عرض مشاركة واحدة
قديم 14-09-2013, 09:53 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

{ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا }
نعيش في هذه المقالة مع تشبيه دقيق وصف به الله ذلك الإنسانالذي
انسلخ من آيات الله وأتبعه الشيطان فمثله كمثل الكلب يلهث دائماً.

كيف يمكن لإنسان ذاق حلاوة الإيمان أن ينقلب من الهدى إلى الضلال،
ومن النور إلى الظلمات..
كيف يمكن إنسان أن يتخلَّى عن آيات الله بعد أن رآها وأيقن بها،
وكيف يمكن لمؤمن أن يصبح ملحداً....
الحقيقة يا أحبتي هذه أسئلة شغلت تفكيري لسنوات، وكنتُ أقف عند قول
الحق تبارك وتعالى عندما علمنا دعاء لم أكن أفهمه وقتها، وهذا الدعاء
جاء على لسان أولي الألباب أي العقول
من المؤمنين والراسخين في العلم، وهو:
[آل عمران: 8].
وكنتُ أقول سبحان الله! لماذا علَّمنا الله هذا الدعاء، وهل يمكن لقلب
المؤمن أن يزيغ عن الحق بعد أن رآه؟ ولكن بعد سنوات عرفت الحكمة
من هذا الدعاء بعد أن قرأت عن أناس كانوا مؤمنين بل مدافعين
عن الإسلام ثم انقلبوا إلى الكفر والإلحاد! وكلما قرأت لأحدهم قبل الإلحاد
وبعده لاحظتُ أن هذا الملحد يتحدث بلسان شيطان، وليس بلسانه الأصلي
وكأن الشيطان قد استحوذ عليه وأصبح يتحكم بكل كلمة يقولها!
وأدركت لماذا كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
صدقت يا سيدي يا رسول الله، فقد كنتَ أعلم الناس بطب القلوب
وما يصلح الأنفس، كيف لا وأنت الذي علمك رب القلوب
والنفوس سبحانه وتعالى!
ومن معجزات القرآن يا أحبتي والتي ترد على كل ملحد يدعي أن القرآن
من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم، أنه وصف لنا حالة هؤلاء بدقة
لا يمكن لبشر أن يحيط بها.
وقبل أن نتأمل ما كشفه العلم لنتأمل هذا النص الكريم:
يقول تعالى:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ
وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ
ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ
مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا
أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}
[الأعراف: 175-179].
كنت أحتار وأتساءل: كيف يمكن لإنسان أن يخلد في نار جهنم، ألا يكفيه
عذاب مئة سنة مثلاً؟ لماذا (خالدين فيها)؟ ما الذي يستحقونه؟
ولكن بعدما رأيت من هجوم هؤلاء على خالقهم ورازقهم سبحانه وتعالى،
واستهزائهم بنبيِّ الرحمة صلى الله عليه وسلم وحقدهم على المسلمين
واستكبارهم في الأرض بغير الحق، أدركت عندها أن الله لم يظلمهم أبداً،
بل إنه رحيم بهم أنه أعطاهم فرصة للحياة واختبرهم وأمهلهم طويلاً.
ولو أنهم رأوا العذاب ثم أعطاهم الله فرصة ثانية وأرجعهم للدنيا فإنهم
سيعودون لكفرهم وطغيانهم،
يقول تعالى:
{ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ
وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}
[الأنعام: 27-28].
لقد قرأت عن الملحدين ووجدتُ أن كل واحد منهم لديه مشكلة ما،
ومعظمهم لديه حب للدنيا وجميعهم منبهر بالغرب وإنجازاته.
وقرأت عن أفكارهم فرأيت أنها تقوم على الظن فهم يقولون لو أن الله
موجود لهدى الناس جميعاً ولم يسمح بوجود ظلم يقع على مخلوقاته،
أو يقولون كيف يمكن أن يخلق الله مخلوقاً ثم يعذبه؟
ولذلك فإن الله تعالى حدثنا عن أمثال هؤلاء وهذه معجزة للقرآن،
إذ أن محمداً صلى الله عليه وسلم لو كان هو مؤلف القرآن كيف علم بأنه
سيأتي أناس ويقولون لو كان الله موجوداً لم يسمح لنا أن نكون ملحدين!!
يقول تعالى:
{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا
وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا
بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا
إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}
[الأنعام: 148-149]
وسبحان الله كلما طلبنا حجة من هؤلاء الملحدين لم نجد عندهم إلا
الاستهزاء والتكذيب والمصادفات، ولا أدري ما هو سر هذه المصادفة
العجيبة التي تسير الكون!
يقول الملحد إن الوضع الطبيعي للإنسان هو الإلحاد وأن الأديان جاءت
كوسيلة للسيطرة على الناس، وأقول سبحان الله!
إذا كان أول سؤال يسأله الطفل الصغير:
"كيف جئت إلى الدنيا"
هذا السؤال مخزن في خلايا دماغنا، ولو كانت الطبيعة وُجدت هكذا
من دون خالق لما رأينا مثل هذا السؤال في داخل كل منا منذ أن يكون طفلاً.
يقولون إنه لا توجد أدلة كافية على وجود الله،
ونقول: ما هي الأدلة التي تريدونها؟ في كل ذرة هناك دليل على وجود
خالق لهذا الكون، وفي كل خلية هناك ألف دليل على وجود منظم حكيم
عليم، وفي كل ظاهرة كونية هناك برهان على وجود إله خبير أتقن
كل شيء صنعاً وأحاط بكل شيء علماً.
وأقول يا أحبتي
لا تتعبوا أنفسكم مع ملحد، وبخاصة أولئك الذين درسوا القرآن
ويحاربونه بكل وسائلهم، فهؤلاء يرون كلام الله أمامهم ويقرأونه
ويحاولون بأي طريقة أن يثبتوا أنه كلام بشر، وليس لديهم أي بحث
عن الحق، بل مثلهم كمثل الذي آمن ثم ارتد عن دينه! لأن الله نبَّأنا بهم مسبقاً

يقول تعالى:

{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ
وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ}
[الأنعام: 110-111].
ولكن هناك نوع من غير المسلمين لديهم حب البحث عن الحقيقة فهؤلاء
من الممكن أن يهديهم الله، وينبغي علينا دعوتهم إلى الله بأسلوب الحوار العلمي
كما قال تعالى:
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}
[النحل: 125].






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس