عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2014, 02:10 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
Icon1 ۩ خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : وجوب بر الوالدين‎

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس - حفظه الله -
خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
وجوب بر الوالدين
والتي تحدَّث فيها عن فريضة بر الوالدين ووجوبه وفضلِه،
وأورد في ذلك الآيات والأحاديث، مُحذِّرًا من مغبَّة عقوقِهما.

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


إن الحمد لله نحمدُك ربي ونستعينُك ونستغفرُك ونتوبُ إليك،
سبحانك ربَّنا وبحمدك أمرتَنا ألا نعبُد إلا إياك وبالوالدَين إحسانًا،
بذلك قضَى ربُّنا ووصَّانا.
ربِّي لك الحمدُ العظيمُ لذاتِك حمدًا وليس لواحدٍ إلاكَ
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
ملأ قلوبَ أهل الإيمان برًّا هتَّانًا، ورحمةً وحنانًا،
وأشهد أن نبيَّنا وحبيبَنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه
أشرفُ المُرسلين رسالةً وأفضلُ البشريةِ إنسانًا،
صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله وأصحابهِ الأُلَى كانوا بنعمة الله إخوانًا،
وعلى التُّقَى والبرِّ أنصارًا وأعوانًا،
والتابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ يرجُو جناتٍ ورضوانًا.
أمابعد
فيا عباد الله:
اتقوا الله ربَّكم - تبارك وتعالى - واشكرُوه، وأطيعُوه ولا تعصُوه
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
[ الحشر: 18 ].
واشكرُوه على نعمه الباطنة والظاهرة، وعلى آلائِه المُتوافِرة المُتكاثِرة؛
تفوزوا بخير الدنيا ونعيم الآخرة.
الشكر يفتح أبـوبًا مُـغــلّـقـةً لله فيها على من رامَـــه نِــعَــمُ
فـبـادِرِ الـشُّـكـرَ واسـتـغـلِـق وثـائِـقَـه واسـتـدفِـعِ اللهَ مـا تـجـري بـه الـنِّـقَـمُ
أيها المسلمون:
في عصرِنا الزاخِر بالوقائِع والمُستجدَّات، اللاهِثِ وراء طُوفان المادِّيَّات،
الراكِضِ صوبَة قناة الفضاءِ المُذهِلات، الوثَّابِ حِيالَ وسائل الاتصال المُتعدِّدات؛
يدورُ كلٌّ في فلَكِه ومدارِه، وينشغلُ كلٌّ بشأنِه وتِسيارِه.
وفي هذا الخِضَمِّ المُتلاطِم، والعُبابِ المُتراكِم، تبرُزُ قضيةٌ - ويا لَها من قضية –
لو أنفقَ الإنسانُ فيها عُمرَه لم يذهب سُدًى وهدَرًا،
ولو كابَدَ حياتَه من أجلِها لصارَ أعزَّ نفرًا، وأنفذَ بصيرةً وأحدَّ بصرًا؛
بل أزكَى خُبرًا وآرَجُ خبرًا.
قضيةٌ غفَلَ عنها فِئامٌ فلزِمَ التذكيرُ بها كلَّ آنٍ، قضيةٌ عظيمةٌ دون مَيْن،
إنها - يا رعاكم الله - قضيةُ "برِّ الوالدين" والإحسان إليهما أمواتًا وأحياءً،
قُربةً ووفاءً، ذُخرًا خالدًا وجزاءً.
عليكم ببرالوالدين فإنها وصية مـولانــا وليس له ضِـــدُّ
وقــارَنَ شُـكــرَ الوالدينبشكره لـه الـمَـنُّ والآلاءُ والحمد والمجد
معاشر المسلمين:
وإذا كانت النفوسُ مجبولةً على حبِّ من أحسنَ إليها؛
فإن أعظمَ الناس إحسانًا، وأحقَّهم برًّا وحنانًا: الوالِدان الكريمان.
فبِرُّ الوالدَين فريضةٌ لازِمة، وفضيلةٌ جازِمة، وصفةٌ كم هي حازِمة،
وجوبُها حتمٌ مُؤكَّد، وأداؤُها عزمٌ مُوطَّد، لا عُذر لأحدٍ في جفائِها، أو التهاوُن في إبدائِها.
الدينُ والنقلُ، والشرعُ والعقلُ، والمروءةُ والنُّبلُ، والرحمةُ والفضلُ،
وردُّ الجميل والإنسانيَّة، وبدائِعُ الخِصال السَّنِيَّة، والخِلال الكريمة، والشمائل الشريفة،
روافِدُ ودلائِلُ للقيام على المُراد المرغوب، وأدائِها على الوجهِ المطلوب.
ولقد تكرَّرت الوصيةُ في كتاب الله تعالى في حقِّ الوالدَيْن في مواضِع عديدة،
وآياتٍ مجيدةٍ،
قال تعالى:
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا }
[ الأحقاف: 15 ]
وقال - سبحانه -:
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا }
[ العنكبوت: 8 ].
قال الإمام الطبريُّ - رحمه الله -:
[ أي: وصَّاه فيهما بجميع معانِي الحُسن،
وأمرَ في سائرِ الناسِ ببعض الذي أمرَه به في والدَيْه، فقال:
{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا }
[ البقرة: 83 ]
يعني بذلك: بعضَ معانِي الحُسن ]
وبِرُّ الوالدَين منهجٌ ربَّانيٌّ تمثَّله الأنبياءُ والمُرسَلون،
وهرعَ إلى شرَفِه الكرامُ والصالِحون،
يقول تعالى عن عيسى - عليه السلام -:
{ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا }
[ مريم: 32 ]
ويقول عن يحيى بن زكريا - عليهما السلام -:
{ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا }
[ مريم: 14 ].
والدعاءُ لهما أحياءً وأمواتًا دأبُ المؤمنين المتقين
يقول تعالى عن نوحٍ - عليه السلام -:
{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }
[ نوح: 28 ]
وقال عن إبراهيم - عليه السلام -:
{ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ }
[ إبراهيم: 41 ].






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس