عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2010, 03:39 AM   رقم المشاركة : 1
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر
تَرَانِيْم المَشَاعِر ..

إننا بحاجة حقيقية لمن يُسمِعنا ما نحب ان نسمعه .. ولمن يسعد قلوبنا ويريحُ أنفسنا..

بحاجة لكل هذه الأشياء الجميلة .. فما بالكَ بحاجتنا لذلك الدلال الجميل الذي ربما تعودنا عليه

وإفتقدناه؟!

أو ذلك الدلال الذي لم نعايشه ونحلم به ونتوق إليه؟!

إن كلاً منا بحاجة لأن يسمع من الآخرين أشياء تشعره بقيمة نفسه ومقداره لديهم ومكانته عندهم

وليس مهماً ان تكون لحوحاً في طلبك ممن تحب ان يخبروك برأيهم فيك ..

ومكانتك لديهم من حينٍ لآخر .. ولا يهم ان تكون طماعاً .. بل المهم هو ان تشعر بالسعادة الحقيقية

وأنت تشعُر وتلمس مكانتك الحقيقية في قلوب من تحب لأنك حينئذ سوف تتراقص دقَّات قلبك فرحاً

ولا تستطيع ان تحتوي بكل الابتسامة الحلوة على شفتيك .. أو تخفيها لأنها دليل الرضا الذاتي

والإحساسُ بالثِّقة بالنفس؟!

نعم تكفينا كلمة واحدة ممن نُحب لتريحُ قلوبنا .. تكفينا نظرة واحدة صادقة لِنَعرِف مقدار حبهم لنا

ومعزتنا لديهم .. يكفينا تواصل ولو من بعيد أحياناً .. لكي نشعُر بأننا مازلنا باقُون في قلوبهم ..

كما هم باقون في قلوبنا منذ اللحظة التي شعرنا فيها بطعم السَّعادة الحقيقية ..

وللستُ أدري كيف يمكن لنا ان نربط هذه الكلمة الحلوة .. وهذه اللحظات الجميلة ..

وهذه المواقف الرائعة فقط في علاقات معينة محدودة ونقصِرهَا عليها بينما هذه الحياة ..

على إتِّسَاع رُقعتها تستوعب كل شيء جميل ..

وتَمتَصُ أيضاً كل شيء سيِّء .. لو أردنا ولو صممنا ولو حاولنا ..

انني والحاللُ كذلك كثيراً مَا أستغرب من هؤلاء الذين يستكثرون على غيرهم مجرد هذه الوجدانيات

أو الرومانسيَّات كما يسميها البعض .. وحياتهم أنفسهم جافة مُتصَحِّرَة قاحِلَة؟!

وليتهم يكتفون بذلك .. بل انهم يحاولون نقل هذا الجَفافُ والتصَحُّر في المشاعر لغيرهم ..

ويفرضونه حتى على أقرب الناس إليهم؟!

في وقت هم أكثر الناس حاجة لدِفء المشاعر ولإشباع العواطف وتنمية الأحاسيس بالكلمة الحلوة

التي تشعُرني أنا مثلاً بأنكَ أبي واخي وصديقي فعلاً .. وبشكل يُريحني حينما أحسّ بأنك تقف بجانبي

وتحسّ بي وتقدر ظروفي لدرجة أشعر معها انني أحسنتُ الإختيار ووفقت فيه حينما اختارك قلبي

لتكون أنت رفيق دربه .. وأنيس وحدته .. ومكمن سره .. وعنوان سعادته .. وملاذه الذي يلجأ إليه

بعد الله سبحانه وتعالى .. ليشاركه أفراحه وأتراحه ..

ويبثُّ إليه همومه دون ان يشعُر ولو للحظة واحدة ولو مجرد شعور بالذنب لأنه التجأ إليه ..

أو انه ضايقه أو أخذ من وقته أو انه حمَّله هموم فوق طاقته .. أو هو في غنى عنها ..

ألا يكفي هذه المشاعر الصادقة بداخلنا تجاه هذا الشَّخص او ذاك لأن نعتبره شخصاً آخر مميزاً

ويختلف عن الآخرين .. ويستحق محبتنا له وخوفنا عليه؟!

ألا يكفي هذه الأحاسيس الشّفَّافة ..النَّابعة من داخلنا .. ان نُريحها ونسعدها ونحافظ عليها ..

بالتفكير فيه والإنشغال عليه والسُّؤال عنه؟

وحقيقة ان ما يضايقك كإنسان أحياناً ليس في كونك ترى من يحب متضايقاً ومهموماً فحسب

ولكنه شعورك حينما تشعر انك انت سبب مضايقته .. أنتَ سبب الهم الذي هو فيه ..

حينها تود انك لو لم تعرفه أو تتعرف عليه ليس لأنك تستخسر عليه ذلك أبداً!!

بل لأنك لا تريد ان تكون انت سبب هذا الضِّيق أو الإحراج .. لتكن من غيرك من شخص آخر ..

أمَّا أنت فلا وألف لا؟!

لأنك لا تتصور يوماً ان تكون انت سبب تعاسة من تحب .. وأنت سبب نزول دموعه الغالية ..

خاصة حينما يكون هذا الإنسان مفرط الحساسية .. بالغ الشَّفافية .. رقيق في مشاعره ..

عذب في أحاسيسه .. جميل في خجله .. رائع في ابتسامته .. صادق في معاملته ويمتلك روحاً حلوة

لا تملك إلاّ ان تحبها فيه ..

تُرى لأنه الود الذي نحلمُ به .. فإننا نراهُ كذلك؟!

أم لأنه الأمل الذي ننشده .. فإننا نراه مختلفاً عن غيره؟!

أحياناً نحنُ نتضايق ممن حولنا .. ممن هم كلّنا وليسوا بعضنا .. وربما حملنا عليهم بعض الشيء

ولكننا حينما نُفكِّر بعُمق نقول لأنفسنا .. ألا يكفي انهم يحبوننا بصدق .. ويخافون علينا؟

ألا يكفي أنهم أعطونا كل شيء نريده ونحلم به؟

وبالذات تلك القلوب الصَّافية الطَّاهرة .. التي لا تعرف الحقد أو المراوغة والزيف والخداع ..

وما المانع أيضاً إذا ضايقونا مرة أو أكثر؟

هل يقصدون مضايقتنا والتَّنكيد علينا؟

بل ما المانع ان يتدللوا علينا قليلاً؟

أليسوا هم الدلال نفسه؟

إنك أحياناً تحتار وتتسائَل ألستُ محظوظاً بحق؟

إننا حينما نتحدث بلغة المشاعر .. فإننا ننسى أي شيء آخر .. نتنازل عن أشياء كثيرة ..

ونتغاضى عن أشياء أكثر وأكثر .. لأن المشاعر هي الحب .. ولأن الحب هو الصدق والتسامح

والتضحية والبذل؟!

ولأن الحب الصادق هو غايتنا .. فإننا لا بد ان نسعى إليه ونركض خلفه كي نحصل عليه ..

لأنه يستحق هذا المجهود الذي يبذل من أجله .. ولأنه أشبه بذلك الرِّيم فائق الجمال الذي يُجبرنا

بنظرة واحدة منه على الجري خلفه وإصطياده .. ليس لكي نضعه في قفص منفرِد ..

ونحرمه من حريته في البرَارِي أبدا!!

بل لكي نستمتع بذلك الجمال الطبيعي .. ونتأمَّل فيه ونشعر انه معنا ولنا ولو لبعض الوقت ..

لأننا على يقين تام بأن جمال المخلوقات تكمن في حرّيتها وإنطلاقتها في كل شيء ..

حريتها في العيش مع من تريد وفي الأجواء التي تريد وهي التَّعبير عمَّا تريد بالأسلوب الذي تريد

ولأنها جميلة بطبيعتها .. فلا بد ان تكون تلك الحرية جميلة ورائعة أيضاً ..

ان هناك بعض الأمور التي تُفسِد بعض الجوانب في علاقتنا بمن نحب .. أو تؤثر فيها بعض الشيء

ومن ذلك مثلاً ..!!

ان عدم قدرتنا على التعبير عن مشاعرنا كما يريد الطرف الآخر .. لا يعني ان هناك فتوراً ما ..

في علاقتنا او ان الطرف الآخر قد تغيَّر علينا ولم يعُد كما هو ولكننا أحياناً ومن دون زعل ..

بحاجة لأن نفهم المشاعر الإنسانية .. وكيف ننمِّيها لدينا ولدى الآخرين وبحاجة لأن نوظّف ..

تلك المشاعر والعواطف لكي تخدمنا وتجعلنا راضين عن أنفسنا .. لا أن تكون سبب تعاستنا

وإحباطنا؟!

فيا لهذه المشاعر الإنسانية اللطيفة كيف نفهمها .. كيف نتعامل معها .. كيف نرتقي بها ..

وكيف نحاكيها ونسعد بها .. بل وكيف نُجيب على تساؤلاتها الكثيرة الحائرة بداخلنا؟!

تساؤلات كثيرة يصعب الإجابة عليها في هذه الصَّفحة المحدودة ..

لذا آمِل ان نكون قد تغلغلنا بداخل هذه المشَاعِر وسَبرنا غُورهَا .. وشعرت انت كإنسان بالراحة

بعد معرفتك إيَّاها ومحاكاتك لها وتعاملك معها ..

لأن ( تَرَانِيْم المَشَاعِر ) هي انت بكل ما فيك من جماليات وتناقضات ألا يكفي ذلك؟!

/

/

/

إنتــَـــر