عرض مشاركة واحدة
قديم 27-05-2009, 07:12 AM   رقم المشاركة : 2
لمسة أنثى
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية لمسة أنثى
 







لمسة أنثى غير متصل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




توفي أبو بكر رضي الله عنه وتولى عمر خلافة المسلمين وبحث عن ميراث أبي بكر فإذا هو ثوبان وبغلة فبكى وقال:لقد أتعبت الخلفاء بعدك يا أبابكر!!

كان رضي الله عنه إذا هدأت العيون وتلألأت النجوم يأخذ درته ويجوب سكك المدينة عله يجد ضعيفا يساعده أو فقيرا يعطيه أو مذنبا يؤدبه.
وبينا هو يمشي في ليلة من الليالي إذا بامرأة في جوف دار لها وحولها صبية يبكون وإذا قدر على النار قد ملأته ماء فدنا عمر من الباب فقال:يا أمة الله مابكاء هؤلاء الصبيان؟قالت:بكاؤهم من الجوع قال:فما هذا القدر الذي على النار؟قالت:قد جعلت فيه ماء هو ذا أعللهم به حتى يناموا وأوهمهم أن فيه شيئا.
فبكى عمر ثم جاء إلى دار الصدقة وأخذ غرارة وجعل فيها شيئا من دقيق وشحم وسمن وتمر وثياب ودراهم حتى ملأ الغرارة ثم قال لمولاه:يا اسلم احمل عليّ.قال:يا أمير المؤمنين أنا أحمله عنك فقال:لا أم لك يا أسلم انا احمله لأني المسؤول عنهم في الآخرة فحمله حتى أتى به منزل المرأة فأخذ القدر فجعل فيه دقيقا وشيئا من شحم وتمر وجعل يحركه بيده وينفخ تحت القدر قال أسلم:فرأيت الدخان يخرج من خلل لحيته حتى طبخ لهم ثم جعل يغرف بيده ويطعمهم حتى شبعوا.





وتستمر مسيرة عمر رضي الله عنه ويدخل عام الرمادة فيقضى على الأخضر واليابس يموت الناس جوعا فحلف عمر لا يأكل سمينا حتى يرفع الله الضائقة عن المسلمين وضرب لنفسه خيمة مع المسلمين حتى يباشر بنفسه توزيع الطعام على الناس وكان رضي الله عنه يبكي ويقول:آلله يا عمر كم قتلت من نفس؟!!
وهل قتل عمر أحدا؟ لا والله ما قتل وإنما أحيا الله به النفوس.

وقف على المنبر يوم الجمعة ببرده المرقع ووالله لو أراد أن يبني بيته من الذهب الخالص لاستطاع ولو أراد أن يمشي من بيته إلى المسجد على الحرير والإستبرق لاستطاع ولو أراد أن يجعل أسوار المدينة من الزبرجد لاستطاع ولكنه يقف أثناء الخطبة فيقرقر بطنه أمعاؤه تلتهب من الجوع فيقول لبطنه:قرقر أو لا تقرقر والله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين.


يصلي رضي الله عنه بالناس صلاة الاستسقاء فلا يدرون ماذا يقول من البكاء ويسأل الله ألا يجعل هلاك الأمة في عهده فينهل الغيث كالجبال وتعود الحياة غلى المدينة.






يأتي الهرمزان -مستشار كسرى- لابسا تاجا من ذهب وزبرجد وعليه الحرير يدخل المدينة فيقول: أين قصر الخليفة؟ قالوا:ليس له قصر.
قال:أين بيته؟ فذهبوا فأروه بيتا من طين وقالوا له:هذا بيت الخليفة!! قال:أين حرسه؟قالوا:ليس له حرس!!
فطرق الهرمزان الباب فخرج ابنه فقال له:أين الخليفة؟ فقال:التمسوه في المسجد أو في ضاحية من ضواحي المدينة فذهبوا إلى المسجد فما وجدوه فبحثوا عنه فوجدوه نائما تحت شجرة وقد وضع درته بجانبه وعليه ثوبه المرقع وقد توسد ذراعه في أنعم نومة عرفها زعيم.
وكأني بالهرمزان يتساءل في نفسه أهذا عمر؟
أهذا الذي فتح الدنيا؟
هذا الذي دوخ الملوك؟
هذا الذي داس جماجم الخونة؟ ينام تحت شجرة؟ فانهد الهرمزان من الدهشة وقال: حكمت فعدلت فنمت يا عمر.






ولما كان آخر ولايته رضي الله عنه قدم نفسه للمحاكمة وجسمه للقصاص وماله للمصادرة وأعلن في الناس إن كان خدع أحدا أو ظلم أحدا أو سفك دم أحد فهذا جسمه فليقتص كل واحد منه فلما فعل ذلك ارتج المسجد بالبكاء وأحس المسلمون أنه يودعهم ثم نزل من على المنبر واستودع الله الأمة وكانت هذه هي آخر جمعة يلتقي فيها أمير المؤمنين رضي الله عنه بأمة محمد صلى الله عليه وسلم لأن موعده كان مع المجرم أبي لؤلؤة المجوسي وهذا ما سوف نستعرض له في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة