عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2009, 04:19 PM   رقم المشاركة : 7
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته ..

عزيزة وغالية أستاذه ( مَلاك ) ..

وثمة ( آبَاء ) وصلوا الى اعلى المراتب العلمية ..

وليس ذلك فحسب .. بل انهم حصلوا على تلك ..

المراتب العالية من أرقى الجامعات في الخارج ..

مِمَا مكّنهم من الإطلاع على التطورات الحديثة ..

في كل شيء ..

ومما مكنهم على الإطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى

وكيف تفكر وكيف وصلت الى ما وصلت اليه من تقدم

ورُقي في الحضارة مما قد يغبطون على تلك الفرص ..

التي لم تتح لغيرهم .. مِمَن يحلمون بها ..

ولكنكِ مع الأسف الشّدِيد تجديهم يعطون بناتهن الخَيط

والمِخيَط بحجَّة أنهم درسوا في بلاد الغرب وإن عقولهم

متفتِّحَة لاتقبل الإنكِمَاش ..

وما ان تجلسِ مع بعض أمثال أولئك النَّفَر ..

ذوي المراتب العلمية او تستمعِي على حين غرَّة اليهم

ولمستوى تفكيرهم ومنطقهم او تري تعاملهم ..

حتى مع أقرب الناس اليهم او مع من حولهم حينئذٍ ..

تُصابِ بالذهول وقد تستخسري هذه الشهادات عليهم

تستخسري هذا العمر الطويل الذي قضوه في العلم

وبين دفات الكتب ..

وأروقة المكتبات والمعامل العلمية وغيرها ..

لأنهم لم يستفيدوا من المعنى الحقيقي للعلم؟

لأنهم يرون ومن زاوية ضيّقه إن التقدم والرُقِي مربوطاً

بتحرير بناتهن وإطلاق عنانهم ..

وهنا يتبادر الى ذهنكِ سُؤال في غاية الأهمية ..

وهو هل الوصول الى أعلى درجات العلم ينمِّي وعي

الإنسان الى الأفضل ام يعرقله؟

هل يساهم في إتساع مدارك الإنسان وإفقه بالفعل؟

هل يساعده على تقبل آراء الاخرين المعارضة لارائه؟

هل تغير فيه معتقدات اجتماعية عفا عليها الزمن؟

هل يجعله إنساناً موضع ثقة ومصداقية مع كل من يتعامل

و يرتبط به؟

وهل يساعد في أن يكون هذا الإنسان عجلة دافعة ..

لزيادة الوعي المجتمعي بشكل عملي وفاعل ..

وعن قناعة؟

وهل ؟ وهل؟

المسألة اذن ليست بالشَّهادات والرتب التي نقتنيها ..

ونتفانى من أجل الحصول عليها ونفتخر بها ..

المسألة أكبر من ذلك بكثير المسألة مسألة وعي ادراكي

وإحساس مجتمعي ..

والمسألة مسأله دين وعادات إسلامية سمحَاء ..

وأكثر من ذلك بكثير وكثير ..

نعم المَسألَة فيما قدمناه ونقدمه لغيرنا ممن هم بحاجة

لثقافتنا ووعينا وإدراكنا حتَّى !!

طبعا هذا لا يتعارض مع التصرفات الشخصية البحتة ..

لكل إنسان طالما انها وفق الشَّرع وتراعي الحقوق

والعدل والإنصاف .. وطالما انها حق من حقوقه ..

فحينما يعارضني فلان مهما كانت درجته ..

ووضعه الإجتماعي في تصرف ما مثلاً فهذا لا يعني ..

انني على خطأ وهذا لا يعني ان ابدل من تصرفي ..

او أغض النظر عنه لمجرد انه لا يعجبه تصرفي؟

وهل انا ملزم لأرضي الناس على حساب نفسي؟

وهل انا مجبر ان اعدل من آرائي واحرم نفسي ..

من حقوق أباحها الله لي فقط لأنها لا تُرضي فلاناً؟

أو لمجرد ان فئة من الناس سوف تفسرها وفق أهوائها؟

نحن ولا زلت أرمِي اليكِ أستاذه ( مَلاك ) ..

نعرف أناس كُثر بأسمائهم الكبيرة والقابهم البراقة ..

وسمعتهم التي يحسدهم عليها الكثيرون ..

ولكن ما هي حقيقتهم؟

وما هو حجم ما لديهم من قيم سامية؟

ما هي نظرتهم لمشاعر الآخرين وإحاسيسهم؟

والإجابة بالطبع لاشيء؟

لأن الصورة المرسومة عنهم اكثر بكثير من تلك الإقنعة

المزيفة وهذا ربما يجعلكِ تشعري بالراحة النفسية ..

كونكِ مازلتِ متمسكة بكل شيء جميل وسامِ ..

ومازالت نظرة من حولكِ لكِ ..

فيها الشيء الكثير من الإعجاب والإحترام ..

وهذا في حد ذاته لا يعوض بثمن ولا يشترى بسهولة ..

المهم ان تنظري لتلك الصفات الجميلة فيكِ ..

والخصال الرائعة لديكِ وتعرفِ قيمة نفسكِ ومقدار..

اهميتك وحجم مكانتكِ وإن لم يكن مع الأشخاص ..

الذين يفترض ان يشعروكِ بهذا الشعور والحجم والمكانة

فسوف يكون مع أشخاص آخرين ..

مهما كانوا بعدين عنكِ بغض النظر عن بعد المسافة بينكِ

وبينهم ..

شيء مؤسف ومؤلم إننا ونحن في الألفية الثانية ..

ومازلنا نتخبط في بيرُوقراطيَّات سَمجَة ..

وقرارات متذبذبة مخيفة بحَق ( بنَاتُنَا ) ..

ومحاولات مبالغ فيها على حساب أنفسنا ..

وروتين عفا عليه الزمن .. شيء محزن بالفعل ونحنُ

على أعتاب قفزة حضارية تقنية مذهلة في كل ..

المجالات مازلنا نفكر بعقلية أولئِك ( المَرضَى ) ..

تُرى كيف نتقدم ويزداد وعينا والكثير منا مازال يفكِّر

بأنه من مستوى إجتماعي راقٍ يحتم عليه تفكيراً ..

معيناً وإرتباطاً معيناً وغيره من مستوى إجتماعي اقل؟

تُرى كيف نتقدم ..

ويعلُو شأننا والكثير من أعمالنا قائم ويقوم على البركة

رغم ان لدينا لوائح ودين وقُرآن كريم ينظِّم ..

ويسيِّر دفتنا؟

فهل الخطأ في تلك النظم البيروقراطِيَّة والإدارية ..

وعدم مسايرتها للواقع ومتطلبات الحياة العصرية؟

هل الخطأ فينا نحنُ من يطبق تلك اللوائح ..

والعادات والتقالية الإسلامية أم الخطأ في تركيبتنا ..

وتنشئتنا الإجتماعية الحساسة لكل عاصفة تغيير تهب

علينا مهما كانت عاصفة خفيفة؟

لابد ان هناك خللا ما يحتم علينا معرفته وتشخيصه ..

ووضع العلاج الناجح له ..

والتأكد من مدى تطبيق هذا العلاج ومتابعته ولكن هل

ننتظر من الآخرين ان يكتشفوا عيوبنا؟

هل نتوقع منهم تقديم المساعدة لنا ومد يد العَون؟

لِمَ لا نبادر نحنُ بتلمّس عيوبنا ومعرفة جوانب الضِّعف

فينا فكل منا له عيوب ولديه جوانب قصور وإحتياجات

لَمْ تُشبع بعد ولكن هذا لا يعني اننا غير قادرين ..

على فعل شيء ..

لا يعني اننا عاجزون ان نعترف بتقصيرنا ولو لأنفسنا؟

ابداً فأنا وأنتِ وغيرنا أقوى من كل شيء ..

فقط ما نحتاجه هو ان نضع ايدينا بأيدي بعضنا البعض

ان ننسى خلافاتنا وأن نُنحيها جانباً ..

نحن بالفعل بحاجة للحظات تأمُّل لواقعنا ..

وللعالم المحيط بنا..بحاجة للحظة توقف بسيطة نلتقط

فيها أنفاسنا نتنفس فيها الصُّعداء نسترجع فيها ..

الذكريات الجميلة..

نحنُ بحاجة لتقييم ما في أيدينا ومالدينا وما حولنا ..

ولأن التقييم هو الخطوة للتقويم الذي يعني التحسن

والتطوير والتعديل ..

فلماذا لا تبدأي الآن بتعديل وضع جلوسكِ والتفكير ..

بكل شيء تريدِ تعديله في حياتكِ؟

ضعي قائمة بتلك الرغبات والأمانِ حددِي ايُّها الأهم

ثم حاولي التفكير في الكيفية التي تجعلكِ راضية ..

عن نفسكِ .. سعيدة بوضعكِ ولِمَ لا؟

تناسي كل من يحاول ان يضِع العقبات في طريقكِ ..

تجاهلي كل من يحاول ان يقلل من أهميتك ..

ويلغي شخصيتكِ او يهمّشها؟

فقط تذكري الأشياء الجميلة التي تريدي تحقيقها ..

ولا تكوني مشغولة سِوى بالطريقة المشروعة ..

التي تسعدي بها نفسكِ .. قد تعجزكِ طريقة ما ..

ولا تملكِ تحقيقها ..

ولكن هناك طرق أخرى من شأنها ان تنسيكِ همومكِ

وإحباطاتكِ ..

والأهم من ذلك كله..تذكري ان الله معكِ أينما ذهبتِ

ووقتما ذهبتِ في كل الظروف والأحوال فقط حاولي ..

ان تتذكريه دوماً قبل ومع كل خطوة تُخطيها ..

يكفي ان تعلمِ انه ألاّ بذِكْر الله تطمئن القلوب فمارأيكِ؟

/

/

/

/

إنتـَــر






نعم ..

سأقبل بكل شيء ..

سأتحمله بمفردي ..

رغم قساوته على قلبي؟

رغم مرارة الحديث عنه؟

علّه يأتي يوما ما !!

من يشعرني بحق ..

ان الخير لا يؤسف عليه ..

طالما هو خالص لوجه الله ..

ومن يحسسني بصدق ..

ان ما أقوم به ..

هو الصواب ..

بل عين الصواب؟

.