عرض مشاركة واحدة
قديم 19-05-2014, 04:48 AM   رقم المشاركة : 13
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏73 ‏:‏ 74‏)‏
‏{‏ يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير ‏.‏ يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير ‏}‏

أمر تعالى رسوله صلى اللّه عليه وسلم بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم، كما أمره بأن يخفض جناحه لمن اتبعه من المؤمنين وأخبره أن مصير الكفار والمنافقين إلى النار في الدار الآخرة، وقد تقدم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال‏:‏ بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بأربعة أسياف‏:‏ سيف للمشركين ‏{‏فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين‏}‏، وسيف للكفار أهل الكتاب ‏{‏قاتلوا الذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر‏}‏ وسيف للمنافقين ‏{‏جاهد الكفار والمنافقين‏}‏، وسيف للبغاة ‏{‏فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر اللّه‏}‏،

وهذا يقتضي أنهم يجاهدون بالسيوف إذا أظهروا النفاق ‏.‏ قال ابن مسعود ‏{‏جاهد الكفار والمنافقين‏}‏ قال‏:‏ بيده قإن لم يستطع فليكفهر في وجهه، وقال ابن عباس‏:‏ أمره اللّه تعالى بجهاد الكفار بالسيف، والمنافقين باللسان، وأذهب الرفق عنهم، وقال الضحاك‏:‏ جاهد الكفار بالسيف، واغلظ على المنافقين بالكلام وهو مجاهدتهم‏.‏ وقال الحسن وقتادة ومجاهد‏:‏ مجاهدتهم إقامة الحدود عليهم؛ ولا منافاة بين هذه الأقوال، لأنه تارة يؤاخذهم بهذا وتارة بهذا بحسب الأحوال واللّه أعلم‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏يحلفون باللّه ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم‏}‏ قال قتادة‏:‏ نزلت في عبد اللّه بن أبي وذلك أنه اقتتل رجلان، جهني وأنصاري، فعلا الجني على الأنصاري، فقال عبد اللّه للأنصار ألا تنصرون أخاكم‏؟‏ واللّه ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل‏:‏ سمِّن كلبك يأكلك، وقال‏:‏ ‏{‏لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل‏}‏، فسعى بها رجل من المسلمين إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فأرسل إليه فسأله، فجعل يحلف باللّه ما قاله، فأنزل اللّه فيه هذه الآية‏.‏

وقال الإمام أبو جعفر بن جرير عن ابن عباس قال‏:‏ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالساً في ظل شجرة، فقال‏:‏ ‏(‏إنه سيأتيكم إنسان فينظر إليكم - بعيني الشيطان - فإذا جاء فلا تكلموه‏)‏ فلم يلبثوا أن طلع عليهم رجل أزرق، فدعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال‏:‏ ‏(‏علام تشتمني أنت وأصحابك‏؟‏‏)‏ فانطلق الرجل، فجاءه بأصحابه، فحلفوا باللّه ما قالوا حتى تجاوز عنهم، فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏{‏يحلفون بالله ما قالوا‏}‏ ‏"‏أخرجه ابن جرير الطبري عن ابن عباس‏"‏الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏وهموا بما لم ينالوا‏}‏ قيل أنزلت في الجلاس بن سويد، وذلك أنه همّ بقتل ابن امرأته حين قال لأخبرن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وقيل‏:‏ في عبد اللّه بن أبيّ همَّ بقتل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وقد ورد أن نفراً من المنافقين هموا بالفتك بالنبي صلى اللّه عليه وسلم وهو في غزوة تبوك في بعض تلك الليالي في حال السير، وكانوا بضعة عشر رجلاً، قال الضحاك‏:‏ ففيهم نزلت هذه الآية، روى الحافظ البيهقي في كتاب دلائل النبوة عن حذيفة بن اليمان رضي اللّه عنه قال‏:‏ كنت آخذاً بخطام ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أقود به، وعمار يسوق الناقة، حتى إذا كنا بالعقبة، فإذا أنا باثني عشر راكباً قد اعترضوه فيها، قال‏:‏ فانتهرهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وصرخ بهم، فولوا مدبرين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏هل عرفتم القوم‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ لا يا رسول اللّه قد كانوا متلثمين، ولكنا قد عرفنا الركاب، قال‏:‏ ‏(‏هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة وهل تدرون ما أرادوا‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ لا، قال‏:‏ ‏(‏أرادوا أن يزاحموا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في العقبة فليقوه منها‏)‏، قلنا يا رسول اللّه أفلا نبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏لا، أكره أن تتحدث العرب بينها أن محمداً قاتل، حتى إذا أظهره اللّه أقبل عليهم يقتلهم‏)‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما نقموا إلا أن أغناهم اللّه ورسوله من فضله‏}‏ أي وما للرسول عندهم ذنب إلا أن اللّه أغناهم ببركته ويمن سعادته، ولو تمت عليهم السعادة لهداهم اللّه لما جاء به كما قال صلى اللّه عليه وسلم للأنصار‏:‏ ‏(‏ألم أجدكم ضلاّلاً فهداكم اللّه بي‏؟‏ وكنتم متفرقين فألّفكم اللّه بي‏؟‏ وعالة فأغناكم اللّه بي‏؟‏‏)‏ كلما قال شيئاً‏:‏ قالوا‏:‏ اللّه ورسوله أمّن، وهذه الصيغة تقال حيث لا ذنب، كقوله‏:‏ ‏{‏وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله‏}‏ الآية، ثم دعاهم تبارك وتعالى إلى التوبة فقال‏:‏ ‏{‏فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم اللّه عذابا أليما في الدنيا والآخرة‏}‏ أي وإن يستمروا على طريقهم يعذبهم اللّه عذاباً أليماً في الدنيا‏:‏ أي بالقتل والهم والغم، والآخرة‏:‏ أي بالعذاب والنكال والهوان والصغار ‏{‏وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير‏}‏ أي وليس لهم أحد يسعدهم ولا ينجدهم، لا يحصِّلُ لهم خيراً، ولا يدفع عنهم شراً‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏75 ‏:‏ 78‏)‏
‏{‏ ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ‏.‏ فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ‏.‏ فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ‏.‏ ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ ومن المنافقين من أعطى اللّه عهده وميثاقه لئن أغناه اللّه من فضله ليصدقن من ماله وليكونن من الصالحين، فما وفى بما قال، ولا صدق فيما ادعى، فأعقبهم هذا الصنيع نفاقاً سكن في قلوبهم إلى يوم يلقون اللّه عزَّ وجلَّ يوم القيامة عياذاً باللّه من ذلك، وقد ذكر كثير من المفسرين أن سبب نزول هذه الآية الكريمة في ثعلبة بن حاطب الأنصاري، وقد ورد فيه حديث رواه ابن جرير عن أبي أمامة الباهلي عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أنه قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ادع اللّه أن يرزقني مالاً، قال، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه‏)‏ قال، ثم قال مرة أخرى، فقال‏:‏ ‏(‏أما ترضى أن تكون مثل نبي اللّه‏؟‏ فوالذي نفسي بيده لو شئت أن تسير الجبال معي ذهباً وفضة لسارت‏(‏ قال‏:‏ والذي بعثك بالحق لئن دعوت اللّه فرزقني مالاً لأعطينَّ كل ذي حق حقه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏)‏اللهم ارزق ثعلبة مالاً‏(‏، قال‏:‏ فاتخذ غنماً، فنمت كما ينمى الدود، فضاقت عليه المدينة، فتنحى عنها، فنزل وادياً من أوديتها، حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما، ثم نمت وكثرت، فتنحّى حتى ترك الصلوات إلا الجمعة، وهي تنمي كما ينمي الدود، حتى ترك الجمعة، فطفق يتلقي الركبان يوم الجمعة ليسألهم عن الأخبار، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ما فعل ثعلبة‏؟‏‏)‏ فقالوا يا رسول اللّه اتخذ غنماً فضاقت عليه المدينة فأخبروه بأمره، فقال‏:‏ ‏(‏يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة‏)‏، وأنزل اللّه عزَّ وجلَّ ثناؤه‏:‏ ‏{‏خذ من أموالهم صدقة‏}‏ الآية، ونزلت فرائض الصدقة، فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رجلين على الصدقة من المسلمين، وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة من المسلمين، وقال لهما‏:‏ ‏(‏مرّا بثعلبة وبفلان - رجل من بني سليم - فخذا صدقاتهما‏)‏، فخرجا حتى أتيا ثعلبة، فسألاه الصدقة، وأقرآه كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال‏:‏ ما هذه إلا جزية، ما هذه إلا أخت الجزية، وما أدري ما هذا‏!‏ انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إليَّ، فانطلقا، وسمع بهما السلمي، فنظر إلى خيار أسنان إبله، فعزلها للصدقة، ثم استقبلهما بهما، فلما رأوها، قالوا‏:‏ ما يجب عليك هذا، وما نريد أن نأخذ هذا منك، فقال‏:‏ بلى فخذوها فإن نفسي بذلك طيبة، فأخذاها منه، ومرا على الناس، فأخذا الصدقات، ثم رجعا إلى ثعلبة فقال‏:‏ أروني كتابكما، فقرأه فقال‏:‏ ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية‏!‏ انطلقا حتى أرى رأيي، فانطلقا حتى أتيا النبي صلى اللّه عليه وسلم، فلما رآهما قال‏:‏ ‏(‏يا ويح ثعلبة‏)‏، قبل أن يكلمهما، ودعا للسلمي بالبركة، فأخبراه بالذي صنع ثعلبة والذي صنع السلمي، فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏{‏ومنهم من عاهد اللّه لئن آتانا من فضله لنصدقن‏}‏ الآية‏.‏ فهلك ثعلبة في خلافة عثمان ‏"‏أخرجه ابن جرير بتمامه وفيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يقبل صدقته في حياته فلما قبض صلى اللّه عليه وسلم عرضها على أبي بكر فلم يقبلها ثم عرضها على عمر فلم يقبلها حتى هلك في زمن عثمان، ورواه أيضاً ابن أبي حاتم بنحوه‏"‏‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏بما أخلفوا اللّه ما وعدوه‏}‏ الآية، أي أعقبهم النفاق في قلوبهم بسبب إخلافهم الوعد وكذبهم، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ألم يعلموا أن اللّه يعلم سرهم ونجواهم‏}‏ الآية، يخبر تعالى أنه يعلم السر وأخفى وأنه أعلم بضمائرهم، وإن أظهروا أنه إن حصل لهم أموال تصدقوا
منها وشكروا عليها، فإن اللّه أعلم بهم من أنفسهم، لأنه تعالى علام الغيوب، أي يعلم كل غيب وشهادة وكل سر ونجوى، ويعلم ما ظهر وما بطن‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏79‏)‏
‏{‏ الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم ‏}‏

وهذا أيضاً من صفات المنافقين لا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جيمع الأحوال، وإن جاء أحد منهم بمال جزيل قالوا؛ هذا مراء، وأن جاء بشيء يسير قالوا‏:‏ إن اللّه لغني عن صدقة هذا، كما روى البخاري عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال‏:‏ لما نزلت آية الصدقة كنا نحامل أي نؤاجر أنفسنا في الحمل، وفي رواية عنده في التفسير‏:‏ نتحامل، أي يحمل بعضنا لبعض بالأجرة على ظهورنا، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير، فقالوا‏:‏ مراء، وجاء رجل فتصدق بصاع فقالوا‏:‏ إن اللّه لغني عن صدقة هذا، فنزلت‏:‏ ‏{‏الذين يلمزون المطوعين‏}‏ الآية‏.‏ وقال ابن عباس‏:‏ جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وجاءه رجل من الأنصار بصاع من طعام، فقال بعض المنافقين‏:‏ واللّه ما جاء عبد الرحمن بما جاء إلا رياء، وقالوا‏:‏ إن اللّه ورسوله لغنيان عن هذا الصاع‏.‏ وقال ابن إسحاق‏:‏ كان من المطوعين من المؤمنين في الصدقات عبد الرحمن بن عوف تصدق بأربعة آلاف درهم، و عاصم بن عدي أخو بني العجلان، وذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رغب في الصدقة وحض عليها، فقام عبد الرحمن بن عوف فتصدق بأربعة آلاف، وقام عاصم بن عدي وتصدق بمائة وسق من تمر، فلمزوهما وقالوا‏:‏ ما هذا إلا رياء، وكان الذي تصدق بجهده أبو عقيل حليف بني عمرو ابن عوف، أتى بصاع من تمر فأفرغه في الصدقة، فتضاحكوابه، وقالوا‏:‏ إن اللّه لغني عن صاع أبي عقيل‏.‏ وقال الحافظ أبو بكر البزار عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثاً‏)‏، قال‏:‏ فجاء عبد الرحمن بن عوف فقال‏:‏ يا رسول اللّه عندي أربعة آلاف، ألفين أقرضهما ربي وألفين لعيالي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏بارك اللّه لك فيما أعطيت وبارك لك فيما أمسكت‏)‏ وبات رجل من الأنصار فأصاب صاعين من تمر، فقال يا رسول اللّه‏:‏ أصبت صاعين من تمر، صاع أقرضه لربي وصاع لعيالي، قال‏:‏ فلمزه المنافقون وقالوا‏:‏ ما أعطى الذي أعطى ابن عوف إلا رياء، وقالوا‏:‏ ألم يكن اللّه ورسوله غنيين عن صاع هذا‏؟‏ فأنزل اللّه‏:‏ ‏{‏الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم‏}‏ ‏"‏أخرج الحافظ البزار‏"‏الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏فيسخرون منهم سخر اللّه منهم‏}‏ هذا من باب المقابلة على سوء صنيعهم واستهزائهم بالمؤمنين، لأن الجزاء من جنس العمل، فعاملهم معاملة من سخر منهم انتصاراً للمؤمنين في الدنيا، وأعد للمنافقين في الآخرة عذاباً أليماً، لأن الجزاء من جنس العمل‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس