عرض مشاركة واحدة
قديم 14-09-2013, 09:24 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


{فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا
فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا}
تفسير بن كثير
سبب قول موسى لفتاه ووهو يوشع بن نون هذا الكلام، أنه ذكر له عبداً
من عباد اللّه بمجمع البحرين عنده من العلم ما لم يحط به موسى فأحب
الرحيل إليه، وقال لفتاه ذلك
{ لَا أَبْرَحُ }
أي لا أزال سائراً
{حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ}
أي هذا المكان الذي فيه مجمع البحرين
قال قتادة وغير واحد:
هما بحر فارس مما يلي المشرق و بحر الروم مما يلي المغرب،
وقال محمد بن كعب:
مجمع البحرين عند طنجة، يعني في أقصى بلاد المغرب،
فاللّه أعلم.
وقوله:
{ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا }
أي ولو أني أسير حقباً من الزمان
عن عبد اللّه بن عمرو أنه قال:
الحقب ثمانون سنة،
وقال مجاهد:
سبعون خريفاً
وقال ابن عباس
{ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا }
قال: دهراً
وقوله:
{ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا }
وذلك أنه كان قد أمر بحمل حوت مملوح معه وقيل له متى فقدت الحوت
فهو ثمة، فسارا حتى بلغا مجمع البحرين، وكان في مكتل مع يوشع عليه
السلام، وطفر من المكتل إلى البحر، فاستيقظ يوشع عليه السلام وسقط
الحوت في البحر فجعل يسير في الماء والماء له مثل الطاق لا يلتئم بعده،
ولهذا قال تعالى:
{ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا }
أي مثل السرب في الأرض
قال ابن عباس:
صار أثره كأنه حجر، وقال قتادة: سرب من البحر حتى أفضى إلى البحر،
ثم سلك فيه فجعل لا يسلك فيه طريقاً إلا صار ماء جامداً
وقوله:
{ فَلَمَّا جَاوَزَ }
أي المكان الذي نسيا الحوت فيه
{ قَالَ }
موسى
{ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا }
أي المكان الذي جاوزا فيه المكان
{ نَصَبًا }
أي تعبا
{ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ
وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ }
ولهذا قال:
{ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ }
أي طريقه
{ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ، قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي }
أي هذا هو الذي نطلب
{ فَارْتَدَّا }
أي رجعا
{ عَلَى آثَارِهِمَ }
أي طريقهما
{ قَصَصًا }
أي يقصان آثار مشيهما، ويقفوان أثرهما
{ فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا }
وهذا هو الخضر عليه السلام، كما دلت الأحاديث الصحيحة
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. روى البخاري،
عن أُبي بن كعب رضي اللّه عنه
أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول:
( إن موسى قام خطيباً في بني إسرائيل، فسئل أي الناس أعلم؟
قال: أنا، فعتب اللّه عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى اللّه إليه إن لي عبداً
بمجمع البحرين، هو أعلم منك. قال موسى: يا رب كيف لي به؟
قال: تأخذ معك حوتاً فتجعله بمكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم
فأخذ حوتاً فجعله بمكتل وانطلق معه فتاه يوشع بن نون عليه السلام،
حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رءوسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل
فخرج منه فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سرباً، وأمسك اللّه
عن الحوت جرية الماء، فصار عليه مثل الطاق. فلما استيقظ نسي صاحبه
أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، حتى إذا كان من الغد
قال موسى لفتاه:
{ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا }






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس