عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2013, 01:49 AM   رقم المشاركة : 10
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور




وقالت : وما المشكلة ؟
نذهب للقرية ونستقر هُناك وتباشر دوامك في عملك , الوضع لا يحتمل كل هذا الانزعاج
فقال : وهل ترضين أن تسكنين في القرية يا هيا ؟
هل تعلمين أن بيوتها طين ولا توجد بها أي خدمات ولا شيء !!
قالت : نعم أعلم هذا وأحب حياة البساطة , وسأذهب معك
فقال : حسناً إذاً أخبري ابنك وجهزي أغراضنا للسفر غداً أو بعد غد إن شاء الله
وأنا سأذهب لإنجاز بعض الأوراق ومن ثم أذهب لمدرسة مطلق وأطلب منهم نقله إلى مدرسة القرية
قالت : حسناً كان الله في عونك
خرج زوجها وضحكت ضحكة كبيرة جداً وهي تقفز فرحاً وتقول :
أخيراً سأعود للقرية , سأعود للماعز وسأصنع الزبد والخبز كما علمتني خالتي أم مطلق
وأخذت بيدي أبنتها الصغيرة وهي ترقص معها وتضحك وتقفز .... سنعود للقرية يا ابنتي سنعود , أنا سعيدة , سعيدة !!!!!!!
ذهبت تركض إلى غرفة أبنها لتجهز أغراضه , كلها نشاطٌ وفرح
وانتقلت إلى غرفتها هي وزجها وجمعت أغراضهم وأغراض أبنتها
وفي ساعتين من الزمن استطاعت إنجاز جميع ما يحتاجون
فإذا بالأغراض جاهزة للسفر , ووضعتها جميعها في مدخل المنزل
وكأنهم سوف يسافرون بعد ساعة وليس يوم أو يومين !!
وعندما دخل زوجها تفاجأ بنشاطها هذا وبالسعادة التي تملأ وجهها المُشرق بالفرح
وسألها : ما سر سعادتك بهذا النقل ؟
فقالت : مللت حياة المدينة , وبودي أن أجرب الحياة البسيطة كما كانوا أجدادنا وأهلنا في القدم
فقال : حسناً أدام الله عليكِ السعادة

هل جاء مطلق ؟
فقالت : لا لم يأتي بعد .
ولكنه لاشك في الطريق
فقال : جهزي لنا الغداء فأنا مرهق اليوم
أثرت في جسدي هذه الصدمة عندما قال المدير نقل وإلى قرية
كدت أسقط على الأرض , ولكن الحمد لله على كل حال
فضحكا وذهبت هيا لتحضر الغداء بينما جاء مطلق وكان بصحبته صديقه الجديد
الذي آتى به معه ليعرفه على زوج أمه
دخل مطلق ورأى الأغراض في مدخل المنزل
فقال : ما هذا , هل تنوون الرحلة إلى مكان ؟
فقال زوج أمه : لا سوف أنتقل للعمل في القرية وسوف نذهب جميعاً في الغد أو بعد غد
فقال : أي قرية , ومن قال لكم أنني أنوي الذهاب معكم ؟
أنا لن أذهب أقولها من الآن , أصدقائي هُنا ومدرستي التي أعتدت عليها .. هُناك لا أعرف أحد ولن أستطيع العيش بدون أصدقاء
فقالت أمه : سوف تذهب حضر نفسك , ودِع أصدقاءك وأخبرهم عن ذهابك

ربما لن نأتي إلى هُنا إلا في وقت العطلة فقط لتراهم !!
فقال زوج أمه : هدئ نفسك لن ننتقل الآن , أدخل وبدل ملابسك فالغداء جاهز
فقال : لا , صديقي الذي حدثتك عنه جاء معي ليراك , هو في الخارج الآن
فقال : دعه يدخل في المجلس يا بني
فقال : لا هو مستعجل أريدك أن تراه فقط ويذهب
هيا تعال لأعرفك عليه , فهو شاب طيب معي وأخلاقه رائعة
فخرج مطلق وزوج أمه وقال : لا تنسى قل له أنك خالي , هكذا أخبرته
فقال : وماذا لو عرفك بعد ذلك أنني زوج أمك , بماذا سوف تجيبه ؟
فقال : من أين يعرف ؟ , لا أعتقد .. أنا طلبت منك هذا ليلة البارحة ووافقت هل عدت في كلامك ؟

فقال : لا أبداً , كما تشاء
كان الشاب واقفاً أمام المنزل متكئاً على سيارته ويدخن !!!
فقال مطلق : أعرفك على خالي محمد
فقال : الشاب : أهلاً بك يا خال كيف حالك ؟
فقال : الحمد لله بخير كيف حالك انت ؟

ما أسمك ؟
فقال : بخير الحمد لله أنا أسمي مانع
وقد تعرفت بمطلق قريباً وسعدت بمعرفته
فقال : أراك تدخن يا بني
الدخان مضر بصحتك آلا تعلم هذا ؟
فضحك الشاب وقال : مجرد تسلية فقد سئمنا الفراغ والبحث عن الراحة
أجد في السيجارة راحة لا أجدها في كأس الشاي أو غيره
فقال : ولكن أحذر أن تجعل أبننا مطلق يدخن فأمه لن تسمح بهذا أبداً
تشرفت بمعرفتك يا بني , وكن ناصحاً لأخيك مطلق وليس العكس !!
مطلق يا بني ودِع صديقك وألحقني للمنزل لا تتأخر
ذهب زوج الأم , ومن ثم ضحك مانع ضحكة عميقة جداً
وهو يقول تصدق يا مطلق أن خالك هذا شيء عجيب , فقال : لماذا ؟
قال : رأيت في جيبه باكيت سجائر ويقول لي أحذر يا بني من التدخين !!
فقال : هو معلم ويرى نفسه ناصح , لذلك ينصحك !!
المهم يا صديقي مانع يقولون في المنزل أننا سوف ننتقل للقرية
فعمل خالي أصبح هُناك ولابد أن نذهب , ماذا أفعل ألحقني بالحل أرجوك
لا أريد أن أذهب معهم , ماذا أفعل ؟
فقال : لا عليك أنت أدخل الآن , وسوف يكون الحل غداً بين يديك
لا تقلق أبداً .. مع مانع لا يوجد مستحيل !!!
فضحكا سوياً ضحكة كبيرة واتحدت كفيهما في مصافحةٍ مليئة بالخبث !!!!!
يتبع ( الجزء التاسع )






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس