عرض مشاركة واحدة
قديم 19-05-2014, 02:50 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

كما قال - عليه الصلاة والسلام - في خُطَبه:
( إن أحسنَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم ،
وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكلَّ بِدعةٍ ضلالةٌ )
رواه مسلم من حديث جابر - رضي الله عنه -.
فمن اقتدَى بهدي سيِّدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياته؛
فقد حازَ الخيرَ كلَّه، وفازَ بجنَّات النعيم، ومن فاتَه هديُه فقد فاتَه الخيرُ كلُّه،
ومن فاتَه بعضُ هديِه - عليه الصلاة والسلام –
فقد فاتَه من الخير بقدرِ ما فاتَه من هديِه - صلى الله عليه وسلم -.
قال بعضُ الصحابة - رضي الله عنهم -:
[ كنا نُعلِّمُ أولادَنا سيرةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - كما نُعلِّمُهم القرآنَ الكريمَ ]
وقصدُهم بذلك: الاقتِداءُ به - عليه الصلاة والسلام -،
وقد تمَّ لهم ما أرادُوا؛ فكانوا خيرَ أمةٍ أُخرِجَت للناس.
ولو اختبَرَ كلُّ مُسلمٍ نفسَه في العمل بسُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
والعمل بهديِه في العبادة، والمُعامَلة، والإخلاص، ونُصرة الدين، واستِقامة أحوالِه كلِّها؛
لعلِمَ ما قصَّرَ فيه من العمل، ولاستدرَكَ ما فاتَه مما يقدِرُ عليه بمعُونَة الله تعالى،
ولاستقامَت أمورُه على الصراط المُستقيم.
وليحذَر المُسلمُ من تضييعِ عُمره في الغفلَة، وفي الإعراض عن العلمِ النافعِ
والعملِ الصالحِ، والاشتِغال بما لا يُفيد ولا ينفعُ في دينٍ ولا دُنيا،
ولا سيَّما الشباب الذين هم بأشدِّ الحاجةِ إلى كل ما يحفَظُ دينَهم وأخلاقَهم وبراءَتَهم،
ويحفَظُ مُستقبَلَ حياتِهم وسعادتِهم.
فكلُّ مرحلةٍ من مراحلِ حياةِ الإنسان تتأثَّرُ بما قبلَها،
وأضرُّ شيءٍ على المُسلم وعلى الشباب خاصَّةً:
تتبُّعُ المواقعِ الضَّارَّة في الإنترنت التي تهدُمُ الأخلاقَ الإسلامية، والتأثُّر بذلك،
وقراءةُ كتب الإلحاد والفساد، وصُحبة الأشرار أصحاب الشهوات والمُوبِقات،
وقضاءُ الأوقات مع مُسلسلات الفضائيَّات التي تصدُّ عن الخير،
وتُزيِّنُ الشرَّ والمُحرَّمات.
ومن العادات الضارَّة: تعوُّدُ السهر وعدم النوم ليلاً والنوم نهارًا؛
فهذه العادةُ الضارَّة تُغيِّرُ طِباعَ من اعتادَها، وتكونُ مع فراغ الوقتِ كثيرًا،
ومن ألِفَ هذه الطريقة قلَّ إنتاجُه، وتعثَّرَ في دراستِه،
وكثيرًا ما ينقطِعُ الشبابُ في الدراسةِ بهذه الطريقة،
ويعترِي صاحبَها أمراضٌ بدنيَّةٌ ونفسيَّةٌ، وتسُوءُ أخلاقُ المُستمرِئين لها،
ويقِلُّ صبرُهم وتحمُّلُهم، ويظهرُ الخللُ في أداءِ وظائِفِهم، ويقوَى تسلُّطُ الشياطين عليهم؛
لأن الشيطانَ ينالُ من الإنسان في الليل ما لا يقدِرُ عليه في النهار.
ونومُ النهار بدلاً من الليل يُضيِّعُ العُمر والمصالِح،
وقد يجُرُّ السهرُ إلى المُخدِّرات والانحِراف الخُلُقيِّ.
وقضايا الشباب كثيرةٌ جدًّا، ودواؤُها في التمسُّك بهديِ
سيِّدنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وعلى الوالدَيْن والمُدرِّسين
وأُولِي العقول من المُجتمَع أن يكونوا قُدوةً صالحةً للشباب - ولا سيَّما الصغار –
فإنهم لا يتمكَّنُون إلا بالاقتِداء بما يرَون،
ولا قُدرةَ لهم في المُوازنَة والاطِّلاع على سِيَر الصالحين.
ومُعاونةُ كل أحدٍ على الاستِقامة مما أمرَ الله به وحثَّ عليه
رسولُه - صلى الله عليه وسلم -، قال - عليه الصلاة والسلام -:
( مثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم
كمَثَل الجسَد الواحد إذا اشتكَى منه عضوٌ
تداعَى له سائرُ الجسَد بالسَّهَر والحُمَّى )
قال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا
وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا }
[ آل عمران: 102، 103 ].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،
ونفعَنا بهدي سيِّد المُرسَلين وقولِه القَوِيم،
أقول قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ،
فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


الحمد لله العليِّ العظيم، يهدِي من يشاءُ إلى صراطٍ مُستقيم،
لربِّنا النعمةُ والفضلُ وله الثَّناءُ الحسن، يغفرُ لمن يشاءُ، ويُعذِّبُ من يشاء،
ويتوبُ على من يشاءُ، وهو الغفورُ الرحيم،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العزيزُ الحكيم،
وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المبعوثُ رحمةً للعالمين،
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه المتقين






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس