عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-2010, 07:05 AM   رقم المشاركة : 8
مـعانق الـظلام
( ود نشِـط )
 
الصورة الرمزية مـعانق الـظلام
 





مـعانق الـظلام غير متصل



اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


( مِن الصَّعـب الوصـول إلى الشَّمـس )

كَم أنا حَزين بشأن والدي .
الذي يرقِد عِدَّة مَرَّات في المَستشفى ويمكث شَهراً ثم يعود إلى بيتنا 10 أيام ويعود إلى المستشفى مَرَّة أخرى ..
كَم الإنسان ضَعيفاً .. برغم تَعلَّمت من هذا الحكيـم الكَثير ..//
تعلّمت مِنه القوَّة وأوّلها فلسفَة الحياة ..
كَم شعرت بنفسي بأنني مهمّ أكثَر .
وعرفت بأنَّ نجاحاتي لا تأتي هكذا .
بَل تعب وجهد وجدّ .
حقيقَة في وقت فرحنا نرى الكثير من يشاركنا هذه اللحظة . ولكن في أحزاننا نحزن لـ " وحدنـا " فقط .
غير تخييب الظنـون والآمال بهم كَثيراً . برغم أني لا أرى النّاس ملائكة بل أراهم بَشَراً لكي لا أنصَدِم ولكنني لازلت أنصدِم ..
جام غضبي من شأن والدي جعلني أخلط هذا الشأن في كل شيء ..
قادني الحَظ أن أكون في عالَم الأوهام وشخصيَّات وَهميَّة , تبتَسِمُ أمامي ولكن لا أعرف عن خفايا قلوبهم . أصبحت أخشى وأخاف منهم ..
أصبحت لا أثق بهم ولا بأحد .
آتي بوردة ليقابلني الآخر بوجه يخدعني ويضحك عليّ بسخريَّة ..
تسقط الوردة من يداي وهي تَرتَجِف ويتساءل قلبي له :- لماذا تريني وجهك الجَميل إذن؟ ..
كَثيراً مَن خَيَّب ظنّي بمه وياليت ذلِك بل أظهروا لي تصرّفات يرتكبوها بحقّي بِلا ذنب برغم لازال إحترامي لهم ..
بصراحة فَكَّرت مؤخّراً بأن لا أحداً يسوى أن يُكَدّرني وبأن الـ " كل يعمل بأصله " وليس له داعي بأن أسير على الطريق لوحدي وسهامهم وخناجرهم خلف ظهري ..
سأقتلعها لوحدي كما اعتدت ذلِك ..
وبأن المواقِف تظهر لي الصديق مِن العدوّ ..
وعرفت مؤخراً بأن ليس لديّ صديق أبداً ..
كَما تخلّيت أنا عن أصدقاء خَيبوا ظنّي مِن السهل أن أتخلى عنهم أيضاً في أي وقت .
ولكن ليس في مواقِف بسيطة أو مِن موقِف أو موقفين ..
بَل مواقف بحجم الجِبال ولازلنا نغضّ النظر عنهم , وقد سمعت بأن الإنسان عليه أن يعطي شخص ألف عذر
إلى أن سئمنا أن يكون العذر تخييب آمال على حساب حياتنا وساعة زماننـا ..
لازلت أسير بين الأقنعة وأصبحت أكثر حَذراً منهم ومِن كلّ شيء ..
وربَّما سأعتزل هذه البشر لأنهم حقّاً ليسوا ببشر فأنا لَم أضعهم أيضاً " ملائِكــَة " ..
كيف الآن سأميّز الإبتسامة مِن الحقد؟ ..
وماذنب النَّاجِح أيضاً أن يحقد عليه النّاس من غير سبب يسيء لهم
برغم فقط كل مافعله أنه يواصل بنجاحاته وانجازاته ليكون " أسطورة " وكل تِلك الألقاب التي لقبّوها لي النّاس لَم ألقبها لنفسي ولا أحتاج إليها ولكِن كنت أضعها كأشعَّة حمراء
لأعرف مدى حبّ بعضهم وبغض بعضهم ..
حتَى حوربت في موقعي من أعداء النجاح وقد أغلقته فترَة طويلة لأنه سيعود بقوَّة أكبَر
ومِن هناك سأعرف مَن سيحبّ موقعي ولَم يتغيّر
برغم موقعي سيعود خمسة أشهر إلى الوراء كما الحظّ معي دائِماً متعثِّر .
ولكنها " خيرة من الله " ويجب أن أقبَل بالـ " قليل " ليأتيني الـ " كثيـر " ..

والدي العزيز ..
إعلم بأن ما أصابك " هي رحمة من الله " ..
وبأن الله " يحبّك " لـ " يبتليك " .
واعلم بأن إبنك عبدالله سيكون جَبّاراً أمام الصِّعاب .
أمام الآلام . وأمام تخييب الظنون .
سيكون رجل لايـُقهـَر لايرضى بالإنكسار والتحطيم والتهميش ..
ووعـد مِنــّي سأكون أفضل لكي أحقِّق وصيّتك لي بأن أثبت وجودي برغم أنف الحاقدين
والبائسين والفاشلين والضعفـاء ..
انظر إلى جروحي قد اختفت الآن ..
انظر إلى دمائي قدّ توقّفت عن النزيف .
فأنا كالقـلاع المحصّنـة لاتخشى الملاعِق أن تؤذيها ..
سألبس النظَّارة السوداء لكي لا أرى الأقنعـة ..
وسأصيب أذناي بالصَمَم لكي لا أسمع الثرثرَة الفارِغَة وسأسكت ولَن أتكلَّم إلا بأمر دستوري .
حـان الوقوف مَرّة أخرى والحياة ستستمـَرّ ..