عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-2014, 02:14 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



الحمد لله، الحمد لله نوَّر بنور الإيمان قلوبَ أهل السعادة، فأقبَلَت لطاعة ربِّها مُنقادَة،
أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه فقد تأذَّن لمن شكَرَ بالزيادة،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعظِم بها من شهادة،
وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه
المخصوص بعُموم الرسالة وكمال الفضل والسيادة،
صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الكرام السادة،
والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ وجاهَد في الله فأحسنَ جِهادَه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد ...


أيها المسلمون :
وإن من أعظم أسباب جلبِ الرزق وبركته؛ بل لعلَّه هو جِماعُ الأسباب كلِّها:
الاستقامة على دينِ الله، والعمل بطاعته، واجتِنابَ معاصِيه ومناهِيه؛
فما استُجلِبَت الأرزاق إلا بالطاعات، وما مُحِقَت إلا بالمعاصِي والذنوب،
وإن العبد ليُحرَم الرزقُ بالذنبِ يُصيبُه.
فالذنوبُ والمعاصِي من أكبر الأبواب التي تُغلِقُ موارِد الأرزاق على الفرد وعلى الأمة،
بالذنوب والمعاصِي تتعسَّر الأسباب، وتضيقُ الأبواب، وتُمحَقُ البركات
{ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ }
[ الجن: 16، 17 ].
إن نِعَم الله ما حُفِظَ موجودُها بمثلِ الطاعة، ولا استُجلِب مفقودُها بمثلِ الطاعة،
فما عند الله لا يُنال إلا بالطاعة. فمن أراد السَّعة في الرزق، والرَّغَد في العيش،
والبركة في المال فليحفَظ نفسَه عما يُؤثِّمُه، وليمتثِل أوامِر ربِّه، وليجتنِب نواهِيَه،
وليصُن نفسَه عن مواضِع سخَط الله.
ألا فاتقوا الله - رحِمكم الله -، واستحضِروا وتأمَّلُوا
قولَ نبيِّكم محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -:
( إن روحَ القُدس نفثَ في رُوعِي أن نفسًا لن تموتَ حتى تستكمِلَ رِزقَها،
فاتقوا الله وأجمِلوا في الطلب،
ولا يحمِلنَّكم استِبطاء الرزق أن تطلُبوه بمعاصِي الله - عز وجل -؛
فإن الله لا يُدرَك ما عنده إلا بطاعته )
( ومن يستعفِف يُعِفَّه الله، ومن يستغنِ يُغنِه الله )
( وما أكل أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا من أن يأكُل من عملِ يدِه )
هذا، وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المُهداة، والنعمة المُسداة:
نبيِّكم محمدٍ رسول الله؛ فقد أمركم بذلك ربُّكم في مُحكم تنزيلِه،
فقال - وهو الصادقُ في قِيله - قولاً كريمًا:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[ الأحزاب: 56 ]
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك سيِّدنا ونبيِّنا محمدٍ الحبيب المُصطفى،
والنبي المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين،
وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،
وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
وأذِلَّ الشرك والمشركين، واخذُل الطغاة والملاحدة وسائر أعداء الملَّة والدين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا،
واجعل اللهم ولايتَنا فيمن خافَك واتَّقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامنا ووليَّ أمرنا بتوفيقك، وأعِزَّه بطاعتك، وأعلِ به كلمتَك،
واجعله نُصرةً للإسلام والمسلمين، وألبِسه لباسَ الصحةِ والعافيةِ،
ومُدَّ في عُمره على طاعتك، ووفِّقه ونائِبَيْه وإخوانَه وأعوانَه لما تُحبُّ وترضى،
وخُذ بنواصِيهم للبرِّ والتقوى.
اللهم وفِّق ولاةَ أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنَّة نبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم ،
واجعلهم رحمةً لعبادك المؤمنين،
واجمع كلمتَهم على الحق والهُدى والسنَّة يا رب العالمين.
اللهم أصلِح أحوال المسلمين،
اللهم أصلِح أحوال المسلمين، واحقِن دماءَهم، وولِّ عليهم خيارَهم،
واجمع على الحقِّ والهُدى والسنَّةِ كلمتَهم، وانصُرهم على عدوِّك وعدوِّهم
اللهم من أرادَنا وأرادَ دينَنا وديارَنا وأمنَنا وأمَّتَنا ووُلاةَ أمرنا وعلماءَنا
وأهلَ الفضل والصلاح والاحتِساب منَّا، ووحدَتنا واجتماعَ كلمتنا بسوءٍ
اللهم فأشغِله بنفسِه،
اللهم فأشغِله بنفسِه، واجعَل كيدَه في نحرِه، واجعَل تدبيرَه تدميرًا عليه يا قوي يا عزيز.
اللهم وأبرِم لأمةِ الإسلام أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ الطاعة،
ويُهدَى فيه أهلُ المعصية، ويُؤمَرُ فيه بالمعروف،
ويُنهَى فيه عن المنكر، إنك على كل شيءٍ قديرٌ.
اللهم يا ناصر المستضعفين، ويا غياث المُستغيثين، ويا عظيم الرجاء،
ويا مُجير الضعفاء، انصُر إخواننا في سوريا، وفي بُورما،
وفي أفريقيا الوسطى، وفي كل مكان يا رب العالمين،
اللهم اكشِف كربَهم، وعجِّل فرَجَهم، وألِّف بين قلوبهم،
اللهم مُدَّهم بمدَدك، وأيِّدهم بجُندك، وانصُرهم بنصرك.
اللهم إنا نسألُك لهم نصرًا مُؤزَّرًا، وفرَجًا ورحمةً وثباتًا،
اللهم سدِّد رأيَهم، وصوِّب رميَهم، قوِّ عزائِمَهم.
اللهم عليك بالطغاة الظالمين، عليك بطغاة سوريا ومن شايعَهم ومن أعانَهم،
اللهم فرِّق جمعَهم، وشتِّت شملَهم، ومزِّقهم كلَّ مُمزَّقٍ، واجعل تدميرَهم في تدبيرهم.
اللهم عليك باليهود الغاصِبين المُحتلِّين،
اللهم عليك باليهود الغاصِبين المُحتلِّين، فإنهم لا يُعجِزونك،
اللهم وأنزِل بهم بأسَك الذي لا يُردُّ عن القومِ المُجرمِين،
اللهم إنا ندرأُ بك في نُحورِهم، ونعوذُ بك من شُرورهم.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا،
وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، ونسألُك اللهم مُوجِبات رحمتك، وعزائِم مغفرتك،
والغنيمة من كل برٍّ، والسلامة من كل إثمٍ، والعزيمةَ على الرُّشدِ،
والفوزَ بالجنة والنجاة من النار.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس