عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-2009, 01:35 PM   رقم المشاركة : 1
~ tмйєτҝ ~
( مشرفة الاستراحة )
لمحبات النقـــاشّّّ

عفواً عزيزتي المناقِشة

... تذكري هذه الكلمات قبل البدء في نقاش جديد.

مدخل : اختلف الزوج وزوجته في مسألة من مسائل تربية أبنائهما،

تبادلا وجهات النظر، إلا أن كل واحد منهما مصرٌّ على رأيه، وكل واحد منهما مصرٌّ على إقناع الطرف الآخر،

أو -بصراحة أكثر- إجبار الطرف الآخر على الاقتناع، وقد يقوم الاثنان وهما غاضبان

لم يصلا إلى نقطة اتفاق، وإنما وصلا إلى مرحلة عابرة من النفور.

اجتمعت مجموعة من الداعيات لعرض أفكارهن حول المحاضرات التي تراها كل واحدة منهن مناسبة

للإلقاء خلال ذلك الأسبوع، كل داعية متمسكة برأيها هدفها الدعوة إلى الله،

وترى أن ما قالته هو الأفضل، حدث شيء من الخضوع لرأي أكثرهن نقاشاً.

هل سألت نفسك يوماً هذه الأسئلة:


هل أنتِ في معركة ؟ وهل لا بد لكِ من أن تكسبيها ؟ وضد من هي؟

أم أن المهم هو أنكِ أنتِ الطرف الآخر ؟!.


هل لا بد للمجالس من مناقشات، حتى يصبح لها طعم؟ وهل لا بد من المحاورات

التي تنتهي غالباً بعلاقة غير حميمة بين الطرفين؟

لماذا كلما أبدى أحدهم رأيا قمت بإبداء رأي مخالف له؛ لأنك ترينه أفضل؟!


فهذه أسئلة لا بد لك من الإجابة عنها، وأخيراً أمامك هذان السؤالان المهمان:

1- ما القضية التي ستتغير في هذه المناقشة؟

2- هل النتيجة التي تأتي بعد المناقشة تستحق خسارة الشخص الذي أمامك؟

لتكوني واقعية، ولتجيبي على هذه الأسئلة بوضوح، فأنتِ لستِ في معركة،

وليست كل المعارك مضمونة لكِ بنصرها وغنائمها،

والذي أمامك ما هو إلا أخ أو أخت لهما نفس رغبتك في إبداء الرأي وإثباته،

وكونكِ الطرف الآخر لا يعني أبداً أن الحق معكِ.

ليس هناك داعٍ لفتح نقاش من أجل قضية لا تستحق ذلك،

وليس هناك داعٍ للنقاش مادمت تعلمين سلفاً -من خلال العشرة والتعامل- أنه لن يقتنع برأيك،

فلماذا تخسرينه؟.

قد تفتح نقاشات في المجالس، لا داعي للخوض فيها، فإنكِ أيتها الحبيبة محاسبة عن كل كلمة

تخرج من فمك، فدعيها رهينة بين يديك؛ لكي لا تكوني غداً رهينة بين يديها.

وعند السؤالين المهمين:

1- لا قضية هناك ستتغير، فكلا الطرفين سيظل مقتنعاً بفكرته،

ويقوم وهو أكثر اقتناعاً بها، أو يجبر نفسه على الاقتناع.

2- وإذا ما كانت النتيجة صفراً، فبالتأكيد الشخص الذي أمامي أكبر من أن أخسره
مقابل هذه النتيجة.

والآن : لنعقد معاً اتفاقاً جاداً، فيه محوران:

المحور الأول : البدائل

المحور الثاني : النتائج

وقبل ذلك نتفق على أن نطلق الجدال ثلاثاً،

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المزاح وإن كان محقاً،

وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه
).

أما عن المحور الأول:

البدائل : ما الذي يمكن من خلاله تبادل آرائنا وأفكارنا؟

لنتخيل هذا الحوار العائلي:

الزوجة: فكرة رائعة أن ندخل طفلنا مدرسة لتحفيظ القرآن بدلاً من المدارس الأخرى.

الزوج : لا أرى ذلك، فإنه من المهم أن يتعلم العلوم الأخرى، ولا بأس بالتحفيظ في العصر.

الزوجة: لكنه قد يصاب بالضغط من ذلك، وربما يتأخر في حفظ القرآن، وربما يمل من التحفيظ

الزوج : المهم أن يتعلم مثل غيره.

الزوجة: بل الأهم أن يتعلم القرآن.

وتحدث المناقشات بصوت عالٍ، وتحدث المشاكل بعدها،

ولكن لنتخيل هذا الحوار مرة أخرى:

الزوجة : فكرة رائعة أن ندخل طفلنا مدرسة لتحفيظ القرآن بدلاً من المدارس الأخرى

الزوج: (يجيب الإجابة السابقة نفسها)! ..

الزوجة: لا بأس فنحن نبحث عن الأنسب له، والخيرة فيما اختاره الله.

إذاً لدينا بدائل للنقاش العقيم، ما علينا إلا أن نلغيه من قاموس حياتنا، وسوف تظهر البدائل :

1- إبداء الرأي وتقبل الرأي الآخر؛ والعمل به إن كان جماعياً يحقق الهدف المطلوب،

ولا يعارض شرع الله.

2-تجاهل أمر النقاش بأدب، إما بالسكوت أو التبسم (وهو الأفضل).

3- إذا لم يكن هناك حديث يمكن أجراؤه -خصوصاً على مائدة الطعام-

فمن الجميل جداً أن تأمري بمعروف، أو تذكري قصة سمعتيها أو قرأتيها.

4- انهي عن المنكر، خصوصاً في المجالس النسائية التي تكثر فيها الغيبة،

كأن تبدئي بالتحدث عن فضل الدعاء للأخ المسلم في ظهر الغيب، ثم التدرج إلى ذكر عقوبة شتمه

وإيذائه في عرضه بالغيبة، وأخيراً الدعاء الذي يقوله من اغتاب أخاه المسلم وغيرها من البدائل.

المحور الثاني:

النتائج : إن هذه النتائج قد لا تتحقق من أول مرة، ولكنها بحاجة إلى الصبر،

بالإضافة إلى أن مفعولها طويل المدى بل وأبديّ.

1- دخول الجنة – إن كان تركه (الجدل) لله.

2- تبادل المعارف دون جرح المشاعر، أو التقليل من قدر آرائهم.

3- الأمر بالمعروف.

4-النهي عن المنكر.

5-نشر المحبة.

6-منع الشحناء.

7-تقبّل الطرف الآخر للرأي، وإن لم يقتنع به في تلك الساعة.

وبالتأكيد هناك بدائل أخرى، وكلها إيجابية،

وبفرض أن هذا الرأي رُفض، فإن تخسري رأياً خير من أن تخسري شخصاً

يمكنك أن تؤثري فيه بأخلاقك أكثر من مناقشاتك.

جربي هذا اليوم، وفقك الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،