عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2010, 05:46 PM   رقم المشاركة : 3
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

( 2 )

تخيلي نفسكِ بمفردكِ .. مشغولة بهموم الحياة .. تفكري في حالكِ ..

و تتذكر تلك الايام الخوالي .. وتعيشي تلك الذكريات .. التي تتمني ان تعود

ليس لشيء ..

فقط كي تعيشها ولو لمرة اخرى بنفس اجوائها التي حدثت فيها لاول مرة

تخيلي نفسكِ وانتِ في الاجواء واذا بـ ( الحُب ) يطرق مسمعك ..

يأتي اليكِ حيثُ انتِ..يسألكِ وبصوت خافت عذب عن احوالكِ ويطمئنُ عليكِ

ولو من بعيد!!

لدرجة تشعري معها بأنه معكِ وبجانبكِ عينيكِ في عينيهِ لا تريدِ ان تنزليهُما عنه

ويديكِ مازالتا في يديهِ لا تريدِ ان تنهي مصافحتكِ لهما بسرعة ..

وجسم هذا ( الحُب ) امامكِ .. لا تريدي ان يفارقكِ بعد ان حلّ ضيفاً عليكِ

في وقت كنتِ في امس الحاجة لوجوده معكِ وبجانبكِ ..

فهل يعقل رغم ما انتِ فيه من واقع .. ان يغادركِ بسُرعة وكأنه على سفر؟

وهل يعقل ان تودعيه وأنتِ لم ترتوِي منه بعد؟

بل هل يعقل ألاّ تكرمي وُفَادَتهُ .. وهو من هو بالنسبة لكِ؟

قد تقولِ في نفسكِ الآن وأخالكِ فاعلة لكن هذا يا ( إنتـَر ) ليس ( حُبَّاً )!

بل انسان؟

ولِمَ لا؟ فهل يكون ( الحُب ) حُباً من دون انسان؟

هل يكون الانسان انسانا دون ان يشعر بحب الآخرين له وسؤالهم عنه

واطمئنانهم عليه؟

بل هل يكون هذا الانسان انساناً من دون ان يدلل من يحب ويشعره ..

انه محطة جميلة وبارزة في مسيرة حياته مازالت تضيء طريقه؟

هذا فقط جزء من ( الحُب ) الذي نطالب به .. فما بالكِ اذن بقليل من العُشْق

بجرعات بسيطة منه؟

ألستِ بحاجة له قولي بصراحة لاتخجلِي؟

يالله تُرى ما قيمة هذه الحياة التي نعيشها من دون وجود ( الحُب ) في حياتنا

ما قيمة الآخرين بالنسبة لنا اذا كانوا يبخلون علينا بحبهم عطفهم بحنانهم

رغم انهم قادرون على ذلك رغم انه لا يكلفهم شيئاً رغم ان مكانتهم بالنسبة لنا

سوف تكون اكبر واكبر حينما يشعروننا بحبهم لنا وعطفهم علينا؟

حينما يحبك انسان ما ويميل اليكِ ..

فهذا لأن بكِ مميزات لم يراها في الآخرين .. حينما يتفوّه بحبه لكِ ..

يكون بذلك تجاوز مرحلة متقدمة من ( الحُب ) مرحلة يريد فيها ان يعبِّر لكِ

عن كل شيء في داخله .. مرحلة يريد فيها ان يقدم لكِ فيها كل ما يستطيع

فقط ليقول لكِ بأسلوبه الخاص .. كم انتِ مميزة تستحقي كل شيء!!

وكم انتِ رائعة .. تستحقي كل تضحية تقدم من اجلكِ أليس هذا جميلاً؟

هذا القليل من ( الحُب ) الذي نبحث عنه ..

ونطالب به في حياتنا من قبل الآخرين مهما كان قليلا فلا يجب ان يستهان به

او يقلل من شأنه ابداً!!

انه كالبذرة الصغيرة جداً سوف تنمو وتكبر حينما نتعهَّدها بالرعاية والسُّقيا

الفرق بينهما وبين ( حب ) الإنسان للإنسان ان ذلك ( الحُب ) يتمثل ..

في الكلمة الطيبة والوفاء والإبتسامة الحلوة الصادقة .. والطَّبْطَبَات الحَانِيَة

وشعور كل منهما بالآخر ..

دون ان يشتكي احدهما بالآخر .. الى آخر ذلك من الأشياء الحلوة ..

التي لها مفعول السحر في حياة الانسان ..

وبـ ( الحُب ) أولئك الذين يعطونكِ ( الحُب ) حتى وهم بعيدون عنكِ ..

تفصل بينكِ وبينهم اميال كثيرة ..

بـ ( الحُب ) اولئك الذين ما ان تتحدثي اليهم .. حتى تتعلقي بهم ..

وتكادي لا تستغني عنهم ..

بـ ( الحُب ) اولئك الذين من شدة حبكِ لهم وإعجابكِ بهم لا تستطيعي ..

سوى ان تدافعي عنهم عندما تسمعي من يحاول التقليل من شأنهم ..

او الاساءة اليهم وكأنك وكيلة عنهم..

و( بالحُب ) اولئك الذين ما ان تسمعي احداً يتحدث عنهم او يذكر اسمهم ..

حتى يخفق قلبكِ تجاههم لأنكِ معهم تشعر بـ ( الحُب )..

والحب الذي لم يعطكِ إياه .. ولم تحصلي عليه حتى من اقرب الناس اليكِ

ولكنكِ حصلتِ عليه منهم وبشكل صادق بعيد عن الاغراض الشخصية..

فيالله كم هو رائع هذا ( الحُب ) البعيد عنا!!

كم نحنُ في حاجة ماسة اليه كي نشعر اننا في رحلَة حَالِمَة الَى جَزيرَة نَائِيَة

بعيدة كل البُعد نحاول ان نصِلُ اليها ببطء بذلك القارب الذي لا يحمِلُ سوى نحنُ

وحلمنا!!

نظل بهذا القارب نجوب المحيطات .. والحلم يرافقنا في ذلك القارب الصغير

الذي لا يسع ألاّ سِوانا .. وَلِمَ الشعور بالغربة او الوحدة ونحن نملك العالم

كل العالم بين ايدينا .. ولم الشعور بالقلق .. والسعادة تكاد تملأ علينا حياتنا؟

ألا يكفي ان نغمض اعيننا أن نترك العنان لهذا القارب كي يُبحِر بنا ..

الى اي اتجاه يُرِيْد .. طالما اننا مع من نريد .. الا يكفي ان نغمض اعيننا

ونستمتع بنسمات البحر ورذاذه الخفيف يلفح وجوهنا ويلامس وجناتنا

ألا يكفي انه عالم من السعادة لا نريد الخروج منه؟

أبعد كل ذلك ( الحُب ) وكل تلك الاشواق لـ ( الحب ) ألا يحق لنا ان نحلم

بشيء منه . بجزء ولو بسيط منه . برائحته بذكرى عطرة نحتفظ بها له ..

كي نقول لأنفسنا يوما ما .. بأننا حظينا بـ ( الحُب ) .. بقسط قليل منه

المهم ان نراه بأعيننا .. ان نلمسه بأنفسنا .. ان نشعُر به من حولنا ..

أرأيتِ كم هو مسكين هذا الإنسان؟

لا يطالب سوى بجزء من اقل حقوقه .. سوى بجزء بسيط من ( الحُب )

يضفي لحياته معنى .. يعطي لوجوده طعما .. وليته مع هذه القناعة في الطلب

يحصل عليه؟

نعم كل ما أستطيع قوله لكِ .. ان كنتِ محرومة من ( الحُب ) فحُبِّي نفسكِ

بالطريقة المشروعة التي تشعركِ بقيمتكِ وتعيدُ اليكِ الثقة في نفسكِ ..

ان كنت فاقدة لها!!

لا تكوني بخيلة مع نفسكِ ..لا تستكثري عليها ابسط حقوقها ..

فقط لأن هناك من هو احق منكِ بها .. اُعطِ الآخرين ولكن تذكري ..

ان لنفسكِ عليكِ حقاً ..

وان لم يكون هناك من يقدم لكِ ( الحُب ) الذي تريديه فقدميه انتِ للآخرين

ان كنتِ قادرةعلى ذلك لأنكِ سوف تجديه يوماً ما فقط لا تيأسي من رحمة الله