عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2010, 12:17 PM   رقم المشاركة : 15
أخصائي صرقعه
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية أخصائي صرقعه
 






أخصائي صرقعه غير متصل

كنت متظاهرا بالاستماع إليه لكنني في الحقيقه منشد مع المناظر التي أراها شعر عبدالرحمن بالاستياء من تجاهلي له فصمت وعدنا إلى الشقه ..تأخر العشاء فنمت تلك ألليله مبكر مع إنني كنت جائع لكنني ارغب بالنوم الشديد وبالفعل نمت إلى الصباح كنت مازلت أريد النوم وعبدالرحمن يوقظني لصلاه الفجر حتى يأس مني وذهب للصلاه ثم عاد ليوقظني نهضت بتكاسل وصليت في الشقه وعدت إلى فراشي سريعا وأغمضت عيني لأنام فإذا عبدالرحمن يوقظني من جديد
: عبدالرحمن لقد أديت الصلاة.
سمعت صوت عبدالرحمن كأنه آت من بعيد
: سأذهب للمجمع ألا ترغب بالذهاب معي؟
أنا بشبه واعاً وشبه نائم: أن الوقت مبكرا جدا
عبدالرحمن: هيا استيقظ أنها الثامنه والنصف.
انقلبت على الجهة الأخرى وأنا أقول: اذهب أريد أن أنام
لم اعد أسمع صوت عبد الرحمن استيقظت الساعه 10 ظهرا نهظت وغسلت وجهي لم يكن هناك احد في الشقه إنني وحيد !
أين ذهب الجميع؟؟؟
بالتأكيد ذهبوا لعملهم.. عدت إلى الصاله وأشغلت التلفاز....
تركوني هنا كالفتاه لماذا لم يأخذني عبد الرحمن معه؟ آوه تذكرت أنا من رفض الذهاب معه!
قلبت القنوات أنهاكثيره جدا ..هناك أناس يرقصون وأغاني وأفلام وأخبار وبرامج
انتبهت لدخول أحدهم الشقه أنه سعيد.. ألقى السلام علي ثم سألني ماذا فعلت في غيابهم تبدوا أسئلتة عاديه لكنني شعرت بالارتباك وأنا أجيب، جلس بجانبي وأخذ جهاز التحكم من يدي وقلب على قناة فتيات وشبان يرقصون على صوت الاغنيه التي بدء سعيد بترديدها خلفهم شعرت ببعض التوتر فماذا لو أتى عبدالرحمن؟ ألان أتى جميع الشبان في وقت متقارب وارتفعت أصوات الضحك والشجار عبدالرحمن لم يأتي
التفت إلى سعيد الذي يركز نظره بتلفاز
: سعيد أين عبدالرحمن ..؟؟؟
لم يرد سعيد مباشره ثم قال بخفوت: ذهب لشراء الطعام لك.
أنا: لماذا هل تناولتم وجبه الغداء؟!!
لم يجب سعيد وهو مندمج مع التلفاز نظرت إلى ساعتي التي في يدي رباه... أنها الثانيه والنصف وأنا لم أودي صلاه الظهر!! نهضت وتوضاءت وصليت في الغرفه رغم أصوات الإزعاج فلم استطع أن اصلي بتركيز اسأل الله أن يسامحني،
بعد صلاه العصر اتجهنا مباشره إلى السجن الذي يوجد به أخي اشعر بقلبي ينبض بقوه وأنا أتخيل الحاله التي سأقابل محمد عليها هل تغير كثيرا أم لا؟؟ كنت سعيد جدا ومتوترا جدا ، في السياره كنت كلما نظرت إلى عبدالرحمن وتلتقي أعيننا نبتسم، أن ما اشعر به هذه الحظه لم يستطيع ألسان وصفه ،لم تمر علي ساعات أبطأ من هذه من قبل ... اشعر بقلبي يهتز.. ويدي تهتز.. وجسمي كله يهتز ..وأيضا السياره تهتز!!!
عندما وصلنا إلى السجن كانت هناك سيارات كثيره تقف أمام السجن والناس يدخلون ويخرجون من ذالك الباب الضخم والذي يقف أمامه رجل يرتدي زي رجال الأمن ،كل شئ يبدوا انه مصنوع من الحديد هل يعيش أخي هنا..؟؟؟؟
أخي هنا ....
أخي محمد..... هل سألقاه كما كان اهو نفسه بطوله ونحله واسمراره وشعره الطويل وعيناه العريضتين وانفه المستقيم أدخلت يدي إلى جيبي من دون وعي وأخرجت صوره صغيره قد أكلها الزمن نظرت إلى الشاب صغير وطفل يجلس بحضنه ورجل كبير وا .....
:دعك من ألصوره ولنقابل من بها.
التفت إلى عبد الرحمن بدهشه وأنا فاغرا فمي هل ما يعني ما يقوله ؟هل سأرى أخي بعد غياب شهرين كأنهما سنتان ؟؟؟
لم تبدي مني حركه تدل على نيتي بنهوض إنني لا اشعر بقدمي ..لا يمكنني تحريكهما !!
هبط عبد الرحمن ثم دار حول السياره وفتح بابي وهو يمد يده بابتسامه وسيعه أدخلت ألصوره في جيبي وهبطت من السياره اشعر بقدمي ترتجف بل اصغر شعره في جسمي ترتجف ماذا سيقول محمد عندما يراني؟؟ بدا الارتباك واضح علي وعبدالرحمن يشدني معه لأسير بجانبه ماذا سأقول لمحمد؟؟ سأخبره عن الشريط وعن أمي وعن ماذا فعلت بعد غيابه وعن كل شئ ،سيكون سعيد عندما يراني، ومأدراني انه سيكون سعيد أنني السبب بدخوله أنني كالقاتل الذي يسير في جنازة المقتول ...!!!
دخلنا كان هناك الكثير من الرجال ملتصقين بالشبك وهم يحدثون السجناء يبدوا من الواضح انه لن يمكنني معانقة محمد للأسف ...بعد أن طلبنا محمد وذهبنا لانتظاره عند الشبك كانت عيني تدور بقلق في السجناء الذين يتحدثون مع ذويهم لم يكن محمد معهم لقد تأخر ...ذهبت بعيدا في مكان لم يأته احد كانت عيني معلقه بقلق على الباب الذي يدخل منه السجناء وقلت بكلمات مرتجفه متردده : ماذا ... ماذا ستكون ردة فعله ؟
وقبل إن اسمع أجابه من عبدالرحمن ...فجاءه رايته ... رأيته كالشبح يخرج بتوتر وبقلق وخوف مشاعر مختلطه في عينيه بل اشعر إنني أرى البحر كله في عينيه بطوله ونحله لكن لم يعد يملك شعرا طويلا وبدا شاحب الوجه تلفت في المكان ذاك الشبح ..انه بتأكيد ليس أخي انه مجرد شبحه..!! التقت عيني بعينيه وشعرت كأنني سأغرق بالبحر الذي داخلهما، لم أتمكن من إنزال عيني التي تعلقت بعينيه، شعرت بكل شئ يتوقف فقد تجمد ذاك الشبح في مكانه وتجمد الجميع في أمكنتهم للحظات قليله، وإذا بذاك الشبح يقفز ناحيتنا وهو يلتصق بالشبك الحديدي ويهتف
: سلطان !!
استفقتُ من الشلل الذي ألمّ بحواسي و إدراكي وأنا أتمسك بالشبك بقوه وأتمنى اختراقه لامسك بأخي حتى أتاكد انه ليس بشبح
: أنت هنا ؟لا اصدق ذالك .
بلعت ريقي ببطء وشعرت بأنني بلعت لساني معه
عبد الرحمن تمسك بالشبك وهو يقرب وجه منه ويقول بابتسامه وسيعه
: لقد أحضرت لك سلطان هذه المره معي.
تمسك محمد بالشبك بقوه وهي يكاد يلتصق به
كان مقابل وجهي ولو بيدي لتحولت إلى ماء يمكنه أن يتسلل بين هذا الشبك لأصل إليه واحضنه واقبله واشعر به لأتأكد انه ليس بشبح ... انه ليس شبح بالفعل انه عملاق غاضب ثائر اشعر بجسمي يصغر وأنا انظر إلى البحر في عينيه... أنني اصغر بالفعل!! ...اصغر.. واصغر .. واختفي!
أنزلت عيني إلى الأسفل..
الأسفل ...
الأسفل...
حتى دفنت نظراتي تحت قدمي محمد.

*********************






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة