عرض مشاركة واحدة
قديم 19-05-2014, 03:55 AM   رقم المشاركة : 12
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏61‏)‏
‏{‏ ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ ومن المنافقين قوم يؤذون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالكلام فيه قيل‏:‏ هو عتاب بن قشير، وقيل هو نبتل بن الحارث ويقولون ‏{‏هو أذن‏}‏ أي من قال له شيئاً صدّقه فينا، ومن حدثه صدّقه فإذا جئناه وحلفنا له صدقنا، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏قل أذن خير لكم‏}‏ أي هو أذن يعرف الصادق من الكاذب، ‏{‏يؤمن باللّه ويؤمن للمؤمنين‏}‏ أي ويصدق المؤمنين، ‏{‏ورحمة للذين آمنوا منكم‏}‏ أي وهو حجة على الكافرينن ولهذا قال‏:‏
‏{‏والذين يؤذون رسول اللّه لهم عذاب أليم‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏62 ‏:‏64‏)‏
‏{‏ حلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين ‏.‏ ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم ‏}‏

قال قتادة‏:‏ ذكر لنا أن رجلاً من المنافقين قال‏:‏ واللّه إن هؤلاء لخيارنا وأشرافنا، وإن كان ما يقول محمد حقاً، لهم شر من الحمير، قال‏:‏ فسمعها رجل من المسلمين فقال‏:‏ واللّه إن ما يقول محمد لحق، ولأنت أشر من الحمار، قال‏:‏ فسعى بها الرجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأخبره فأرسل إلى الرجل فدعاه فقال‏:‏ ‏(‏ما حملك على الذي قلت‏؟‏‏)‏ فجعل يلتعن ويحلف باللّه ما قال ذلك، وجعل الرجل المسلم يقول‏:‏ اللهم صدّق الصادق وكذب الكاذب، فأنزل اللّه الآية، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ألم يعلموا أنه من يحادد اللّه ورسوله‏}‏ أي ألم يتحققوا أنه من حادّ اللّه عزَّ وجلَّ أي شاقه وحاربه وخالفه ‏{‏فأن له نار جهنم خالدا فيها‏}‏ أي مهاناً معذباً، و‏{‏ذلك الخزي العظيم‏}
أي وهذا هو الذل العظيم والشقاء الكبير‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏64‏)‏
{‏ يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزؤوا
إن الله مخرج ما تحذرون ‏}‏

قال مجاهد‏:‏ يقولون القول بينهم، ثم يقولون عسى اللّه أن لا يفشي علينا سرنا هذا، وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به اللّه ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا اللّه بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير‏}‏، وقال في هذه الآية‏:‏ ‏{‏قل استهزئوا إن اللّه مخرج ما تحذرون‏}‏ أي إن اللّه سينزل على رسوله ما يفضحكم به ويبين له أمركم، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج اللّه أضغانهم‏}‏، ولهذا قال قتادة‏:‏ كانت تسمى هذه السورة الفاضحة فضحت المنافقين‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏65 ‏:‏ 66‏)‏
‏{‏ ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ‏.‏ لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين ‏}‏

قال رجل من المنافقين‏:‏ ما أرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطوناً، وأكذبنا ألسنة، وأجبننا عند اللقاء؛ فرفع ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فجاء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقد ارتحل ناقته، فقال‏:‏ يا رسول اللّه إنما كنا نخوض ونلعب، فقال‏:‏ ‏{‏أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون - إلى قوله - كانوا مجرمين‏}‏ وإن رجليه لتسفعان الحجارة وما يلتفت إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو متعلق بسيف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذكره المديني عن محمد بن كعب القرظي وغيره ‏.‏ وقال ابن إسحاق‏:‏ كان جماعة من المنافقين منهم وديعة بن ثابت ورجل من أشجع يقال له مخشى بن حمير يسيرون مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وهو منطلق إلى تبوك، فقال بعضهم لبعض‏:‏ أتحسبون جلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضاً، واللّه لكأنا بكم غداً مقرنين في الحبال، إرجافاً وترهيباً للمؤمنين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعمار بن ياسر‏:‏ ‏(‏أدرك القوم فإنهم قد احترقوا فاسألهم عما قالوا، فإن أنكروا فقل بلى قلتم كذا وكذا‏)فانطلق إليهم عمار فقال لهم ذلك، فأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعتذرون إليه، فقال وديعة بن ثابت يا رسول اللّه‏:‏ إنما كنا نخوض ونلعب، فقال مخشى بن حمير‏:‏ يا رسول اللّه قعد بي اسمي واسم أبي، فكان الذي عُفي عنه في هذه الآية مخشى بن حمير فتسمى عبد الرحمن، وسأل اللّه أن يقتل شهيداً لا يعلم بمكانه، فقتل يوم اليمامة ‏"‏رواه ابن إسحاق‏"‏‏.وقال قتادة بينما النبي صلى اللّه عليه وسلم في غزوة تبوك وركبٌ من المنافقين يسيرون بين يديه فقالوا‏:‏ يظن هذا أن يفتح قصور الروم وحصونها‏؟‏ هيهات هيهات، فأطلع اللّه نبيه صلى اللّه عليه وسلم على ما قالوا، فقال‏:‏ ‏(‏عليَّ بهؤلاء النفر‏)‏ فدعاهم فقال‏:‏ ‏(‏قلتم كذا وكذا‏)‏، فحلفوا ما كنا إلا نخوض ونلعب‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم‏}‏ أي بهذا المقال الذي استهزأتم به، ‏{‏إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة‏}‏ أي لا يعفي عن جميعكم ولا بد من عذاب بعضكم ‏{‏بأنهم كانوا مجرمين‏}‏ أي مجرمين بهذه المقالة الفاجرة الخاطئة‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏67 ‏:‏ 68‏)‏
‏{‏
المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون ‏.‏ وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم ‏}‏

يقول تعالى منكراً على المنافقين الذين هم على خلاف صفات المؤمنين، ولما كان المؤمنون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر كان هؤلاء ‏{‏يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم‏}‏ أي عن الإنفاق في سبيل اللّه، ‏{‏نسوا الله‏}‏ أي نسوا ذكر اللّه ‏{‏فنسيهم‏}‏ أي

عاملهم معاملة من نسيهم، كقوله تعالى‏:‏ {‏فاليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا‏}‏، ‏{‏إن المنافقين هم الفاسقون‏}‏ أي الخارجون عن طريق الحق الداخلون في طريق الضلالة، وقوله‏:‏ ‏{‏وعد اللّه المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم‏}‏ أي على هذا الصنيع الذي ذكر عنهم، ‏{‏خالدين فيها‏}‏ أي ماكثين فيها مخلدين هم والكفار {‏هي حسبهم‏}‏ أي كفايتهم في العذاب، ‏{‏ولعنهم اللّه‏}‏ أي طردهم وأبعدهم{‏ولهم عذاب مقيم‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏69‏)‏
‏{‏ كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ أصاب هؤلاء من عذاب اللّه تعالى في الدنيا والآخرة كما أصاب من قبلهم، ‏{‏بخلاقهم‏}‏ قال الحسن‏:‏ بدينهم، ‏{‏وخضتم كالذي خاضوا‏}‏ أي في الكذب والباطل، ‏{‏أولئك حبطت أعمالهم‏}‏ أي بطلت مساعيهم فلا ثواب لهم عليها لأنها فاسدة، ‏{‏في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون‏}‏ لأنهم لم يحصل لهم عليها ثواب‏.‏ عن ابن عباس قال‏:‏ ما أشبه الليلة بالبارحة، ‏{‏كالذين من قبلكم‏}‏ هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم، والذي نفسي بيده لتتبعنهم حتى لو دخل الرجل منهم جحر ضب لدخلتموه ‏"‏أخرجه ابن جرير عن عطاء بن عكرمة عن ابن عباس‏"‏‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده لتتبعنّ سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، وباعاً بباع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه‏)‏، قالوا‏:‏ ومن هم يا رسول اللّه‏؟‏ أهل الكتاب‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏فمن‏؟‏‏)‏، قال أبو هريرة‏:‏ الخلاق الدين، ‏{‏وخضتم كالذي خاضوا‏}‏ قالوا‏:‏ يا رسول اللّه كما صنعت فارس والروم‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏فهل الناس إلا هم‏؟‏‏)‏ ‏"‏قال ابن كثير‏:‏ وهذا الحديث له شاهد في الصحيح‏"‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏70‏)‏
‏{‏ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ‏}‏

يقول تعالى واعظاً لهؤلاء المنافقين المكذبين للرسل ‏{‏ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم‏}‏ أي ألم تخبروا خبر من كان قبلكم من الأمم المكذبة للرسل، ‏{‏قوم نوح‏}‏ وما أصابهم من الغرق العام لجميع أهل الأرض، إلا من آمن بعبده ورسوله نوح عليه السلام، ‏{‏وعاد‏}‏ كيف أهلكوا بالريح العقيم لما كذبوا هوداً عليه السلام، ‏{‏وثمود‏}‏ كيف أخذتهم الصيحة لما كذبوا صالحاً عليه السلام وعقروا الناقة، ‏{‏وقوم إبراهيم‏}‏ كيف نصره اللّه عليهم وأيده بالمعجزات الظاهرة عليهم وأهلك ملكهم نمرود لعنه اللّه، ‏{‏وأصحاب مدين‏}‏ وهم قوم شعيب عليه السلام وكيف أصابتهم الرجفة وعذاب يوم الظلة، ‏{‏والمؤتفكات‏}‏ قوم لوط وقد كانوا يسكنون في مدائن، وقال ‏{‏والمؤتفكة أهوى‏}‏، والغرض أن اللّه تعالى أهلكهم عن آخرهم بتكذيبهم نبي اللّه لوطاً عليه السلام، وإتيانهم الفاحشة التي لم يسبقهم بها أحد من العالمين، ‏{‏أتتهم رسلهم بالبينات‏}‏ أي بالحجج والدلائل القاطعات ‏{‏فما كان اللّه ليظلمهم‏}‏ أي بإهلاكه إياهم لأنه أقام عليهم الحجة بإرسال الرسل وإزاحة العلل، ‏{‏ولكن كانوا أنفسهم يظلمون‏}‏ أي بتكذيبهم الرسل ومخالفتهم الحق، فصاروا إلى ما صاروا إليه من العذاب والدمار‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏71‏)‏
‏{‏ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم‏}‏

لما ذكر تعالى صفات المنافقين الذميمة عطف بذكر صفات المؤمنين المحمودة، فقال‏:‏ ‏{‏والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض‏}‏ أي يتناصرون ويتعاضدون، كما جاء في الصحيح‏:‏ ‏(‏المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً‏)‏ وشبك بين أصابعه‏.‏ وفي الصحيح أيضاً‏:‏ ‏(‏مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر‏)‏ وقوله‏:‏ ‏{‏يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر‏}‏، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر‏}‏ الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة‏}‏ أي يطيعون اللّه ويحسنون إلى خلقه، ‏{‏ويطيعون اللّه ورسوله‏}‏ أي فيما أمر وترك ما عنه زجر، ‏{‏أولئك سيرحمهم اللّه‏}‏ أي سيرحم اللّه من اتصف بهذه الصفات، ‏{‏إن اللّه عزيز‏}‏ أي يعز من أطاعه، فإن العزة للّه ولرسوله وللمؤمنين، ‏{‏حكيم‏}‏ في قسمته هذه الصفات لهؤلاء، وتخصيصه المنافقين بصفاتهم المتقدمة فإن له الحكمة في جميع ما يفعله تبارك وتعالى‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏72‏)‏
‏{‏ وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم ‏}‏

يخبر تعالى بما أعده للمؤمنين به والمؤمنات من الخيرات والنعيم المقيم في ‏{‏جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها‏}‏ أي ماكثين فيها أبداً، ‏{‏ومساكن طيبة‏}‏ أي حسنة البناء طيبة القرار، كما جاء في الصحيحين‏:‏ ‏(‏جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن‏)‏، وقال صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن في الجنة مائة درجة أعدها اللّه للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم اللّه فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن‏)‏ ‏"‏أخرج الشيخان عن أبي هريرة‏"‏‏.‏ وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن أهل الجنة ليتراؤون الغرف في الجنة كما ترون الكواكب في السماء‏)‏ أخرجاه في الصحيحين‏.‏ وفي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال‏:‏ قلنا يا رسول اللّه حدثنا عن الجنة ما بناؤها‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏لبنة ذهب ولبنة فضة، وملاطها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم لا يبأس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه‏)‏، وعند الترمذي عن علي رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن في الجنة لغرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها‏)‏ فقام أعرابي فقال‏:‏ يا رسول اللّه لمن هي‏؟‏ فقال‏:‏ ‏(‏لمن طيَّب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام‏)‏، وعن أسامة بن زيد قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ألا هل من مشمر إلى الجنة‏؟‏ فإن الجنة لا حظر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، ومقام في أبد في دار سليمة، وفاكهة وخضرة، وحبرة ونعمة، في محلة عالية بهية‏)‏، قالوا‏:‏ نعم يا رسول اللّه نحن المشمرون لها، قال‏:‏ ‏(‏قولوا إن شاء اللّه‏)‏، فقال القوم‏(‏ إن شاء اللّه ‏"‏رواه ابن ماجه عن أسامة بن زيد‏"‏،

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ورضوان من اللّه أكبر‏}‏ أي رضا اللّه عنهم أكبر وأجل وأعظم، ممّا هم فيه من النعيم، كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن اللّه عزَّ وجلَّ يقول لأهل الجنة‏:‏ يا أهل الجنة، فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك، فيقول‏:‏ هل رضيتم‏؟‏ فيقولون‏:‏ وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك‏؟‏ فيقول‏:‏ ألا أعطيكم أفضل من ذلك‏؟‏ فيقولون‏:‏ يا رب وأي شيء أفضل من ذلك‏؟‏ فيقول‏:‏ أحل لكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً‏)‏ ‏"‏رواه الشيخان ومالك عن أبي سعيد الخدري‏"‏‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس