[إنتــَــــــر]

عودَة حَمِيدَة أستَاذ ( خَيَااال ) بعد غَيبَة طَوِيلَة سَاوَرنَا فِيهَا شكّ بأنَّكَ لَن تعُود

قد تَكُون غَيبَة قَصِيرَة بالنسبة لكَ .. قد تَرَاهَا أقَل من قَصِيرَة ولكنهَا بالنسبة ُلَنَا

طَوِيلَة وطَوِيلَة جداً طالمَا تَعَوَّدنَا أن نَنهَل من عَبِيرُ حَرفُك ..

من رَوعَة قَولك ..

من جَمَالُ إسلُوبك ..

من كُل ذلك وأكثَر ..

كَمَا نَتَمَنَّى أن تَكُون قَد أنجَزت ماكلّفَتك بهِ الدَّولَة من إحصَاء المُوَاطنِين وتِعدَادهُم

قد إنتهَى بشَكل يُرضِيهُم..وإن تكُون قَد وُفِّقتَ بمَا أنِطتَ بهِ من مَهَام صَعبَة صَعبَة

وإذَا كُنتُ شَخصِيَّاً أشعُرُ بِالمَلَل وَالتَّذَمُّر فِي إحصَاء عَنَاوِين وحِسَابَات المُوَاطنِيْن

من خِلال جِهَة عمَلِي وأنَا فِي مَكتَبِي فمَابَالُكَ وَالحَالُ مَعكَ وَأنتَ تَنتَقِلُ من مَنزِل

إلَى آخَر فِي أجوَاء حَارَّة فِي شَمْس حَارِقَة وَرُبَّمَا قَابَلت موَاطنِين لايَستَحقُّوا مِنْكَ

مُجَرَّد إلتِفَاتَه أونَظرَة فَكَيف وَأنتَ تَطرُق مَنَازِلهُم تَمُدّ يَدَيكَ الحَانِيَتَين لِمُصَافَحَتهُم؟

لَقَد قَرَأت ومن خِلال إحدَى الصُّحف اليَومِيَّة ..

وهذا من بَاب الطُّرفَة إن أحد موظّفِي التِّعدَاد طَرَق بَاب إحدَى المَنَازِل لإستِجوَابهُم

حِينَمَا فُتِحَ البَاب كَان الطَّرَف الآخَر ( وَالِده ) فَسَأله الوَالِد عن سَبَب مَجِيئُه ..

وعَمَّا يُرِيده بالتَّحدِيْد وكَيف عَرَفَ العِنوَان؟!

أجَاب الإبن أنَّهَا (الصُّدفَة) وَحدُهَا هِيَ من جَاءَت بهِ إلَى هُنَا لإكمَال مَهَام عَمَله

المهم أنَّ موظَّف التِّعدَاد هَذَا إكتَشَفَ إنَّ ( وَالده ) متَزَوِّج ( مِسْيَاراً ) وسِرَّاً

دُونَ عِلم وَالِدَتُه المَغدُورِ بِهَا ..

أنَا وَأعُوذُ من الأنَا .. أوَّل مَاجَاءَ فِي بَالِي هُوَ أنت .. قُلت لَيكُون هَذَا المُوَظَّف

هُوَ الأستَاذ ( خَيَااال ) ليش لا؟!

نَحنُ أحياناً وهُنَا أدخُل إلى أسَاس المَوضُوع وَصُلبه .. نُسأل عَن أشيَاء عَدِيدَة

سِوَاء فِي حَياتُنَا العامَّة العَادِيَّة أو فِي أعمَالُنَا فَنُفتِي وَنَقُول كَذَا وَكَذَا وَحَصَل كَذَا

وَبِالتَّالِي نَتَعَرَّض لِمَوَاقِف مُحرِجَة نَحنُ فِي غِنى عَنهَا ..

ولو قَال النَّفَرُ مِنَّا ومنذ ُالبَدء ( لا أعلَم ) لأنقَذَ نَفسه وأرَاحَهَا!!

وخُذ مَثَلاً آخَر إن شِئتَ!!

فِي مرَّة من المَرَارِي .. كُنت مَعَ شَقِيقِي الأكبَر نَتَبَادَل أطرَاف الحَدِيث فَسَألنِي

عَن عَائلَة لَدَينَا تَسكُن هُنَاكَ فِي طَرَف الحَيّ الَّذِي نَقطنه .. ثُمَّ أردَفَ قَائِلاً ..

هَل لَدَيهُم إبنَة أسمُهَا ( .............. )؟!

قُلت له وبلَهجَة مَحَلِّيَّة .. شدَعوَى شَايِفنِي عُمدَة الحَيّ؟!

ثمَّ سألته عمَّا يُرِيد من هَذَا السُّؤال فَأخبَرَنِي أنَّ هُنَاكَ أحدهُم يُرِيد خُطبَتهَا ..

والزوَاج مِنهَا على سُنَّة الله ورَسُوله .. فَسَألته عَن إجَابَته ومَاذَا كَانَت ..

قَال زَكيتهُم حَسَب مَايُملِيهِ عليّ ضَمِيرِي .. وأن سُمعَتهُم طَيِّبَة وَأخلاقهُم رَاقِيَة

وَقَرِيبُون جداً من رَبّهُم الذِي خَلَقَهُم!!

أنَا شُطتُ غَضَباً عَلَى تِلك الإجَابَة ..

قُلت له ليتك قُلت (لا أعلَم)لأن الفَتَاة المَخطُوبَة قَد تَكُون سَيِّئَة فَأنتَ لكَ الظَاهِر

كُون أهلهَا من(الذكُور)طيِّبُون فَهَذَا لَيسَ بِدَلِيل كَاف ِعَلَى أنَّهَا طَيِّبَة وفِعلاً حَدَثَ

مَاكُنت أخشَاهُ وَمَالايُحمَد عُقبَاهُ ..

لَقَد فَشَلَت هَذِهِ الزِّيجَة بعدَ أشهُر من بِدَايَتهَا .. وَتَعَرَّضَ شَقِيقِي للمُسَألَة السَّطحِيَّة

لأنه أوشَى بأن الزِّيجَة طَيِّبَة وهُوَ لايَعرِفهَا أصلاً ..

وقَد إتَّضَحَ أنَّهَا عَكس ذلك فِيمَا بَعَد ..

صَحِيح أنَّ شَقِيقِي لَن يُمِسّهُ مَكرُوه طَالَ رَأسِي يَشُم الهَوَاء ولكِن حُرِيَ بهِ أن يقُول

( لا أعلَم ) ومن هُنَا نَدرُك أن ( لا أعلَم ) أفضَل بِكَثِير من ( أعلَم )؟!

/

/

إنتـَــر

مرَّة أخرى أستَاذ ( خَيَااال )!!

يكفي ان تكون ..

شمعة مضيئة ..

وسط تلك الشّمُوع ..

البَاهِتة ..

وسط تلك الدرُوب ..

المُظلِمَة ..

/

/

يكفي أيضاً ..

ان تكون ذلك الود المنشود ..

حيث الصفاء ..

الذي يعني كل شيء ..

حيثُ الحياة ..

بطعمها الحقيقي؟!

/

/

ويكفي أن أشعرُ ..

بأنني لستُ وحدي ..

وسط عالم مادي ..

لم أعهده؟!

وسط سِبَاقُ ُمحموم ..

لا استطيعُ مُجَارَاتُه؟!

/

/

بل ويكفي ..

أن أشعرُ بك معي ..

لأجدُ نفسي ..

لأشعرُ بقِيمَتي ..

لأحسُّ أنني لازِلتُ إنساناً ..

وهذا يكفِي بِلاشَك؟!

.