عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-2014, 12:49 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


شغل..


تلفت لزوجته وقال: انت أحسن الآن ؟

سؤال كم يحتمل من معني .. قد يكون مقصودا
..قد يكون عفويا ..قد يكون للإثارة فالرجل رجل استعلامات ،ولا ادرى هل دار بذهنه
شيء اثاره .


صدري يعلو ويهبط كمنفاخ ، والف وسواس خناس
يتراكض في رأسي ..

حاولت أن أتمالك نفسي ، ان أحسس جليسي اني
اتصرف بعفوية،جاهل بما يدور حوله ...

اقبل النادل ينظف المائدة .. كانت ريم تدقق
في وجهي وهي غير آبهة بأن التفاتة من زوجها قد تجعلنا معا في قبضة من نار...

انشغلت بالحديث مع الزوج حتى امنعه من
الالتفات اليها،فيضبط نظراتها ،فهو ادرى بعيونها تحت نقابها ،وادرى بتعابير وجهها
من وراء غلالة سوداء ما تعود عليها رجل مثلي ...

اقتربت الطفلة مني وكأنها قد استانستني .. اجلستها على
ركبتي وقبلت يدها .. ثم قلت لها :هل
تذهبين معي الى المغرب ؟

احنت راسها ثم حركته في رفض .. سألني ابوها

عندك أطفال الاخ سعد ؟

بسرعة تكاد تشبه اليقين : في
الطريق لاعانق أمهم اولا

ضحك للتعبير

قمت استئذن الذهاب وقد قفزت الصغيرة من
ركبتي الى الارض

شكرت الرجل على دعوته وقلت للسيدة دون ان
ارفع اليها بصري :

تشرفت بمعرفة زوجك سيدتي انا مدين لكما بهذا
الفضل ..حفظ الله عايدة.. تتربى في عزكم

عانقت مضيفي وانصرفت

بسرعة داهمتني ذكرياتي .. شريط الصور يترى
على فكري ،يهز كياني ، يعيد الحياة لعاطفة قدماتت في صدري ...

صرت اسيرفي الطريق على غير هدى .. اي صدفة
هذه التي تعيدني الى اربع سنوات مضت ..يوم وقفت مع والدي في باب بيت ريم تصاحبني شخصية مرموقة من السعودية كواسطة لطلب يدها ...

استقبلنا والدها ببرودة كنت اعرف نتيجتها
مقدما

كان من بين الموجودين في بيتهم شيخ تجاوز
السبعين وشاب في عقده الثاني ،


لم يراع والدها حرمة الشخصية التي كانت معنا
،ولا كرمالضيافة الذي يتوجب ان يبديه حتى ولوكانت بيننا عداوة مكينة، بالرغم من انه
لم يتعرف احدنا على الآخر من قبل ..


لا ادري ان كان السلوك الذي قد تصرف به
وقاحة ،او نظرةفوقية وتعالي، او انانية و ثقة زائدة بالنفس ،او هو غرور الناقص
عندما يستشعر في نفسه كمالا لا وجودله الا في تلافيف عناكب فكره ...

ما ان اقتعدنا بساطا ارضيا حتى بادرنا بالقول :
ليست لي
بنت حتى ازوجها لأجنبي ..بناتنا لابناء وطنهم وبنتي الوحيدة مخطوبةلابن عمها هو ذا .

واشارالى الشاب الجالس

بسرعة تلفظ والدي قائلا وقد هم بالوقوف :

ونحن لم نأت لنخطب بنتا اجنبية بل فقط
صاحبنا معالي الحاكم حين دعانا معه لتناول كاس شاي في بيتكم ككرماء من ارض كريمة
..اما وقد جف زمزم في بيتكم فما بقي لنا غير الرحيل لاننا عطشى الى ماء مغربنا
الرقراق


قصدناالباب دون ان نرمي كلمة سلام وكنت احس
بحنق الشخصيةالتي تصاحبنا وادري ان بعد حنقها سيكون ما بعده

من يومها بكيت حبي.. بكيت عروبتي .. بكيت
ديني الذي هدمته تقاليد عروبة زائفة ،غارقة في البداوة والجهل بعيدة عن الايباء والنخوة والاحساس بالآخر،

بكيت اساطير ما محتها مدنية ولا حضارة ولا
تقدم الانسان بما وهبه الله من خيرات تؤهله ليكون من خير أمة اخرجت للناس

تذكرت الورقة التي دفعتها ريم الي خلسة
..اخرجتها من جيب قميصي

لم أفتحها ولم اعرف ما فيها ..مزقتها ثم طوحت بها بعيداوانا
اردد في سري: وربك يفعل مايشاء ويختار ماكانت لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس