عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2009, 05:41 AM   رقم المشاركة : 17
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

لماذا تقوم دودة الخشب بمهاجمة الأنواع القديمة من الخشب الرقائقي وتتجنب الأنواع الحديثة؟

كانت المحاولات الأولى لصنع الخشب الرقائقي ( وهو عبارة عن طبقات مغراة من الخشب مضغوطة فوق بعضها البعض لتشكل قطعة واحدة من الخشب دون ظهور ما يمسكها ) سيئة من ناحية القوة والقدرة على التماسك وتحمل الاستخدام . وكانت عرضة دائما لغزو دود الخشب . أما الأنواع الحديثة التي ظهرت في بداية الستينات كانت رائعة وقوية ولا تعاني أي مشاكل . فما هو السبب ؟

كان النجارون يستخدمون في ما مضى أنواعا عديدة من الغراء المستخرج من منتجات حيوانية ، واحد اشهر الأنواع المستخدمة في صنع الأدوات الخشبية ، كان مستخرجا من الحليب . واشهر نوع آخر من الغراء ، كان يستخرج من طهي عظام الحيوانات (الماشية) وغليها جيدا مع الماء . هنا ندرك سبب مشاكل الأخشاب فيما بعد . لأن الغراء فيها كان يمتص الماء بقوة شديدة ، الأمر الذي يفسد القطعة المصنوعة من الخشب الرقائقي .

لكن ماذا عن دودة الخشب؟

دودة الخشب هي العدو اللدود للمفروشات الخشبية ، حيث يؤدي وجودها الى تخريب كبير في جذوع الأشجار المقطوعة المكونة للقوارب والاطواف والمفروشات المنزلية . وهذه الديدان لا تلتهم مفروشاتك نتيجة حقد مسبق ، لكنها تفعل ذلك لتوليد طاقة كافية لتعيش وتتكاثر بحيث تناضل لبناء المواد الغذائية التي تحتاجها .

ومن بين أهم المجموعات الغذائية التي تحتاجها هي مركبات النيتروجين المكونة لبروتينات البناء . وتفتقر الأخشاب الى هذا النوع ، لذا تضطر الدودة الى التهام كمية كبيرة من الخشب نسبة الى حجمها طبعا . وبشكل عام ، فإن دود الخشب يلتهم أي نوع من الأخشاب ، قاسيا كان أم هشا ، وبالطبع فإن الطاقة الكبيرة التي تنفقها الدودة في التهام الخشب القاسي يقابلها كمية اكبر من المجموعات الغذائية التي تأخذها . ولو أن الأمر كان بهذا الشكل ، لتخصص الدود في أنواع معينة من الأخشاب ، بسبب ما تقدمه من مواد غذائية . لكن الحقيقة تختلف ، فدود الخشب يتبع قواعد عامة . ومع تدخل الإنسان عند صنع الخشب الرقائقي واستخدام الغراء الحيواني الأصل اصبح يقدم للدود بروتينا هاما جاهزا للالتهام . فلا عجب أن ينجذب الدود نحو هذا النوع . فلا بد أن الأمر كان بالنسبة لهم مساويا لمنظر طبق به شريحة لحم مشوية أمام إنسان جائع جدا .

لكن للأسف لا يوجد ما يسمى بالطعام المجاني ، إذ أن الوضع لا يستمر الى الأبد . ومع زيادة استخدام أنواع الغراء الصناعية المعقدة بدءا من الستينات ، فإن الأنواع الجيدة من الخشب الرقائقي أصبحت ممتازة من ناحية المتانة ومقاومة الماء وفي الوقت نفسه ، فإن دود الخشب فقد فرصته السهلة في وجود البروتين الجاهز بحيث اصبح الأمر بالنسبة لهذا النوع شيئا من الماضي .

لماذا نرسم الخرائط والشمال نحو الأعلى؟!
تتفق جميع الجهات المسؤولة عن رسم الخرائط – خصوصا في العصر الحديث – على رسم الشمال في الجهة العلوية، لكن هذا الأمر لم يكن صحيحا دائما.

بدأت عملية رسم الخرائط مع إنسان الكهف – حيث قام برسم أساليب الصيد وأماكنها وقد ضم إليها أحيانا بعض ملامح تميز المكان جغرافيا.ورسالتهم، بغض النظر عن أي إشارة كانوا يفكرون بها في ذلك الحين، واضحة وبسيطة: هنا، وفي هذا الوقت من السنة ، يوجد طعام وفير.

وأقدم خريطة مقبولة ومعروفة في العالم مرسومة على طاولة من الطين في العام 3800 قبل الميلاد ، وتوضح نهر الفرات الذي يتدفق شمال بلاد ما بين النهرين – العراق. وكانت تلك الخريطة والكثير من سواها مجرد رسومات تضم ملامح محلية عن بيئات مختلفة.

واستمر ذلك قرونا عدة حتى بدأ قدماء الإغريق بوضع أسس واضحة لعلم الفلك والحساب والخرائط.

وفي مقدمة الرواد الإغريق في مجال الفلسفة وعلم الحساب . كلاوديوس بطليموس المعروف ببتولمي (90 – 168 بعد الميلاد). وكان أول من رسم خريطة للعالم المتحضر، مرتكزة على المعلومات المتوفرة وليس على مجرد احتمالات . قبل ذلك كان البابليون قد حاولوا رسم خريطة العالم، لكنهم قدموها بصورة طبق مسطح وليس شكل كروي ، وهو الشكل الذي اقتبسه بطليموس لاحقا عنهم . وبالطبع فإن المعلومات التي كانت متوافرة في ذلك الوقت أدت به إلى الوقوع في أخطاء عدة أثناء رسم خريطة الأرض ، مثل رسم الجزر الإنكليزية – إنجلترا واسكتلندا – متصلة ببعضها البعض، كما قام بتقدير مساحة الصين والمحيط الأطلسي بشكل مبالغ فيه. لكن على الرغم من كل هذا ، كانت خريطته دليلا على جهد كبير قام به ، لأنه أرفق الخريطة بمرشد في الجغرافيا مقسم إلى ثمانية أجزاء، وفيه قام بتلخيص أعمال من سبقه من العلماء والجغرافيين . وبقيت مؤلفاته مرجعا لأكثر من ألف عام. وفي الحقيقة نجد أن كريستوفر كولومبوس استخدم منه جزءا حيث اتجه للبحث عن العالم الجديد، الأمر الذي سبب له بعض المتاعب نتيجة خطأ بطليموس في تقدير حجم المحيط الأطلسي، وعدم علمه أساسا بوجود المحيط الهادي.

والمهم في خريطة بطليموس هو أنه رسم الشمال في الأعلى، ذلك لأنه قرر حينها أن يكون شرق الخريطة نحو النجم القطبي، وهو اختيار منطقي جدا، لأن النجم القطبي كان دليلا غير متحرك يرشد الرحالة أثناء سفرهم في تلك العصور.

وبقي موضوع وجود الشمال في الجهة العلوية من الخريطة دون جدال حتى بداية العصور الوسطى. فاستمر العلماء برسم الخريطة حسب تعليمات بطليموس على الرغم من معارضة الكنيسة، إلا أن الوضع لم يبق طويلا على ما هو علية، فقد أصبحت القدس مركز المسيحية من كل أقطار الأرض، وبذلك انتقل الشرق ليصبح في أعلى الخرائط.

وقد اشتهرت تلك الخرائط بأنها ثلاثية، حيث لا تظهر إلا أوروبا وآسيا وأفريقيا المفصولة عنها بالبحر المتوسط ونهر النيل.

ولم تكن تلك الخرائط ذات نفع للملاحين.ثم بدأت معالم الخرائط الدقيقة تتضح مع بداية القرن الرابع عشر، حيث زادت عملية الاستكشاف والتجارة البحرية، وبدأ الاعتماد جديا على البوصلة المغناطيسية، وهي آلة كان الفايكنغ أول من استخدمها بشكلها البدائي. ومرة اخرى، عاد الشمال إلى موقعه الصحيح أعلى الخرائط لتكون جميع المعالم مرتبطة بمغناطيسية الشمال.

وقد تم رسمها بشكل دائم لأول مرة في العام 1569، حين قام أشهر رسام خرائط في تاريخ البشرية Gerardus Mercator of Flanders بتطوير شكل أسطواني يتقاطع فيه الخطوط الشمالية الجنوبية، وكان ذلك الشكل أول مجسم يظهر الأرض منحنية على سطح خريطة مسطحة.


[BLINK]نتااااااااااااااااابع[/BLINK]







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة