عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2014, 03:34 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ سنة إحدى عشرة من الهجرة‎

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

سنة إحدى عشرة من الهجرة
استهلت هذه السنة وقد استقر الركاب الشريف النبوي بالمدينة النبوية المطهرة مرجعه من حجة الوداع،وقد وقعت في هذه السنة أمور عظام من أعظمها خطباً وفاة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولكنه عليه السلام نقله الله عز وجل من هذه الدار الفانية إلى النعيم الأبدي في محلة عالية رفيعة، ودرجة في الجنة لا أعلى منها ولا أسنى كما قالت عالى‏:‏ ‏(‏‏(‏وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى‏)‏ وذلك بعد ما أكمل أداء الرسالة التي أمره الله تعالى بإبلاغها، ونصح أمته، ودلهم على خير ما سيعلمه لهم، وحذرهم ونهاهم عما فيه مضرة عليهم في دنياهم وأخراهم، وقد قدمنا ما رواه صاحبا الصحيح من حديث عمر بن الخطاب أنه قال‏:‏نزل قوله تعالى‏: ‏(‏‏(‏اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً‏)‏‏) يوم الجمعة ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم واقف بعرفة‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/234‏)‏
وروينا من طريق جيد أن عمر بن الخطاب حين نزلت هذه الآية بكى، فقيل‏:‏ ما يبكيك‏؟‏
فقال‏:‏ إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان، وكأنه استشعر وفاة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم‏.‏
وقد أشار عليه السلام إلى ذلك فيما رواه مسلم من حديث ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وقف عند جمرة العقبة وقال لنا‏:‏ ‏(‏‏(‏خذوا عني مناسككم، فلعلي لا أحج بعد عامي هذا‏)‏‏)‏ وقدمنا ما رواه الحافظان أبو بكر البزار والبيهقي من حديث موسى بن عبيدة الربذي، عن صدقة بن يسار، عن ابن عمر قال‏:‏نزلت هذه السورة ‏{‏إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ‏}‏ في أوسط أيام التشريق، فعرف رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنه الوداع، فأمر براحلته القصواء فرحلت، ثم ذكر خطبته في ذلك اليوم كما تقدم‏.‏
وهكذا قال عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما‏:‏ لعمر بن الخطاب حين سأله عن تفسير هذه السورة بمحضر كثير من الصحابة ليريهم فضل ابن عبَّاس وتقدمه وعلمه، حين لامه بعضهم على تقديمه وإجلاسه له مع مشايخ بدر، فقال‏:‏
‏(‏‏(‏إنه من حيث تعلمون‏)‏‏)‏
ثم سألهم وابن عبَّاس حاضر عن تفسير هذه السورة ‏

{‏إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً‏}‏‏.‏
فقالوا‏:‏ أمرنا إذا فتح لنا أن نذكر الله ونحمده ونستغفره‏.‏
فقال‏:‏ ما تقول يا ابن عبَّاس‏؟‏
فقال‏:‏ هو أجل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم نعي إليه‏.‏
فقال عمر‏:‏ لا أعلم منها إلا ما تعلم‏.‏
وقد ذكرنا في تفسير هذه السورة ما يدل على قول ابن عبَّاس من وجوه، وإن كان لا ينافي ما فسر به الصحابة رضي الله عنهم‏.‏
وكذلك ما رواه الإمام أحمد‏:‏ حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لما حج بنسائه قال‏:‏ ‏(‏‏(‏إنما هي هذه الحجة ثم الزمن ظهور الحصر‏)‏‏)‏ تفرد به أحمد من هذا الوجه‏.‏
وقد رواه أبو داود في سننه من وجه آخر جيد‏.‏
والمقصود‏:‏ أن النفوس استشعرت بوفاته عليه السلام في هذه السنة، ونحن نذكر ذلك ونورد ما روي فيما يتعلق به من الأحاديث والآثار، وبالله المستعان‏.‏
ولنقدم على ذلك ما ذكره الأئمة محمد بن إسحاق بن يسار، وأبو جعفر بن جرير، وأبو بكر البيهقي في هذا الموضع قبل الوفاة من تعداد حججه، وغزواته، وسراياه، وكتبه، ورسله إلى الملوك، فلنذكر ذلك ملخصاً مختصراً، ثم نتبعه بالوفاة‏.‏
ففي الصحيحين من حديث أبي إسحاق السبيعي عن زيد بن أرقم، أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم غزا تسع عشرة غزوة،وحج بعد ما هاجر حجة الوداع، ولم يحج بعدها‏.‏
قال أبو إسحاق‏:‏وواحدة بمكة، كذا قال أبو إسحاق السبيعي‏.‏
وقد قال زيد بن الحباب عن سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حج ثلاث حجات‏:‏ حجتين قبل أن يهاجر، وواحدة بعد ما هاجر معها عمرة، وساق ستاً وثلاثين بدنة، وجاء علي بتمامها من اليمن‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5 /235‏)‏
وقد قدمنا عن غير واحد من الصحابة منهم أنس بن مالك في الصحيحين أنه عليه السلام اعتمر أربع عمر‏:‏ عمرة الحديبية، وعمرة القضاء، وعمرة الجعرانة، والعمرة التي مع حجة الوداع‏.‏
وأما الغزوات‏:‏فروى البخاري عن أبي عاصم النَّبيّل، عن يزيد ابن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع قال‏:‏ غزوت مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم سبع غزوات، ومع زيد بن حارثة تسع غزوات يؤمِّره علينا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏.‏
وفي الصحيحين عن قتيبة، عن حاتم بن إسماعيل، عن زيد بن سلمة قال‏:‏ غزوت مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم سبع غزوات، وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات، مرة علينا أبو بكر، ومرة على أسامة بن زيد‏.‏
وفي صحيح البخاري من حديث إسرائيل عن أبي إسحاق، عن البراء قال‏:‏ غزا رسول الله خمس عشرة غزوة‏.‏
وفي الصحيحين من حديث شعبة عن أبي إسحاق، عن البراء أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم غزا تسع عشرة غزوة، وشهد معه منها سبع عشرة، أولها‏:‏ العشير، أو العسير‏.‏
وروى مسلم عن أحمد بن حنبل، عن معتمر، عن كهمس بن الحسن، عن ابن بريدة، عن أبيه أنه غزا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ست عشرة غزوة‏.‏
وفي رواية لمسلم من طريق الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه أنه غزا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تسع عشرة غزوة قاتل منها في ثمان‏.‏
وفي رواية عنه بهذا الإسناد‏:‏ وبعث أربعاً وعشرين سرية، قاتل يوم بدر، وأُحد، والأحزاب، والمريسيع، وخيبر، ومكة، وحنين‏.‏
وفي صحيح مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم غزا إحدى وعشرين غزوة، غزوت معه منها تسع عشرة غزوة، ولم أشهد بدراً، ولا أحداً منعني أبي، فلما قتل أبي يوم أُحد لم أتخلف عن غزاة غزاها‏.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس