عرض مشاركة واحدة
قديم 26-08-2017, 05:31 AM   رقم المشاركة : 1
نايف كيشار
( ود جديد )
 





نايف كيشار غير متصل

قبيلة الفوايد السعادي

كتبها نايف كيشار الفايدي
بتاريخ 17-1-1997
قبيلة الفوايد من القبائل الليبية ـ والمصرية ، التي اشتهرت بمناعتها وقوة شكيمتها ومشاركتها في القضايا الوطنية، كما اشتهرت بثرائها بأملاكها ورجالها، شأنهم في ذلك شأن أسلافهم من "بني سليم" ممن انتهي إليهم الشرف في الجاهلية فوصلوه بالإسلام علي مدي العصور وتعاقب الأجيال، ومن ثم كانوا القدوة الحسنة ليس لذويهم فحسب، بل لجميع أبناء القبائل العربية سواء بسواء.التاريخ هو صانع الوعي بالذات، ومنبع الفيض للمستقبل، والجذور هي كوامن الهوية، ويمثلان معا البوصلة الوحيدة القادرة علي إعادتنا نحو غد يمثلنا، في حاضر نعيش فيه، يسعي الكثيرون إلي تلويثه بشتي موبقات التفتيت.
"الأهرام العربي" قررت أن تعود إلي الجذور من أجل الفروع، وتنشر سلسلة عن القبائل العربية، لنعيش الحاضر عبر الماضي والمستقبل، من خلال متابعة تاريخ وامتدادات القبائل العربية في أقطار عالمنا العربي، علي مستوي الزمان والمكان، بغية تفويت الفرصة علي كل من تسول له نفسه، تطويع ماضي وحاضر هذه القبائل، بما يخدم أهدافه.في بطون الفوايد ـ عائلة كيشار ، عائلة الباسل ، والعلواني، السعدي ، لملوم ، التايب ..
أبناء الفوايد في مراكز مرموقة في الحياة المصريةتنتسب هذه القبائل إلي فايد بن برغوث بن الذيب الملقب بأبي الليل زوج سعدي بنت خليفة زعيم زنانة بتونس، وينتسب الذيب إلي بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان المضرية العدنانية.أما الموطن الأصلي لبني سليم إبان العصر الجاهلي وفي صدور الإسلام، فكان بادية شرق مكة، وكانت سليم في ذلك العصر من أقوي قبائل العرب وأشدهم شكيمة وأفصحهم بيانا، وأكثرهم تمسكا بالعادات الحميدة التي كانت سائدة آنذاك، ولسنا نريد أن نتابع هذه الأمور بالتفصيل، فليس في هذه الدراسة موضع لتقصي مثل هذه المسائل، ولذلك نكتفي بالإشارة إلي أن بني سليم كانت من أسبق القبائل العربية إلي الإسلام ومناصرة الدعوة الإسلامية، وورد فيها الحديث النبوي الشريف:"بارك الله في بني سليم وملأ بهم الأرض"، ولا أعدو الصواب إذا قلت إنهم من أكثر القبائل العربية الآن انتشارا علي الأرض، ومن هنا وعلي هذا الأساس كان لبني سليم الدور البارز في جيوش الفتوحات الإسلامية بيد أنهم انحازوا إلي القرامطة ومعهم بنو هلال وغيرهم، وعندما استقر الحكم الفاطمي في مصر والشام، ارتحلت بنو سليم إلي صعيد مصر، وأقاموا بالعدوة الشرقية من نهر النيل.ولم يطل بهم المقام هناك، إذ ستعان بهم الخليفة الفاطمي المستنصر بالله لاستعادة شمال إفريقيا، ومعهم قبائل أخري كبني هلال، وكونوا جميعا حلفا أطلق عليه "الحلف الهلالي" وكان المعز بن باديس حاكم تونس الموالي للعباسين، قد انفصل بشمال إفريقيا عن الدولة الفاطمية، ويمكننا أن نذكر في هذا السياق، أنه عندما حل الحلف الهلالي ـ السليمي ببرقة، اصطدمت به طلائع ابن باديس التي لحقت بها الهزيمة تلو الهزيمة، واكتسحت جحافل الحلف الهلالي ـ السليمي المنطقة حتي تونس، ويطول بنا المجال إذا ما حاولنا تقصي نتائج هذه الحملة، وحسبنا أن نشير إلي أن قبائل الحلف الهلالي ـ السليمي قد استوطن أفرادها وامتزجوا بمن سبقهم من المرابطين والبربر امتزاجا صهرهم في بوتقة القومية العربية، وعلاوة علي تعريب الشمال الإفريقي، فقد كان سجل ذلك الحلف حافلا بجلائل الأعمال والبطولات الخالدة، دفاعا عن المغرب العربي ضد الغزوات الصليبية، وذلك بالتآزر مع أحفاد المرابطين، أخلاف جند الفتح الإسلامي والقبائل البربرية القديمة، ومن هنا احتفظ الجميع بهذه الديار عربية مسلمة حتي يومنا هذا.الطريق إلي الوطن الأصلي
بعد أن تمكنت هلال وسليم من شمال المغرب العربي سلمتا البلاد للفاطميين واكتفتا بالجيش في الصحراء فأخذت سليم صحراء طرابلس وأخذت هلال صحراء تونس، وكانت قبيلة الفوايد تقطن المنطقة من برقة الحمراء إلي وادي سمالوس منذ القرن الحادي عشر للميلاد، وقد استمر ذلك حتي دب الخلاف بينهم وبين عمومتهم "الجبارنة" وكان زعيم الفوايد حمدي بن مرابط من بطن عبد الكريم، وكان قد استولي علي جميع حقوق قبيلة الجبارنة وامتيازاتها، وكانت زعامة الجبارنة بيد عبد النبي مطيريد الذي حالفه النجاح في توحيد أفراد قبيلته واستنفارها، وبالفعل اشتبكوا مع الفوايد في حرب طاحنة أسفرت في النهاية عن انتصار الجبارنة، مما تسبب عنه جلاء الفوايد من برقة إلي مصر موطن أجدادهم إبان العهد الفاطمي، وثمة فريق من الرواة يري رأيا مغايرا، وهو تعرضهم لاضطهاد الانكشارية علي إثر امتناع الفوايد عن دفع الأتاوات المجحفة، فهاجروا بأكملهم إلي مصر، وقد استوطن البعض (بطن الرمح) في الفيوم، وأقام الباقي في الصعيد، وفي رواية ثالثة أن الفوايد حضروا إلي مصر برفقة الهنادي حوالي القرن الثاني عشر الهجري، عائدين من الغرب بقيادة يونس بن مرادس المسلمي وقد نزلوا الصحراء الغربية واشتركوا مع الهنادي في حربهم ضد قبيلة أولاد علي.ويحدثنا اللواء صلاح التايب في كتابه "تاريخ القبائل المصرية" إنه عند رجوع الفوايد إلي مصر، ضربوا خيامهم بالصحراء الغربية، التي كانت موطنا لأولاد علي، الذين صدوهم عن السكن في تلك الصحراء، فخرجوا إلي الفيوم والمنيا وبني سويف، وبعد أن تم لهم التقاط أنفاسهم شنوا حربا ضد أولاد علي في معركة (بطومة) بالصحراء الغربية، كان النصر فيها حليفا للفوايد.تاريخهم في عهد محمد علي
