عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2014, 01:09 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


كان المحامي رجلا غنيا وهو ابن عائلة معروفة وكان مجرد أن يمسك أي قضية يحلها، من خلال دفاعه أو نفوذه أو نفوذ أسرته عندما جاءت (ه) إلى مكتبه استقبلها بكل ترحاب وبعد أن شربت القهوة قدم لها هدية عبارة عن خاتم أنيق من الذهب وبحدسها عرفت بأن وراء هذه الهدية علاقة عاطفية،لذا ترددت في قبولها، لكن المحامي أقنعها بأنه لا يريد شيئاً من وراء هذه الهدية سوى أن يسمع صوتها وأن تزوره في مكتبه أمام الناس وفي الوقت الذي تحدده هي، أخذت (ه) الهدية شاكرة له ذلك ثم خرجت من المكتب على أمل أن تراه في مكتبه أيضاً قريباً، تطورت العلاقة بين المحامي و(ه) وأخذت أبعاداً أخرى.


حيث أصبحا يلتقيان في المطاعم ويذهبان معاً في سيارة المحامي إلى الشواطئ وأخيراً وقع المحظور وأصبحت العلاقة بينهما علاقة جنسية، كان المحامي لا يقدر على فراق (ه) وكذلك هي لذا فكرت (ه) بالانفصال عن (م) كي تتزوج المحامي لذا بدأت تختلق المزيد من المشاكل مع (م) لتصل معه إلى طريق اللا عودة.. فالطلاق، كان (م) يغادر شقته الساعة السابعة والنصف صباحاً وما تكاد الساعة تشير إلى الثامنة حتى يأتي المحامي ويفتح باب شقة (م) ويدخل إليها حيث تكون (ه) في استقباله.




بدأت زيارات المحامي إلى شقة (م) تثير انتباه الجيران خاصة أن المحامي كان يأتي إلى شقة (م) بلباسه (المعروف) وهكذا أصبح دخوله إلى البناية وفي الساعة الثامنة صباحاً مثار شك من سكان الشقق المجاورة، لذا تبرع أحد الجيران أن يقوم بإبلاغ (م) عما يحدث في شقته، وعندما عرف أن واحداً من جنسية (...) يزور شقته أحس بأن زوجته تخونه لذا قرر أن يراقبها، وبينما كانت (ه) نائمة أخذ زوجها هاتفها النقال مستعرضاً المكالمات التي استقبلتها والمكالمات التي تسلمتها والرسائل فلم يجد شيئاً غير عادي، اطمأنت نفسه بعض الشيء لكنه قرر أن يراقبها.


كان يخرج من شقته في موعده المحدد وينتظر في مكان قريب من الشقة لكنه لم يلاحظ أحداً من الجنسية (...) يدخل أو يخرج من البناية استمرت مراقبته ثلاثة أيام فوجد أن كل الأمور عادية فقال في نفسه هذا الجار الذي وشى بزوجتي إنسان سيء فلعله حاول معاكستها وعندما لم تستجب له حاول أن يلفق لها هذه التهمة الشنيعة.




في يوم التقى (م) مع جاره في المصعد فأبدى (م) امتعاضه من تصرفات جاره وأخبره بأن زوجته إنسانة شريفة وانه لن يقبل أن يقوم أي إنسان بتشويه سمعتها هنا قال الجار إن الشخص ذاته يتردد على الشقة وأنه (أي الشخص) يحمل مفتاح الشقة في جيبه لأنه يفتح الباب رأساً ولا ينتظر أحداً ليفتح له من الداخل، أحس (م) بأن الدماء تغلي في دماغه لذا قرر مراقبة شقته من جديد خاصة وأن الجار أعطاه أوصاف الشخص الذي يأتي إلى شقته في غيابه استمرت المراقبة ثلاثة أيام نسي فيها (م) الذهاب إلى الشركة التي يعمل فيها، وكانت حالته النفسية مدمرة فلا هو قادر على سؤال زوجته حتى لا تنتبه إلى أنه عرف علاقتها بشخص آخر، ولا هو يرى هذا الشخص ليعرف الحقيقة.


أحس (م) بألم الشك يمزق صدره وبينما هو سابح في بحر من العذاب اللانهائي لاحظ سيارة فخمة من طراز (...) تقف أمام العمارة التي يسكن فيها وينزل من السيارة رجل بذات الأوصاف التي أخبره بها الجار، في لحظة من اللحظات فقد (م) الإحساس بالوجود وفقد القدرة على الرؤية حتى أصبح يشك بأنه أعمى، نزل الرجل واتجه نحو مدخل العمارة وهنا نزل (م) من سيارته واقترب منه دون أن يشعر بها نظر (م) جيدا فعرف بأن هذا الرجل هو المحامي.


ترى هل يكون المحامي هو الذي يتردد على شقته في غيابه وهنا بدأ يسترجع كل شيء فقد عرفت زوجته المحامي عندما كان هو في السجن، ثم ان المحامي عرض عليها العمل في مكتبه لتكون قريبة منه وليكون لقاؤهما شرعياً في هذه الأثناء كان المصعد قد وصل وحمل المحامي إلى الدور الذي يسكن فيه (م) فانتظر نحو (10) دقائق كانت كأنها الدهر كله لكنه كان يريد من هذا الانتظار ان يضبط المحامي وزوجته في حالة تلبس.


ذهب (م) إلى شقته حيث حاول فتح الشقة إلا انه وجدها مغلقة من الداخل عندها اضطر لان يقرع جرس الباب بعد نحو خمس دقائق جاءت زوجته وفتحت الباب كان يبدو عليها الارتباك وعندما سألها عن سبب تأخرها في فتح الباب قالت له بأنها كانت نائمة، ثم سألته عن سبب عودته فقال لها بأنه نسي محفظته وجاء يبحث عنها، نظر (م) في الصالون وفي الغرفة المقابلة فلم يجد أحداً ثم دخل المطبخ والحمامين فلم يجد أحدا أحست زوجته بان (م) يبحث عن شيء آخر غير المحفظة فقالت له ماذا تريد وعن ماذا تبحث؟
فقال لها عن المحفظة ذهب (م) إلى غرفة نومه فوجدها مغلقة من الداخل فقال لزوجته لماذا الغرفة مغلقة فقالت له بان المفتاح مكسور في الثقب وإنها أرسلت إلى البواب حتى يصلحه ترك (م) باب الغرفة وذهب إلى المطبخ،ووضع سكيناً كبيرة تحت قميصه وعاد مرة ثانية إلى غرفة النوم حاول (م) جاهداً أن يفتحها لكنها كانت مغلقة فما كان منه إلا أن ضرب الباب بكتفه مرتين وثلاثاً حتى كسره وعندما انفتح الباب وجد المحامي يجلس في سريره، عندما شاهد (م) المنظر لم يتمالك نفسه حيث هجم على المحامي وبدأ يضربه بالسكين التي كانت معه حاول المحامي ان يهرب لكن (م) كان وقفا عند الباب حتى لا يترك للمحامي مجالا للهروب،كانت السكاكين تنهال على المحامي حاملة معها حقد (م) على زوجته وكرهه للدنيا وعلى الأيام التي قضاها معها وعلى اليوم الذي أحبها فيه، ورغم أن المحامي كان يحاول الاحتماء من سكين (م) بالوسائد والألحفة إلا أن السكين وصلت إلى معظم أنحاء جسمه حتى وقع على الأرض مدرجاً بدمه أحس (م) بأنه نفّس عن غضبه بقتله للمحامي وهنا بدأ يبحث عن (ه) لينال منها هي الأخرى إلا انه لم يجدها فقد هربت من الشقة أثناء العراك الذي كان دائراً بين (م) والمحامي، جلس (م) على الأرض بجانب جثة المحامي وهو يسأله لماذا دمرت حياتي!!






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس