عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2014, 04:48 AM   رقم المشاركة : 6
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏55 ‏:‏ 59‏)‏
{‏ وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ‏.‏ قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين ‏.‏ قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين ‏.‏ قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين ‏.‏ وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏وكما بينا ما تقدم بيانه من الحجج والدلائل على طريق الهداية والرشاد وذم المجادلة والعناد، ‏{‏كذلك نفصل الآيات‏}‏ أي التي يحتاج المخاطبون إلى بيانها، ‏{‏ولتستبين سبيل المجرمين‏}‏ أي ولتظهر طريق المجرمين المخالفين للرسل، وقوله‏:‏ ‏{‏قل إني على بينة من ربي‏}‏ أي على بصيرة من شريعة اللّه التي أوحاها اللّه إليّ، ‏{‏وكذبتم به‏}‏ أي بالحق الذي جاءني من الله، ‏{‏ما عندي ما تستعجلون به‏}‏ أي من العذاب، ‏{‏إن الحكم إلا للّه‏}‏ أي إنما يرجع أمر ذلك إلى اللّه إن شاء عجل لكم ما سألتموه من ذلك، وإن شاء أنظركم وأجّلكم لما له في ذلك من الحكمة العظيمة، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏يقص الحق وهو خير الفاصلين‏}‏ أي وهو خير من فصل القضايا وخير الفاصلين في الحكم بين عباده، وقوله‏:‏ ‏{‏قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم‏}‏ أي لو كان مرجع ذلك إليّ لأوقعت لكم ما تستحقونه من ذلك، واللّه أعلم بالظالمين‏.‏ فإن قيل‏:‏ فما الجمع بين هذه الآية وبين ما ثبت في الصحيحين عن عائشة أنها قالت لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ يا رسول اللّه هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أُحُد‏؟‏ فقال‏:‏ ‏(‏لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منه يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد ظللتني، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني، فقال‏:‏ إن اللّه قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال‏:‏ فناداني ملك الجبال وسلم عليَّ، ثم قال‏:‏ يا محمد إن اللّه قد سمع قول قومك لك، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏بل أرجو أن يخرج اللّه من أصلابهم من يعبد اللّه لا يشرك به شيئا‏.‏ فقد عرض عليه عذابهم واستئصالهم فاستأنا بهم، وسأل لهم التأخير لعل الله أن يخرج من أصلابهم من لا يشرك به شيئاً، فما الجمع بين هذا وبين قوله تعالى في هذه الآية الكريمة‏:‏‏{‏قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم واللّه أعلم بالظالمين‏}‏‏؟‏ فالجواب - واللّه أعلم - أن هذه الآية دلت على أنه لو كان إليه وقوع العذاب الذي يطلبونه حال طلبهم له لأوقعه بهم‏.‏ وأما الحديث فليس فيه أنهم سألوه وقوع العذاب بهم بل عرض عليه ملك الجبال، أنه إن شاء أطبق عليهم الأخشبين وهما جبلا مكة اللذان يكتنفانها جنوباً وشمالاً، فلهذا استأنى بهم وسأل الرفق لهم‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو‏}‏ قال البخاري عن سالم بن عبد اللّه عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا اللّه‏(‏ ثم قرأ‏:‏ إن اللّه عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن اللّه عليم خبير‏}‏، وفي حديث عمر أن جبريل حين تبدي له في صورة أعرابي، فسال عن الإيمان الإسلام الإحسان‏.‏ فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم فيما قال له‏:‏ ‏(‏خمس لا يعلمهن إلا اللّه‏)‏ ثم قرأ‏:‏ ‏{‏إن اللّه عنده علم الساعة‏}‏ الآية‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ويعلم ما في البر والبحر‏}‏ أي يحيط علمه الكريم بجميع الموجودات بريها وبحريها لا يخفى عليه من ذلك شيء ولا مثقال ذرة في الارض ولا في السماء، وما أحسن ما قاله الصرصري‏:‏
فلا يخفى عليه الذر إما * تراءى للنواظر أو توارى
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما تسقط من ورقة إلا يعلمها‏}‏ أي ويعلم الحركات حتى من الجمادات، فما ظنك بالحيوانات لا سيما بالمكلفون منهم من جنهم وإنسهم، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور‏}‏ وقال ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏وما تسقط من ورقة إلا يعلمها‏}‏ قال‏:‏ ما من شجرة في بر ولا بحر إلا وملك موكل بها يكتب ما يسقط منها، وقوله‏:‏ ‏{‏ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين‏}‏ قال عبد اللّه بن الحارث‏:‏ ما في الأرض من شجرة ولا مغرز إبراة إلا وعليها ملك موكل يأتي اللّه بعلمها رطوبتها إذا رطبت ويبوستها إذا يبست‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏60 ‏:‏ 62‏)‏
{‏ وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون ‏.‏ وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ‏.‏ ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ إنه يتوفى عباده في منامهم بالليل، وهذا هو التوفي الأصغر، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏اللّه يتوفَّى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها‏}‏، فذكر في هذه الآية الوفاتين الكبرى والصغرى، وهكذا ذكر في هذا المقام حكم الوفاتين الصغرى ثم الكبرى، فقال‏:‏ ‏{‏وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار‏}‏ أي ويعلم ما كسبتم من الأعمال بالنهار، وهذه جملة معترضة دلت على إحاطة علمه تعالى بخلقه في ليلهم ونهارهم في حال سكونهم حال حركتهم، كما قال‏:‏ ‏{‏سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار‏}‏، وكما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه‏}‏ أي في الليل، ‏{‏ولتبتغوا من فضله‏}‏ أي في النهار، كما قال‏:‏ ‏{‏وجعلنا الليل لباساً وحعلنا النهار معاشاً‏}‏، ولهذا قال تعالى ها هنا‏:‏ ‏{‏وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار‏}‏ أي ما كسبتم من الأعمال فيه، ‏{‏ثم يبعثكم فيه‏}‏ أي في النهار، قاله مجاهد وقتادة والسدي، وقال ابن جرير ‏:‏ أي في المنام والأول أظهر، وقد روى ابن مردويه بسنده عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏مع كل إنسان ملك إذا نام أخذ نفسه ويرد إليه، فإن أذن اللّه في قبض روحه قبضة وإلا رد إليه‏)‏ فذلك قوله‏:‏ ‏{‏وهو الذي يتوفاكم بالليل‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏ليقضى أجل مسمى‏}‏ يعني به أجل كل واحد من الناس، ‏{‏ثم إليه مرجعكم‏}‏ أي يوم القيامة، ‏{‏ثم ينبئكم‏}‏ أي يخبركم ‏{‏بما كنتم تعملون‏}‏ ويجزيكم على ذلك إن خيراً فخير وإن شرأ فشر، وقوله‏:‏ ‏{‏وهو القاهر فوق عباده‏}‏ أي وهو الذي قهر كل شيء وخضع لجلاله وعظمته وكبريائه كل شيء، ‏{‏ويرسل عليكم حفظة‏}‏ أي من الملائكة يحفظون بدن الإنسان كقوله‏:‏ ‏{‏له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر اللّه‏}‏ وحفظة يحفظون عمله ويحصونه كقوله‏:‏ ‏{‏وإن عليكم لحافظين‏}‏ الآية، وكقوله‏:‏ ‏{‏ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد‏}‏ وكقوله‏:‏ ‏{‏إذ يتلقى المتلقيان‏}‏ الآية‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏حتى إذا جاء أحدكم الموت‏}‏ أي احتضر وحان أجله ‏{‏توفته رسلنا‏}‏ أي ملائكة موكلون بذلك‏.‏ قال ابن عباس وغير واحد‏:‏ لملك الموت أعوان من الملائكة يخرجون الروح من الجسد فيقبضها ملك الموت إذا انتهت إلى الحلقوم، وسيأتي عند قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يثبت اللّه الذين آمنوا بالقول الثابت‏}‏ الأحاديث المتعلقة بذلك الشاهدة لهذا بالصحة، وقوله‏:‏ ‏{‏وهم لا يفرّطون‏}‏ أي في حفظ روح المتوفى بل يحفظونها وينزلونها حيث شاء اللّه عزَّ وجلَّ، إن كان من الأبرار ففي عليين، وإن كان من الفجار ففي سجين عياذاً باللّه من ذلك، وقوله‏:‏ ‏{‏ثم ردوا إلى اللّه مولاهم الحق‏}‏‏.‏ قال ابن جرير‏:‏ ‏{‏ثم ردوا‏}‏ يعني الملائكة، ونذكر ها هنا الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏إن الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل الصالح قالوا‏:‏ اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان، فلا تزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء، فيستفتح لها فيقال‏:‏ من هذا‏؟‏ فيقال‏:‏ فلان، فيقال‏:‏ مرحباً بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان، فلا تزال يقال لها ذلك حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها اللّه عزَّ وجلَّ وإذا كان الرجل السوء قالوا‏:‏ اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ذميمة، وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج، فلا تزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال‏:‏ من هذا‏؟‏ فيقال‏:‏ فلان، فيقال‏:‏ لا مرحباً بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنه لا يفتح لك أبواب السماء، فترسل من السماء، ثم تصير إلى القبر، فيجلس الرجل الصالح فيقال له‏:‏ مثل ما قيل في الحديث الأول، ويجلس الرجل السوء فيقال له‏:‏ مثل ما قيل في الحديث الثاني‏)‏ ويحتمل أن يكون المراد بقوله‏:‏ ‏{‏ثم ردوا‏}‏ يعني الخلائق كلهم إلى يوم القيامة فيحكم فيهم بعدله كما قال‏:‏ ‏{‏قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم‏}‏، وقال‏:‏ ‏{‏وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً‏}‏ ولهذا قال‏:‏ ‏{‏مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏63 ‏:‏ 65‏)‏
‏{‏ قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين ‏.‏ قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون ‏.‏ قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون ‏}‏

يقول تعالى ممتناً على عباده في إنجائه المضطرين منهم من ظلمات البر والبحر أي الحائرين الواقعين في المهامه البرية، وفي اللجج البحرية إذا هاجت الرياح العاصفة، فحينئذ يفردون الدعاء له وحده له شريك له، كقوله‏:‏ ‏{‏وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه‏}‏ الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا اللّه مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين‏}‏ الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته أإله مع اللّه تعالى اللّه عما يشركون‏}‏ وقال في هذه الآية الكريمة‏:‏ ‏{‏قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعاً وخفية‏}‏ أي جهراً وسراً، ‏{‏لئن أنجانا‏}‏ أي من هذه الضائقة ‏{‏لنكونن من الشاكرين‏}‏ أي بعدها، قال اللّه‏:‏ ‏{‏قل اللّه ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم‏}‏ أي بعد ذلك، ‏{‏تشركون‏}‏ أي تدعون معه في حال الرفاهية آلهة أخرى، وقوله‏:‏ ‏{‏قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم‏}‏ لما قال‏:‏ ‏{‏ثم أنتم تشركون‏}‏ عقبه بقوله‏:‏ ‏{‏قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً‏}‏ أي بعد إنجائه إياكم كقوله‏:‏ ‏{‏وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفوراً‏}‏ قال الحسن‏:‏ هذه للمشركين، وقال مجاهد‏:‏ لأمة محمد صلى اللّه عليه وسلم وعفا عنهم؛
ونذكر هنا الأحاديث الواردة في ذلك‏.‏
قال البخاري رحمه اللّه تعالى‏:
يلبسكم‏:‏ يخلطكم من الالتباس، يلبسوا‏:‏ يخلطوا، شيعاً‏:‏ فرقاً‏.‏ ثم روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية‏:‏ ‏{‏قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم‏}‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏أعوذ بوجهك‏)‏، ‏{‏أو من تحت أرجلكم‏}‏ قال‏:‏ ‏(‏أعوذ بوجهك‏)‏، ‏{‏أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض‏}‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏(‏ هذه أهون - أو - أيسر‏)‏ طريق آخر قال الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره عن جابر قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذاباً من فوقكم‏}‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏أعوذ باللّه من ذلك‏)‏ ‏{‏أو من تحت أرجلكم‏}‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏أعوذ باللّه من ذلك‏)‏، ‏{‏أو يلبسكم شيعاً‏}‏ قال‏:‏ ‏(‏هذا أيسر‏)‏ ولو استعاذه لأعاذه‏.‏

حديث آخر ‏:‏ قال الإمام أحمد عن سعد بن أبي وقاص قال‏:‏ أقبلنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى مررنا على مسجد بني معاوية، فدخل فصلى ركعتين، فصلينا معه، فناجى ربه عزَّ وجلَّ طويلاً ثم قال‏:‏ ‏(‏سألت ربي ثلاثاً، سألته‏:‏ أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته‏:‏ أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته‏:‏ أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها‏)‏
‏"‏أخرجه مسلم في كتاب الفتن، ومعنى السنة‏:‏ القحط والجدب‏"‏

حديث آخر ‏: قال الإمام أحمد عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن جابر بن عتيك أنه قال‏:‏ جاءنا عبد اللّه بن عمر في حرة بني معاوية - قرية من قرى الأنصار - فقال لي‏:‏ هل تدري أين صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في مسجدكم هذا‏؟‏ فقلت‏:‏ نعم، فقال‏:‏ فأشرت إلى ناحية منه، فقال‏:‏ هل تدري ما الثلاث التي دعاهن فيه‏؟‏ فقلت‏:‏ أخبرني بهن فقلت‏:‏ دعا أن لا يظهر عليهم عدواً من غيرهم ولا يهلكهم بالسنين فأعطيهما، ودعا بأن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعها، قال‏:‏ صدقت، فلا يزال الهرج إلى يوم القيامة ‏
"‏قال ابن كثير‏:‏ إسناده جيد قوي وليس هو في شيء من الكتب الستة‏"‏

حديث آخر قال الإمام أحمد عن أنس بن مالك أنه قال‏:‏ رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سفر صلى سبحة الضحى ثماني ركعات فلما انصرف قال‏:‏ ‏(‏إني صليت صلاة رغبة ورهبة ، وسألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة‏:‏ سألته أن لا يبتلي أمتي بالسنين ففعل، وسألته أن لا يظهر عليهم عدوهم ففعل، وسألته أن لا يلبسهم شيعاً فأبى عليّ‏)‏، ورواه النسائي في الصلاة‏.‏ حديث آخر ‏:‏ قال الإمام أحمد عن خباب بن الأرت مولى بني زهرة وكان قد شهد بدراً مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ وافيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في ليلة صلاها كلها حتى كان مع الفجر فسلم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من صلاته، فقلت‏:‏ يا رسول اللّه لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت مثلها‏!‏ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏أجل إنها صلاة رغب ورهب، سألت ربي عزَّ وجلَّ فيها ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي عزَّ وجلَّ أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا فأعطانيها، وسالت ربي عزَّ وجلَّ أن لا يظهر علينا عدواً من غيرنا فأعطانيها، وسألت ربي عزَّ وجلَّ أن لا يلبسنا شيعاً فمنعنيها‏)‏
"‏رواه أحمد والنسائي وابن حبان والترمذي وقال‏:‏ حسن صحيح‏"‏

حديث آخر ‏:‏
عن شداد بن أوس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إن اللّه زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها، وإني أعطيت الكنزين المراد بالكنزين‏:‏ الذهب والفضة الأبيض والأحمر، وإني سألت ربي عزَّ وجلَّ أن لا يهلك أمتي بسنة عامة، وأن لا يسلط عليهم عدواً فيهلكهم بعامة، وأن لا يلبسهم شيعاً، وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض، فقال‏:‏ يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وان لا أسلط عليهم عدواً ممن سواهم فيهلكهم بعامة حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً وبعضهم يقتل بعضاً وبعضهم يسبي بعضاً‏)‏ قال‏:‏ وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين، فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة‏)‏ ‏"‏قال ابن كثير‏:‏ الحديث ليس في شيء من الكتب الستة وإسناده جيد قوي‏"‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس