الناس يومئذٍ بأسًا ]
ونزلَ جبريلُ - عليه السلام - يُقاتِلُ في المعركة، وأخبرَ النبي - صلى الله عليه وسلم
صحابتَه بذلك، وقال لهم:
( هذا جبريلُ آخِذٌ برأسِ فرسِه عليه أداةُ الحرب )
رواه البخاري.
وقاتلَ معه ألفٌ من الملائكة، وأخبرَ الله المُؤمنين بقِتال الملائِكة معهم
بشارةً لهم وتطمينًا لقلوبهم، قال - سبحانه -:
{ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ }
[ آل عمران: 126 ].
قال ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -:
[ بينما رجلٌ من المسلمين يومئذٍ يشتدُّ في أثرِ رجلٍ من المُشركين أمامَه
إذ سمِعَ ضربةً بالسَّوطِ فوقَه وصوتُ الفارِس يقول: أقدِم حيزُوم، وهو اسمُ فرس الملَك،
فنظرَ إلى المُشرِك أمامَه فخرَّ مُستلقِيًا، فنظرَ إليه فإذا هو قد خُطِم أنفُه
وشُقَّ وجهُه كضربة السَّوط، فاخضرَّ ذلك أجمع ]
"فجاء الأنصاريُّ فحدَّث بذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له:
( صدقتَ، ذلك من مدَد السماء الثالثة
فقتلوا يومئذٍ سبعين وأسَرُوا سبعين )
رواه مسلم.
قال سهلٌ - رضي الله عنه -:
[ لقد رأيتُنا يوم بدرٍ وإن أحدَنا ليُشيرُ بسيفِه إلى رأسِ المُشرِك
فيقطعُ رأسَه عن جسَده قبل أن يصِلَ إليه السيف، قال - سبحانه -:
{ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ }
[الأنفال: 17] ]
وقُتل في هذه الغزوة سبعون مُشرِكًا، منهم ساداتُ قُريشٍ الذين صدُّوا عن دين الله،
وقُتِل غيرُهم ممن لا خيرَ فيه بالكلية،
وبعد مقتَل ساداتهم لم يبقَ منهم إلا الضِّعافُ، فانتشَرَ الإسلامُ في الآفاقِ بفضل الله.
وقدرُ الله سابِقٌ فيمن بقِيَ من المُشركِين في بدرٍ، فقد أسلمَ منهم بشرٌ كثيرٌ،
وفي مُقدَّمهم: أبو سُفيان وعمرُو بن العاصِ - رضي الله عنهما -.
واستشهَدَ أربعة عشر صحابيًّا أصابُوا أعلى الجِنان.
جاءَت أمُّ حارِثة بن سُراقة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم :
( وقالت: يا نبيَّ الله ! ألا تُحدِّثُني عن حارِثة ؟
قال: يا أمَّ حارِثة! إنها جِنانٌ في الجنة، وإن ابنَكِ أصابَ الفِردوس الأعلى )
رواه البخاري.
قال ابن كثيرٍ - رحمه الله -:
[ وفي هذا تنبيهٌ عظيمٌ على فضلِ أهلِ بدرٍ؛
فإن حارِثةَ لم يكُن في بحبحَة القِتال ولا في حومَة الوغَى؛ بل كان من النَّظَارة من بعيد،
وإنما أصابَه سهمٌ غربٌ وهو يشربُ من الحوضِ،
ومع هذا أصابَ بهذا الموقِف الفِردوس. فما ظنُّك بمن كان واقِفًا في نحر العدو؟ ]
وبعد أيها المسلمون:
فدينُ الله حقٌّ وهو ناصِرُه، والباطلُ وإن تزخرفَ فالحقُّ يدمغُه،
والنصرُ من عند الله وإن تخلَّفَت أسبابُه. فعلى العبد أن يتمسَّك بهذا الدين،
وأن ينصُرَ ربَّه لينصُرَه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
[ آل عمران: 123 ].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،
ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقول ما تسمَعون،
وأستغفرُ الله لي ولكم ولجميع المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه،
إنه هو الغفور الرحيم.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس