عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-2010, 06:46 AM   رقم المشاركة : 8
مـعانق الـظلام
( ود نشِـط )
 
الصورة الرمزية مـعانق الـظلام
 





مـعانق الـظلام غير متصل







( العـودة إلى الـوطََـن )







أخذت بأوراقي لمكتب الأمير وانتظرت سنة ولم يجيبوا علي وذهبت بعدها إلى جريدة الجزيرة لأشكي لهم القصة وبأني لم أعد أريد علاجاً فقط إنتهيت من هذه المسألة وكتبوا الجريدة عكس الكلام الذي حكيته لهم وكأن مابين السطور بأني أنا قد لعبت بالمال ..


لم يذكروا بأنهم أعطوني 20 ألف ريال لكي يضحكوا عليهم العالم .. فقط ذكروا بأنهم أعطوني مبلغاً لم يكن كافياً لإمضائي هناك سنة وبضعة أشهر ..
طلبت من الجريدة بأني أبحث عن وظيفة لكي أكمل حياتي وأعيش ..
إتصل مكتب الأمير على الجريدة وغضبوا بكتابة بأني قد فقدت الأمل بالعلاج وأني الآن أريد فقط الوظيفة وقالوا لي بأنهم سيتابعوا موضوع علاجي وسأعود إلى بريطانيا . وبعدما أتاني الخبر من الجريدة إتصلت عليه وقالوا لي :- ليس لك عندنا شيء ..
!!!







----




اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة





( مستقبـلي وحياتي هدمها مجتمعي )




تركت أمر العلاج ولم أعد أفكِّر به , وتوّجهت بمكافحتي للبحث عن وظيفة لكي أتعيَّش بها ..

ذهبت كثيراً إلى الإمارة وماطلوا موضوعي ومن ثم إلى مكتب العمل وماطلوا موضوعي أيضاً كلها في وضع الإنتظار ..
تقدَّمت مع أصحابي للبحث مع وظيفة وهم أقل مني شهادة وخبرة وتوظّفوا وأنا لم يوظّفوني بحجَّة بأن مظهري الخارجي لايؤهلّني .. نعم كان هذا جواب كل مدير يقولها لي بوقاحة وهو يعلم بأن هذا ماكتبه الله لي وبأن هالشيء ليس بذنبي وكأن دينه ليس بالإسلام لم يقولوها لي في الغرب لكي أسمعها من مجتمعي ..
توظّفوا أصحابي وتزوّجوا واشتروا لهم بدل السيَّارة سيَّارتان وأنجبوا الأطفال وأنا على حالي إلى أن أصبحت بلا تفكير وبلا شيء ..
شككت بنفسي بأني لست بإنسان .. لدرجة كرهت نفسي كثيراً .. عدت إلى بيتي بعد سنين طويلة كنت أحارب من أجل صحّتي ومستقبلي في الرياض .. عدت إلى بيتي محطَّم , مكسور . لم أعد أشعر بتذوّق الأشياء ..
بعدها حاولت أن أرضى على ما أنا عليه بدون شيء .. وكثير من يقول لي لماذا لاتذهب إلى الأمير الفلاني لماذا لاتذهب إلى الشخص العلاّني لماذا لاتذهب إلى الجمعيّة الخيريَّة لماذا لاتذهب إلى الجريدة الفلانيَّة ..
وكان يسود حياتي الصمت بلا إجابة عليهم , مجرَّد السكوت . فقط أتأمل وأتأمَّل , أنتظر قراراً من السماء ..
بعد سنوات كثيرة أصبحت أشعر بألم في قلبي ذهبت لكي أفحص فكانت الأشعة والتحاليل وكل شيء سليم ..
إنجرحت في المرَّة الأخيرة من أذيَة الناس لي , وأحسست بنوعاً من الصداع .. لم أستطع أن أرى شيئاً مجرَّد غشاوة أمام عيني .. لم أستطع التنفّس أو حتَّى أقف على قدماي , أصبحت خطواتي متثاقلة لأذهب بسرعة إلى الداخل عند أهلي لأسقط عليهم.. ذهبوا بي سريعاً إلى الطواريء فكنت أمر بأوقات عصيبة فكانت ضربات القلب رهيبة وتحوَّل وجهي إلى لون أصفر , بردت أطرافي لدرجة أبرد من الثلج .. كانت رجلي اليسرى ترتعش ..
عشت لحظة لم ولن أنساها .. أتى إلي الدكتور لفحص نبضات قلبي وهلع من الضربات السريعة فقد كانت خياليَّة , أصبح لديَّ النظر ينخفض . بدأ الظلام بالهبـوط على وجهي .. صرخت بسرعة طالباً الماء فقد جف ريقي لدرجة لحتى ريقي لم أستطع أن أبلعه , سارع الدكتور وهو يركض بسرعة إلى الممرضات لجلبهن لكي يضعوا لي المعدَّات الصحيَّة ..
حاولوا إدخال الإبرة في يدي ولكن لم يستطيعوا بسبب كانت عروقي ضيَّقة جداً لأن ضربات القلب السريعة لعبت دوراً في تضييقها ..
طلب مني الدكتور أن أهدأ قليلاً , لكن إزدادت حالتي سوءاً .. وأدخلوا الإبرة في المصل ..
بعد ساعة وبضع دقائق هدأت النبضات وسألني منذ متى أعاني من هذه الحالة فقلت له لأول مرَّة تأتيني هذه الحالة في حياتي وهي اليوم ..
تحسّنت حالتي وذهبت إلى البيت في الساعه الـ 3 فجراً ..
وعادت لي في السَّاعة الـ 5 صباحاً .. لم أستطع أن أقف على رجلي فذهبت حبـواً أو زحفـاً إلى أهلي لأستنجِد ..
وذهبوا بي سريعاً مرَّة أخرى ولكِن إلى مستشفى آخر ..
عملوا لي التحليل كما عملوا لي المستشفى السابق وبعض الفحوصات والأشعة فكل شيء سليم ..
شعرت بضغط برأسي وتعرَّق رغم برودة أطراق يداي وقدماي .. لدرجة أصبح الإحساس والشعور ببرودة جسمي تتصاعد .. ليجف ريقي , نبضات القلب لم ترحمني ففي كل نبضه تخرج من صدري وكأن قلبي يريد أن يخرج من مكانه .. الحمدلله دائماً ذكر الله بلساني رافعاً سبَّابتي ..
كنت أقول :- يارب لاتأخذ روحي إلا وأنت راضي عني ..
يارب , يارب .. أشهد بأنك إلهي وإله العالمين لامعبود سواك ..
أتى إلي الدكتور يقرأ بأوراقي بتمّعن وكان منزعجاً قليلاً فسألني :- ماذا يزعجك؟! ..
قلت له :- أشعر بكذا وكذا ..
فقاطعني :- أنا لم أسألك عن الحالة . سألتك مالذي يزعجك !! ..
فقلت :- لا شيء ..
فقال :- بلى . حينما حملناك على السرير كنت تبكي وتقول " حسبي الله ونعم الوكيل " .. من هم؟! ..
فاستغربت وسألته :- هل أنا قلت كذا ؟ !!! ..
إستغرب الدكتور وقال :- ألم تكن واعياً حينما قلت هذه الكلمة التي تردّدها؟! ..
فقلت وأنا منذهل :- لا والله .. الله يشهد لم أقلها ..
وذهب ليكتب عني تقريراً بأني لا أشتكي من شيء فكل الفحوصات سليمة رغم نبضات القلب قد سمعها من نفسه بأنها خيالية السرعة وإصتدامها بالقفص الصدري ..
ذهبت إلى مستشفيات كثيرة لإجراء الفحوصات فكلها كانت سليمة رغم بأني أعاني كثيراً من الحالة الغريبة وكنت أسقط طريحاً أكثر من 5 مرَّات في المستشفيات يومياً لدرجة بأنهم قد ملّوا منِّي ..
ففي كل مرَّة يحملوني كالجثَّة الهامدة مغمض العينين أذكر الله وأقول كلمة حسبي الله ونعم الوكيل وأنا أبكي
بمرارة .. من غير لا أشعر !






...


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


( حالـة غريبـة )






أصبحت لا أنام بالأسبوع إلا فقط مرَّة واحِدَة لمدَّة فقط نصف ساعة .. لم يكفيني النوم ليريح بدني وأحياناً أذهب للمستشفى أبكي شاكياً صعوبة نومي وشهيّتي للأكل ..

فيعطوني إبرة مهديء فيستغرب لا أستطيع النوم ..
ذهبت بعدها لمن يقرأ علي القرآن وشكيت له حالتي الغريبة , وبأني أعاني إن نمت في هالنصف ساعة من كوابيس مخيفة و لاأستطيع حتى أن آكل أو حتَّى أشتمَّ رائحة الأكل لكي لا أتقيأ ..
/
قرأ علي ولم يلاحظ بي أي شيء ولكنه قال لي :- أنتَ معيون ..
فضحكت ساخراً :- أرجوك لاتمزح فليس لديَّ مجال للضحك ..
فقال :- لو كان مسَّاً لعالجتك ولكن العين صعب جداً علاجه ويحتاج إلى وقت طويل ..
ضحكت عليه ساخراً مرّة أخرى :- مع إحترامي الشديد لك , أنا أؤمن بالعين ولكن لا أؤمن به أن يحصل لي . فماذا لديَّ لكي أصاب بالعين .. فلو سمحت شكراً على مساعدتك وجزاك الله خير ..
ذهبت إلى شيخ آخر , وقال لي :- أنت ممسوس ومعيون ومحسود أيضاً ..
وضحكت عليهم جميعاً ..
تواصل المرض بي وإزداد سوءاً وأصبحت طريح الفراش في البيت لا أستطيع أن أتحرَّك . ويأست المستشفيات منِّي وحوّلوا أوراقي إلى دكتور مختَّص بهذه الأمراض ..
وعمل لي الفحوصات والأشعة والتحاليل ورأى بأني سليم الأعضاء لا أشتكي من شيء ..
وطلب مني أن أحكي له حكايتي ورفضت ..
أصر بأن أحكي له حكايتي , فقلت له :- لن أضعف ولن أشكي .. فرجاءاً ليس لديَّ وقت لهذه الأمور .. أريدك فقط أن تعالجني , أريد فقط أن أعرف مالديّ ..
فقال نسبة الأدرينالين تُفرز في دماغك أكثر من نسبة إفرازها في جسم الإنسان الطبيعي بـ 16 مرَّة ..
ولابد هناك من صدمة جعلت هذه الإفرازات تفرز بغزارة في جسمك وبسبب الترسبّات التي كتمتها وصبرت عليها وتحمَّلت كل هذا لم يقوى جسمك أن يتحمّله رغم قوَّة قلبك وإيمانك وحصل هذا الشيء رغماً عنك حتى وإن قاومت ..
إستغربت .. وصمت لفترة طويلة متفاجئاً كيف وصلت إلى هالمرحلة !! ..
لن أرضى بالضعف .. ولن أقبل ..
أعطاني أدوية تقاوم هذه الإفرازات وغير ذلك أدوية مقاومة للإدرينالين ..
رفضت أن آخذها فقلت سأعالج نفسي بنفسي ..
وعدت إلى البيت لكي أصلي صلاة إستخارة .. في السجدّة الثانية إختنقت وأصابني هبوط كبير في الضَّغط بسبب أني لا آكل ولا أنام جيِّداً , وإستلقيت على الأرض أحاول تهدأة أعصابي .. وبدأ يداي بالإرتعاش والإحساس ببرودة الأطراف ناديت أمي من الخوف وهرولت إلي سريعاً فطلبت منها بآنية ماء دافيء لكي تغسل به جسمي وخاصة أطراف أصابعي , غير الشيء الغريب أن تضع لي ماءاً بارداً على رأسي بسبب الحرارة , بدأ وجهي يصفَّر ورفضت الذهاب للمستشفى لأني قد مللت ذلك وأيضاً المستشفيات كانوا يسألون عني مستغربين من وضعي لدرجة الصيدلاني كان يسأل ..
فقلت لوالدي وأنا أشعر بأن الظلام سيسكن عيناي :- أمي إني أحبكم كلّكم اعلمي بأني أحبك وأحب والدي وأخوتي فإن مُت فتبرّعوا بجسدي لمن يحتاج , أرجوك إرفعي يدي اليمنى فلا أقوى على حملها أريد أن أرفع سبَّابتي ..
بدأت بذكر الله وبدأت أمي تقرأ علي وهي تبكي واضعة رأسي حول كفّيها الدافئتان ..
فتحت أزرَّة ثوبي بسبب تنفسّي أصبح صعباً , ووضعت الماء في داخل فمي لكي أشرب فقد لاحظت شفتاي قد جفَّت ..
مسحت دموعي فكانت دموعي كالشلال , فكانت تمسح فلا يكفي علبة المناديل لتمسحها ..
أصبحت تناديني لكي أسمعها , فلا أسمع إلا صوت القرآن برأسي أقسم بالله وربي يشهد بأني كنت أسمع القرآن بداخل رأسي , وغير ذلك فقط نبضات قلبي .. كان صوتها رهيباً ..
بدأت أسمع كالصدى ..
وأرى فقط وجه أمي واخوتي حولي ينظرون إلي ..
وحملني أخي سريعاً إلى المستشفى ,حملني كالعادة كالجثة الهامدة , وكان الدكتور حينما يرفع يدي أشعر بوخزات وكأنها أسلاك كهربائيَّة بجسمي ..
نهش المرض جسمي كنهش الأشياء المستسعرة ..
كنت لا أسمع إلا القرآن وكنت أردد معه رافعاً سبَّابتي وأحياناً أجد صعوبة أن أحمل كفِّي فجعلتها على السرير رافعاً بها ..
كنت أتذكَّر طفولتي .. كنت أتذكر وجه أمي وأبي واخوتي .. كنت أتذكَّر حبي للناس ومعاملتهم لي وغدرهم وكل شيء تمر بي كشريط سينمائي ..
وذهبت بي أخي إلى الدكتور الذي كان يريد أن يعطيني الأدوية التي قال لي عنها لكي تخّف نسبة الأدرينالين من رأسي وقلبي ..
بدأت آخذ العلاج أكثر من 3 أشهر لا فائدة . فقلت للدكتور لقد عرفت علاجي الآن فسألني ماهو فقلت :- الصلاة في جوف الليل وقراءة القرآن ..