عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2009, 04:06 AM   رقم المشاركة : 180
!!! الرومـ ^_* ـانسي !!!
Band
 
الصورة الرمزية !!! الرومـ ^_* ـانسي !!!
 






!!! الرومـ ^_* ـانسي !!! غير متصل

لوّحتُ لسيف بيدي و أسرعتُ نحو غرفة رغد.
وجدتُها لا تزال نائمةً... و إلى جوارها تجلسُ أروى و الخالة. سألتهما عما إذا كانت قد استيقظتْ فأجابتا بالنفي... اقتربتُ منها فإذا بأروى تمدّ يدها إليّ بهاتفي المحمول و تقول:

" تفضّل.. جلبته معي لكَ "

تناولتُ الهاتف و جلستُ على مقربة أتأمل وجه رغد... و ألقي نظرةً بين الفينة و الأخرى على شاشةِ جهاز النبض الموصول بأحد أصابعها...

بعد قليل مرّتْ الممرّضة لتفقّد أحوال رغد و نزعتْ الجهاز عنها. خاطبتها :

" كيف هي ؟ "

أجابتْ :

" مستقرة "

قلتُ :

" و لماذا لا تزال نائمة ؟ "

قالتْ :

" يمكنكم إيقاظها إن شئتم "

و بعد أن غادرتْ بقينا صامتين لوهلة... ثم التفتُّ نحو أروى و سألتها:

" كيف وقعتما ؟ "

ظهر التردد على وجه أروى و اكتسى ببعض الحمرة... ما أثار قلقي... ثم تبادلتْ نظرة سريعة مع خالتي و نطقتْ أخيرا :

" كنا... واقفتين على الدرجات... و... تشاجرنا... ثمّ..."

قاطعتها و سألتُ باهتمام :

" تشاجرتما ؟؟ "

أومأتْ أروى إيجابا... و سمعتُ خالتي تُتمتم:

" يهديكما الله "

قلتُ بشغف :

" في ذلك الوقت المتأخر من الليل؟؟ و على عتبات السلم؟؟ "

و تابعتُ :

" لأجل ماذا؟؟ و كيف وقعتما هكذا؟؟ "

قالتْ أروى مباشرةً و باختصار:

" كان حادثاً... عفوياً "

انتظرتُ أن تفصّل أكثر غير أنها لاذتْ بالصمت و هربتْ بعينيها منّي...
قلتُ مستدرّاً توضيحها:

" و بعد؟ "

فرمقتني بنظرة عاجلة و قالتْ :

" مجرّد حادثٍ عفوي"

انفعلتُ و أنا ألاحظ تهربّها من التفصيل فقلتُ بصوت ٍ قوي :

" مجرد حادثٍ عفوي؟؟ اُنظري ما حلّ بالصغيرة... ألم تجدي وصفاً أفظع من (حادث عفوي)؟؟ "

نطقتْ أروى في وجس :

" وليد ! "

فرددتُ بانفعال :

" أريد التفاصيل يا أروى؟ ما الذي يجعلكِ تتشاجرين مع رغد في منتصف الليل و على عتبات السلم ؟؟ أخبريني دون مراوغة فأنا رأسي بالكاد يقف على عنقي الآن "

هنا أحسسنا بحركةٍ صدرتْ عن رغد فتوجهتْ أنظارنا جميعا إليها...
فتحتْ رغد عينيها فتشدّقتُ بهما بلهفة... و اقتربتُ منها أكثر و ناديتُ بلطف :

" رغد ... صغيرتي ... "

الفتاة نظرتْ إليّ أولا ثم راحتْ تجوبُ بأنظارها فيما حولها و حين وقعتْ على أروى و القابعة على مقربة فجأة... تغيّر لونها و احتقنتْ الدماء في وجهها وصاحتْ :

" لا... أبْعِدْها عني... أبْعِدْها عنّي... "

أروى قفزتْ واقفةً بذعر... و الخالة مدّتْ يديها إلى رغد تتلو البسملة و تذكر أسماء الله محاولة تهدئتها...

أمسكتُ بيد رغد غير المصابة و أنا أكرر :

" بسم الله عليك ِ ... بسم الله عليك ِ ... اهدئي رغد أرجوك ِ ... "

رغد نظرتْ إليّ و صاحتْ بقوة:

" أبْعِدْها عني... لا أريد أن أراها... أبعدها... أبعدها ... أبعدها "

التفتُ إلى أروى و صرختُ:

" ما الذي فعلتِه بالفتاة يا أروى؟؟ أُخرجي الآن "

أم أروى قالتْ معترضةً :

" وليد ! "

فقلتُ غاضباً :

" ألا ترين حال الصغيرة ؟؟ "

و أتممتُ موجهاً الكلام إلى أروى :

" أُخرُجي يا أروى... أنا ما كدتُ أصدّق أنها هدأتْ قليلا... ابقي في الخارج هيّا "

و أروى سرعان ما أذعنتْ للأمر و هرولتْ إلى الخارج... حينها التفتُ إلى رغد و أنا أحاول تهدئتها :

" ها قد ذهبتْ ... أرجوك اهدئي يا صغيرتي... بسم الله عليكِ و يحفظكِ ... "

لكنها قالتْ و هي لا تتمالك نفسها:

" لا أريد أن أراها... أبْعِدْها عني... أتتْ تشمتُ بي... إنها السبب... أنا لا أطيقها...قلتُ لك لا أريد أن أراها... لماذا سمحتَ لها بالمجيء؟؟ هل تريد قتلي؟ أنتَ تريد لي الموت... لماذا تفعل هذا بي يا وليد ؟؟ ألا يكفي ما أنا فيه؟؟ لماذا قـُل لماذا... لماذا ؟؟ "

جمّدني الذهول حتّى عن استيعاب ما أسمعه... لا أدري إن كان هذا ما قالته بالفعل أو إن كانت رغد هي التي تتكلّم الآن... أنا لن أؤكد لكم بسماعي شيء... إن أذنيّ فقدتا حاسة السمع و دماغي فقد القدرة على الفهم و ذاكرتي أُتْلفتْ من كميّة الفزع المهولة التي اجتاحتني منذ البارحة و لا تزال تدكّ عظامي دكا ً...

ثوان ٍ و إذا بالممرضة تدخل الغرفة و تسأل:

" ما الذي حدث ؟؟ "

ترددتُ ببصري بين رغد الثائرة و الممرضة... ثم هتفتُ منفعلاً و موجهاً كلامي لها :

" أين هو طبيبكم دعوهُ يرى ما الذي حدث للفتاة إنها ليستْ بخير... ليستْ بخير..."

و بعدها جاء الطبيب - و هو غير الجراح الذي أجرى لرغد العملية - و لم تسمح له رغد بفحصها بل صرختْ :

" أخرجوا جميعكم... لا أريدكم... ابتعدوا عني... أيها المتوحشون "