عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-2011, 11:12 PM   رقم المشاركة : 48
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

روايــــــــات سعوديــه كامـــله

الفصل الخامس عشر



مر الحفل بهدوء و اضطر رجال بعض الأسر يتركون أهلهم ينامون في البيت الشعبي الكبير ويروحون هم للاستراحة اللي يجتمع فيها الشباب ومن ضمنهم أعمام راكان . قامت شمس الصباح بدري وشافت وجه لينا البريء وهي مغمضة عينها وتنام بسلام في كيس النوم اللي جابه راكان لها لكن حواجبها معقودة و واضح إنها تعبانه. قررت شمس تصحيها ولأن فيه بنات ينامون معهم في نفس الغرفة حطت يدها على كتف لينا وهزتها بلطف وهي تهمس
" لينا ..لينا ..لينا قومي "
فتحت لينا عينها وشافت شمس جالسه في فراشها قدامها وهي تبتسم لها. بادلتها الابتسام ودعكت عينها وهي تقول بهمس مثلها
" صباح الورد "
" صباح النور ما هي عادتك تنامين الصبح شكلك تعبانه؟ "
" لا بس تعرفين من كثر الناس أمس أحس راسي يعورني "
استلقت على ظهرها وقالت
" كم الساعة؟ "
"سبعة ونص "
تمطت لينا في كيس النوم و ريحت يد على صدرها وحطت اليد الثانية تحت رأسها وقالت
" والله أني أذكر أني لو نمت من التعب مستحيل أقوم لو تمر صواريخ سكود فوق راسي والحين أقوم من الهواء إذا مر "
شافت لينا شمس متضايقة فقالت
" هيه مقومتني من النوم عشان أشوفك كذا؟! "
" أنا لازم أقوم أسوي الفطور للجيش هذا لأن المسكينة أسماء تعبانه من كثر شغل أمس ولا ودي أقومها تروحين معي؟ "
" أكيد ما يبغى لها كلام "
" طيب بسرعة تعبت من كثر ما أهمس "
ضحكت لينا بصوت منخفض وقالت تمازحها
" بلاه ما هو من طبعنا "

دخلت لينا وشمس المطبخ بعد ما غسلن وجيهن و رتبن أنفسهن. صكت شمس الباب وهي تقول
" معليه دخلتك المطبخ وأنتي عروس أجلسي عند الطاولة وسليني "
" شكلك توك نايمه ما فقتي؟ "
" لا والله جد وش بتقول أمي ولا خواتي لو عرفوا؟ "
" ما راح يقولون شيء, بعدين تذكرين قبل أتزوج راكان؟ كنت تقولين لي أننا بنطبخ مع بعض وبعدين بتوديني الجبل ثم تاخذيني لمشتل الورود اللي هنا وين راح كلامك ذا كله؟ "
"حتى ولو أنتي توك ...."
شمرت لينا أكمام بلوزتها وقالت
" لا توك ولا غيره وش بنطبخ ؟ "
"طيب افترضي وحدة من حريم أعمام راكان ولا وحدة من بنات عماته دخلت علينا "
هزت لينا كتفها وقالت وهي تفتش في الثلاجة
" ما قدرت تخلي صديقتها في المطبخ! أقول نبدأ سوى ولا أبداء لحالي؟ "

أثناء عمل شمس ولينا أنظمت لهم أسماء وساعدتهم وهي عاتبه على شمس لأنها تركت لينا تساعدها لكن لينا صارت تتكلم مع أسماء بحرية وسرعان ما تغير الوضع وصار العمل أكثر تسلية بتبادل الكلمات بينهم. بعد ما أفطر الجميع دخلت شمس وأسماء المطبخ يغسلون الموعين وجلسوا لينا ورفضوا مساعدتها. بدت عايشه ونورة يرتبون البيت وينفضونه نفض مع بنات أخوانهن ولما قامت لينا معهم قالوا إن عددهم كثير ولا هم محتاجين أي مساعدة بينما الحريم الكبيرات في السن أمثال أم شمس وأم راكان وأم محمد وحريم أعمام راكان فكانوا جالسات يتقهون في حين إن بنات أعمام راكان مشغولات بترتيب أغراضهم عشان يكونون على استعداد أنهم يروحون . لينا ودها تجلس مع جدة راكان وخالتها لكنها تراجعت لما شافت كثر الحريم حولهن وقررت تجلس تنتظر شمس وأسماء أو أي وحدة من البنات غيرهم تخلص شغلها و تجي تجلس معها. أثناء الجلبة والناس الرايحه و الجايه جت وحده بياض بشرتها مثل الثلج وشعرها أسود ناعم طويل وكانت ترفعه فوق رأسها بطريقه معينه أشبه ما يكون بكعكة لكن كان جزء من طوله متروك بحريه . جت وسلمت على لينا وهي تقول
" ليش جالسة لحالك مو حلوة الوحدة أبدا؟ "
قالت لينا وهي تبتسم لها بأدب
"أنتظر البنات يخلصون شغلهم "
" سمعت أنك صديقة شمس من أيام الدراسة؟ "
"أيه صحيح تعرفنا من أول ثانوي "
" وش رأيك في أبها أعجبتك؟ "
" ما فيه أحد يكره أبها بس ترى حتى الرياض مع إن جوها حار بس حلوة "
" شكلك تحبين الرياض؟ "
" طبيعي أني بحبها ما سبق أنك زرتيها يا ...معليش ما أعرف أسمك؟ "
" نجلاء "
بدت السوالف بين البنتين رسمية بعض الشيء لكنها بدت تتلاشى مع طبيعة نجلاء اللي كانت تقول للينا أسم كل وحدة تشوفها تمر من قدامهم وصلة قرابتها بعائلة راكان و أيش مؤهلها العلمي لكنها أبدا ما تكلمت عن نفسها غير إنها خريجة قسم علم اجتماع حتى تكلمت في النهاية وقالت
" أذكر أن راكان خطب أكثر من وحدة من بنات عمه وبعد النظرة الشرعية كان يهون وفي النهاية معاد أحد صار يزوجه وهذا اللي تركه يآخذ من برى الجماعة "
ما ردت لينا لإنها تحسب لكل كلمة تقولها ممكن تنتشر ويضيف الناس عليها وتسبب مشاكل لنفسها ولكل من يقرب لراكان وأولهم أبوه اللي تتشوق لمقابلته كملت نجلاء بلهجة ما فيه أي عداء بالعكس كانت لهجة تدل على محبتها للينا وخوفها عليها
" أنا بقول لك شيء بيني وبينك يا لينا أنت فعلاً تنحبين وتدخلين القلب ومحظوظة شمس يوم لقت بنت مثلك لكن لا تأمنين راكان لأنه بصراحة أناني ومتكبر وما يستاهل وحدة طيبه مثلك حتى أنه إلى الآن متعلق في خطيبته الأولى لكن بسبب تركه لها أول مرة و كثر البنات اللي شافهن ثم تركهن ما عاد صار أهلها أو أهل أي أحد يعرف راكان يوافق عليه وهذا اللي خلاه ما يتزوج إلى هذا الوقت.وزواجه هذا كله عشان يسكت أبوه و ألسنة الناس اللي تقطع فيه ولا هو إلى الآن متعلق في ذيك البنت "
لينا تسمع وتحاول توازن بين عقلها وقلبها فسألت نجلاء
" وأنتي ليه تقولين لي كل هذا؟ "
" لأني أحبك "
رفعت لينا حواجبها وهي في قلبها آلاف المشاعر الغير مفهومة وفي عقلها آلاف الأفكار وقالت
" لو كنت تحبيني كان خليتيني أعيش وأنا مرتاحة من غير ما أسمع كلامك! "
" أنتي ما تفهمين أنا ما أبغيه يضرك "
لينا وهي تكذب حتى على نفسها قالت
"ما عمري سمعت أن راكان ضر أحد "
" لأن شمس ما راح تقول لك كل شيء عنه هي خالته وبتستر عليه هم ما صدقوا أنه يتزوج "
لينا بسخرية غير معهودة منها
" وبرأيك كيف يقدر يضرني؟ "
" بيسوي مثل ما سوى أبوه بعد ما جاب أربع عيال يطلقك "
لينا انفجرت مشاعرها مع غضبها وقالت بنبرة تأنيب لنجلاء
" أنا ما أسمح لك يا نجلاء تتكلمين عن عمي وزوجي وشمس أو أي شخص يقرب لهم وخليني أقول لك شيء أنا الطلاق ما هو في قاموسي لأني بعيش حياتي مثل ما الله يكتبها لي "
"أنتي ما فهمتيني أنا قصدي قبل ما يرميك راكان وبعدين أنتي توك بنت وما شاء الله عليك كل وحدة تتمناك لولدها "
لينا قالت ببرود قاتل وهي في داخلها تتمنى تصفع وجه نجلاء بسبب وقاحتها
" شكيت لك أنا يا نجلاء؟ ثم الطلاق شيء ما أعرفه وبنت مثلك أكبر مني بكثير المفروض تعرف إن اللي قالته مفروض ما ينقال حتى لو نيته طيبه والشيء الثاني أنا ما سمحت لك تتكلمين في حياتي ولا طلبت مشورتك؟ "
" بكيفك أنا نصحتك وأنتي حرة وأسفه انك فهمتيني غلط وأنسي أني جيت وكلمتك "
تركت نجلاء لينا اللي وجها أحمر وعيونها فيها حدة للإنسانة اللي وقفت وتركتها. صحيح إن نجلاء كانت تتكلم بلهجة ما فيها غير الإخلاص لكن لينا سألت أنه مستحيل ما يكون بدون هدف لأن وحدة مثلها تملك جرأة تكلمها في ثالث أسبوع من زواجها وتقترح الطلاق وتشوه صورة راكان قدامها بحجة إنها خافيه عليها وإنها حبتها من أول يوم شافتها فيه ,هذا شيء غير منطقي أبداً. لكن جزء من كلامها كان صحيح فعلاً لأن شمس قالت لها بعضه قبل يخطبها راكان وهو أنه كان أكثر من مرة يخطب ولما يشوف البنت يتراجع وهذا اللي ترك أبوه وأمه يفكرون ما عاد يتدخلون في زواجه فأيش اللي يمنع ما يكون الجزء الثاني اللي قالته نجلاء صحيح وإن شمس لما عرفت إنها هي اللي تزوجت راكان خافت على مشاعرها وأخفت الشيء هذا عنها. شمس كانت توها طالعه من المطبخ وشافت نجلاء يوم بعدت عن لينا وشافت وجه لينا أحمر والنار في عيونها فا مشت جهتها وجلست قدامها وقالت
" لينا فيك شيء؟ "
لينا تأملت شمس وكان ودها تقول لها لكن قالت إن الناس حولهم كثير وهذا مهوب وقته
" لا "
" نجلاء قالت لك شيء؟ "
لينا تتمنى تقول لشمس اللي ما بينهم أي أسرار وتسألها من غير ما تعرف من اللي دخل الفكرة براسها لأنها ما تحب تكون مدخل للشر في العائلة فقالت
" وش بتقول يعيني! "
" مدري عنك من شاف وجهك لا تصدق كل مايقول إنها قايله شيء ما يسر بس أسمعي أنت من زمان وأنتي تكررين علي "تسمع وصدق نصف ما ترى
لينا تغير الموضوع
" أسماء وينها ما كانت معك؟ "
شمس فهمت لينا ولا حبت تضغط عليها فقالت
" راحت تشوف ولدها وتسلم على أعمامها قبل ما يمشون.أقول يا بنت وش رايك نسوي كوب شاهي في المطبخ لين يروحون الناس و يهدا الجو بعدين نرجع ونشوف كيف نقدر نقطع الوقت"

لينا وشمس يقلبون صفحات الجريدة في المطبخ حتى خفت الأصوات في البيت و هدا تقريبا. شافت شمس صورة للملك عبد الله وعلقت على الخبر الموجود ثم قالت
" يا أختي الله يكثر خير بابا عبد الله ويحفظه يا أني أحبه "
" يستاهل كل خير أبو عابد ينحب ها الإنسان الله يكره من يكرهه "
قلبت شمس صفحة الجريدة و انتبهت لراكان لما دخل و وجهه عابس فخمنت أنه سمع كلمة لينا الأخيرة ولا فهم المقصد و حبت إنها تفتح الجريدة مرة ثانية بطريقة عفوية وتبين له الموضوع لكن هو سبقها وقال بسرعة وهو يتجاهل لينا على غير عادته
" شمس صلحي قهوة وشاهي لأبوي "
وبمثل دخوله السريع طلع نزلت لينا كوبها وهي تحس بحرقه لأنه تجاهلها وعلقت السبب بالكلام اللي سمعته من نجلاء. أدركت شمس إنها ارتكبت من قبل غلطة وما صلحتها فقررت تقول للينا
" لينا "
لينا تناظر في كوبها ومن غير ما تفتح فمها قالت
" هممم "
" فيه شيء بقول لك إياه بس لا تزعلين "
رفعت لينا عينها وقالت
" من متى زعلت من صراحتك؟ أصلا بزعل لو خبيتي علي "
" لا المرة ذي أنا غلطة غلطة بس كانت من غير قصد "
شربت لينا من كوبها وهي تفكر في سبب تغير راكان أكثر من غلطة شمس ولما حطت كوبها مرة ثانية على الطاولة وهي تناظر فيه قالت بمزح
" أيه أنا تعودت عليك يا شمس ومن عرفتك كل غلطاتك بريئة و من غير قصد تكلمي وش سويتي ها المرة"
" قبل اعرف إنك تزوجت راكان كنت أكلمك على التلفون وأقول إن عبد الله جن علينا يوم عرف إنك تزوجت وكنت أقول لك دايم إنه يحبك.... "
" ما جبتي جديد وين المشكلة؟ "
لينا تشرب من كوبها وتسمع كلام شمس
" أيه وأنتي تعرفين أني دايم أتكلم عنك عند أهلي وأخواني وكل أللي يقربون لي؟ "
لينا حست بوخزت خوف تزحف لقلبها وبدت تتنبأ من مقدمات شمس فحطت عينها بعين شمس وقالت
" شمس اختصري و هاتي من الآخر "
غزى بشرة شمس البيضاء اللون الأحمر بشكل مندفع بسبب نظرة لينا وهي عارفه أن اللي سوته كان خطاء لكن لازم تفاتحها لأنه مستحيل يكون بينها وبين لينا أسرار ولأنها ما تقدر تخلي لينا ما تفهم أي شيء ممكن يخليها تفهم ركان. فقالت مرتبكة
" يوم صكيت التلفون كان راكان عندي وقتها ما كنت أعرف أنه ....يعني أن هو اللي تزوجك وقمت أقول له عن عبد الله "
لينا من داخلها أنفجر البركان اللي سخنته نجلاء لكنها سيطرت على نفسها وقالت لشمس
" لا تقولين أنك قلتي لراكان أن عبد الله يحبني! "
هزت شمس رأسها فقالت لينا وهي تحس بالضياع
" شمس حرام عليك! أنا كم مرة قلت لك لا تتكلمين عني عند أحد من عايلتك غير أمك و خواتك؟ "
ما ردت شمس وهي تشوف إن وجه لينا مقطب وما فيه غير الغضب وقررت في نفسها إنه يحق للينا تعصب. انتبهت شمس على صوت لينا وهي تقول
" يوم قلتي له كذا هو وش قال لك؟ "
شمس بتردد
" سألني إذا أنتي تعرفين وإذا كنت تهتمين له "
لينا بيأس
" يا حبيبي كملت, وش رديتي عليه؟ "
شمس مندفعة وهي تتوقع إنها أفحمت راكان بردها
" قلت له إنك لو كنت تحبينه ما كان وافقتي تتزوجين غيره "
لينا تتمنى تنصهر ثم تتبخر في الهواء ولا يبقى منها ذرة في هذا الوجود. رد شمس له زاد من تعقيد الموضوع لأنها ما تعرف إنها مجبورة عليه بسبب الدين اللي على أبوها و راكان بيفسر رفضها الجريء له وقدامه إنها متعلقة في خاله وهذا اللي يخليه غريب في تصرفاته إذا جت سالفة عنه. كملت شمس كلامها
" أنا أتوقع أنه للحين شاك في كلامي و ما هو مصدقني وشكله لما سمع كلامك عن الملك عبد الله ظنك تقصدين عبد الله أخوي "








التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة