عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2012, 01:27 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



ستين ثانية.


هل تعلم كم من المعلومات يستطيع دماغك أن يعالج خلال ستين ثانية؟

في هذه الدقيقة التي ستمنحها لنفسك

قبل إصدار قرارك قد تتغير أمور كثيرة،

ولكن بشرط.

-
وما هو الشرط؟


-
أن تتجرد عن نفسك،

وتُفرغ في دماغك
وفي قلبك جميع القيم الإنسانية والمثل الأخلاقية دفعة واحدة،
وتعالجها معالجة موضوعية ودون تحيز،

فمثلاً:
إن كنت قد قررت بأنك صاحب حق وأن الآخر قد ظلمك
فخلال هذه الدقيقة
وعندما تتجرد عن نفسك
ربما تكتشف بأن الطرف الآخر لديه حق أيضاً،
أو جزء منه،
وعندها قد تغير قرارك تجاهه.
إن كنت نويت أن تعاقب شخصاً ما
فإنك خلال هذه الدقيقة
بإمكانك أن تجد له عذراً فتخفف عنه العقوبة
أو تمتنع عن معاقبته وتسامحه نهائياً.
دقيقة واحدة
بإمكانها أن تجعلك تعدل عن اتخاذ خطوة مصيرية في حياتك
لطالما اعتقدت أنها هي الخطوة السليمة،
في حين أنها قد تكون كارثية.
دقيقة واحدة
ربما تجعلك أكثر تمسكاً بإنسانيتك وأكثر بعداً عن هواك.
دقيقة واحدة
قد تغير مجرى حياتك وحياة غيرك،
وإن كنت من المسؤولين
فإنها قد تغير مجرى حياة قوم بأكملهم...
هل تعلم أن كل ما شرحته لك عن الدقيقة الواحدة
لم يستغرق أكثر من دقيقة واحدة؟

-
صحيح،

وأنا قبلتُ برحابة صدر هذه الصفقة
وحلال عليكِ اليورو.

-
تفضل،

أنا الآن أردُّ لك الدين وأعيد لك ما دفعته عني عند شباك التذاكر.
والآن أشكرك كل الشكر على ما فعلته لأجلي.

أعطتني اليورو.

تبسمتُ في وجهها واستغرقت ابتسامتي أكثر من دقيقة،
لأنتهبه إلى نفسي وهي تأخذ رأسي بيدها وتقبل جبيني
قائلة:
هل تعلم أنه كان بالإمكان أن أنتظر ساعات دون حل لمشكلتي،
فالآخرون لم يكونوا ليدروا ما هي مشكلتي،
وأنا ما كنتُ لأستطيع أن أطلب واحد يورو من أحد.

-
حسناً، وماذا ستبيعيني لو أعطيتك مئة يورو؟


-
سأعتبره مهراً وسأقبل بك زوجاً.

علتْ ضحكتُنا في الحافلة

وأنا أُمثـِّلُ بأنني أريد النهوض ومغادرة مقعدي
وهي تمسك بيدي قائلة:
اجلس، فزوجي متمسك بي وليس له مزاج أن يموت قريباً!

وأنا أقول لها:

"بس دقيقة"،
"بس دقيقة"...

لم أتوقع بأن الزمن سيمضي بسرعة.

كانت هذه الرحلة من أكثر رحلاتي سعادة،
حتى إنني شعرت بنوع من الحزن
عندما غادرتْ الحافلة
عندما وصلنا إلى مدينتها في منتصف الطريق تقريباً.

قبل ربع ساعة من وصولها

حاولتْ أن تتصل من جوالها بابنها كي يأتي إلى المحطة ليأخذها،
ثم التفتتْ إليّ قائلة:
على ما يبدو أنه ليس عندي رصيد.
فأعطيتها جوالي لتتصل.
المفاجأة أنني بعد مغادرتها للحافلة بربع ساعة تقريباً
استلمتُ رسالتين على الجوال،
الأولى
تفيد بأن هناك من دفع لي رصيداً بمبلغ يزيد عن 10 يورو،
والثانية
منها تقول فيها:
كان عندي رصيد في هاتفي لكنني احتلتُ عليك لأعرف رقم هاتفك فأجزيكَ على حسن فعلتك.
إن شئت احتفظ برقمي،
وإن زرت مدينتي فاعلم بأن لك فيها أمّاً ستستقبلك.
فرددتُ عليها برسالة قلت فيها:
عندما نظرتُ إلى عينيك خطر ببالي أنها عيون ثعلبية
لكنني لم أتجرأ أن أقولها لك،
أتمنى أن تجمعنا الأيام ثانية،



أشكركِ على الحكمة واعلمي بأنني سأبيعها بمبلغ أكبر بكثير.

"
بس دقيقة"...

حكمة أعرضها للبيع،
فمن يشتريها مني في زمن ندر فيه الكثير
الكثير من الساعات دون فائدة؟








التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة