عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2013, 01:30 AM   رقم المشاركة : 8
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


( الجزء السابع )
وفي ليلة اكتمال القمر رزقت هيا بطفلةٍ جميلة أسمتها ( قماري )
كانت هذه الطفلة هي النسمة الباردة التي تهب على جروح هيا المشتعلة بالحزن لتطفئ لهيب نيران حزنها

كانت هيا فرحه جداً بهذه الطفلة وكانت تربيها كل شبرٍ بنذر وتكبر أمام عينها يوماً بعد يوم وبكل فرحٍ وبشرى

كما فرح زوجها بقدوم طفلته قماري بعد انتظارٍ طويل تسبب في انفصاله عن زوجته السابقة , وحمد الله وشكره على هذه الطفلة الجميلة
وأصبح قليل الخيانة وقل شغفه بالنساء , وألتزم يوماً بعد يوم إلى أن صلح حاله وكانت هدايته هي بداية الفرح في حياة هذه الأسرة

مرت الأيام مسرعة تركض خلف بعضها البعض
كبر الأبناء وأصبحت المسئولية أكبر والحمل أثقل , وأثقل !!
كانت أبنتها قماري ذات الثلاثة سنوات طفلةٌ مزاجية جداً , مزعجة وتبكي كثيراً وتصرخ , وتكسر الألعاب ولا يعجبها شيء !!

أما مطلق الذي أصبح طالباً في الثانوية العامة لازال مراهقاً يجري خلف الشهوات
ويبحث عن كل ما هو جديد في عالمه , ليعيش التجربة في كل مرة
أصبحت هيا الآن مسئولة عن شاب وطفلة هما كل حياتها , وكانت مسئوليتها صعبة
وكان زوجها يساعدها في بعض الأحيان , إلا أنه كان مشغولاً في عمله معظم الوقت ولا يجد وقتاً إلا للراحة والعودة للعمل من جديد

كان يتحمل من هيا الكثير من التقصير في حقوقه كزوج , وكان يعاتبها أحياناً
إلا أنها تقول أن أبناءها بحاجة إليها أكثر منه وهو لم يعيرها اهتمام في يومٍ ما عندما كان يركض خلف النساء وهي تركض وحيدة خلف أبنها في الشوارع !!

والآن قد زادت عليها المسئولية بقدوم ابنته , ومن المفترض أن يقدر لها تقصريها في حقوقه الزوجية لأنها تقضي جميع وقتها في تربية ابنته هو وليست ابنتها هي فقط !!!
مرت الأيام تحمل بين طياتها الكثير من مواقف الجدال والعتب , والانكسار والحزن , والفرح والحياة الهادئة , والصراخ من جديد !!
وفي صباح يوم مشرق كان موعد اللقاء مع وجهٍ جديد في هذه القصة
خرج مطلق من منزلهم قاصداً المدرسة وركب سيارته
وفي أثناء طريقه مرت من أمامه سيارة مسرعة كادت أن تنهي حياته في حادث سير طائش !!
توقفت السيارة بأعجوبة قبل وقوع الحادث ونجا مطلق من الموت إلا أنها كانت بداية لمعرفة مع أحد الشبان رفقاء السوء
نزل الشاب من سيارته ليطمئن على مطلق
وقال : سلامات يا أخي هل تضررت بشيء , هل أوصلك للمستشفى ؟
فقال : لا , شكراً أنا بخير سأكمل طريقي للمدرسة
لكنه لم يترك مطلق يذهب في طريقه , وكان أمامه كالشيطان الغاوي وقال :
وماذا جاءك من وراء هذه المدرسة سوى التعب والإرهاق ؟
أنا أيضاً مرتبط بدوام الجامعة ولم أذهب اليوم , وأنظر أنا ذاهب الآن لأبحث عن راحتي ولم أفكر في المحاضرات وفي كل سنة أنجح لم يضرني الغياب بشيء !!
تعال معي الآن وأترك المدرسة وهم الحصص خلفك , سوف تتسلى كثيراً بهذا المشوار !!
وربما قدرك السعيد يا صديقي هو من أوقعك في طريقي حتى تعيش هذه التجربة الرائعة
ما رأيك الآن , هل نذهب ؟
أنا بحاجة لأحد أصدقائي ليرافقني المشوار , وصديقي الذي يذهب معي مريضٌ اليوم
كان مطلق ينظر إلى هذا الشاب في تعجب , ويقول في نفسه كلامه صحيح .. لماذا أنا أذهب كل يوم إلى المدرسة , رغم أنني لستُ بالطالب المجتهد ؟
فقال مبتسماً : حسناً يا صديقي سوف أذهب معك
فضحك الشاب وقال : ولكن ما أسمك يا صديقي ؟ , أنا أسمي مانع .
فقال: وأنا أسمي مطلق
فقال : عاشت الأسماء يا صديقي الوسيم
هيا ألحق بي حيث أذهب إلى مكان سوف يعجبك كثيراً
فقال : ولكن هل هو بعيد من هُنا ؟

فقال : لا أبداً ثوانِ قليلة وسوف تصل إلى السعادة
وضحك ضحكة كبيرة والخبث يملأ عينيه , وقال : هيا , هيا يا مطلق لا تأخرنا أكثر , فقد تأخرنا كثيراً !!!
ركب الشاب سيارته على عجالة من أمره , ولحق مطلق بسيارته ومشى خلفه إلى أن وقفوا أمام أحد العمارات السكنية
نزل الشاب من سيارته وجاء مسرعاً باتجاه مطلق وقال : هيا أنزل يا صديقي , وصلنا حيث هي السعادة
فقال مطلق مبتسماً : وأي سعادة في هذا المكان , توقعت أن نذهب إلى احد المقاهي أو أحد الأسواق وأنت الآن أحضرتنا أمام عمارة سكنية !!

ما هو الموضوع يا مانع ؟

فقال: يا عزيزي , يا مطلق هذا المكان أجمل بكثير من المقاهي والأسواق أنزل وسترى بعينك !!
فقال مطلق : لا لن أنزل , دعني أعود للبيت أفضل فلستُ أحب هذه الأماكن
ففتح الشاب باب السيارة وأخذ مطلق من يده وقال : هيا أنزل يا رجُل , أنت تقول هذا لأنك لم ترى ما يختبئ بالداخل !!
فنزل مطلق من السيارة بعد أن أصر عليه صديق السوء مانع
وفي حين وصولهما إلى الدور الخامس طرق مانع باب الشقة , ففتحت الباب تلك الفتاة الجميلة وهي مبتسمة بابتسامةٍ كلها خبثٌ وفساد !!!
وقالت : تفضلوا أهلاً بكم !!
فقال مانع مبتسماً لها بخبث : أهلاً بكِ يا حلوه !!
وسحب مطلق إلى داخل الشقة , ودخل مطلق معه بخطواتٍ راجفة
تقدموا قليلاً في الداخل فإذا بأخرى تبتسم لهم وترحب بهم وتقول لمانع : وأين هو أحمد اليوم , لماذا لم يأتي معك ؟
فقال : أحمد مريض اليوم فجئت ومعي صديقي مطلق أعرفك عليه .
فقالت مبتسمة : أهلاً بك يا مطلق , كم أنت جميل يا هذا سعدت بمعرفتك !!
حيثُ كان يجلس مطلق صامتاً ولم ينطق بحرف وهو في عجب من أمره يفكر ما هو هذا الأمر وأين هما , ومن هن هؤلاء الفتيات ؟
فقالت : لماذا لا تتكلم يا مطلق ؟ , هل صديقك أبكم يا مانع ؟
فقال مانع ضاحكاً : لا ليس أبكماً , بل هو خجول فقط .
فقالت الفتاة مبتسمة : حسناً عن أذنكما قليلاً , وسأعود
ذهبت , فإذا بمطلق يمسك بيد مانع ويقول : أرجوك , أرجوك أريد أن أخرج من هُنا حالاً
لم أرى أشكالاً كهذه في حياتي يا مانع , دعني أذهب وأبقى أنت إن شئت البقاء !!
فقال مانع ضاحكاً : ماذا جرى يا مطلق , نحن من اليوم سوف نصبح صديقين والذي يجري عليك سوف يجري عليّ أيضاَ

لا تقلق فالوضع آمن جداَ في هذا المكان .. وأنا جئت إلى هُنا كثيراً في مرات سابقة ومعي صديقي أحمد وها أنا أمامك الآن
آلا تحب الفتيات يا رجُل لا تكن كاذباً , فمن لا يحب مذاق الحلوى !!!
فقال مطلق : نعم هن جميلات , ولكن صدقني أنني لم أرى فتاة من قبل بهذا المنظر , ولا أريد أن أرى , نعم أنا أعاكس الفتيات في الأسواق ولكن ليس بهذه الطريقة !!!
يا إلهي يا مانع لو تعلم أمي عن وجودي الآن في هذا المكان سوف يصيبها الجنون وربما تقتلني
أرجوك يا مانع دعني أخرج من هُنا
فقال : يا مطلق يا حبيبي ويا صديق دربي أعدك الساعة الواحدة ظهراً وأنت في منزلكم

وكأنك تعود من المدرسة !!
هل تريد أكثر من هذا , أستمتع الآن ودعنا نستمتع بهذه الوجوه الجميلة !!
رضخ مطلق لأمره الواقع , كان يعيش في حالة من الرعب ويديه ترتجفان خوفاً من وقوع مشكلة وتعلم أمه بالأمر .

جاءت أحد الفتيات وجلست بقرب مانع واحتضنته في مشهدٍ فاضح
وجاءت الأخرى وأخذت مطلق إلى مكان آخر حيثُ يكونان في عزلة عنهم
أمسكت بيديه وكان يرتجف , حاولت معه أن يمشي لكنه واقفٌ في مكانه ينظر إلى مانع يريد التحدث معه
ولكن مانع كان مستغرقاً في أجواء المتعة .. يقبل الفتاة التي بقربه , ولم يرد على نداءه !!!
فسحبت الفتاة مطلق إلى حيثُ العالم الآخر , عالمٌ لم يكن يعلم عنه شيء من قبل , ولم يجرب الدخول إليه
استطاعت الفتاة الغاوية أن تؤثر عليه وتغويه بكلامها الناعم , وتجعل منه شاباً يمارس الرذيلة ويتبع الشهوات بإغواء شيطانٍ لعين !!!
أصبحت الساعة الثانية ظهراً ومطلق لم يعود من المدرسة !!
كانت هيا قلقة كثيراً على أبنها تفكر بأفكار كثيرة , والشيطان يسيطر على عقلها بوساوسه بأنه قد حصل له مكروه
أصبحت تدور , وتدور في المنزل كالمجنونة وتضرب بكفيها قلقاً وتنظر إلى الساعة في كل ثانية .
وفي الساعة الثانية والنصف ظهراً
عاد زوجها من عمله , متعباً ومرهق من الدوام
وأخبرته بتأخير ابنها مطلق عن العودة من المدرسة و أنها خائفة عليه
فقال : لا تخافي فمطلق رجُل ولم يعد صغيراً سيعود بعد قليل
حضري لي الغداء الآن لأغفو برهةً من الراحة , وإن لم يعد سوف أخرج للبحث عنه .
حضرت الغداء لزوجها ولم تضع في فمها لقمة منه , وهي تنظر إلى الساعة وتنتظر دخوله مع الباب
انتهى زوجها من غداءه ودخل ليرتاح قليلاً
فإذا بمطلق يعود عند الساعة الثالثة عصراً , وعينيه مليئة بالتعب والإرهاق والخوف
لم تسأله عن تأخيره ولم تخاطبه بكلمة
عندما وقف أمامها فإذا بتلك الصفعة تهبط على وجهه لتوقظه من حلُّمٍ كان يعيشه على ذكرى تلك الفتاة الغاوية
فقال وهو يصرخ في وجه أمه : لم أعد صبياً صغيراً لتضربني امرأة
لا تمدي يدكِ عليّ مرة أخرى وإلا لن تريني أبداً يا أمي
فدخل مسرعاً إلى غرفته وأغلق على نفسه الباب
فسقطت هيا على الأرض تبكي , وتبكي بدموعٍ غزيرة , فهي المرة الأولى التي يرفع ابنها صوته في وجهها

وهو في هذه الحالة الغريبة !!
تأكدت أن هُنالك أمراً ما , قد طرأ على حاله وهو الذي تسبب في تغييره بهذه الطريقة
وقررت أن تتأكد من حاله هذا عندما يستيقظ من النوم
تماسكت وقامت من مكانها ودخلت إلى حيث ابنتها الصغيرة
وأخذت بجانبها قسطاً من الراحة
وعند المساء نهض الزوج وأيقظ هيا من نومها

وسألها : هل عاد مطلق ؟
فقالت : نعم عاد , ولكن حاله ليس بطبيعي , ولستُ مطمئنة عليه

فقال : كيف ذلك ؟
فقالت : لا اعلم ولكنني سوف أتحدث معه وأفهم منه
فقال : إذاً هيا أنهضي وأذهبي إليه فنحن الآن الساعة السادسة مساءاً
ذهبت هيا إلى غرفة ابنها , ووجدت الباب مازال مغلقاً
طرقت الباب , تنادي أنهض يا بني فقد جاء المساء , قم وذاكر دروسك كفاك من النوم
فإذا بمطلق بفتح الباب .. ويقول منزعجاً : أتركوني أرتاح يا ناس ماذا تريدون ؟
فقالت : انهض الآن وألحقني إلى الصالون سوف أحضر لك طعاماً , ألست جائع ؟
ومن ثم أريدك في حديث خاص , عمك قد خرج من المنزل وليس في الصالون سوى أنا وأختك
فقال : أذهبي أنتِ وسوف ألحقك بكِ بعد قليل
نزل مطلق ووجد الغداء على الطاولة , جلس ليتناول طعامه وهو خائفٌ من هذا الحديث الخاص الذي تريده أمه
انتهى من غداءه وجاء ليلعب مع أخته الصغيرة في الصالون
فإذا بأمه تقول : أين كنت اليوم ؟
فقال : تأخرت قليلاً مع الشباب بعد خروجنا من المدرسة ذهبنا مع أحد أصدقاءنا ليرينا سيارته الجديدة
ومضى بنا الوقت ولم نشعر بأنفسنا إلا الساعة الثالثة عصراً
لو ترين يا أمي سيارته كم كانت جميلة , ولونها غريب
كانت سيارة رائعة حقاً لم أرى مثلها من قبل !!!
فقالت وعينها يملأُها الشك : ولماذا كنت مرهق ؟

هل أنتم من صنع تلك السيارة في هذه الساعات !!
فقال ضاحكاً : لا يا أمي لم نصنع شيء إنما هي رائعة وجذبتنا كثيراً عندما رأيناها
ومن ثم جربنا السيارة في مشوار وبعدها أفترقنا وعاد كلاً إلى منزله , وعدت أنا أبحث عن حضنكِ , واستقبلتني بذلك الكف الذي يؤلمني إلى الآن !!!

فقالت : لم ترى مني شيء بعد !!
فإن أعتدت التأخير مرة أخرى دون أن أعلم عن تأخيرك وأين تذهب
سوف أطردك من المنزل , ولن تعد أبني ولا أنا أمك , هل تفهمني ؟!!
فقال : حاضر , لن أعيدها مرة أخرى , المهم أن تسامحيني فقط
فقالت : أذهب الآن إلى غرفتك وذاكر دروسك جيداً أريد علامات جيدة هذه السنة
قام مطلق وذهب إلى غرفته وعينيه تملأُها الأشواق لتك الفتاة الغاوية
وعند وصوله إلى الغرفة أخذ هاتفه وأتصل بالفتاة
وكان يردد لها عبارات المحبة والشوق , والوله وإنتظار الغد !!
وبينما كان يغازلها بهذا الكلام , صعدت أمه بكأس من العصير
وعندما اقتربت من باب غرفته سمعته وهو يقول بصوته الذائب بالآهات : سأراكِ غداً يا حلوه !!
ففتحت الباب ورأت الهاتف بيده وهو مرتبك وحالته مضطربة مفاجأً بدخولها وخائفاً من أنها قد سمعت كلامه مع الفتاة
فإذا هي تقترب منه , وعينيها تقدحان شرار ...!
يتبع ( الجزء الثامن )






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس