عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2009, 10:31 PM   رقم المشاركة : 8
الهدار
مشرف المنتدى الثقافي
 
الصورة الرمزية الهدار

المشاركة السابعة


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمـد لله وكفـى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه أهل الوفى ,,, أمــا بعـد :

اولا يشـرفني المشـاركة في هـذه المســابقة الـراقيـة والمفيـدة والتي آمـل انه في نهـايتـها سوف نخـرج بأفضل المـواضيع والمشــاركات المميـزة من أقـلام مـميـزة يضمـها هـذا المنتـدى المـمـيز ’ ولو انني كنت اتمنى ان اكون علمت بالمسابقة في اوقت ابكر فأنا لم الاحظها الا قبل يومين من انتهاء المدة المحددة فقد اجتهدت حتى استطيع انهائها في المدة المحددة اسأل الله التوفيق والإعانة ,

في الحقيقـة لقـد احتــرت كثيــرا أي المـواضيع اخـتــار لكـي أتحـدث عنـه فكلـها لـها باع طويل في تاريخنا العربي ولكن شائة الأقدار ان ينتهي بي المطاف في أخــتيار هـذا المـوضـوع الذي آمـل ان يستفيـد منه القـارئ ويثري ويضيف الى معلوماته الشيء المفيد
:

المـوضوع :

7 ــ الضيف والضيافة :

بسم الله نبـدأ وبإسمـه نستفتـح وكمـال قـال الحكمـاء خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم , فالقران بلا شك خير مااستفتح به الفاتحون وخير مابدأ به المستفتحون , لاشك ان القران بشموليته وتشعب مواضيعه قد ذٌكر بين جنبـاته عدة مواقف حصلت في تاريخ الامم السابقة تدل على مواقفهم مع الضيف سوف أقوم هنـا بذكر بعض هـذه الآيـات معلقـاً على بعضاَ منـها مما يتماشى ومـوضوعنا : قال الله تعـالى في كتـابه العزيـز :

قال تعالي : " ولقد جاءت رُسُلنا إبراهيم بالبشري قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ "69 هود ,

وقال تعالى" : إذ دخلو عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون (25)فراغ إلي أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون 27 الذاريات

فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها
جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا " الكهف



هـذه بعض الايات التي ذكرت فالقران الكريم عن الضيف وقد احتوت كل منهما على بعض اداب الضيف وسبل اكرامه وطريقة التعامل معه في الوهلة الاولى من مقدمه فكما أشار ربنا في الاية الأولى عن ابراهيم عليه السلام وضيوفه وهو انهم قدموا اليه فجأة وبدون سابق انذار ولاتأهب منه وبالرغم من انه خبير في قومه عارف بأهله وجيرانه وقاطني ارضه وهم ليسوا منهم فلم يبدأ في سؤالهم عن انفسهم؟ ومن اين اتوا؟ ولماذا؟ وماهم مطلبهم؟!, بل بادر عليه السلام واكرمهم واحضر لهم عجل سمين فقربه اليهم وامرهم بان يمدوا ايديهم , نعم فهؤلاء هم انبياء الله ورسله في ارضه وهذه اوامر ربهم التي امرهم بها , وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام يضربون أروع الأمثلة في التعامل مع الضيف وإكرامه والاهتمام به فهذا احد الصحابة يقول والله مارأت عيني محمد صلى الله عليه وسلم الا ورأيته مبتسما وكان يُجلٌ الضيف ويقدره ويحث صحابته على ذلك ومما روته كتب السنة عن بضص القصص في هذا الباب هي قصة ابي طلحة الانصاري الصحابي الجليل الذي جسد اروع المواقف في اكرام الضيف بالرغم من يسر حاله وحال اهله فقد كان ذو عيال والحال ميسور , فقد أعطـاه صلوات ربي وسلامه عليه ضيفه وأمره باكرامه بعد أن سأل في بيوت نسائه فأجبنه جميعا بأنه ليس عنده سوى الماء , وذهب أبو طلحة إلى زوجته وقال لها : هذا هو ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرميه فقالت له زوجته ليس عندنا إلا طعام الصبية وهو طعام يكفي واحد فسوف أحتال على الأولاد وأعللهم بالطعام حتى يناموا وسأضع الطعام بين يديك أنت والضيف وسأحتال على المصباح كأني أصلحه وسأطفئه وتٌوهم أنت ضيف رسول الله كأنك تشاركه الطعام فيأكل ولا تأكل ويشبع ضيف رسول اله صلى الله عليه وسلم ونبيت نحن على الطوى حتى يفرج الله عنا .
ونفَذت الزوجة وزوجها ما اتفقا عليه وبات الضيف عندهم ولما أصبح غدى مع أبي طلحة إلى صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الوحي قد سبقهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستقبل النبي أبا طلحة بقوله ( إن ربك قد عجب من فعلك وزوجك مع ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله تعالى قوله ( يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فألئك هم المفلحون ) . لله درك ياام طلحة فعلا أقوام لن يكررهم التاريخ يكفيهم شرفا ان يذكرهم الله ويرسل جبريل الى الارض في ذكرهم وينزِل فيهم قراناَ يتلى الى قيام الساعة وماذاك الا من فعلهم واكرامهم لضيفهم وضيف رسولهم , فهل وجدت البشرية إيثاراً وإكراماً للضيف كهذا الذي سجله التاريخ الإسلامي عن أتباعه وهم الجيل الذي لا يتكرر على طول الزمان وعرضه ,
هذا وقد تعاقبت الدهور وتوالة الاعوام والسنين ولازال العرب متمسكين بأخلاقهم وأوامر دينهم في إكرامهم لضيفهم وقد وجب لمتحدث عن هذا الموضوع ان يذكر احد اشهر العرب في اكرام الضيف فقد اقترن أسمه بأسم الضيف حتى أصبح من تفنن واجتهد في اكرام الضيق يُشبه به ويقال أكرم من فلان , نعم انه احد مشاهير العرب في اكرام الضيف وهو حاتم الطائي فقد سطرت كتب التاريخ قصصا لاتحد النفس تعبيرا ولا مقالا يعبر عن ماتشعر به عند ماتقرأها سوى الوقوف عندها تقديرا وتبجيلا واعتزاز بذلك العرق العربي , فقد كان يكرم الضيف وينفق عليه منفقة من لايخش الفقر ومنفقة من ينفق على اوليائه ومن يجب عليه , فهذا هو يقول :

حاتم الطائي:

سَلِي الجـائـعَ الغَرْشـان يا أُمَّ مُنـذرِ
إذا ما أتـاني بَين ناري ومجْـزري
هل أبسطُ لـه وجُهي إنـه أولُ القِرَى
وأبـذل معـروفـي له دُونَ مُنْكَري


وهذه هي اخلاق العرب سالفا وآنفا فهم قد شٌهروا باكرام الضيف واشتهروا بالايثار عل النفس في سبيل اكرام الضيف وقد اشتهر اقوام باكرامهم الضيف فكانوا اعلاما في الكرم وكان ضيفهم لايمسه نصب ولاخصب دامه في حماهم , فقد كان العرب قديما يفرحون بقدوم الضيف اليهم ويبتهجون ويظهر عليهم الفرح والسرور فعلا حقيقاً لاتكلفاً كانوا يهتمون به ايما اهتمام فهم لايقدمون له الطعام والشراب فقط بل كانوا يامنون له حتى الحماية دامه في حماهم وجوارهم , وكان احدهم اذا نزل به ضيف ابتسم في وجهه وقدم له كل الاحتياجات وقربه منه وأنسه ولايفارقه حتى لايحس الضيف بالغربة والوحدة , فهو يقوم على خدمته ورعايته على اكمل وجه حتى يصبح الضيف راحلا فتجده مبتسما له مودعه كأنه اقرب اقربائه يبتسم في وجهه ويودعه بأطلف العبارات متمنيا له السلامة بل البعض منهم يرسل معه من يقوم بحراسته حتى يصل الضيف الى وجهته , هكـذا هم اسلافنا في معاملتهم مع ضيوفهم , هنا بعض اقوال الشعراء احببت ان ادرجها فالشعراء كانوا هم وسيلة الاعلام في عصورنا الاولى وهم من عايش اولئك العرب الكرماء وقالوا فيهم ماقالوا :


وقال شمس الدين البديوي:

إذا المرء وافى منزلاً منك قاصداً ****** قراك وأرمته لديك المـسالك
فكن باسـماً في وجهــه متـهـللاً ****** وقل مرحباً أهلاً ويومٌ مبارك
وقـدم له ما تـستطيع من القـرى ****** عجولاً ولا تبخل بما هو هالك
فـقد قيـل بـيـت سالـف مـتقــدمٌ ****** تـداوله زيـد وعـمـرو ومــالك
بشاشة وجه المرء خير من القرى **** فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك



وقال أخـر :

الله يعلـم أنه مــا ســـرني
شيء كطـارقـة الضيـوف النزل




في نـظري انهـا فن يحتــاج الى تنميـة وموهبـة ربما تأتي وراثة وربما اكتساباَ فهنالك من يولد من اب عُرف بالكرم والضيافة ويجري ذلك الكرم في دمه ويخطو نهج ابيه , وهناك من تعلمه الايام والسنين وتجده مع الكبر ومخالطة الكرام يزداد اهتماما بالضيف واكرامه ويقدره ويعرف مدى اهميته واهمية اكرامه , ولكن بالاجمال هي غريزة اوجدها الله في هذة الامه فإنه لمن النادر جدا ان تسمع عن شخص ما قدم اليه ضيف ولم يكرمه او يستقبله ويجود عليه بما تكرم الله به عليه ,
ايضا كما اشار الشاعر ابو يزيد في ابيانه السابقة واشار كثيرون غيره ممن قرات لهم اشاروا الى مدى اهمية الحاله النفسية او الظاهرية للمستقبل(المضيف) فليسة المسألة في نوع الطعام والشراب ولكن المسألة اكبر من ذلك بكثير اذ يجب على المضيف ان يحرض على راحة الضيف من أن يكدر صفوه او ينغص عليه سعادته او يشعره بعدم الارتياح او انه محط ازعاج ومضايقة له , يبدا كل ذلك بالابتسامه البسيطة المريحة كما أشار اليها الكثيرون فهي تعتبر بادرة حسن نية وفرح وسرور بمقدمك ايها الضيف الكريم اذ كما اشار الشاعر السابق ( بشاشة وجه المرء خير من القرى , والقرى كما هو معروف المقصود به الاكل والشرب ) ,, والاخر يحلف انه لاشيئ يدخل السرور على قلبه كقدوم الضيف الى منزله ووقوفه ببابه يطرقه عليه ,, اذا المقصد انه يجب الاهتمام بالمسائل البسيطه هذه اولا حتى قبل الاهتمام بمسائل الطعام والشراب التي لاغنى عنها ايضا ,ولقد أولى العرب اهمية كبيرة لهذه المسائل البسيطه وحثوا عليها وبينوا اهميتها .

على الجانب الاخر كان هناك نوعية قليلة من البشر لاتحسب على الباقيين اذا حُسب الاخيار وقد ذم بعض الشعراء البخلاء الذين يتهربون من هذا الخير العظيم والشرف الكبير وقال بعضهم في بعض البخلاء ونعم ما قيل:


رأيت الفضل متكئا .... يناغي الخبز والسمكا
فقطب حين أبصرني ... ونكس رأسه وبكى
فلما حلفت له ..... بأني صائم ضحكا.


في الختـام اريد ان اعرض بعض مقتطفات من الشعر العربي من روائع ماسطر شعرائنا العرب القدامى في موضوعنا , آملا ان يكون الموضوع حاز على رضاكم وان اكون قد بينت ووضحت ولو فكرة بسيطة عن ماضينا كأمة لها دينها ولها اخلاقياتها التي تحث على كل خير وتحذ من كل شر واذا ذكرت مكارم الاخلاق فلا طائل لنا :

مقتطـــــــــفات لبعـــض الشعــــــراء :


والضيف أكرمه إن الضـيف مرتحل **** يـُثـنـي عليك بما أوتيت من كرم

ليس الضيـافة في طيب الطعام له **** ولا تـكـلـف مـن لـحمٍ ومن أدم

بل الضـيافة أن تـقاه مـبتسما **** لا خير عند مضيـف غير
مبتسم


وقال آخـر :

أما والـذي لا يعلـم الغيـب غيـرهُ،
ويحيي العظام البيض، وهـي رميـمُ
لقد كنتُ أطوي البطن، والزاد يشتهى ،
مخافـة ، يومـاً، أن يقـال لئـيـمُ
وما كان بي ما كان، والليل ملبـسٌ،
رواق لـه، فـوق الإ كــام، بهـيـمُ
ألُفّ لحِليسِي الزّادَ، من دونِ صُحبتـي
وقـد آبَ نَجـمٌ، واسْتَقَـلّ نُـجُـومُ




وقال آخـر :
وإني لطلق الــوجـــه للمـبـتــغـي القِــرَى
وإن فـنـائـي للقِـــرى لَرَحـيـــبُ
أضــاحـك ضَيـفــي قـبـل إنـزال رَحْـــلهِ
فيخصـبُ عندي والمكانُ جديبُ
وما الخَصْبُ للأضياف أن يكثر القِـرَى
ولكنَّمـا وجــهُ الكـريــم خصيـبُ




أولئك آبائي فجئني بمثلهم ** إذا جمعتنا يا جرير المجامع.


ختـــاماً أتمنـى أن يلامس المحتوى ذائقتــكم وان يحـوز على رضـاكم وان تعـذورنا فما أصبـته فمن الله وماأخطـأت فمن نفسي ,,
[/quote][/quote]