عرض مشاركة واحدة
قديم 23-06-2013, 04:02 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ :
{ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ
الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ
ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا
حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ
وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا
إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
[ 9 / التوبة / 117 و - 118 ]
حتى بلغ :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }
[ 9 / التوبة / 119 ] .
قال كعبٌ : واللهِ ! ما أنعم اللهُ عليَّ من نعمةٍ قطُّ ، بعد إذ هداني اللهُ للإسلام ،
أعظمُ في نفسي ، من صِدقي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .
أن لا أكون كذَبتُه فأهلِك كما هلك الذين كذبوا . إنَّ اللهَ قال للذين كذبوا ،
حين أنزل الوحيُ ، شرَّ ما قال لأحدٍ . وقال اللهُ :
{ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ
إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95)
يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ
فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }
[ 9 / التوبة / 95 و - 96 ] .
قال كعب : كنا خُلِّفْنا ، أيها الثلاثة ، عن أمرِ أولئك الذين قبِلَ
منهم رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين حلفوا له .
فبايعَهم واستغفَر لهم . وأرجأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمرَنا
حتى قضى اللهُ فيه . فبذلك قال اللهُ عزَّ وجلَّ :
{ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا }
وليس الذي ذكر اللهُ مما خلَّفنا ، تخلَّفنا عن الغزوِ . وإنما هو تخليفُه إيانا ،
وإرجاؤه أمرَنا ، عمن حلف له واعتذرَ إليه فقبل منه )
هذا حديث صحيح ثابت متفق على صحته،
وقوله:" فسموا فسموا رجلين شهدا بدرا"
قيل: إنه خطأ من الزهري، فإنه لا يُعْرَف شُهودُ واحد من هؤلاء الثلاثة بدرا،
والله أعلم.
ولما ذكر تعالى ما فرّج به عن هؤلاء الثلاثة من الضيق والكرب،
من هجر المسلمين إياهم نحوا من خمسين ليلة بأيامها،
وضاقت عليهم أنفسهم، وضاقت عليهم الأرض بما رَحُبت، أي: مع سعتها،
فسدّدت عليهم المسالك والمذاهب، فلا يهتدون ما يصنعون،
فصبروا لأمر الله، واستكانوا لأمر الله،
وثبتوا حتى فرج الله عنهم بسبب صدقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
في تخلفهم، وأنه كان عن غير عذر، فعوقبوا على ذلك هذه المدة،
ثم تاب الله عليهم، فكان عاقبة صدقهم خيرا لهم وتوبة عليهم؛
ولهذا قال:
{ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْاتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ {119} }
[ التوبة : 119 ]
أي: اصدُقوا والزموا الصدق تكونوا مع أهله وتنجوا من المهالك
ويجعل لكم فرجا من أموركم، ومخرجا،
وقد قال الإمام أحمد:
[ حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن شقيق ؛ ]
عن عبد الله، هو ابن مسعود، رضي الله عنه،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر,وإن البر يهدي إلى الجنة،
وما يزال الرجل يصدق ويتحرّى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا،
وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار،
وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتىيكتب عند الله كذابا )
[ أخرجاه في الصحيحين ]






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس