عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2009, 07:17 PM   رقم المشاركة : 2
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


رغم كل الصور ..

القاتمة امام عيني ..

لن انتظر ..

حتى تنجلي الغيوم ..

الملبّدة بالمجهول ..

لن أنتظر ..

كي يرسم لي الآخرون ..

طريق اليأس ..

لن أنتظر ..

كي يحيلوا الحياة ..

من حولي بؤسًا ..

/

/

بل سأحيل الغد ..

أملاً مشرقاً بإذن الله ..

سأرسم المستقبل ..

لوحة مضيئة ..

سألوّن الطبيعة ..

بألوان الجمال ..

سأوقِّع ..

على أوراق الزمن ..

بأحرف من عزيمة ..

بمداد من إرادة ..

ولن أكون ( توحّدياً ) ..

وداعًا للماضِ ..

ومرحى للمستقبل؟



/

/

الأستاذ القدير ( الوحدَانِي ) ..

السَّلام عليكُم ................. من إنتـَـر

قد أتطفَّل على عقلك قليلاً ..

قد أتفلسَف عليك في هذه الدقائق ولكنني وبسبب ..

هذا القلب الكبير الذي في دواخلك والذي جعلك تطرح

موضوع حساساً مثل هذا يهمنا أمرِه ..

فأجِدنِي واثقاً من أنك سوف تجاملني على الأقل ..

وهذا يكفي لإيصال الرسّالة الإنسانية..

إن ما تتتحدث عنه والحديث لكَ أخي ( الوِحدَانِي ) ..

هُوَ قضية توعويّة مجتمعيّة في المقام الأول ..

نتحدث عن اضطراب اسمه ( التوحَّد ) ..

اضطراب يصيب الأطفال في سن مبكِّرة من العمر ..

من سن ( 3 ) سنوات تقريباً..وهذا ما رأيته بأم عَينِي

في زِيَارَاتِي الخاطِفَة لِبَعضاً من أصدقائِي في الطِّب ..

فيجعل الطفل من هؤلاء ..

غير قادر على التواصل الإجتماعي مع الآخرين ..

يجعله عديم الإبداع والتخيُّل يعيش في عالمه الخاص

الذي فرضه عليه هذا الإضطراب ..

والذي هو اعاقة اجتماعية بالنسبة له وإعاقة نفسية ..

لأسرته!!

هذه الإعاقة قد لا أحسُّ بها أنا وأنت ..

قد لايشعُر بها أعضَاء المُنتَدَى مِمَن هم بعيدون عنها

مِمَن هُم لم يروهَا ..

ولكن من يقاسي آلامها من يكتوي بلوعتها هو ذلك الأب

والأم التي شاء الله سبحانه وتعالى ..

أن يولد لهما طفل ( توحّدي ) .. لتبدأ معه رحلة طويلة

وشاقة من المعاناة؟

رحلة ينسى فيها الوالدان كل أحلامهما الجميلة ..

وطموحاتهما الكبيرة .. من أجل تكريس حياتهما ..

لمساعدة هذا الطفل ( التوحّدي ) الغريب الأطوار ..

الذي لا يبدو حتى الآن ما يشير في الأفق ..

إلى علاج طبي لهذه الإعاقة .. وذلك الاضطراب ..

الذي قلب حياة بعض الآباء والأمهات رأسًا على عقب ..

وجعلها في رحلة متواصلة من الشَّقاء والعناء..

ولكن ماذا يمكن أن يقول الإنسان ..

سوى أنها مشيئة الله عز وجل .. وماذا يمكن أن يفعله ..

سوى الإستسلام لقضاء الله وقدره ..

ولكن الإستسلام .. لا يعني اليأس والتواكل ..

بل العمل الشَّاق والدؤوب للبحث عن العلاج اينما كان

ومهما كلَّف ..

وتحت كل الظروف وهنا مكمن معاناة الوالدين أثابهما الله

يا الله تُرى ماذا يريد الأب ..

أو الأم منَّا في هذه الحياة الصَّعِيبَة بعد أن يلتقي بشريك

حياته سوى بذرية صالحة .. سوى بطفلاً ..

يملأ عليه البيت شقاوة وصراخًا وحركة ..

أليست هذه سنَّة الحياة .. ألا توافقنِي ولو قليلاً؟

ماذا تتمنى كأب أو أم أو كولي أمر سوى أن يكون طفلك

أفضل منك؟

سوى أن تراه في كامل صحته العقلية والبدنية؟

ولكن ماذا يحدث حينما تُرزق بطفل معاق سوف تصدم ..

ولا شك وسوف تعيش حالة نفسية متعبة لا يعلمها إلا الله

علمًا بأن هذا المعاق قد يوجد من يخدمه ..

ويقدم له كافة أوجه الرعاية والتأهيل الممكنة ومع ذلك ..

يظل الحُزن العَمِيق مخيمًا على قلبك كلما نظرت إليه ..

وهذا أيضًا قد يهون حينما يرزقك الله بطفل معاق تستطيع

أن تفهم مطالبه ولو بلغة الإشارة..

ولكن ما بالُكُ بطفل آخر معاق لا تستطيع أن تعرف حتى

ما يريد لا تعرف كيف تتواصل معه؟

بل حتى الألم .. لا يستطيع أن يعبِّر عنه مثل الآخرين؟

طفل شارد منعزل عن الآخرين طفِل لا يعي ما يدور حوله

هكذا تعاملت معهم في مشفَى الملك فهد ..

في محَافظَة الخُبَر !!

وحتى لو خاطبك .. حتَّى لو ردّ عليك وإستجاب لسؤالك..

فلا يضع عينيه في عينيك لأنه مشغول في عالمه الخاص

عالمه الغريب .. المليء بالمتاهات والألغاز الغامِضَة..

التِي لم أجِد لها تفسيراً ..

أنت كأب تودّ أن تسأله عمَّا يريده كأخوته أو بقية الأطفال

تريده أن يطلب منك شيئًا من السُّوق ..

أن تشتري له شيئاً يشعرك بأبوّتك .. فتجد نفسك محرومًا

ولا تملك حينها سوى أن تهز رأسك أو تطأطئه ..

من شدة حزنك عليه ورثائك لحاله..

أنتِ كأم تريدين أن تشعري بحنان الأمومة مع هذا الطفل

( التوحّدي ) أو الطفلة ( التوحّدية ) ..

فتشعرين مع مرور الأيام مع إندثار الليال أنك تفقدين ..

اسمى المشاعر الإنسانية التي وهبها الله للأم ..

وهي مشاعر الأمومة ليس لأنك تتجردين منها ..

أو تتجاهلينها ..

ولكن تصرفات هذا الطفل ( التوحّدي ) تحرمك ِ ..

من ممارسة حقكِ حتى في احتضانه كبقية الأمهات ..

لأنه لا يقبل الإحتضان إلاّ بعد جهد جهيد..

أنتِ كأم تشعرين بعاطفة الأمومة الغريزية ..

أن هناك شيئًا ما يؤلمه ولكنكِ لا تستطيعين أن تساعديه

لأنه لا يستطيع أن يعبِّر عمَّا يؤلمه .. عمَّا في دواخله ..

بل لا يستطيع أن يقول بأني جائع حتَّى .. تخيَّلِي؟

أنتِ كأم تشعرين بأن خطراً ما سوف يداهمه فتسعين ..

لأخذه بعيداً عن مكمن الخطر لأنه لا يخشى الخطر ..

بل قد يتجاوز الشَّارع غير آبه بالسيارات ..

لأنه في عالم آخر!!

أنتِ كأم تشعرين أنكِ في حالة نفسية مخيفة وفي حالة

شد وخلاف ربما مع الزوج ..

وكل منكما يحاول أن يعزي نفسه بتبريرات مختلفة ..

هو من داخله يعلم أنها غير صحيحة ولكنه يحاول أن يخفف

من معاناة وخوف الطرف الآخر وطمأنته..

أنتَ كولي أمر أب أو أم تأخذه للمدرسة كبقية الأطفال ..

مِمَن هم في سنه ..

فتفاجأ برفضهم له .. لأنه غير قادر على ممارسة دوره ..

كطالب في المدارس العادية فتأخذه من مدرسة لأخرى

دون فائدة؟

تبحث عن مراكز خاصة تقدم خدمات تربوية واجتماعية ..

وعلاجية لطفلك فتفاجأ بعدم وجودها أو بعدها عنك ..

مئات الكيلومترات من وحدة المَسَافَات ..

أو في بلدان ومناطق أخرى بعيدة عنك ولأنك أب فلا تملك

سوى أن تنتقل به لأي مكان في العالم يوجد به علاجه

وتضطر تحت وطأة الظروف القاسية ..

أن تنتقل بعملك لمقر دراسته أو تأهيله وبصورة دائمة ..

أبعد هذا معاناة؟

صحيح أنكَ حينما تخلد للنوم ليلاً .. وحينما تضع رأسك ..

على وسادتك وحينما تتأمل وضعك وتعود بشريط حياتك

إلى الوراء قليلاً سوف تجد نفسك ..

ولا شعورياً تذرف دموعًا حرّى وأنت الأكثر قوة ..

من الطرف الآخر أو هكذا تتظاهر .. ولكن ماذا تفعل؟

أليس طفلك؟

وأنتِ كأم لا تقل معاناتكِ عن زوجك هذا إن لم تكوني ..

اكثر حرقة عليه لأنه حشاشة جوفك وجزء منكِ..

ظل في دواخلكِ .. في بطنكِ تسعة أشهر فهل تنكري؟

ومكمن معاناتكما لطفل (توحّدي) أنكما لا تجدان خدمة

تقدم لطفلكما ..

في الوقت الذي لا يستطيع هذا الطفل المسكين ..

أن يقول ماذا يريد .. أو أن يعبِّر عمَّا يشعُر به؟

وبحكم عملنا مع هذه الفئات كشعُوب مليئَة بالرَّحمَة ..

مليئَة بالحنَان .. ونظراً لعجزنا عن مساعدتها كما ينبغي

لقلّة الخدمات المتوفرة لها .. لا نملك نحن أيضًا ..

سوى أن نذرف الدموع زخَّات زخَّات ..

والتي نحاول أن نخفيها في مآقينا تعاطفًا مع ولي الأمر

الذي أتى إليك طلباً لمساعدتك ..

في أن يجد حلاً لمشكلة طفله ( التوحّدي ) في أن يجد

مكاناً يقدِّم له المساعدة لطفله أيًا كان نوع المساعدة؟

نعم هذا هو الطفل ( التوحّدي )الذي أحدثك عنه؟

ولم تعرف من شخصه سوى القليل والقليل جداً !!

ولكن السُّؤال الآخر الذي قد يطرح..ولِمَ الآن بالذات؟

لماذا هذا الإهتمام المتزايد ..

بالطفل ( التوحّدي ) هذه الأيام؟

والإجابة ببساطة تمليها مبررات عديدة منطقية ..

وهي إلى متى يظل الطفل ( التوحّدي ) غائبًا ..

عن محط اهتمام المسؤولين والمختصين؟

إلى متى يظل في عزلة دائمة؟

إلى متى يظل محرومًا من الخدمات التي تقدم لغيره ..

من الفئات الأخرى؟

بل إلى متى يظل أولياء أمور الأطفال ( التوحّديين ) ..

في معاناة دائمة؟

أليس من حلول ؟

أليسَ من حقهم أن يجدوا مراكز ( توحُّد ) تخصصية تتناسب

والتطور الكبير الذي تشهده مملكتنا الحبيبة في رعاية ..

وتأهيل المعوقين؟

ألَمْ نقتنع بعد أن هناك عدداً كافيًا من الأطفال ( التوحّديين )

بحاجة لجهة رسمية تظللهم بخدماتها وتهتم بشؤونهم؟

لقد حان الوقت لكي نضع حداً لمعاناة الآباء والأمهات ..

والأطفال ( التوحديين ) ..

كل الفئات الأخرى المحرومة من الخدمات المتخصصة ..

بحكم عدم انطباق الشروط والأنظمة واللوائح عليهم..

لقد حان الوقت أن نجري تغييراً جذريًا على تلك الأنظمة

واللوائح بشكل يخدم هذه الفئة الغالية على قلوبنا..

نعَم لقد حان الوقت لنبدأ خطوة جديدة ..

ولتكن جريئة لا بأس .. ولتكن البداية خطوة قصيرة ..

المهم أن يشعر هذا الطفل ( التوحّدي ) ..

أن هناك من يهتم به وأن لم يعِ ذلك .. فيكفي أن يعلم

أولياء الأمور كذلك .. ويدركوا جيداً أنهم محط الإهتمام ..

والرعاية والعناية من قبل كافة الجهات المعنية..

ما يسعدني فعلاً مايثلج صدرِي هو أن هناك جهات تعمل

بجد واخلاص ومن خلف الكواليس ..

من اجل توعية المجتمع بهذه الفئة وغيرها..

هناك أناس بالفعل قد كرّسوا وقتهم ومالهم وجهدهم ..

وما زالوا يكرّسون جهدهم ..

من أجل ايصال قضية إنسانية عادلة للمجتمع ومن أجل

تعريف أبناء المجتمع بها في كل المحافل ..

وفي كل المناسبات أيضاً!!

أن الإنسان منَّا والحَقُ يقال لا يدري ماذا يخبِّىء له ..

المستقبل أو لأسرته وأطفاله ..

فلربما يستفيد هو شخصياً أو أسرته من هذه الخدمة

فيما بعد من يدري؟

الأستاذ القدير ( الوِحدَانِي ) حفظك الله من كل مكروه

على هذا الطرح .. أو النَّقل بالأحرَى وبورِك في جهودك

المخلصة أينما كنت أينما حللت ومهما كان عملك ..

وإليك أقول .. وبصَوت خافت جداً .. بالكُادُ أن يُسمَع !!

سِر على بركة الله في عمل الخير ..

دعواتي لك بأن يوفقك الرَّب ويبارك خطواتك المباركة ..

وأقِف هنا؟

/

/

/

إنتـَـر