عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2012, 03:39 PM   رقم المشاركة : 3
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

الباب الثالث : التفاعل من خلال الاعتماد المتبادل :




ومن أهم أفكار هذا الباب: الاشتراك في وضع المهم أولًا والمقصود بالاشتراك هنا هو التعاون على الكسب ؛ لأن كونك تكسب فهذا لا يعني بالضرورة أن غيرك لابد أن يخسر، ولكنها تعني أنك حققت الأهداف ، وأن المزيد من الأهداف يمكنك تحقيقها متي تعاونت مع الغير -بدلاً - من التنافس معه.
وهذا يؤدي إلى أن نصبح أقل اهتمامًا بمن هو الأصح ، بل نهتم فقط بما هو الصحيح ؛ وذلك لأننا نحترم الآخرين ونعرف أن خيالهم الخلاق غني بالأفكار ، لذلك فعندما نختلف معهم لابد أن ندع ذواتنا جانبًا ونستمع إليهم ، ونحاول أن نفهمهم ولا ننظر إلى اختلافاتنا من ناحيتين متقابلتين ، بل نعبر إلى الجانب الآخر لنرى القضية من وجهة نظر الطرف الآخر.
إن قوة الرؤية المشتركة تحقق مستوى أعلى من جودة الحياة في الأسرة أو في المنظمة ، أو في أي موقع تعمل فيه مع الآخرين ، حيث يتحول كل منا إلى عضو فاعل في مجموع كبير ، هنا يمكننا أن نعيش ونتعلم ونحب ونترك آثارًا خالدة كمجموعة.
ماذا يحدث لو أن الجميع كان يعيش أو يعمل في بيئة تقوم على الرؤية المشتركة والاتفاق التبادلي والمكسب المشترك؟ خذ على سبيل المثال الإشراف . ففي البيئة التي تقوم على الثقة المحدودة يصبح الإشراف مرتبطًا بكلمات مثل الرقابة والتحكم والتفتيش ، في حين نجد أن البيئة المليئة بالثقة ، يصبح فيها الأفراد يشرفون على أنفسهم وفق اتفاقات ، فالمعايير واضحة والنتائج محددة وهناك فهم مشترك لما يجب أن يتحقق ، هنا يصبح القائد أو المدير أو الأب مصدرًا للعون أي مساعدًا ومستشارًا ورائدًا يزيل العقبات ثم يبتعد عن الطريق.
ومن الأفكار القيمة في هذا الباب فكرة: التقويم الذاتي من خلال الآخرين: وذلك عـن طريق سؤال من أتعامل معهم؟ فالأب يسأل أبناءه ، والمعلم يسأل طلابه عن مميزاته وعيوبه ، وقد اقترح المؤلف طريقة لذكر الرأي فقد طلب من أبنائه أن يكتب كل منهم في ورقة ثلاث كلمات: ( استمر - توقف - ابدأ) ثم قال لهم أن يكتبوا تحت كلمة ( استمر ) كل الأعمال التي يقوم بها الأب ويريدون منه الاستمرار فيها ، وتحت كلمة ( توقف ) أن يكتبوا الأعمال التي يقوم بها ، ولكنهم لا يحبونها ويريدون منه التوقف عنها ، وتحت كلمة ( ابدأ ) أن يبدأ في عمل ما هم يحبونه ويريدون منه أن يبدأ فيه من الآن.
وعليه أن يتناول هذه الآراء بالتحليل والدراسة ، وتكون عنده من المرونة والسلاسة ما يجعله يغير ما به من أخطاء.
ومن الأفكار القوية في إدارة الأعمال فكرة : " القائد الخادم" وهو ذلك القائد الذي يكون مساعدًا فقط لمرؤوسيه وليس متحكمًا فيهم ، مما يجعل رقيبهم على أنفسهم هو ضميرهم ، وهذا يقلل العبء عنه ويجعله يقود عددًا أكبر ؛ لأنه فقط يرشدهم من بعيد ويفيدهم بخبراته ، حتى إنه عندما يود زيارة موقع العمل يسألهم عن الموعد المناسب لهذه الزيارة ، مما يشعرهم بأن الهدف من الزيارة ليس المفاجأة وتصيد الأخطاء ، ولكنه المساعدة والإرشاد والوصول سويًا إلى نتائج أفضل ، ولذلك أنت كقائد خادم إذا جاءك مرؤوس بمشكلة فدعه أولًا يحاول هو حلها ، ولا تقم أنت بحل مشكلة يستطيع هو حلها بمفرده ، دعه يحاول أولًا ويبتكر وينفّذ ، وحاسبه على النتائج ولا تحاسبه على الطريقة .
"إن إنهاء المهام من خلال الأفراد" هو مبدأ مختلف عن مبدأ " بناء الأفراد من خلال إنجاز المهام" مع الأول تتحقق المهام ، ومع الثاني تتحقق المهام مع قدر أكبر من الإبداع والفاعلىة والتفاعل الإيجابي، ومن خلال كل ذلك نبني داخل هؤلاء القدرة على فعل الأفضل في المستقبل ، من أجل كل هذا: كن قائدًا خادمًا .