عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-2009, 05:47 PM   رقم المشاركة : 1
الناي العبد الله
( مشرف الابداعات الادبيه )
 
الصورة الرمزية الناي العبد الله
.. ::: كــــــان هــــنا ورحـــــــــــــل ... ::: ..




هدوء يعم المكان
شموع باكية ...ورود ذابلة
وصوت ناي يعزف نغم حزين
وغرفة مظلمة ..وزاوية تنيرها الشموع ...كان هو هناك
تتصاعد انفاسة بحرقة قاتله ..فهذا هو نحيل بجسمه ..غريب في بيتة
سارح بخيالة إلى ذكريات مضت ...إلى لحظات كانت أخيرة
كان يفكر فيها ...يتذكر لحظات جميله
عندما رآها لأول مرة
كان لقاء عابر ...في مكان عام ...في الزحام
اختلفت الوجيه ...ضاع بين الناس
رآها من بعيد ...قادمة في نفس المكان ... في نفس الموعد
رفع عينية ...وها هي تقف إمامة ,,,

بشموخها

وروعتها

وأناقتها

فعرف أنها هي من ريحه عطرها ..
.من دهن عودها ..
.من لبس عباءتها
ومن برقعها ...ومن صوت خلخالها
فكلها أوصاف هي حكت له عنها ذات يوم
\
\
\
اقترب منها خطوة
همس بصوت خجول هل انتى نبض حياتي
أجابت نعم أنا بلسم روحك ...
فلم يصدق فقال لها احبك ...فهمست له احبك يا أروع جنوني
فصدق إحساسهم ..وفاضت مشاعرهم ...وذابت أشواقهم
اقترب أكثر مسك يدها ضمها إلى صدره ..حس بيدها ترتجف
فرجف قلبه ..طلب منها أن تزيل برقعها
وان يناظر جمال خدودها ..ويسافر لعيونها ..
وان يلعب في خصلات شعرها
وان يذوب ويتوه في أعماقها ...
فخجلت منه سيدة المكان والجمال
فكشفت غطائها ...فذهل من جمالها ...من روعه عيونها
فكانت ملاك وأجمل ملاك
\
\
\
أحس ببراءتها ...بطفولتها ...بعذوبة أنفاسها
فسألها هل أنت فعلا حبيبتي
فقالت أنا شريانك ونبضك وإحساسك
فنزلت دمعة من عيونه ...
مسحتها هي بيدها ...وضغط عليها
وطلب منه أن تودعه وان تسامحه
وان يكون ذكرى رائعة في حياتها
فهزت رأسها بكل خجل
وفارق المكان ..
هي من طريق وهو من طريق
تباعدت أجسادهم ...غابت عيونهم ...ولم يبقى إلى بقايا عطرهم
وخصلة من شعرها يمسك عليها بقوته
وافترقا الاثنين وفى قلوبهم نار وألم وحزن ودموع
ولحظات أخيرة ربما لن تعود
\
\
\
وها هو في ركن غرفته ..ينتظر لحظات قادمة
فقد ودع الجميع ..تسامح من من الجميع ...
فهناك إحساس قاتل في داخله
وها هو صوت الناي ...يعزف ويعزف لحظات كلها دموع
وهو يعتصر من الألم ...فقد حان موعد الدواء والنوم
فأسكت صوت الناي ...واطفي الشموع ...وودع الورود
وقام لصلاة الليل ...رافعا يده لله ...
.طالبا عفوه وكرمة ...وان يوفق حبيبته
في الحياة ...وان يملا قلبها بالنور والأيمان
ألحظات تمر بطيئة ..
.ناظر صورة أمه وتذكر حنانها وعطفها
وناظر صورة أبوة فتذكر رجولته وعطائه وروعته
ذهب إلى فراشة ...سحب غطائه ..أغمض عينية
فحظرت حبيبته في انفاسة في أعماق قلبه ..
وفى نبض وريده
فنام في شرفة قلبها ...على ريحه عطرها ...
فقراء قران ونام
رن صوت المنبه .. ليخبره بصلاة الفجر ليوم جديد
فقام للصلاة ...ورفع يده لله ...
وسبح بسبحة اهدائتها له أمه ذات يوم
ورجع لينام ...فلم يبقى إلى قليلا لعمله ..فغمت عيونه
دخل في نوم عميق ... وها هو صوت المنبه مرره أخرى
ولكن لا مجيب ..فقد مات هذا الإنسان ...مات الإحساس
مات صاحب القلب الحنون ..مات عازف الناي
مات وكتب على فراشة بالورود
كان هنا ورحل ....

بقلم النـاي







التوقيع :
صفحتي في الفيس بوك

https://www.facebook.com/profile.php?id=1647753013