عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2012, 04:33 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ التاريخ / هكذا فاصنعوا لهن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .

هكذا فاصنعوا لهن


قـدمت على عمرَ رضي الله عنه إمرأةٌ، كأنما قد ركب بين كتفيها القمر،

يشع من عينيها السحر، ومعها شاب قد طال شعره وتشعث،
وركبته الأوساخ، و لم يمسه الماء ولا يد الحلاق منذ شهور،
وله لحية كشعر القنفذ، و أظافر سود طوال تغثي من قذارتها عين رائيها،
وعليه ثياب بالية ممزقة، لا يعرف لها شكل ولا لون،
وتقتل برائحتها من بعد عشرة أمتار ...








قالت: يــا أمــير المؤمنين، هذا زوجي وابن عمي،

وأنا لا أريده، ففرق بيني وبينه.






قال الرجل: زوجتي يا أمير المؤمنين، وعرسي من شهرين إثنين،

لم ترفع معالم العرس ،
حتى جاءت تسأل الطلاق من غير ذنب جنيته، ولا حدث أحدثته.






قالت: ما أساء إلي، ولكني لا أريده.



قال عمر: تعالي غداً











وأشار( عمر رضي الله عنه) إلى غلامه فذهب بالرجل إلى الحلاق ،


فأخذ من شعره، وإلى الحمام فغسله وقص أظافره،
وألقى عنه أسماله البالية، وألبسه ثيابا جديدة نظيفة.








وجاء به من الغد، وقد خلق خلقا جديدا، وعاد رجلا آخر،


وبدا شبابه وجماله وصحته، فغضت المرأة بصرها عنه،
لأنها لم تعرفه، فحسبته رجلا غريبا، فأومأ إليه عمر أن خذ بيدها،
فلما مسها وثبت كاللبؤة الغضبى،
وتوّرد من الحياء والغضب وجهها، ونترت يدها منه









وقالت: إبتعد أيها الفاسق، أتهجم علي بين يدي أمير المؤمنين ؟





فقال عمر: ويحك هذا زوجك.



فنظرت إليه محدقة كأنها لا تصدق عينيها، وترددت لحظة..


ثم رمت بنفسها بين يديه وهي تبكي. وانصرفا راضيين.









فقال عمر:

’’هكذا فاصنعوا لهن،
إنهن يحببن أن تتزينوا لهنّ،
كما تحبون أن يتزين لكم‘‘













التاريخ

من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس الى قلبه...



وسوف يرى الدنيا أياما يداولها الله بين الناس...



الأغنياء يصبحون فقراء...



والفقراء ينقلبون أغنياء...



وضعفاء الأمس أقوياء اليوم...



وحكام الامس مشردون اليوم...



والقضاة متهمون...



والغالبون مغلوبون...والفلك دوار...



والحياة لا تقف...



والحوادث لا تكف عن الجريان...



والناس يتبادلون الكراسي...



ولا حزن يستمر...ولا فرح يدوم...


د.مصطفى محمود






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة