عرض مشاركة واحدة
قديم 14-12-2006, 10:34 AM   رقم المشاركة : 2
بانـوراما
( ود جديد )
 





بانـوراما غير متصل

عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملأن – أو : تملأ – ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ؛ كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فمعتقها ، أو موبقها ).
رواه مسلم [ رقم : 223 ].

يقول عبد الوهاب عزام : الفكر لا يحد, واللسان لا يصمت, والجوارح لا تسكن,فإن لم تشغلها بالعظائم, اشتغلت بالصغائر, وإن لم تعملها في الخير, عملت في الشر ..فعلمها التحليق.. تكره الإسفاف, وعرفها العزة..تنفر من الذل.





************************************************** ************************





الفصل الثاني,,


من هو هذا الشاب ؟؟وما حكايته؟؟ وكيف علم بحسن سارة؟؟

إنه سلطان ...وقد ولد وفي فمه ملعقة بل ملاعق من ذهب , ابن لأثرى رجالات المدينة, فأبوه صاحب أموال كثيرة, ومناصب عالية .., كما أنه.. لطيم (أمه ميتة)..,,وهذا ما جعل والده يدللـه كثيراً, ويحرص على تلبية كل رغباته ..حتى أحس سلطان أنه يستطيع تحقيق كل أمانيه,, فليس في هذه الدنيا مشقة ولا تعب..........


في الصباح يدرس سلطان في الكلية إرضاءً لوالده ..رغم أن أكثر أوقاته أثناء الدوام يكون فيها هارباً من المحاضرات ,, مستلقياً مع شلته في إحدى( قهاوي) المدينة.. بين دخان وشيشة,, أكثر ما يجمعهم البلوت ومتابعة القنوات الساقطة هناك........

كما أن مساءه لا يختلف كثيراً عن صباحه,, فهو كسابقه يضيع في الملذات, ومغازلة البنات, وكثير الدوران بالسيارة,, لاسيما أنه يمتلك سيارات فارهة يغيرها باستمرار, ولم لا؟؟ أوليس ابن الأثرياء....

امتاز سلطان عن غيره من الشباب بميزة منحه الله إياها,, أو لعلها كانت ابتلاءً يبتلى به المرء,, فقد آتاه الله فوق المال والجاه.. بسطةً في الجسم ,, وجمالاً في الوجه ,, وملامح جذابة.. مربوع القامة, عريض المنكبين, مستدير الوجه, بهي الطلعة.. يلقبه أصحابه ضاحكين ( مزغلل عيون البنات ) ..!!

لا تعجب أخي.....

فلك أن تتخيل سلطان عندما يلبس الثوب المركوز, والشماغ الأحمر الفاخر, وتلك الجزمة الأنيقة,, وقد فاح من جسمه المتنعم .. ازكي العطور الباريسية ...

لقد كان لسلطان(زعيم الشلة).. استراحة, يجمع فيها أصحابه نهاية كل أسبوع, يشاهدون فيها التلفزيون, ويقيمون فيها سهرات غنائية حيث يغني سلطان لهم بصوت أجش, وكأنه من كبار المطربين.. وفي يده العود ومع الآخر دربكة والبقية يصفقون ويرقصون....الخ, كما أنهم أيضاً يضيعون أوقاتهم بلعب البلوت وغيره , , ويمارسون إزعاج البيوت بالاتصالات في ساعات متأخرة من الليل..., أما أكثر ما يشغلهم .. مهاتفة الفتيات المنحرفات, وعلى أمثال تلك المعاصي,,, فقس!!!!.........

إنك لن تجد في تلك الاستراحة ما يريح النفس, أو يمتع الخاطر كذكر الله أو إقام صلاة ,, كما أنه لا مجال للـلهو البريء كممارسة الرياضة أو الأحاديث الممتعة,,( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا * ونحشره يوم القيامة أعمى......) الآية ..

وفي إحدى ليالي الاستراحة.. تحدث سلطان (مزغلل عيون البنات),,مع إحدى فتياته الساقطات.. كعادته,, وفي أثناء المحادثة, أخبرته بأنها تعرف بنوته جميلة تدعى(سارة),, ( ولكن للأسف تراها مطوعه ومسويه فيها دين, يعني يا سلطان ما راح تعطيك وجه لو تموت )........."إن كيدهن عظيم"..!! تحدته بأن يصل إليها وأن يحادثها..وسبب هذا التحدي هو.,., <الغيرة والحسد من سارة.. أن وهبها الله حسناً وخلقاً وديناً>,,, وقد قيل (تمنت الزانية لو تزني كل النساء.. ليصبحن سواء)..........

قبل سلطان بالتحدي فوراً وأخذ رقم الهاتف,,,, وهكذا اتصل ب(سارة)..........

ألح سلطان بالاتصال, ففي اليوم الواحد يتصل غير مرة,, تحتار سارة هل هو صالح الذي على الهاتف..؟ أم أنه ذاك الشاب الوقح المزعج , فأصبحت ترد ولا تتكلم, فإذا تحدث صالح تنفست الصعداء وتهلل وجهها وتحدثت ,,, وإن لم يكن (صالح).. فلا ريب أنه الشاب المزعج, فتغلق الهاتف دون تردد............

وبعد مرور فترة طويلة على هذا الحال, قررت سارة الوحيدة (مجازاً) في البيت أن ترد على ذاك الشاب..حتى توقفه عند حده, فتنتهي من معاناتها معه, ومن إزعاجه لها,,,,

اتصل كعادته:....

سارة ترفع السماعة: يا ابن الناس تراك أزعجتنا, حسبي الله عليك ..متى تمل أنت؟؟ .....ناس فاضية وما تخاف من دعاء المظلوم....

سلطان:اسمعي يا قمر أنا اسمي سلطان ..وأنا إنسان بصراحة معجب,, عشان كذا ما مليت ولن أمل.....

سارة: طيب ليش تدق كل يوم؟؟ بسألك بالله مو حرام عليك تزعج المسلمين؟؟؟

سلطان: أدق عشان اسمع ها الصوت الحلو.. إلا مو حرام عليك أنت تحرميني من صوتك؟؟

سارة: يا أخي بالله عليك اتركنا في حالنا.. وخلك في حالك,, أنا ماني من الناس إلي تدور عليهم...

واستمرت الاتصالات المزعجة مرة بعد أخرى, لتستمر معها الردود الحادة من طرف واحد.. والعبارات المرنقة العذبة والمزيفة من الطرف الآخر.. من سلطان ( مزغلل عيون البنات ) صاحب اللسان المعسول, والصوت الأجش, والكلام الساحر, والذي قد اعتاد على تلك المواقف وذلك الأسلوب...

بعد مرور فترة على هذا النسق,, بدأت سارة بالاعتراف لنفسها.. بأنه قد وقع شيء ما في نفسها.. من أثر تلك المكالمات,,, ولم لا؟؟ وهي مرهفة الإحساس, رقيقة المشاعر, ممتلئة العاطفة , حبيسة الجدران, مقصوصة الجناحان...فرغم مقاومتها, وشديد مساومتها, وصعوبة مراسها, اقتنعت سارة بأنه ليس لها بعد الله تعالى.. سوى هذا الشاب المشاكس العنيد... فهو قد أضحى أنيس وحشتها,, ومشغل فراغ وقتها,, فأصبح قلبها يرن مع جرس الهاتف فرحاً..رغم أنها كانت في بداية الأمر تكابر, وتخفي صادق الإحساس والمشاعر,,

بلا ريب..لقد كانت تلوم نفسها بعد إغلاق سماعة الهاتف, على ما تم من محادثة, وما جرى من حديث, تلك البقية الباقية من الحشمة, والقطرات الأخيرة من الحياء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كان سلطان يحادثها كل ليلة, ولساعات طوال دون ملل,, فالكهلان نائمان ولا رقيب,, ازداد تعلق سارة به, بل لقد بادلها نفس الشعور الصادق, فرغم علاقاته الكثيرة مع العديد من الفتيات.. إلا أنه وجد أن سارة أجملهن صوتاً, وأدفأهن عاطفةً, وأكثرهن مرحاً ولطفاً,, فمال القلب إليها ميلاً عظيماً ,,وانتابه إحساس لم يعرفه من ذي قبل, وما زال يطمح بأن يراها.. فلم يعد التحدي مع تلك الفتاة.. هو الدافع !! بل أصبح الدافع داخلي ..شعور بالحب,,وإحساس بالعشق.... وليس نزوات شيطانية كالتي كانت مع سابقاتها,,فهل سيحصل على مراده ؟؟؟؟

طلب المحب من المحبوبة أن يراها,, سواء كان ذلك عن بعد,, أو عن طريق صورة لها,, أو بأي وسيلة تراها هي... المهم أنه يريد رؤيتها بأي ثمن..!! فلم يعد لديه للأكل لذة.. ولا للنوم متعة..

بالطبع رفضت طلبه كل الرفض , فمازال للحشمة مكان وللحياء مكانة, وأخبرته بأنه إذا كان مصراً على طلبه فليأت لخطبتها ,,وهنا سيتمكن من رؤيتها كما شرع الله تعالى..

بسرعة نور البرق .. وبلهفة الصحراء للمطر.. انطلق المدلل سلطان إلى والده, طالباَ منه أن يزوجه من تلك الفتاة........ وتم قبول الطلب فوراَ (فسلطان غالي والطلب رخيص)...........

دخل.. سلطان ووالده إلى مجلس الشايب , وتقدما بالطلب ..ولكن( تزول الجبال ولا تزول الطبائع ) تم الرفض كالعادة , وبذات الحجج والأعذار الواهية...!!, رجع سلطان إلى بيته "غضبان أسفاً", فهاهو الحلم قد تبدد, وهاهي الأماني قد تلاشت, فكيف السبيل إلى وصالها, وما هو الطريق إلى لقائها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

نفس الشعور بالإحباط والإحساس باليأس قد خيم على محيا سارة, بل إنها فقدت الأمل بالحياة,, فلم يعد للسعادة محل, ولا للفرح مطل.....

عاد سلطان ليحادثها, وليتباحثا مستقبلهما الذي أزفت شمسه على المغيب, وأوشك أن يكون" كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً "...فقررا أن يلتقيان ليحددا ما سيفعلان وليجدا الحل في تلك المصيبة الكبيرة< مصيبة العشق>..!!!


اقترحت بأن يدخل سلطان من نافذة غرفتها الملاصقة للجبل المجاور,, فهي سهلة الدخول بالنسبة له كما أنها بعيدة عن أعين الرقابة بشرط هام( دون مساس) فالهدف من اللقاء التعرف والتخطيط للمستقبل فقط..!!! كما أن هذا اللقاء سيكون الأول والأخير,, وبكل سرور وفرح, وتلهف وشوق,, وافق سلطان..........


في ساعة متأخرة من ليلة باردة سماؤها صافية وبدرها بازغ.. اقترب سلطان من ذلك المنزل الصغير الذي أصبح في عينيه بمثابة قصر عاجي تسكنه فتاة من حور الجنة.. تقدم رويدا رويداً,, وفي كل خطوة يخطوها للأمام كانت تزداد فيها نبضات قلبه خفقاناً, وأطرافه برودة,, فشعوره بالخوف هذه المرة وبهذا القدر يعد أمراً غريباً, والسبب أنه يتجه ليرى من رسمها خيالة, ومن بنى عليها أحلام حياته, فهل سيرى ما كان يتوقعه..؟؟ وهل ستتحقق له أكبر أمانيه..؟؟

أما سارة ففي لحظات الانتظار لم تستطع الجلوس وكانت قد تصببت عرقاً, بالرغم من برودة الليل, وفي كل دقيقة تمضي يزداد فيها رجيع أنفاسها سرعة, فكانت بين الوهلة والأخرى تحدث نفسها (لازم ما أخاف ...ولازم أكون واثقة من نفسي.. وراح يكون وفيّ وما بيلمسني ..والمسلمون عند شروطهم..!!).....الخ ,,الفرق بينها وبين سلطان,, أنها للمرة الأولى التي تلتقي فيها برجل أجنبي عنها (غير ذي محرم) بل وتختلي به ...وأين؟؟؟ في بيت أهلها!! وداخل حجرتها..!!





غداً نكمل,,