عرض مشاركة واحدة
قديم 20-07-2003, 06:07 PM   رقم المشاركة : 1
%&cool&%
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية %&cool&%
 





%&cool&% غير متصل

الفتن الصغرى حسب الترتيب

بعثة النبي صلى الله عليه وسلم

عن سهل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( بعثت أنا والساعة كهاتين ) ويشير بأصبعيه فيمدهما. رواه البخاري

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بعثت أنا والساعة كهاتين) . قال : وضم السبابة والوسطى. رواه مسلم

وعن قيس بن أبي حازم عن أبي جبيرة مرفوعا : ( بعثت في نسم الساعة ) رواه الدولابي . وقال الألباني : صحيح - و " نسم الساعة " : هو من النسيم وهو أول هبوب الريح الضعيفة ، أي بعثت في أول أشراط الساعة



موت النبي صلى الله عليه وسلم

عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( اعدد ستا بين يدي الساعة موتي و.......... )الحديث. رواه البخاري

قال أنس بن مالك رضي الله عنه " لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء ، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء...."ا

فتح بيت المقدس

جاء في حديث عوف بن مالك رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اعدد ستا بين يدي الساعة ......... ( فذكر منها ) فتح بيت المقدس ) رواه البخاري

وقد كان فتح بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة ست عشرة



كثرة الشح

والمقصود بالشح هو البخل الشديد ، وهو أبلغ في المنع من البخل ، وقيل هو البخل مع الحرص

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( من أشراط الساعة أن يظهر الشح ) رواه الطبراني

وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يتقارب الزمان ، وينقص العمل ، ويلقى الشح ) رواه الطبراني

وعن معاوية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا يزداد الناس إلا شحا ) رواه الطبراني

والشح خلق مذموم نهي عنه في الإسلام وبين أن من وقي شح نفسه فقد فاز وأفلح ، كما قال تعالى ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، واتقوا الشح ، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم) رواه مسلم



كثرة التجارة

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( بين يدي الساعة تسليم الخاصة ، وفشوا التجارة حتى تشارك المرأة زوجها في التجارة ) رواه أحمد

وعن عمرو بن تغلب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من أشراط الساعة أن يفشو المال ويكثر ، وتفشو التجارة ) رواه النسائي

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يخشى على هذه الأمة الفقر ، وإنما يخشى عليها أن تبسط عليهم الدنيا ، فيقع بينهم التنافس كما جاء في الحديث ( والله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم) رواه البخاري

فالمنافسة على الدنيا تجر إلى ضعف الدين ، وهلاك الأمة ، وتفرق كلمتها



كثرة الزلازل

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لاتقوم الساعة حتى تكثر الزلازل) رواه البخاري

وعن سلمة بن نفيل السكوني قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .......( فذكر الحديث ، وفيه ) : ( وبين يدي الساعة موتان شديد ، وبعده سنوات الزلازل) رواه أحمد

وعن عبدالله بن حوالة رضي الله عنه قال : وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدي على رأسي - أو هامتي - فقال : ( يا ابن حوالة! إذا رايت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة ، فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام ، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك) رواه أحمد



ظهور الخسف والمسخ والقذف

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف ) ، قالت : قلت : يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : ( نعم ، إذا ظهر الخبث ) رواه الترمذي

وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بين يدي الساعة مسخ وخسف وقذف ) رواه ابن ماجه

وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إنه سيكون في أمتي مسخ وقذف ، وهو في الزندقية والقدرية ) رواه أحمد

عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف ) فقال رجل من المسلمين : يا رسول الله ! ومتى ذلك ؟ قال : ( إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور ) رواه الترمذي

والمسخ يكون حقيقيا ويكون معنويا ، والمسخ المعنوي هو مسخ القلوب بحيث تصبح لا تفرق بين الحلال والجرام ولا بين المعروف والمنكر مثلهم في ذلك كمثل القردة والخنازير

ذهاب الصالحين

ومن أشراط الساعة ذهاب الصالحين ، وقلة الأخيار ، وكثرة الأشرار ، حتى لا يبقى إلا شرار الناس ، وهم الذين تقوم عليهم الساعة . ففي الحديث عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض ، فيبقى فيها عجاجة- من لا خير فيهم - لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا ) رواه أحمد

وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( يأتي على الناس زمان يغربلون فيه غربلة يبقى منهم حثالة قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا ( وشبك بين أصابعه ) رواه أحمد

وذهاب الصالحين يكون عند كثرة المعاصي ، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإن الصالحين إذا رأوا المنكر ولم يغيروه وكثر الفساد ، عمهم العذاب مع غيرهم إذا نزل ، كما جاء في الحديث لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث



ارتفاع الأسافل

ومن أشراط الساعة ارتفاع أسافل الناس عن خيارهم ، واستئثارهم بالأمور دونهم ، فيكون أمر الناس بيد سفهائهم وأراذلهم ومن لا خير فيهم ، وهذا من انعكاس الحقائق ، وتغير الأحوال ، وهذا أمر مشاهد في هذا الزمن، فترى أن كثيرا من رؤوس الناس وأهل العقد والحل هم أقل الناس صلاحا وعلما ، مع أن الواجب أن يكون أهل الدين والتقى هم المقدمون على غيرهم في تولي أمور الناس ، لأن أفضل الناس وأكرمهم هم أهل الدين والتقوى ، كما قال تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، ولذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يولي الولايات وأمور الناس إلا من هم أصلح الناس وأعلمهم ، وكذلك خلفاؤه من بعده والأمثلة على ذلك كثيرة منها ما رواه حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأهل نجران ( لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين ) رواه البخاري ، فاستشرف لها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فبعث أبا عبيدة. رواه البخاري

وهذه بعض الأحاديث الدالة على ارتفاع أسافل الناس ، وأن ذلك من أمارات الساعة ، فمنها

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنها ستأتي على الناس سنون خداعة ، يُصَدَّقُ فيها الكاذب ، ويُكَذَّب فيها الصادق ، ويُؤتمن فيها الخائن ، ويُخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة. قيل : وما الرويبضة ؟ قال : السفيه يتكلم في أمر العامة) رواه أحمد

وفي حديث جبريل الطويل قوله ( ولكن سأحدثك عن أشراطها .............وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس ، فذاك من أشراطها ) رواه مسلم

وفي الصحيح ( إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) رواه البخاري

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( ومن أشراط الساعة .......... أن يعلو التُّحوتُ الوعولَ ) ، أكذلك ياعبدالله بن مسعود سمعته من حِبي؟ قال : نعم ورب الكعبة . قلنا : وما التحوت ؟ قال : فسول الرجال ، وأهل البيوت الغامضة يرفعون فوق صالحيهم . والوعول: أهل البيوت الصالحة

وعن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع ) رواه أحمد

وفي الصحيحين عن حذيفة رضي الله عنه فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قبض الأمانة ( حتى يقال للرجل: ما أجلده ! ما أظرفه ! ما أعقله! وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ) رواه البخاري

أن تكون التحية للمعرفة

ومن أشراط الساعة أن الرجل لا يلقي التحية إلا على من يعرفه ، ففي الحديث عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل ، لا يسلم عليه إلا للمعرفة ) رواه أحمد

وفي رواية له ( إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة )ا



التماس العلم عند الأصاغر

روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن من اشراط الساعة ثلاثا : إحداهن أن يلتمس العلم عند الأصاغر ..... )ا

وسئل عبدالله بن المبارك عن الأصاغر ؟ فقال : ( الذين يقولون برأيهم ، فأما صغير يروي عنه كبير فليس بصغير )ا

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ( لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابرهم ، فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم ، وتفرقت أهواؤهم ، هلكوا )ا



ظهور الكاسيات العاريات

ومن أشراط الساعة خروج النساء عن الآداب الشرعية ، وذلك بلبس الثياب التي لا تستر عوراتهن ، وإظهارهن لزينتهن وشعورهن وما يجب ستره من أبدانهن ، ففي الحديث عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( سيكون من أمتي في آخر الزمان رجال يركبون على سروج كاشباه الرحال، ينزلون على أبواب المساجد ، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهم كاسنمة البخت العجاف ، العنوهن ، فإنهن ملعونات ، لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمن نساؤكم نساؤهم كما يخدمكم نساء الأمم قبلكم ) رواه أحمد

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أهل النار لم ارهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كاسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواه مسلم

وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصنف من النساء بـ ( الكاسيات العاريات ) لأنهن يلبسن الثياب ، ومع هذا فإنهن عاريات لأن ثيابهن لا تؤدي وظيفة الستر ، لرقتها وشفافيتها كأكثر ملابس النساء في هذا العصر

وقيل إن معنى ( الكاسيات العاريات ) أي كاسية جسدها ولكنها تشد خمارها وتضيق ثيابها حتى تظهر تفاصيل جسمها ، فتبرز صدرها وعجيزتها ، أو تكشف بعض جسدها فتعاقب على ذلك في الآخرة



ظهور مدعي النبوة

من العلامات التي ظهرت خروج الكذابين الذين يدعون النبوة وهم قريب من ثلاثين كذابا وقد خرج بعضهم في الزمن النبوي وفي عهد الصحابة ولا يزالون يظهرون. وليس التحديد في الأحاديث مرادا به كل من ادعى النبوة مطلقا فإنهم كثير لا يحصون وإنما المراد من قامت له شوكة وكثر أتباعه واشتهر بين الناس. ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين ، كلهم يزعم أنه رسول الله) رواه البخاري ومسلم

وعن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى يعبدوا الأوثان وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون ، لكهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين ، لا نبي بعدي ) رواه أبو داود والترمذي

وممن ظهر من هؤلاء الثلاثين

مسيلمة الكذاب وقد ادعى النبوة في آخر زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكاتبه النبي وسماه مسيلمة الكذاب وقد كثر أتباعه حتى قضى عليه الصحابة في عهد أبي بكر الصديق في معركة اليمامة

وظهر كذلك الأسود العنسي في اليمن، وظهرت سجاح وادعت النبوة وتزوجها مسيلمة ثم لما قتل رجعت إلى الإسلام ، وتنبأ طليحة بن خويلد الأسدي ثم تاب ورجع إلى الإسلام وحسن إسلامه، ثم ظهر المختار بن أبي عبيد الثقفي وأظهر محبة أهل البيت والمطالبة بدم الحسين وادعى النبوة ونزول جبريل عليه، وظهر الحارث الكذاب ، خرج في خلافة عبدالملك بن مروان فقتل، وخرج في خلافة بني العباس جماعة . وظهر في العصر الحديث ميرزا أحمد القادياني بالهند وادعى النبوة وأنه المسيح المنتظر وأن عيسى ليس بحي في السماء، وصار له أتباع وأنصار. ولا يزال خروجهم واحد بعد الآخر حتى يظهر آخرهم الأعور الدجال كما جاء في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم كسفت الشمس على عهده ( وإنه - والله - لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الكذاب ) رواه أحمد

ومن هؤلاء الكذابين أربع نسوة كما جاء في حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون ، منهم أربع نسوة وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي) رواه أحمد


انتشار الأمن

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق ) رواه أحمد

وقد وقع هذا زمن الصحابة رضي الله عنهم حينما عم العدل البلاد. وسيكون كذلك في زمن المهدي وعيسى عليه السلام



ظهور نار الحجاز

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى) رواه البخاري - وبصرى مديمة بالشام

وقد ظهرت هذه النار في منتصف القرن السابع الهجري في عام أربع وخمسين وست مئة ، وكانت نارا عظيمة ، أفاض العلماء في وصفها. وهذه النار ليست هي النار التي تحشر الناس إلى محشرهم والتي هي من الأشراط الكبرى




إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بما سيكون من الفتن

لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما يكون إلى قيام الساعة ، وذلك مما أطلعه الله عليه من الغيوب المستقبلية ، والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا ، حتى بلغت حد التواتر المعنوي

عن حذيفة رضي الله عنه قال ( قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ما ترك فيه شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه[ قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون ن الشيء قد نسيته] فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم رآه عرفه) رواه مسلم

وخرج أبو داود أيضا عنه قال ( والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوه ، والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعدا إلا قد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته

وجاء في صحيح مسلم عن حذيفة بن اليمان قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه مجلسا أنبأنا فيه عن الفتنة فقال وهو يعد الفتن ( ثلاثة لا يدن يذرن شيئا ، ومنهن فتن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار ) ، قال حذيفة فذهب أولئك الرهط كلهم غيري



فتنة الأحلاس

عن عبدالله بن عمر قال : ( كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر فيها حتى فتنة الأحلاس، فقال قائل يا رسول الله ، وما فتنة الأحلاس ؟ قال :هي هرب وخرب ثم فتنة السوء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بتي يزعم أنه مني وليس مني،إنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كودَكٍ على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا حتى يصيّر الناس فسطاطين ، فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذلك فانتظروا الدجال من يومه أو من غده) أخرجه أبو داود بإسناد صحيح

وقوله حتى ذكر فتنة الأحلاس ، قال الخطابي : إنما أضيفت إلى الأحلاس لدوامها وطول لبثها يقال للرجل إذا كان يلزم بيته لا يبرح منه : هو حِلْسُ بيته. ويحتملأن تسمى هذه الفتنة بالأحلاس لسوادها وظلمتها ، والحرب ذهاب الأهل والمال ، يقال حَرِبَ الرجل فهو حريب إذا سلب أهله وماله، ومن هذا المعنى أخذ لفظ الحرب لأن فيها ذهاب النفوس والأموال والله أعلم. وقوله الدخن أي الدخان يريد أنها تثور كالدخان من تحت قدميه. وقوله كودك على ضلع مثَلَ، ومعناه الأمر الذي لا يثبت ولا يستقيم ويريد أن هذا الرجل غير خليق بالملك، والدهيماء تصغير الدهماء على معنى المذمة لها والتعظيم لأمرها

وجاء في حديث أبي زيد قال ( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى فصعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وما هو كائن فأعلمُنا أحفظنا) أخرجه مسلم


الفتنة التي تموج موج البحر

ثبت في الصحيحن عن حذيفة رضي الله عنه قال (كنا جلوسا عند عمر فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة قلت : أنا . قال: هات إنك لجري فقلت: ذكر فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: ليس هذا أعني، إنما أعني التي تموج موج البحر، فقلت: يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا، فقال : ويحك أيفتح الباب أم يكسر؟ فقلت: بل يكسر ، قال: إذا لا يغلق أبدا، قلت : أجل.



ما جاء في رحى الإسلام وما تدور

عن البراء بن ناجية عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين فإن يهلكوا فسبيل من هلك وإن لم يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما، قال : قلت : أمما بقي؟ قال : مما مضى) رواه أحمد وأبو داوود، وقال الهروي في هذا الحديث فإن كان الصحيح سنة خمس وثلاثين فإن فيها اقام أهل مصر وحاصروا عثمان رضي الله عنه ، وإن كانت الرواية سنة ست ففيها خرج طلحة والزبير إلى الجمل، وإن كانت سبع ففيها كانت صفين غفر الله لهم أجمعين. وفي رواية لأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا )، وقد اشتلمت هذه الثلاثون على خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم وكان ختامها وتمامها لستة أشهر وليها الحسن بن علي بعد أبيه وعند تمام الثلاثين نزل عن الأمر لمعاوية بن ابي سفيان سنة أربعين واجتمعت البيعة لمعاوية وسمي ذلك عام الجماعة سنة أربعين.

إقبال الفتن ونزولها كمواقع القطر والظلل



قال الله تعالى ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) وقال تعالى ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة) ، وعن زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها قالت(خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فزعا محمرا وجهه يقول : ( لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح من اليوم من ردم يأجوج مثل هذه وحلق بإصبعين الإبهام والتي تليها، قالت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال : نعم ، إذا كثر الخبث)رواه البخاري

وعن أسامة رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف على أطم من آطام المدينة ثم قال : هل ترون ما أرى ؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر) رواه البخاري، وعن كرز بن علقمه الخزاعي قال : سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم : هل للإسلام من منتهى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام. فقال ثم ماذا ؟ قال : ثم تقع الفتن كالظلل فقال الرجل كلا والله إن شاء الله ، قال بلى والذي نفسي بيده لتعودن فيها أساود صُبّا يضرب بعضكم رقاب بعض) رواه أحمد بإسناد صحيح

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت( استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فزعا مرعوبا يقول: سبحان الله ماذا فتح الليلة من الخزائن وماذا أنزل من الفتن من يوقظ صواحب الحجر يريد أزواجه لكي يصلين رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ) رواه مسلم

وعن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( العبادة في الهرج كهجرة إليّ ) رواه مسلم

وجاء في صحيح الترمذي بإسناد صحيح ( أن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده)فالفتنة إذا عمت هلك الكل وذلك عند ظهور المعاصي وانتشار المنكر وعدم التغيير



لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه

عن الزبير بن عدي قال أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال ( اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري في صحيحه

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يتقارب الزمان وينقص العلم ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج، قالوا يا رسول الله أيم هو ؟ قال " القتل القتل " )أخرجه البخاري ومسلم



أسباب الفتن والمحن والبلاء

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لم تظهر الفاحشة في قوم إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ولا نقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله ولا عهد رسوله إلا سُلط عليهم عدوهم فأخذهم بعض ما كان في أيديهم، وإذا لم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ) أخرجه ابن ماجه ، وصححه الألباني

وقال عطاء الخراساني: إذا كان خمس كان خمس ، إذا أُكل الربا كان الخسف والزلزلة ، وإذا جار الحكام قحط المطر ، وإذا ظهر الزنا كثر الموت ، وإذا منعت الزكاة هلكت الماشية وإذا تُعدي على أهل الذمة كانت الدولة

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إذا مشت أمتي المطيطا وخدمها أبناء الملوك: فارس والروم سلط شرارها على خيارها) أخرجه الترمذي ، وصححه الألباني

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم ؟ قال عبدالرحمن بن عوف: نكون كما أمر الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو غير ذلك ، تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضوا أو نحو ذلك ثم تنطلقون في مساكن المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض) رواه مسلم

وأخرج ابن ماجه عن اسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أدع بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) وأخرجه البخاري ومسلم أيضا

وعن كعب بن عياض قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي في المال) رواه الترمذي بإسناد صحيح

انتفاخ الأهلة

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة ) رواه الطبراني

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة ، وأن يرى الهلال لليلة ، فيقال :لليلتين ) رواه الطبراني

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن من أمارات الساعة أن يرى الهلال لليلة ، فيقال لليلتين )، قال عنه الألباني: رواه الطبراني في الأوسط، والضياء المقدسي وهو حسن



كثرة الكذب وعدم التثبت في الأخبار

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا أباؤكم ، فإياكم وإياهم ) رواه مسلم

وفي رواية ( يكون في آخر الزمان دجالون كذابون ، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا أباؤكم فإياكم وغياهم ، لا يضلونكم ولا يفتنونكم )ا

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال( إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان يوشك أن تخرج فتقرأ عبى الناس قرآنا ) رواه مسلم، قال النووي : معناه تقرأ شيئا ليس بقرآن ، وتقول إنه قرآن، لتغر به عوام الناس ، فلا يغترون



كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق



جاء في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم ( إن بي يدي الساعة ..... شهادة الزور ، وكتمان شهادة الحق ) رواه أحمد

وشهادة الزور هي الكذب متعمدا في الشهادة ، فكما أن شهادة الزور سبب لإبطال الحق ، فكذلك كتمان الشهادة سبب لإبطال الحق ، ولعظم خطرها قرنها النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك وعقوق الوالدين كما جاء في الحديث ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ( ثلاثا ) ؟ الإشراك بالله وعقوق الوالدين ، وشهادة الزور - أو قول الزور - وكان متكئا فجلس ، فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت ) رواه البخاري


***

تفجير البحار وتسجيرها

أما البحار التي تغطي الجزء الأعظم من هذه الأرض وتعيش في باطنها عوالم هائلة من الأحياء ، فإنها تفجر في ذلك اليوم ، وقد علمنا في هذا العصر الهول العظيم الذي يحدثه انفجار الذرات الصغيرة التي هي أصغر من ذرات الماء فكيف إذا فجرت ذرات المياه في هذه البحار العظيمة ، عند ذلك تسجر البحار ، وتشتعل نارا ، ولك أن تتصور هذه البحار العظيمة الهائلة وقد أصبحت مادة قابلة للإشتعال ، كيف يكون منظرها ، اللهب يرتفع مها إلى أجواز الفضاء ، قال تعالى ( وإذا البحار فجرت ) ، وقال ( وإذا البحار سجرت ) ، وقد ذهب المفسرون قديما إلى أن المراد بتفجير البحار ، تشقق جوانبها وزوال ما بينها من الحواجز واختلاط الماء العذب بالماء المالح ، حتى تصير بحرا واحدا ، وما ذكرناه أقرب وأوضح ، فإن التفجير بالمعنى الذي ذكرناه مناسب للتسجير والله أعلم بالصواب



***

الفرار من الفتن ولزوم البيوت



عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن ) رواه البخاري

عن أبا بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إنها ستكون فتن ألا ثم تكون تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي فيها والماشي فيها خير من الساعي إليها ألا فإذا نزلت أو وقعت فمن كانت له إبل فليلحق بإبله ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه قال : فقال رجل يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض، قال يعمد إلى سيفه فيدق على حداه بحجر ثم لينج إن استطاع النجاء اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت قال رجل يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى يُنطلق بي إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين فضربني بني رجل بسيفه أو يجئ سهم فيقتلني قال يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار) رواه مسلم

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خيرمن الماشي والماشي خير من الساعي من يشرف لها تستشرفه ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به) رواه البخاري

الأمر بلزوم البيوت عند الفتن

عن أبي بردة قال دخلت على محمد بن مسلمة فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إنها ستكون فتنة وفرقة واختلاف فإذا كان فائت بسبفك اُحدا فاضرب به حتى ينقطع ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية) فقد وقعت وفعلت ما قال النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الترمذي بإسناد صحيح

وعن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الساعي قالوا فما تأمرنا ؟ قال : كونوا أحلاس بيوتكم ) أخرجه أبو داود بإسناد صحيح

وكان محمد بن مسلمة رضي الله عنه ممن اجتنب ما وقع بين الصحابة من الخلاف والقتال وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمره إذا كان ذلك أن يتخذ سيفا من خشب ففعل وأقام بالربذة

هذا وقد كانت تلك الفتنة والقتال بينهم على اجتهاد منهم فكان المصيب له أجران والمخطئ له أجر ولم يكن قتال على الدنيا فكيف اليوم الذي تسفك فيه الدماء باتباع الهوى طلبا للملكوالاستكثار من الدنيا فواجب على الإنسان أن يكف اليد واللسان عند ظهور والفتن والمحن نسأل الله السلامة

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا رأيت الناس مزجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه فقمت إليه فقلت له كيف أصنع عند ذلك يا رسول الله جعلني الله فداك قال الزم بيتك وأملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة ) أخرجه أبو داود بإسناد صحيح

وجاء في حديث سعد بن أبي وقاص ( قلت يا رسول الله إن دخل عليّ بيتي وبسط يده إليّ ليقتلني) قال : ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كن كخير ابني آدم وتلا هذه الآية( لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني )) رواه أبو داود بإسناد صحيح



النهي عن تمني الموت مطلقا

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يتمنين أحدكم الموت لا يدعو به من قبل أن يأتيه وإنه إذا مات انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا ) أخرجه مسلم

جواز تمني الموت عند الفتن

روى أحمد في مسنده عن معاذ بن جبل في حديث المنام الطويل وفيه ( اللهم إني أسألك فعل الخيرات وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك )أخرجه أحمد ، وقال الترمذي حديث حسن صحيح



***

تكوير الشمس وخسوف القمر وتناثر النجوم

أما الشمس التي تغمر هذه الحياة بالضياء ، فإنها تجمع وتكور ، ويذهب ضوؤها كما قال تعالى ( إذا الشمس كورت ) ، والتكوير عند العرب : جمع الشيء بعضه على بعض ، ومنه تكوير العمامة ، وجمع الثياب بعضها على بعض ، وإذا جمع بعض الشمس على بعض ، ذهب ضوؤها ورمى بها

أما القمر الذي نراه في أول الشهر هلالا ثم يتكامل ويتنامى حنى يصبح بدرا جميلا بديعا ، فإنه يخسف به ويذهب ضوؤه ( فإذا برق البصر ، وخسف القمر )ا

أما تلك النجوم المتناثرة في القبة السماوية الزرقاء ، فإن عقدها ينفرط فتتناثر وتنكدر ( وإذا الكواكب انتثرت ) ، وقال تعالى ( وإذا النجوم انكدرت) ، والانكدار : الانتثار ، وأصله في لغة العرب : الانصباب



***

ظهور الشرك في هذه الأمة

وهذا من العلامات التي ظهرت ، وهي في ازدياد ، فقد وقع الشرك في هذه الأمة ، ولحقت قبائل منها بالمشركين ، وعبدوا الأوثان ، وبنوا المشاهد على القبور ، وعبدوها من دون الله ، وقصدوها للتبرك والتقبيل والتعظيم وقدموا لها النذور ، واقاموا لها الأعياد

عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا وضع السيف في أمتي ، لم يرفع عنها إلى يوم القيامة،ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ) رواه أبو داود والترمذي

ولا يزال هناك صور من الشرك في بعض البلدان وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول ( لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى ) ، فقالت عائشة : يا رسول الله ! إن كنت لأظن حين أنزل الله ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) ، أن ذلك تاما ، قال : إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ، ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفي كل من في قلبه حبة خردل من إيمان ، فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم ) رواه مسلم

ومظاهر الشرك كثيرة فليست محصورة في عبادة الأحجار والأشجار والقبور ، بل تتعداها إلى اتخاذ الطواغيت أنداد من دون الله تعالى ، يشرعون للناس من عند أنفسهم ، ويلزمون الناس بالتحاكم إلى شريعتهم وترك شريعة الله، فينصبون أنفسهم آلهة مع الله تعالى وتقدس كما قال تعالى ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )ا



ظهور الفحش وقطيعة الرحم

عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لاتقوم الساعة حتى يظهر الفحش ، والتفاحش ، وقطيعة الرحم ، وسوء المجاورة) رواه أحمد والحاكم

وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أشراط الساعة الفحش والتفحش وقطيعة الرحم ) رواه الطبراني

وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن بين يديى الساعة ....... ( وذكر ) ... قطع الأرحام ) رواه أحمد



تشبب المشيخة

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد ، كحواصل الحمام ، لا يريحون رائحة الجنة ) رواه أحمد

قال ابن الجوزي : يحتمل أن يكون المعنى لا يريحون رائحة الجنة لفعل صدر منهم لا لعلة الخضاب ويكون الخضاب سيماهم ، كما قال في الخوارج سيماهم التحليق، وإن كان تحليق الشعر ليس بحرام

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صبغ شعر الرأس واللحية بالسواد ففي الصحيح عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : أتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد ) رواه مسلم.