عرض مشاركة واحدة
قديم 18-04-2012, 02:18 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ ما هو تعريف المهدي وما هو معنى الهداية؟



السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ..
ما هو تعريف المهدي وما هو معنى الهداية؟
ج :

{ الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون }.
وبعد :
فقد كنا قد ذكرنا بيانا تعريفيا لكل من النبي والرسول, وذكرنا الفرق بين النبوة والرسالة,
وشرحنا معنى الإرسال …
وقد آن لنا أن نضع تعريفا للمهدي ونشرح معنى الهداية, ونحن إذ نشرح هذه العبارات
أو نبين تلك المصطلحات ؛ لا ندعي أبدا أننا قد أحطنا بجميع الجوانب اللغوية والاصطلاحية ,
كلا , فهذه التعريفات ليست بالحدود الجامعة المانعة ولكنها تقريب للمعاني
وبيان للناس وهدى وموعظة وبشرى لقوم يؤمنون .
ولا يخفى عليكم أن كلمة المهدي تطلق على كل من هدي بعد ضلالة, أو أرشد بعد جهالة …
وأما الهداية فهي نوعان : هداية توفيق وهداية إرشاد .
وبهذا التعريف أكتفي , فلست بحاجة أن أقول لفطاحل اللغة وأساطين البيان ,
إن المهدي اسم مفعول وإن الهداية مصدر من هدى , فهذا أمر بدهي, يعلمه الذكي ويدركه الغبي …
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


والأهم من ذلك كله , أن نتخلص إلى لب الموضوع وذكر أدلته ,
وقد وردت لفظة الهداية بحمد الله في أكثر من سبعين موضعا في القرءان ـ والسبعون عندي
لا تعني الحصر بقدر ما تفيد المبالغة ـ كلها تجعل الرب هاديا والوحي هدى
والرسول مهديا والمهدي رسولا .
قال الله تعالى:

{ وكفى بربك هاديا ونصيرا }
. وقال عز وجل:

{ ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين }
.
وقال في شأن إبراهيم عليه السلام :

{ قال أتحاجوني في الله وقد هدين }
. وقال في شأن محمد صلى الله عليه وسلم :

{ ووجدك ضالا فهدى }…
وعلى ذكر محمد صلى الله عليه وسلم, فلا خلاف بين المسلمين أنه كان هاديا مهديا,
وكان الصحابة يطلقون عليه لقب المهدي, وقد سمع ذلك في شعر حسان بن ثابت الأنصاري ,
حيث يقول في رثائه للنبي صلى الله عليه وسلم :

" ما بال عيني لا تنام كــــــــأنـــما *** كحلت مآقــــــيها بكحل الأرمد "
" جزعا على المهدي أصبح ثاويا * يا خير من وطئ الحصى لا تبعد " .
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


وقد صرف الله لفظة الهداية سبع مرات , في سبع آيات, جمع فيهن المهديين من الأولين والآخرين ,
وجعل نوحا خير مثال, بوصفه أول من هدي بعد ضلال, ومن صلبه انحدرت تلك الأجيال,
فكان بذلك أبا المهديين وأول الرسل أجمعين ,
قال تعالى:

{ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ
وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى
وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ84
وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى ٱلْعَالَمِينَ
وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
الأنعام.
ونحن إذا تأملنا المعاني , داخل هذه السبع المثاني , ندرك بوضوح ونلاحظ بجلاء
أن عامة المرسلين مجموعة من المهديين , وأن من لم يذكر اسمه منهم ,
فهو داخل في عموم قول الله تعلى :

{ ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم } .
ومن معاني القرآن الأكثر وضوحا , أن باب الهداية ما زال مفتوحا ,
بدليل قول الله تعالى:

{ ذلِكَ هُدَى اللـه يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ }.
وهذا دليل على أن الأمر ما زال على ما كان عليه, حيث عبر بالمضارع
في فعلي الهداية والمشيئة ليترك الباب مفتوحا على مصراعيه ,
فمنذا الذي يستطيع أن يغلق ما فتحه الله أو يمنع ما أعطاه ؟
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


( اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد),
وصدق الله العظيم حيث يقول :

{ قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنسَانُ قَتُورًا }
. وقال تعالى :

{ وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ *
أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بعضا سخريا
ورحمة ربك خير مما يجمعون }
. وقال تعالى :

{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69)
وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الحكم وإليه ترجعون } .

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة