عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2012, 07:18 AM   رقم المشاركة : 1
الناي العبد الله
( مشرف الابداعات الادبيه )
 
الصورة الرمزية الناي العبد الله
حورية جنتي وكل نسائي





تعالي يا فتنة المطر
ألبسي مقعدي القديم وشاحك
ودعِ قطراتك ترمم تشققاتهِ
فمازالت روحي هناك تتلحف دفئكِ
فقد كساها البرد
والاحتياج والانكسار
وقدماي تحفر مقاعد انتظارك
وأنتِ في حبات المطر تقفي على نافذتي
تقرئين في عيناي الشوق
فتعالي أخمدي احتياجي إليكِ
فهاهي حديقة قلبي قد ذبلت أزهارها
تشابكت أغصانها
وطالت تحتاج ل أنفاسك
لتعيدها مزامير شوق ترتل في حضن الشفق
وهو يغزل وشاح تتلثم بهِ شفتيكِ
.
.
لـ أعود وأقرأ أسرار الصمت في عينيك
وأغني بناي مبحوح
أغنية الفصول فوق حبات المطر
اقتربي مني
وأقطعِ مسافات الشتاء العارية
وأبني فوق صدري كوخً يأوي بردك
فدعيني أمتد بداخلك
موقد شتاء صاخب
تشعلهُ أعواد أنفاسي حتى لا ينطفئ
لنصنع من ليالي الشتاء
ليلةٌ تزداد فيها براعم العشق
لـ يبعثها الفجر
وطنً في جناح أفق لا ينتهي
.
.
دعيني أحمل مظلتي
تحت شفتيك فمنها يبدأ الغيث
وأنا نادلها السرمدي
أحمل كؤوسي سقيا
أرتوي منها كل مساء في مقهى عينيكِ
ارتب كراسي الاشتهاء منتظراً
أن يرتفع ستار مسرحكِ
لـ أظل الليل أهذي مع فصولك
فـ دعيني أحبك كما أشتهي
أحبك ك الحنين الذي أختبئ في جيوب العاشقين
وك مجلد يوميات
اعتنق اعترافات الهوى
وك الغيم حين يحتضن خصر السماء
وكوردةُ بيضاء
تملئ مزهرية قلبي
و رحيقً باردً حين ينسكب عطشً للشفاه
وك بائعة ورد
.
.
تقف على أرصفة الشوق
تنتظر أخر وردةٌ يقطفها جنين قلبها
دعيني أحبك
كما تتوق أعيُن الحالمين للقاء
وكما تحن الذكريات للنسيان
س أحمل عندها كل رسائلي المحشوة في شراييني
و أبعثها إليك في مواسم المطر
لتسقط مع زخاتها لـ تظلي في لياليها
حالمةٌ بي فلا تدعي جفنك يغشاهُ النعاس
ف الليل لا يطول كثيراً
ولا تكفي ساعاتهِ أن نحلم مرتين
فـ هاتي حلمك فراشةٌ
تحترق في قنديل قلبي المخضر بحبك
فخذيهِ وعلقيهِ في كل ركن بداخلك لتهتدي بهِ نبضاتكِ
يا سوسنه زرعتها في مرفأ كفي
تحمل إليها تجارة سفنك
علها تقلص مسافات الشوق التي تبعدك عني
وأنا أقلب بضاعة شوقكِ كل ليلةٌ
.
.
أنتظر متى تقصي أشرعة البعد وتأتي
تعالي نقبض الزمن في كفينا
حتى لا تضيع دقائقهُ دون أن نعيش تفاصيلها
لـ نزرع مابين أنفاسنا حقولاً من الاشتياق
نهجع إليها حين يسبقنا الحنين
تعالي نشاطر كل شيء في الكون
حتى عندما نغيب لا يكتمل إلا بنا
يا قطعة حبً أؤدي فرائضي لـ تبقى
دعيني أنتشر كهواء في أرجاء جسدك
يطوف في كل خلاياك أبد الدهر
دعيني أكون قدراً لا تفر منهُ
أيامك حتى الموت
و أكون ك نتوءات تكبر في قلبك
لـ تتكئ عليها حين تشعرين بواخزات عشقي
يا حورية جنتي وكل نسائي
.
.
سـ أكتب لكِ تفاصيلي
في بحوراً لا نهاية لها تصبُ
في كل قطعةٌ في جسدك أمتلكها حبي
فعندما تغزوها جيوش حنينك
تسقط مستسلمةٌ لـ نبضي
سـ أأؤذن في سمعكِ نداء عشقي
لـ تقيمي صلوات الهوى في كل وطن
ووطنك لا تُقام حدوده إلا بداخلي
وهو مازال يهز كرسيهُ القديم
أمام نوافذ مشرعةٌ لـ قدومك
وندفكِ يتراكم على مرفأ القلب
ينزلق من الصبر
وروحكِ لم تنتفض بعد لـ تُوقف المطر القديم
وأنا في حباتهِ أرسم تفاصيل وجهكِ لربما
تأتيني منها وتجبري انكساري
وعزف ناي الحزين
هل تعلمين لما تشبهين المطر والشتاء
لأنه يسقط بسخاء
ك حبك في قلبي
ولان الشتاء ينزل بصمت
ويدفئني كما يفعل عشقكِ

بقلم الناي في
10-9-2012