تلك الملكة
تاتيها الحروف كالخراف وديعة ناصعة أصوافها بالبياض
ترفل إليها بالدمقس و تمتشق الحرير
كي يكون الطرز سلسا فلا يخدش الحناء الملوكي الفاخر على أنامل الياسمين
تأتيها الحروف مضمخة بالمسك النقي المتضوع عبقا المتطوع عشقا من آباط الأيل اليرتع في نقاء الثلوج
تأتيها الحروف من الأعماق و هي تعرف أنها مشروع عنبر و مرجان
سيرى النور على أوراق المخمل و الديباج على أيدي ملكة ذات شأوٍ في بحور الخواطر
و بِكرا تأتيها الكلمات
حوريات لم يطمثهن قلم قبلها و لم تخضل أطرافهن دواة
شُرًعا تفتح أبوابها المقدسة
بلا حذر تفصح عن أبعادها
و بلا حصر تُسر إليها بدهاليزها السرية و كنوز سراديبها المخفية
تَعلم الحروفُ أنها تتعامل مع ملكة حكيمة
تلك الملكة
لجين الحروف الذي يحتاج سعيرا ليذوب
ينصهر فقط من ربتة حنانها
سلطانة رؤوم تعشق رعاياها
تلك الملكة
لها الاجلال و التقدير