[أخاف البوح]

كانت ليلـة هادئـه ، الهدوء فيـها سيـد الموقف بمثابـة{ .. الآمـر و الناهي



لا تشق لها عصا طاعه و لا تعاد عليه كلمتـه
تأبى على الانفس من مهابته و حكمته اصـدار ازعاج وصخـب


مما يعكر صفو هذا الهدوء الهادئ الذي عم المـكان
و غطى كل الزوايـا وجلب للنفوس الراحـه والاطمئـان ومشتقاتها و لوازمها

فجأة لاح في الأفــق العالي في سمائـنا الزرقاء

المستويـه الثابته الشامخـه خطفـه سريعة براقـه

تخطف الانظار وتجذب انتباه كل الخليقـه

فيمتـد فجأه ثم ينقـطع فيغطي الافق من زاويـه معينه

ثم يتوارى عن الانظار بلمحـه سريـعه تضرب اورع الامثله في عالم السرعه

ثم ينطلق مباغتـاً من جهه اخرى فينير المكان ويضيئ ظلام الليل الدامس

فيغطيـه بنوره الفاقع بياضاً قائلاً للعالم بأسره


{ .. أنا هنا ،، أنا هنا



ثم يتوارى مره اخرى فاشغل الانظار الناظره مما جعلـهم في ترقب دائم

والتحين له في كل حين حيث ابهر العقول وأستآنست به الصدور

ثم تأتي لفته اخرى من نوع ثاني وتشكيل رائـع مخيف مهول

فتطلق السماء ارجوزه { .. فخمة المعآني قآسية الأداء

اشبه بما تكون رساله تحذيريـه معلمه بلون احمر داكـن

موجـه لاصحاب القلوب القاسيـه

لكنها ارجوزه عاليه عظيمه

متدرجـه في القسوة الى الضعف او العكس من ذلك

يصاحبـها البرق احياناً كرساله مزدوجـه فعالـه مما يقشعر لها الابدان

و ترتعـد لها الفرائص و تصاب العقول بالذهول والحيره من أمرها

فلا نملك حينها الا التسليم و رافع الراية البيضاء


{ .. يآرب سلم سلم ،،

ويأتي وقتها منظر أخوي يدل على التلاحـم والتعاون من نوع آخر

بطعم ونكهـة جذابـه محلاه تحلـو لعيون الناظرين

فتأتي السحب البيضاء المائلـه الى السوداء واللون الرصاصي الداكن

فتتجمع فتجذب كل سحابه اختها بيدها الى جانبها فتتلاصق جميعا

فتـكون كالجسـد الواحـد المتحـد المتوافق مع بعضه

في قالب يشكل معاني الاخوه بحذافيرها

و تتمايل مع بعضها بحركه واحـده معبره

يعجز اللسان عن وصفها وتعبيرها فلا يملك الا النظر والتأمل


{ .. يآ سبحآن الله ،،

وتأتي نسمات الهواء الهادئه العائـمه السابحه

تسبح في الافق في شكل طبقات

تضفي على الهدوء هدوء واريحيـه تامه

بما يحمله الموقف من تخويف ومنظر مهيب

فتحمل في طياتها امل منشود و رسالـة تفائل

و مبشرات مما تهون الموقف و تجعلـه اكثر اطمئنان وأمـان

فمع تلك اللحظات الجميله والمواقف الرهيبه العجيبه

والمنظر الذي يتطلب التامل والوقفه لساعات

لسبر اغواره وعظمة صاحب العظمه سبحانه اجدر بذلك لا اله غيره ولا معبوه بحق سواه

فتدر السماء بما فيـها من خير و بركـه

مما اودعه الله سبحانه فيها من الخير الكثير في هذا الجرم العظيم

فتخرج القطره تلو القطره على شكل نقط متتاليه في التتابع

شيئاً فـ شيئـاً تسقط بالهوينى ثم يتتابع الهطول في سرعة اشد من قبل

فيتابع الهطول الهطول وتنهمر بغزاره فترتوي الارض

و تحيا بعدما كانت مهـدده بالموت البطيئ

قاحلـه ، مجدبـه ، فتدب فيها الحياه فيكتب لها عمر ثاني

{ .. وتفتح لهآ صفحة جـديدة ،،

فيستحكم ذلك الموقف على اصحاب المشاعر والنفوس المرهفـه

التي تعبر بما يدور في كوامنها وتبوح ببوح يساير و يواكب هذا المنظر الجميل

فتعجز الكلمه عن الخروج و الحرف عن المثول امام هذه التراكيب

و هذا المنظر الجمالي الخيالي الخنفشآري

فالكل في موقفه يقف يناظر هذا الموقف

و يسترعي في نفسه عباره الله اكبر ما هذا !!

{ .. سبحآن الله العظيم ،،

من كان في عملـه وقف عن العمل ويتابع


من كان في سيارته اطفأه السياره ويناظر


من كان مشواره ذاهبا قطع المشوار وجلس يتأمل


من كان في حزنه تبدل الى فرح من كان في همه انقلب الى سرور


ومن كان مسرور حينها زاده ذلك سرورا وحبورا


الاطفال يفرحون و يلعبون


البنات يرقصون و ينشدون


وكلـ [ ن ] على شاكلته يتابع الموقف و يترقب المزيـد


وانا من خلال نافذتي المتواضعه اتابع هذا المنظر البديع


لمدة ساعات دون ملل ولا تعب


لانه سرق الوقت وملك اللب و استحكم على عقلي


فحينها اغلقت النافذه وقلت في نفسي


{ .. هذه ليلة من أحلى ليآلينا