عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2011, 11:13 PM   رقم المشاركة : 2
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

البعد عن الرفث والفسوق والجدال
قال الله تعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله) "البقرة: 197".
وقال صلى الله عليه وسلم: (من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) "متفق عليه".
فأما الرفث فقد قال ابن عمر –رضي الله عنهما-: هو إتيان النساء والتكلم بذلك للرجال والنساء، إذا ذكروا ذلك بأفواههم.. وقال عطاء بن أبي رباح: الرفث هو الجماع وما دونه من قول الفحش.
وأما الفسوق فقد روي عن ابن عباس –رضي الله عنهما- وغير واحد من السلف بأنه المعاصي بجميع أنواعها.
والجدال هو المِراء في غير الحق.
فالواجب على الحاج البعد عن ذلك كله، وترك المعاصي وتجنبها سواء أكانت غيبة أم نميمة أم كذبًا أم سبًا أم سماعًا محرمًا أم نظرة محرمة أم شرابًا محرمًا..
ومتى حرص الحاج على الطاعات وتجنب المنكرات؛ زاد إيمانه وتقاه، وامتثل أمر ربه الذي أمره بقوله: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، واتقون يا أولي الألباب) "البقرة: 197".
حسن الخلق
فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: (البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس) "رواه مسلم".
وعند الترمذي وأبو داود وغيرهما عن أبي أمامة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه).
فاجتهد – حفظك الله- في ذلك، وتحلّ باللين والرفق والحلم والأناة، وكن طيب القول طلق الوجه، واصبر على ما يصيبك من أذى وتقصير طمعاً في رضوان الله وجناته.
العج والثج
فقد روى الترمذي وابن ماجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أي الحج أفضل؟ فقال: (العجُّ والثجُّ).
قال تعالى: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) "الحج: 37".
فهي من العبادات التي يحبها الله تعالى ويرضاها، وهي من شعائر الحج، فقد روى أحمد والنسائي وابن ماجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (جاءني جبريل فقال: يا محمد مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعائر الحج).
وعن سهل بن سعد الساعدي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من ملبٍ يلبي إلا لبّى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من هاهنا وَهاهنا) "رواه الترمذي وابن ماجة".
تعظيم شعائر الله وإظهار الذل والافتقار إليه
فينبغي لك أن تستشعر أنك بإحرامك وتلبيتك ومبيتك بمنى وإفاضتك من عرفات ونفرتك من مزدلفة ورميك للجمار.. إنما تؤدي عبادات تتقرب بها إلى الله تعالى.. فعظمها في نفسك، وأحيها بالذكر والافتقار إلى الله.
كان أنس بن مالك –رضي الله عنه- إذا أحرم لم يتكلم في شيء من أمر الدنيا حتى يتحلل من إحرامه.
ولما أحرم الحسن بن علي –رضي الله عنه- واستوت به راحلته أصفر لونه وارتعد، ولم يستطع أن يلبي، فقيل له: مالك؟ فقال أخشى أن يقول لي : لا لبيك ولا سَعْدَيْك!!
وأعلم –سددك الله- أن تعظيم شعائر الله دليل التقوى والصلاح، قال تعالى: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) "الحج: 32".
أخي الحاج:
هذه جملة من صفات الحج المبرور، تأملها واجتهد في تحصيلها لعلك تفوز بثوابها.. فإذا ما قضيت نسكك، وتم لك حجك، فأكثر من ذكر الله واستغفاره والتوبة إليه، فهي وصية الله تعالى لك حيث قال: (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أوأشد ذكرا) "البقرة: 200".
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول: (لا إله إلا الله وحده ،لا شريك له،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده) "متفق عليه".
واعلم –تقبل الله منك- أن لصلاح العمل آيات ولقبوله علامات.. قال بعض السلف: علامة بر الحج ان يزداد بعده خيراً، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه.
وقال الحسن البصري –رحمه الله- :الحج المبرور أن يرجع زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة.
أخي الحاج..
تقبل الله حجك، ورفع في الجنان قدرك، وأعادك إلى أهلك سالماً معافًى من الذنوب كيوم ولدتك أمك.. آمين.




المصدر : صيد الفوائد






التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة