أنا من أشهر شاعرات العرب
. وقد أجمع علماء الشعر أنه لم تكن امرأة أشعر مني
وشعري كله في رثاء أخواي معاوية وصخر
وأنشدت في سوق عكاظ بين يدي النابغة الذبياني وحسان بن ثابت فقال لي النابغة:-
(اذهبي فأنت أشعر من كل ذات ثديين.
ولولا أن هذا الأعمى (يعني الأعشى) أنشدني قبلك لفضلتك على شعراء هذا الموسم).
قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومي من بني سليم،
وأعلنت إسلامي وإيماني بعقيدة التوحيد،
وحسن إسلامي حتى أصبحت رمزا متألقا من رموز البسالة، وعزة النفس،
وعنوانا للأمومة المسلمة المشرفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنشدني ويعجبه شعري،
وكنت أنشده وهو يقول: (هيه يا ....؟؟ ويومي بيده) .
وعندما أخذ المسلمون يحشدون جندهم ويعدون عدتهم زحفا إلى القادسية،
كل قبيلة تزحف تحت علمها مسارعة إلى تلبية الجهاد كنت مع أبنائي الأربعة
أزحف مع الزاحفين للقاء الفرس
.فلما أشرق الصبح واصطفت الكتائب وتلاقى الفريقان أخذت أتلقى أخبار أبنائي وأخبار المجاهدين.
لقد جاءني النبأ بالاستشهاد فقلت: (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته).
توفيت بالبادية في أول خلافة عثمان بن عفان- رضي الله عنه- سنة 24
من أشعاري ;
يؤرقني التذكر حيـن أمسـي
فأصبح قد بُليت بفـرطِ نكـسِ
على صخر واي فتى كصخـر
ليوم كريهـة وطعّـان جلـسِ
فلـم أر مثلـه رزءا لـجـنّ
ولـم أر مثلـه رزءا لانـس
ولولا كثـرة الباكيـن حولـي
على اخوانهم لقتلـت نفسـي
فـلاوالله لاانـسـاك حـتـى
أفارق مهجتي ويشق رمسـي
فقد ودعت يوم فـراق صخـر
أبي حسـان لذاتـي وأنسـي
فيالهفي عليه ولهـف نفسـي
أيُصبح في الضريح وفيه يُمسي
فــــــــــــــــــــمـــــــــــن أنــــــــــا