كان أول احتكاك بين الفوايد وحاكم مصر محمد علي باشا عام 1813م، حين قرر عليهم في الجيزة غرامة مالية كبيرة، فأعلنوا التمرد والعصيان، فما كان منه إلا أن يصدر تعليماته إلي كاشف البحيرة بنهب أموالهم وسبي نسائهم وأولادهم ففعل، حسب ما يذكر الأستاذ محمد زيتون، في كتابه "إقليم البحيرة" واستنادا لما تقوله الدكتورة إيمان محمد عبد المنعم، في كتابها "العربان ودورهم في المجتمع المصري" إنه كان من المألوف أن يذهب كبير مشايخ عربان كل قبيلة للمثول أمام محمد علي باشا، والتعهد بعدم القيام بأية اعتداءات من جانب عربانهم علي الأهالي.وكان من سياسة محمد علي أن يستميل العربان إليه، وقد نجح في استيعاب مفاهيمهم وطبيعتهم التي تميل إلي الترفع والتمايز، ومن ثم منحهم امتياز العرب الذي يعفيهم من التجنيد الإجباري، نظير وعد العربان بتقديم الجند عند الطلب بواسطة مشايخ القبائل، وأول ما نستطيع ملاحظته علي الفور اشتراك العربان من قبائل الفوايد وغيرها في الحملات إلي الجزيرة العربية والسودان، وقدم العربان الذين لم يتوجهوا للحملة خيولهم وجمالهم لاستخدامها هناك، وذلك نظير ألف وخمسمائة قرش لكل شخص منهم.وقد أغري محمد علي العربان ومشايخهم بالمرتبات والمنهج، وكان يدفع لمشايخهم مبالغ مقدمة، قبل أن يتوجهوا إلي الجهات المرتبة لهم، ففي مكاتبة من الديوان الخديو إلي حاكم الإقاليم الوسطي، طلب منه دفع مبلغ أربعة آلاف قرش إلي الشيخ محمد أبو العلواني من قبيلة الفوايد الذي سيتوجه إلي السودان، وأول من برز وذكر من هذه القبيلة في مجال المجهود الحزبي شيخ القبيلة عمار كيشار وكان يكني بعمار الغازي لكثرة غزواته مع جيش محمد علي، وكان من مشايخ العرب المقربين من محمد علي، وقد توفي عمار ودفن في قرية منهرة من قري بني سويف بين ببا والفشن، وتولي مشيخة الفوايد بعده ابنه الأكبر محجوب عمار كيشار الذي أنعم عليه محمد علي بخمسمائة فدان من الأراضي الزراعية في قرية بني وركان بالمنيا لبطولاته وشجاعته في حروبه مع محمد علي في الحجاز والشام وفتح عكا، ولقد يحق لنا أن نستدرك في هذا الصدد فنقول، يبدو أن مشايخ العربان حاولوا أن يتدخلوا في بعض الأمور العسكرية، أو في تحريك وجهة الفرسان التابعين لهم، ففي أمر عال إلي مدير نصف أول وسطي أمر بتفهم محجوب كيشار شيخ عربان الفوايد بأن السر عسكر باشا، هو المسئول الوحيد عن الأمور العسكرية في بر الشام، وصاحب الحل والطول في تعيين الرؤساء.وحفلت الوثائق بالأوامر إلي مديري المديريات بجمع العربان الصالحين للجهادية، ففي أمر إلي مدير الأقاليم الوسطي طلب محمد علي إرسال ستمائة شخص من عربان قبيلتي الفوايد والجوازي المقيمين في الأقاليم الوسطي، وتعيين رئيس لهم وترحيلهم وإرسالهم ليكونوا بمعية إبراهيم باشا، وفي وثيقة أخري في عام 1834صدر أمر عام إلي مشايخ عربان الفوايد والحرابي والجوازي باختيار 25 خيالا من كل قبيلة، لأنه تقرر ترتيب 75خيالا ليكونوا في معية إبراهيم باشا، أينما حل وأينما سار. وفي عام 1832استعان إبراهيم باشا بنحو ألف جندي من عربان الفوايد والجوازي والحرابي والهنادي، تم إرسالهم إليه علي دفعات ومعهم ذخائرهم وأسلحتهم، وهذا النسق يشبه عن قرب ما حدث عام 1830، حيث تعهد مقرب العلواني شيخ عربان الفوايد بتجنيد سبعمائة خيال، وتعيين رئيس عليهم وإرسالهم للجيش في عكا.وكان من أهم واجبات الفرق المكونة من العربان الاستطلاع أثناء زحف الجيوش ومطاردة العدو ومناوشته أثناء الهزيمة أو الانسحاب، وهم أكثر صلاحية لهذه الأعمال الحربية من غيرهم، وقد قدم العربان الخيل ودربوا جندهم علي طريقة الكر والفر المعهودة في الحروب.وآخر ما نقوله في هذا المجال :إنه في عام 1834شاركت الفوايد في الحملة التي أعدها محمد علي لتأديب عربان غزة مع أولاد علي والجمعيات، كما اشترك عربان الفوايد مع عربان الهنادي والحرابي في إخماد الفتنة التي اشتعلت في المنيا علي إثر ظهور أحد الأهالي في قرية الحمدية التابعة لقسم قوص، وادعائه بأنه المهدي، وتم تشتيت شمل أهل الفتنة حتي فر المدعي إلي العليقات عام 1834.وقد قام العربان بالعديد من المهام في الجيش، فتعهد عربان الفوايد والحرابي والهنادي بنقل لوازم عساكر الجهادية المقيمين في بني سويف من الدقيق والمسلي والحطب التي رتبت لهم من الفيوم، كما تعهدوا بحمل الكتان والقطن إلي بني سويف مقابل 60 فضة، وأيضا نقلوا الخيش وملح البارود والصفصاف، وكان يتم تحديد أجرة نقل كل شيء علي حدة.بقي أن نعرف أيضا أن محمد علي قد كافأ مشايخ الفوايد بمبالغ كبيرة جدا فور عودتهم من أداء مأمورياتهم في السودان، كما كان يكافئهم بتعيينهم في منصب كبير المشايخ في قبائلهم، وذلك عند أول فرصة تسنح لتعيين شيخ آخر للقبيلة.منح الأراضي للفوايد وبداية التوطين
أقرب الاحتمالات في ظننا أن نقول، إن مشكلة العربان بما فيها من تهديدهم لأمن البلاد بالإضافة إلي تأخرهم اجتماعياً واقتصادياً، كانت الحاجز الذي يقف دون تحقيق محمد علي لمشروعه في تحديث مصر، وفي كنف هذه الظروف يكاد يكون من الطبيعي بل من المحقق أن يغدق عليهم محمد علي، بالأراضي الخصبة لزراعتها ومباشرتها، قصداً منه أن يحد مما تعودوا عليه من ظاهرة شن غاراتهم علي القري، وأن يستفيد منهم في تنمية ثروة البلاد الزراعية.وكانت هناك بعض القبائل أكثر ميلاً للاستقرار وتقبلاً في الفترة التي شهدت منح وتوزيع الأراضي عليهم ومنهم الفوايد، وقد جاءت الخطوة الأولي في هذا الصدد بمنح محجوب عمار كيشار خمسمائة فدان من أبعادية بني وركان وغيرها بمديرية المنيا وبني مزار، وتحفل الوثائق بمنح العريان الكثير من الأراضي علي نظام العهدة، وأيضاً إحالة أطيان إلي عهده مشايخ عريان الفوايد، ومن بين المشايخ الذين ينتمون إلي أصل بدوي وظلوا مشهورين ككبار الحائزين للأراضي في القرن العشرين مشايخ لملوم، وتنتمي أسرة لملوم إلي مشايخ الفوايد الذين امتلكوا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر قلعة تسمي قصر لملوم، تقع في الصحراء الغربية.ورغماً عن هذا كله، فإن مشروع محمد علي لم يقدر له النجاح تماماً، فثمة وثائق يستفاد منها أن السلطات قد اضطرت في كثير من الأحيان إلي استخدام العنف، كما حدث في ديسمبر 1835، عندما أرسلت الحملات لطرد عريان الفوايد وغيرهم بقسم طحابوش وتم طردهم بحيواناتهم من وسط زراعة الأهالي، وذلك بعد أن عجز الأهالي وناظر القسم في طردهم، وكانت تتم المصالحة بين العربان العاصين والفارين وبين الحكومة في محاولة من الأخيرة لإصلاح أمورهم، فقدم عمد قبائل الفوايد والجوازي والحرابي بالوجه القبلي تعهداً بعدم الإقدام علي العصيان مرة أخري، والإقامة بنجوعهم المعينة لهم، وإلا تعرضوا للعقاب.نكبة الفوايد علي يد سعيد باشا
تولي سعيد باشا حكم مصر بعد وفاة عباس باشا الأول، واستناداً لما يقول المحامي علاء الدين عبدالمجيد، في كتابه ـ القبائل العربية في مصر في نهاية القرن العشرين، إنه كان شديد الكره للعربان، ومن هذه الزاوية فتح أذنيه للواشين ومنهم مستشاره الخاص ديلسبس، الذي لم يترك نقيصة إلا وألصقها بالعربان، بل أدخل في روعه هاجس انقضاضهم علي الحكم بمعاونة أقربائهم في وادي برقة، ومن ثم أصدر سعيد باشا أوامره بالقبض علي مشايخ العرب محجوب عمار كيشار ومقرب العلواني، وأمر بنفيهما إلي السودان، ومصادرة سلاح العربان وخيولهم وإبلهم وجرد حملة لذلك تصدي لها رجال قبيلتي الفوايد والجوازي، وكان النصر حليفهم في معركة كفر مهدي، علي البحر اليوسفي، وكان يقود العربان السعدي عمار كيشار، الأخ الأصغر لمحجوب المنفي في السودان، يعاونه إخوته مفتاح وعبدالله وعبدالنبي، ومعهم الشيخ محمود ديهوم وقد أثارت هذه الهزيمة ثائرة الخديو، ودعم حملته بالمزيد من الجنود والسلاح، وعندما وجد أفراد هاتين القبيلتين ألا طاقة لهم بمواجهة هذه الحملة تجمعوا في مديريتي المنيا وبني سويف متجهين إلي الفيوم حيث التحق بهم قبائل المغاربة والسعادي والحرابي والبراعصة والهنادي، وشرع الجميع في الرحيل متجهين إلي الصحراء الغربية في طريقهم إلي مسقط رأسهم وادي برقة، إلا أن قوات الخديوي تمكنت من اللحاق بهم، وقبضت علي بعض زعمائهم ومنهم السعدي عمار كيشار وإخوته.وأصدر الخديو أمراً بإعدامهم أمام أهليهم وقتل من رجال الفارين وشبابهم الكثير، بل وقيل أيضاً أنه كان يأمر بقتل الأطفال، حتي إن الأمهات كانت تخلع علي الأطفال الذكور ملابس الإناث وتثقب آذانهم حتي يضمنوا لهم النجاة. أما من كتب لهم النجاة من الفوايد وأحلافهم، فقد لحقوا بأصولهم في ليبيا، واستمروا هناك حتي انقضي عهد الخديو سعيد، فعادت تلك القبائل إلي مصر مرة أخري عام 1870، ويمكن القول علي وجه اليقين إن نكبة الفوايد لم تفت في أعضادهم، فعند أول انتفاضة للشعب المصري ضد الخديوي توفيق علي يد البطل أحمد عرابي باشا، نري الفوايد وغيرها من القبائل تؤازره ضد الإنجليز الذين هاجموا مصر لحماية الخديو، وقد اشتركت في معركة كفر الدوار وألحقوا بالإنجليز الهزيمة وأوقفوا تقدمهم، ثم اشتركوا معه في معركة التل الكبير التي انتهت بانتصار الإنجليز، وقد قبض الإنجليز آنذاك علي شيخ العرب لملوم بك السعدي كيشار، وحوكم مع من تمت محاكمتهم من القادة المصريين وغرم أربعة آلاف جنيه مصري مع السجن، وفيما بعد تم تعديل السجن إلي تحديد إقامته، وظل كذلك حتي استعانت به الحكومة المصرية عام 1907، حيث أرسلته معززاً مكرماً للصلح بين القبائل العربية علي حدود مصر الغربية.فروع الفوايد في مصر
يعزي إلي فايد أنه أنجب ثلاثة أولاد هم بريق وعبدالكريم ورمح، وقد أطلق علي نسل الأول البريقات وينقسمون إلي أربعة بطون الطيور والرقيب وبلوم والسحيمات، وكان شيخهم عمار التايب بن محمد بن حسن بن نايل بن منصور بن بريق، وكان فارساً ومحارباً عظيماً، خاض حروباً كثيرة انتصر فيها علي قبائل الجوازي وأولاد علي، وعند اغتياله حزنت عليه جميع القبائل وقد أنجب عمار محجوب وهذا أنجب مأزق الذي أنجب مهدي وكان الأخير فارساً عظيماً وصورة طبق الأصل من جده عمار التايب، وأنجب مهدي مأزق وكان وكيلاً لقبيلة الفوايد، ثم أحيلت عليه عمودية القبيلة من وزارة الداخلية، بدلاً من عبدالله لملوم باشا، الذي تسلم الوزارة في الوفد عام 1941، وأنجب التايب المستشار منصور صهر السيد عبدالحميد البكوش رئيس وزراء الجماهيرية الليبية الأسبق، كما أنجب التايب صلاح لواء الشرطة ومدير أمن الإسكندرية السابق، ومن سلالة عمار التايب عائلة مبروك وعائلة الشلابي وعائلة الجهمي، ومن عائلات الطيور عائلة إبراهيم السعدي وشردان ودينون ومحمد وإبراهيم وبريك وعامر والشوربجي وراضي وحماد وضيف الله، ويقيم الطيور بعزبة التايب بمغاغة وفي مركز ببا في بني سويف، وشيخهم عابد محمد خالد وفي الفيوم يقيم الطيور في عزبة روفان، وتتبع السعدة مركز إطسا، كما يقيم جزء منهم في عزبة الحواري التابعة لمركز أبو جندير بالفيوم وبالفيوم عائلة أبو عنز والأقعص، ويوجد في صفط راشين التابعة لمركز ببا جزء من الطيور منهم ملود وخالد وعبدالنبي.الرقيب
وهم الفرع الثاني من البريقات، وجدهم واحدهم والطيور وبلوه والسحيمات وهو بريق، ولذا سميت البطون الأربع بالبريقات، ومن شيوخهم إبراهيم مسعود وتوفيق هدهود وحسين سلطان وحمدي توفيق، ويقيمون بقصر الرقيب التابع لبرمشا مركز العدوة كما يقيم جزء منهم بالحامدية مركز إطسا بالفيوم، ومنهم محمد الشين عمدة الحامدية، ويقيم جزء منهم بقرية بلوم وعائلة بلوه الجزء الثالث من البريقات يستوطنون بعزبتهم المجاورة بقرية ملاطية مركز مغاغة، وفي الفيوم يوجد فرع لعائلة بلوه بمركز إطسا، أما السحيمات الفرع الرابع للبريقات، فهم أقرب إلي عائل بلوه ويقيمون بمركز الفشن بمحافظة بني سويف ويوجد بعضهم في السلطاني.بطن عبدالكريم
وهم الفرع الثاني من الفوايد، وهم أبناء عبدالكريم بن سعيد بن مرابط بن عبدالكريم بن فايد بن برغوث بن أبي الليل الذيب، وينقسم أولاد عبدالكريم إلي العائلات التالية:عائلة أبو نقيرة برقية الشياط والبنورة بمركز مغاغة ومركز العدوة، وعائلة حميدي ويقيمون بعزبتهم التابعة لدشاشة بمركز سمطا، وعائلة كيشار وهي أكبر عائلات عبدالكريم، ويوجد في برقة وادي يسمي هوي كيشار، أي وادي كيشار علم اسم جد هذه العائلة، ومنها عائلة السعدي ومن هذا البيت رجال سجل التاريخ لهم نشاطاً وبروزاً، ومنهم لملوم بك السعدي وأولاده، وقد أدي خدمات جليلة لوطنه وقبيلته، وانتدبته الحكومة المصرية والعثمانية لمدينة بني غازي للصلح بين قبائل برقة مرات عديدة، ومن الشخصيات المهمة في هذه العائلة صالح باشا لملوم، وكان ذا سطوة ونفوذ كبير في محافظتي المنيا وبني سويف، وكان مشهوراً بالنخوة والشهامة، قتل مع أخيه عبدالرحمن لملوم بك سنة 1938، أثناء معركة انتخابية في مركز الفشن وقد أنجب صالح كيشار ووليد ورشدي وعدلي وكان عدلي عضواً بمجلس النواب، له حادثة مشهورة حكم عليه فيها بالأشغال الشاقة المؤبدة، عندما أظهر معارضته وتصديه لقانون الإصلاح الزراعي عقب ثورة يوليو، وقد أفرج عنه بعد أن مكث في السجن ثلاث سنوات.ومن الشخصيات المهمة في عائلة السعدي، عبدالله باشا لملوم، وكان عضو بمجلس الشيوخ، وقد أنجب محمد المحامي وعضو مجلس النواب، وكان عضواً في الهيئة الوفدية، واشترك مع لجنة وضع الدستور.ومن شخصياتها المهمة أيضاً عبدالرحمن بك، وقد أنجب لملوم، وكان عضواً بمجلس النواب، ومن أبنائها أيضاً عبدالقادر الذي أنجب عبدالمنعم، وكان عضواً بمجلس النواب، وكانت شقيقته متزوجة من الملك إدريس السنوسي، ومن أبناء السعدي المصري باشا السعدي، له تاريخ مشرف، وأنجب المصري باشا قاسم بك، وكان عضواً في الحزب السعدي، وله تاريخ سياسي مشرف، ومن أبناء السعدي محمد، الذي أنجب سلطان عضو مجلس النواب، وم أبناء السعدي عمار بك، وكان شاعراً عظيماً، وعبدالعظيم المصري، أحد مؤسسي بنك مصر، وكان يتقاسم الزعامة لقبيلة الفوايد عمار التايب زعيم الطيور، وعمار كيشار من عائلة عبدالكريم.الرماح
ويمثلون الفرع الثالث من بطون الفوايد وهم أولاد رمح بن فايد، ويسكن غالبية أفراد الرماح في الفيوم، ومن هذه القبيلة رجال تغني شهرتهم عن ذكر أسمائهم، فقد كان لهم تاريخ سياسي مشرف إبان الحركة الوطنية ولا ينكر أحد جهاد حمد باشا الباسل 1940-1871، أحد زعماء ثورة 1919، وقد نفي مع سعد زغلول وكأن أحد من قام علي أكتافهم الوفد المصري، وعقد الاجتماع التأسيسي للوفد في قصره بالفيوم، ويمكن القول علي وجه اليقين إنه باع الكثير من ممتلكاته لأجل الحركة الوطنية، ويذكر الدكتور عبدالكريم غرابية، في كتابه ـ تاريخ إفريقيا العربية ـ أنه عندما دخلت إيطاليا الحرب ضد بريطانيا، ازدادت حاجة الإنجليز لعون الليبيين، ووسطوا حمد الباسل، للتوسط لما كان له من مكانة في نفوس الليبيين، قل من يستطيع إنكارها عليه.وكان صنوه في الشهرة شقيقه عبدالستار بك الباسل، وابنه أبوبكر ولقد سجل التاريخ لكل هؤلاء نشاطاً وبروزاً، ولم تكن شهرتهم مقصورة علي مصر فحسب، بل تعدتها إلي دول الجوار.ومن رجالهم المشهورين أيضاً مشايخ العرب السادة، أبوهشيمة الباسل، عمدة كفر الباسل وقبيلة الرماح، وسليمان ومحمد وأحمد وعبدالجواد أولاد سالم الباسل، وعبدالقادر الباسل، عضو مجلس النواب ويتفرع من هذا البطن بيت عائلة أبو جليل.الطريق إلي الأزهر
أما أول من برز من بطن الرماح في مجال العلم، فهو صاحب الفضيلة عميد كلية اللغة العربية بالأزهر: الشيخ عبدالجليل بن عيسي بن أبو ناصر بن حرب بن شلوع بن محمد الضريوي بن إبراهيم بن علي بن رمح بن فايد، أصله من المنيا، وولد بقرية الرملة بمحافظة الغربية عام 1888م، وبعد أن حفظ القرآن الكريم، اشتغل بطلب العلم سنة 1903، وتنقل في طلب العلم بين الجامع الأحمدي والأزهر إلي سنة 1908، ثم درس علي النظام الحديث عام 1909، ونال الشهادة العالمية عام 1914، وعين مدرساً بمعهد طنطا في نفس العام، ثم نقل مدرساً في الأزهر بالقسم الثانوي ثم بالقسم العالي منه، ثم قسم التخصص إلي أن عين مفتشاً في الأزهر عام 1935، ثم صدر أمر ملكي بتعيينه شيخاً لمعهد دسوق عام 1937، وآخر بتعيينه شيخاً لمعهد شبين الكوم عام 1938، ثم أمر ملكي ثالث بتعيينه شيخاً لكلية أصول الدين بالأزهر عام 1946، ثم أمر بتعيينه شيخاً لكلية اللغة العربية بالأزهر عام 1947، ومع المشيخة عضواً في لجنة الفتوي، وإلي جانب تلك المهام الرسمية، حصل الشيخ علي عضوية كل من مجمع البحوث الإسلامية في مطلع السبعينيات، وعضوية المجلس الأعلي للثقافة، وإلي جانب بحوثه المكثفة في علوم الدين، قدم الشيخ للمكتبة الإسلامية العديد من المؤلفات القيمة، ويعد الشيخ عبدالجليل من علماء الأزهر المعمرين، حيث عاش 93 عاماً.وكانت وفاته عام 1981، بعد أن كرمته الدولة 1935بوضع جائزتها التقديرية في العلوم الاجتماعية علي صدره، ويحسب له أنه كان في مقدمة القائمة الشهيرة من الأزهريين الأحرار، الذين فصلهم الملك فؤاد في مطلع الثلاثينيات، في أعقاب احتجاجهم علي الممارسات الوحشية للاستعمار الإيطالي في ليبيا علي إثر إعدام المجاهد عمر المختار.رموزهم في العصر الحالي
ومعلوماتنا في هذا الموضوع مستقاة من المحامي علاء الدين أحمد عبدالمجيد، حيث يذكر في سياق حديثه عن قبائل الفيوم أن أصل الفوايد في محافظة المنيا، ويوجد منهم في محافظة الفيوم بطن "الرماح" وأصبحوا قبيلة مستقلة عن الفوايد في نهاية القرن السابع عشر، لتكون لهم عمودية مستقلة، بخلاف عمودية الفوايد في المنيا، وأن حفيد حمد الباسل حاليا وكبير عائلة الباسل، المهندس أبوبكر محمد حمد الباسل، عضو مجلس الشعب لمدة 30عاما، ورئيس لجنة الزراعة، والري بمجلس الشعب، ومقره قصر الباسل بمركز أطسا.وعائلة أبوجليل، وهي من أكبر عائلات مركز أطسا أيضا، ومنهم العقيد عمر أبو جليل والعقيد يونس أبو جليل، ومنهم عدة بيوت بقري مركز أطسا بناحية الغرق، مثل بيت محمدين وبيت عبدالغني، وبيت عطية، وعائلة العلام بقرية منشأة عبدالمجيد، ومنهم أحمد توفيق عبدالكريم ضابط شرطة وعضو مجلس شوري وإخوانه، والمستشار يوسف عبدالعزيز وأبناؤه: الوليد يوسف وهيثم يوسف، قضاة بالمحاكم، والعميد عمران شاكي.ومن عائلات الفوايد أيضا بالفيوم، عائلة العلواني أبناء المرحون شيخ العرب مغرب العلواني، وفهمي وعباس العلواني، وعلي الحميد العلواني، وعائلة الساري، ومنهم العمدة عبدالموجود عمار الساري، ومحمد عبدالوهاب شقلوف
تابع التكملة







رد مع اقتباس