عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-2013, 03:54 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ كَيْفَ صَنَعَ النبيُّ ليلةَ كادتْه الشياطين؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
كَيْفَ صَنَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ
ليلةَ كادتْه الشياطين؟
كَيْفَ صَنَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ و صحبه وَ سَلَّمَ

ليلةَ كادتْه الشياطين؟
الحمد لله ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على خاتم رسل الله
و على آله و صحبه و من والاه :

كَيْفَ صَنَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ ليلةَ كادتْه الشياطين؟
ولنا فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ أُسْوَةٌ حَسَنة:

فماذا تَقول إذا فَزِعْتَ مِن شيء؟
وإذا أرِقتَ مِن الليلِ؛ فماذا تدعو به؟
أو إذا خِفْتَ رَجُلاً أو قومًا؟
وعمومًا: إذا أردتَ دَفْعَ كَيْدِ الشياطينِ وتَمَرُّدِهم؟

قال أبي -رَحِمَهُ اللهُ- في "صحيحته" (6/ ق1/ 534):
"وِرْدُ الفزع بالليل"
ثم أورد حديث الحافظ الطبراني رَحِمَهُ اللهُ
في "الأوسط" (2/ 31/ 5547)-:

عَنْ خَالِدِ بن الْوَلِيدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:

( كُنْتُ أَفْزَعُ بِالليلِ فَأَتَيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلتُ:
إنِّي أَفْزَعُ بِالليلِ فَآخُذُ سَيْفِي، فَلا أَلْقَىٰ شَيئًا إلا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي !
فقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
ألا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِي الرُّوحُ الأَمِينُ؟
فَقُلْتُ: بَلَىٰ.
فَقَالَ: قُلْ:
أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ
مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا
وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَمِنْ كُلِّ طَارِقٍ، إِلاَّ طَارِقٍ يَطْرُقُ بِخَيْرٍيَا رَحْمَـٰنُ )

خلاصة حكم المحدث:
فيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير المدائني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات‏‏

وقد بيّن حديثٌ آخَرُ تعليمَ الروحِ الأمينِ -جبريلَ عَلَيْهِ السَّلامُ-
نبيَّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ هٰذا الدعاء؛

فأورد الوالدُ -رَحِمَهُ اللهُ-
في "صحيحته" (2995) حديثَ عبد الرحمٰن بن خنبش رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،
والذي رواه الإمام أحمد (3/ 419) وغيرُه رَحِمَهُمُ اللهُ:

( جَاءَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَوْدِيَةِ،
وَتَحَدَّرَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْجِبَالِ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ، يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ
بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَرُعِبَ
قَالَ جَعْفَرٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ: جَعَلَ يَتَأَخَّرُ-.
قَالَ: وَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! قُلْ.
قَالَ: مَا أَقُولُ؟
قَالَ: قُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ
مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ
وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا
وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا
وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ، إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ
يَا رَحْمَـٰنُ!
فَطَفِئَتْ نَارُ الشَّيَاطِينِ، وَهَزَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ).


طَرَفٌ مِنَ الشرح:
«أَعُوذُ» أَلْجَأُ وأَعْتَصِمُ.
« بِكَلِمَاتِ اللهِ » المرادُ بها هنا: الكلمات الكَونية،
وهي الكلمات التي يُكَوِّنُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بها الكائنات.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ :
[ فَالْكَلِمَاتُ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ لَيْسَتْ هِيَ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ الشَّرْعِيَّيْنِ؛
فَإِنَّ الْفُجَّارَ عَصَوْا أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ، بَلْ هِيَ الَّتِي بِهَا يَكُونُ الْكَائِنَاتُ ]

اﻫ مِن "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" (8/ 60).


قال العلامة ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ:
واللهُ رَبِّـي لـم يَـزَلْ مُتَكَلِّـمًـا وكَـلامُـه المسـمـوعُ بــالآذانِ
صِدقًـا وعَـدْلاً أُحْكِمَـتْ كَلماتُـه طَلَبًـا وإخـبـارًا بــلا نُقـصـانِ
ورَسولُه قد عَاذ بِالكلماتِ مِن لَدْغٍ ومِن عينٍ ومِن شيطانِ
أيُعاذُ بِالمخلوق؟! حاشاهُ مِنَ الإشراكِ وهو مُعَلِّمُ الإيمانِ
بل عَاذ بالكلماتِ وهي صفاتُه سبحانه ليست مِن الأكْوانِ

مِن"الكافية الشافية" (الأبيات: 556 – 560).

« التَّامَّةِ » الْمُرَاد بِالتَّامَّةِ: الْكَامِلَة. وَقِيلَ: النَّافِعَة.
وَقِيلَ: الشَّافِيَة وَقِيلَ: الْمُبَارَكَة.
وَقِيلَ: الْقَاضِيَة الَّتِي تَمْضِي وَتَسْتَمِرّ وَلا يَرُدّهَا شَيْء،
وَلا يَدْخُلهَا نَقْص وَلا عَيْب

وقال ابن الأثير في "النهاية" (1/ 179):
[ إِنَّمَا وَصَفَهَا بِالتَّمَامِ؛ لأَنَّهُ لا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي شَيْءٍ مِنْ كَلامِهِ نَقْصٌ
أَوْ عَيْبٌ كَمَا يَكُونُ فِي كَلامِ النَّاسِ. وَقِيلَ: مَعْنَى التَّمَامِ هَـٰهُنَا أَنَّهَا تَنْفَعُ
الْمَقُولَةُ لَهُ، وَتَحْفَظُهُ مِنَ الآفَاتِ وَتَكْفِيهِ ]

اﻫ.
« الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ » لا يَتَعَدَّاهُنّ.
« بَرٌّ » تَقِيٌّ مُحْسِن.
« وَلَا فَاجِر ٌ» مَائِلٌ عنِ الحقِّ
« مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ »

قال العلامة ابن القيم في قوله تَعَالى:
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) }
[ وقد دخل في قوله تَعالىٰ:{ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } الاستعاذةُ مِن كُلِّ شَرٍّ في
أيِّ مخلوقٍ قام به الشَّرُّ مِن حيوانٍ أو غيرِه، إنسيًّا كان أو جِنِّيًّا،
أو هَامّةً أو دابَّةً، أو رِيحًا أو صاعِقةً، أيَّ نوعٍ كان مِن أنواعِ البلاء.
فإنْ قُلتَ: فهل في { مَا } هٰهنا عموم؟
قلتُ: فيها عمومٌ تَقْيِيديٌّ وَصْفِيٌّ لا عمومٌ إطلاقِيٌّ.
والمعنى: مِن شَرِّ كُلِّ مخلوقٍ فيه شَرٌّ، فعُمومُها مِن هٰذا الوجه.
وليس المرادُ الاستعاذةَ مِن شَرِّ كُلِّ ما خَلَقَه اللهُ تَعالىٰ؛ فإنَّ الجنةَ وما فيها
ليس فيها شَرٌّ، وكذٰلك الملائكة، والأنبياء؛ فإنهم خيرٌ مَحْضٌ،
والخيرُ كُلُّه حَصَل على أيديهم، فالاستعاذة { مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } تَعُمُّ:
شَرَّ كُلِّ مخلوقٍ فيه شَرٌّ - وكُلَّ شَرٍّ في الدنيا والآخرة.
وشَرَّ شياطينِ الإنسِ والجِنِّ - وشَرَّ السِّبَاعِ والهَوامِ.
وشَرَّ النارِ والهواءِ - وغيرَ ذٰلك ]

اﻫ مِن "بدائع الفوائد" (2/ 215)

« وَذَرَأَ » "ذَرأ اللّهُ الخلقَ يذْرَؤُهم ذَرْءاً إذا خلقهم وكأنَّ الذَّرْءَ
مُختصٌّ بخلْق الذُّرّيَّة .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة