عرض مشاركة واحدة
قديم 13-06-2014, 03:48 AM   رقم المشاركة : 8
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏53 ‏:‏ 56‏)‏
‏{‏ قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين ‏.‏ إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون ‏.‏ من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون ‏.‏ إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ‏}‏

يخبر تعالى أنهم قالوا لنبيهم‏:‏ ‏{‏ما جئتنا ببينة‏}‏ أي بحجة وبرهان على ما تدعيه، ‏{‏وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك‏}‏ أي بمجرد قولك اتركوهم نتركهم ‏{‏وما نحن لك بمؤمنين‏}‏ بمصدقين، ‏{‏إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء‏}‏ يقولون ما نظن إلا أن بعض الآلهة أصابك بجنون وخبل في عقلك، بسبب نهيك عن عبادتها وعيبك لها، ‏{‏قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه‏}‏، يقول‏:‏ إني بريء من جميع الأنداد والأصنام، ‏{‏فكيدوني جميعا‏}‏ أي أنتم وآلهتكم إن كانت حقاً ‏{‏ثم لا تنظرون‏}‏ أي طرفة عين‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏إني توكلت على اللّه ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها‏}‏ أي تحت قهره وسلطانه، وهو الحاكم العادل الذي لا يجور في حكمه، فإنه على صراط مستقيم، وقد تضمن هذا المقام حجة بالغة، ودلالة قاطعة على صدق ما جاء هم به، وبطلان ما هم عليه من عبادة الأصنام، التي لا تنفع ولا تضر، بل هي جماد لا تسمع ولا تبصر، ولا توالي ولا تعادي، وإنما يستحق إخلاص العبادة اللّه وحده، الذي ما من شيء إلا تحت قهره وسلطانه، فلا إله إلا هو ولا رب سواه‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏57 ‏:‏ 60‏)‏
‏{‏ فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ ‏.‏ ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ ‏.‏ وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد ‏.‏ وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود ‏}‏

يقول لهم هود‏:‏ فإن تولوا عما جئتكم به من عبادة اللّه ربكم وحده لا شريك له، فقد قامت عليكم الحجة بإبلاغي إياكم رسالة اللّه التي بعثني بها، ‏{‏ويستخلف ربي قوما غيركم‏}‏ يعبدونه وحده ولا يشركون به ولا يبالي بكم فإنكم لا تضرونه بكفركم بل يعود وبال ذلك عليكم، ‏{‏إن ربي على كل شيء حفيظ‏}‏ أي شاهد وحافظ لأقوال عباده وأفعالهم، ‏{‏ولما جاء أمرنا‏}‏ وهو الريح العقيم أهلكهم اللّه عن آخرهم ونجى هوداً وأتباعه من عذاب غليظ برحمته تعالى ولطفه، ‏{‏وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم‏}‏ كفروا بها وعصوا رسل اللّه وذلك أن من كفر بنبي فقد كفر بجميع الأنبياء، فنّزل كفرهم منزلة من كفر بجميع الرسل ‏{‏واتبعوا أمر كل جبار عنيد‏}‏ تركوا اتباع رسولهم الرشيد، واتبعوا أمر كل جبار عنيد، فلهذا اتبعوا في هذه الدنيا لعنة كلما ذكروا، وينادى عليهم يوم القيامة على رؤوس الأشهاد ‏{‏ألا إن عادا كفروا ربهم‏}‏ الآية، قال السدُّي‏:‏ ما بعث نبي بعد عاد إلا لعنوا على لسانه‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏61‏)‏
‏{‏ وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب ‏}
يقول تعالى‏:‏ ‏{‏و‏}‏ لقد أرسلنا ‏{‏إلى ثمود‏}‏ وهم الذين كانوا يسكنون مدائن الحجر بين تبوك والمدينة وكانوا بعد عاد فبعث اللّه منهم ‏{‏أخاهم صالحا‏}‏ فأمرهم بعبادة اللّه وحده، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏هو أنشأكم من الأرض‏}‏ أي ابتدأ خلقكم منها خلق أباكم آدم،
‏{‏ واستعمركم فيها‏}‏ أي جعلكم عماراً تعمرونها وتستغلونها، ‏{‏فاستغفروه‏}‏ لسالف ذنوبكم
‏{‏ثم توبوا إليه‏}‏ فيما تسقبلونه ‏{‏إن ربي قريب مجيب‏}‏، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان‏}‏ الآية‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏62 ‏:‏ 63‏)‏
‏{‏ قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ‏.‏ قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير ‏}‏

يذكر تعالى ما كان من الكلام بين صالح عليه السلام وبين قومه وما كان عليه قومه من الجهل والعناد في قولهم‏:‏ ‏{‏قد كنت فينا مرجوا قبل هذا‏}‏ أي كنا نرجوك في عقلك قبل أن تقول ما قلت ‏{‏أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا‏}‏، وما كان عليه أسلافنا، ‏{‏وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب‏}‏ أي شك كثير، ‏{‏قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي‏}‏ فيما أرسلني به إليكم على يقين وبرهان، ‏{‏وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من اللّه إن عصيته‏}‏، وتركت دعوتكم إلى الحق وعبادة اللّه وحده، فلو تركته لما نفعتموني ولما زدتموني ‏{‏غير تخسير‏}‏ أي خسارة‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏64 ‏:‏ 68‏)‏
‏{‏ ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب ‏.‏ فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ‏.‏ فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز ‏.‏ وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ‏.‏ كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود ‏}‏

تقدم في الكلام على هذه القصة مستوفى في سورة الأعراف بما أغنى
عن إعادته ها هنا وباللّه التوفيق‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏69 ‏:‏ 73‏)‏
‏{‏ ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ‏.‏ فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط ‏.‏ وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ‏.‏ قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب ‏.‏ قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد جاءت رسلنا‏}‏ وهم الملائكة إبراهيم بالبشرى، قيل تبشره بإسحاق، وقيل بهلاك قوم لوط، ويشهد للأول قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط‏}‏، ‏{‏قالوا سلاما قال سلام‏}‏ أي عليكم، قال علماء البيان‏:‏ هذا أحسن مما حيوه به لأن الرفع يدل على الثبوت والدوام ‏{‏فما لبث أن جاء بعجل حنيذ‏}‏ أي ذهب سريعاً، فأتاهم بالضيافة وهو عجل فتى البقر، ‏{‏حنيذ‏}‏ مشوي على الرضف وهي الحجارة المحماة، هذل معنى ما روي عن ابن عباس وقتادة وغير واحد، كما قال في الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم فقال ألا تأكلون‏}‏ وقد تضمنت هذه الآية آداب الضيافة من وجه كثيرة، وقوله‏:‏ ‏{‏فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم‏}‏ ينكرهم، ‏{‏وأوجس منهم خيفة‏}‏ وذلك أن الملائكة لا همة لهم إلى الطعام ولا يشتهونه ولا يأكلونه، فلهذا رأى حالهم معرضين عما جاء به فارغين عنه بالكلية، فعند ذلك نكرهم ‏{‏وأوجس منهم خيفة‏}‏ قال السدي‏:‏ لما بعث اللّه الملائكة لقوم لوط أقبلت تمشي في صورة رجال شبان حتى نزلوا على إبراهيم فتضيفوه، فلما رآهم أجلَّهم ‏{‏فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين‏}‏ فذبحه ثم شواه في الرضف وأتاهم به فقعد معهم، وقامت سارة تخدمهم، فذلك حين يقول ‏{‏وامرأته قائمة‏}‏ امرأة إبراهيم‏:‏ هي سارة، والغلام الذي بشرت به - كما ذكره السهيلي - هو إسحاق، قال‏:‏ ولم تلد سارة لإبراهيم غيره، وأما إسماعيل فهو بكره من هاجر القبطية وهو جالس، فلما قربه إليهم ‏{‏قال ألا تأكلون‏}‏‏؟‏ قالوا‏:‏ يا إبراهيم إنا لا نأكل طعاماً إلا بثمن، قال‏:‏ فإن لهذا ثمناً، قالوا‏:‏ وما ثمنه‏؟‏ قال‏:‏ تذكرون اسم اللّه على أوله وتحمدونه على آخره، فنظر جبريل إلى ميكائيل فقال‏:‏ حق لهذا أن يتخذه ربه خليلاً ‏{‏فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم‏}‏، يقول فلما رآهم لا يأكلون فزع منهم وأوجس منهم خفية، وقالت سارة‏:‏ عجباً لأضيافنا نخدمهم بأنفسنا كرامة لهم وهم لا يأكلون طعامنا‏؟‏‏!‏ ‏{‏قالوا لا تخف‏}‏ أي قالوا لا تخف منا إنا ملائكة أرسلنا إلى قوم لوط لنهلكم، فضحكت سارة استبشاراً بهلاكهم لكثرة فسادهم، وغلظ كفرهم وعنادهم، قال ابن عباس‏:‏ ‏{‏فضحكت‏}‏ أي حاضت، وقول وهب بن منبه‏:‏ إنما ضحكت لما بشرت بإسحاق، فمخالف لهذا السياق، فإن البشارة صريحة مرتبة على ضحكها ‏{‏فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب‏}‏ أي بولد لها يكون له ولد وعقب ونسل، فإن يعقوب ولد إسحاق، ومن هنا استدل من استدل بهذه الآية على أن الذبيح إنما هو إسماعيل وأنه يمتنع أن يكون إسحاق لأنه وقعت البشارة به، وأنه سيولد له يعقوب، فكيف يؤمر إبراهيم بذبحه وهو طفل صغير ولم يولد له بعد يعقوب الموعود بوجوده، ووعد اللّه حق لا خلف فيه، فيمتنع أن يؤمر بذبح هذا والحالة هذه، فتعين أن يكون هو إسماعيل، وهذا من أحسن الاستدلال وأصحه وأبينه وللّه الحمد، ‏{‏قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا‏}‏ الآية، حكى قولها في هذه الآية كما حكى فعلها في الآية الأخرى، فإنها ‏{‏قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز‏}‏، وفي الذاريات ‏{‏فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم‏}‏، كما جرت به عادة النساء في أقوالهن وأفعالهن عند التعجب، ‏{‏قالوا أتعجبين من أمر اللّه‏}‏ أي قالت الملائكة لها‏:‏ لا تعجبي من أمر اللّه فإنه إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، فلا تعجبي من هذا وإن كنت عجوزاً عقيماً وبعلك شيخاً كبيراً فإن اللّه على ما يشاء قدير، ‏{‏رحمة اللّه وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد‏}‏ أي هو الحميد في جميع أفعاله وأقواله، محمود ممجد في صفاته وذاته‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏74 ‏:‏ 76‏)‏
‏{‏ فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط ‏.‏ إن إبراهيم لحليم أواه منيب ‏.‏ يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ‏}‏

يخبر تعالى عن إبراهيم عليه السلام أنه لما ذهب عنه الروع، وهو ما أوجس من الملائكة خفية حين لم يأكلوا وبشروه بعد ذلك بالولد وأخبروه بهلاك قوم لوط، أخذ يقول‏:‏ أتهلكون قرية فيها ثلثمائة مؤمن‏؟‏ قالوا‏:‏ لا، قال‏:‏ أفتهلكون قرية فيها مائتا مؤمن‏؟‏ قالوا‏:‏ لا، حتى بلغ خمسة، قالوا‏:‏ لا، قال‏:‏ أرأيتكم أن كان فيها رجل واحد مسلم أتهلكونها‏؟‏ قالوا‏:‏ لا، فقال إبراهيم عليه السلام عند ذلك، ‏{‏إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته‏}‏ الآية، فسكت عنهم واطمأنت نفسه قاله سعيد بن جبير رضي اللّه عنه ، وقوله‏:‏ ‏{‏إن إبراهيم لحليم أواه منيب‏}‏ مدحٌ لإبراهيم بهذه الصفات الجميلة، وقد تقدم تفسيرها‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك‏}‏ الآية، أي أنه قد نفذ فيهم القضاء وحقت عليهم الكلمة بالهلاك وحلول البأس الذي لا يرد عن القوم المجرمين‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس