عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-2014, 04:59 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

وإعراضُ الأب عن أبنائِه وبُعده عنهم إهمالٌ لتنشِئَتهم،
وفيه تيسيرُ وصول أهل السوء إليهم، فيجنِي من ذلك الأبُ الندامةَ والحسرةَ.
والسفرُ المُباحُ بهم يُقرِّبُ ما بين الوالدَين والأبناء، ويسُدُّ ما بينهم من خلَل.
والعمرةُ سفرُ عبادةٍ تحطُّ الأوزار وترفعُ الدرجات،
وصلاةٌ في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سِواه،
والسفرُ المُحرَّمُ إهدارٌ للمال، وعُرضةٌ للفتن، وسببُ كثيرٍ من الشُّبهات والشهوات،
ويعودُ المرءُ من سفَره أسوأَ حالاً مما كان قبلَه.
وفي الإجازة تُبنى أُسرٌ بالزواج،
ومن شُكر تلك النعمة ودوامِها ألا يصحَبَ وليمتَها مُحرَّم،
وأن يكون زواجًا لا معصيةَ فيه.
والله باركَ لهذه الأمة في بُكورِها، وجعل الليل سكَنًا والنهار معاشًا،
ومن هديِه - صلى الله عليه وسلم - النومُ أول الليل، والصلاةُ آخره.
قال أبو بَرزةَ - رضي الله عنه -:
[ كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرَه النومَ قبل العشاء والحديثَ بعدها ]
متفق عليه.
وإذا كان السهرُ وسيلةً إلى التخلُّف عن صلاة الفجر مع الجماعة كان مُحرَّمًا.
والمسلمُ يُراقِبُ ربَّه في أحوالِه وأزمانِه، ويُوقِنُ بأن الله يرَى أفعالَه ويسمعُ كلامَه،
ويعلمُ ما يُكِنُّ فؤادُه، قال - سبحانه -:
{ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ }
[ يونس: 61 ].
وأفضلُ الإيمان: أن تعلمَ أن الله معك،
ومن وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم -:
( اتقِ الله حيثُما كنت )
رواه الترمذي.
والله يغارُ إذا انتُهِكَت حدودُه في سفرٍ أو حضرٍ،
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( إن الله يغارُ، وغيرةُ الله أن يأتيَ المرءُ ما حرَّم الله )
متفق عليه.
وبعدُ أيها المسلمون:
فالمؤمنُ يبتعِدُ عن الخطيئات، ويتزوَّدُ من الصالِحات، ويغتنِمُ أوقاتَه فيما شرعَه الله،
ولئن كان العملُ مجهدةً فإن الفراغَ مفسدةٌ، ونفسُك إن لم تشغَلها بالحقِّ شغلَتك بالباطل،
والمرءُ مُمتحَنٌ في رخائِه وسرَّائِه، وعافيتِه وبلائِه، في حلِّه وترحالِه.
والمُوفَّقُ من جعل التقوى مطيَّتَه وسارَعَ إلى جنَّة ربِّه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيد }
[ فصلت: 46 ].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،
ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم،
أقول ما تسمَعون، وأستغفرُ الله لي ولكم ولجميع المُسلمين من كل ذنبٍ،
فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنِه،
وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه،
صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه، وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أمابعــــــــــــــــد...
أيها المسلمون:
أمدُ الدنيا قصير، ومتاعُها زائلٌ حقير،
فلا تتعلَّق منها إلا بما يقضِي به الغريبُ حاجتَه في غير موطنِه،
ولا تشتغِل فيها إلا بما يشتغِلُ به المُسافِرُ الذي أعدَّ العُدَّة للرجوع إلى أهلِه.
والمؤمنُ بين مخافتَين: بين ذنبٍ قد مضَى لا يدرِي ما الله صانعٌ فيه،
وبين أجلٍ قد دنَا لا يعلمُ ما هو صائِرٌ إليه.
والعاقلُ يتعبَّدُ ربَّه في أزمانِ فراغِه،
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم –
يُكثِرُ الصيامَ في شعبان، ولم يصِحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم
في شعبان سِوى الصيام، فلا فضلَ لليلةِ النصفِ منه ولا لغيرِها من الليالي فيه.
والأعمالُ لا تُقبَل إلا بما صحَّ به الشرعُ.
ثم اعلموا أن الله أمرَكم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّه،
فقال في مُحكَم التنزيل:
{ إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا }
[ الأحزاب: 56 ]
اللهم صلِّ وسلِّم وزِد وبارِك على نبيِّنا محمدٍ،
وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحقِّ وبه كانوا يعدِلون:
أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين،
وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين،
ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم إنا نسألُك التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة،
اللهم ألهِمنا الصوابَ، ووفِّقنا للحق وجنِّبنا الفتنَ،
واجعلنا من خُلَّص عبادِك ومن أوليائِك يا ذا الجلال والإكرام.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس