تتفقِين معِي إن النَّاس اليوم بحاجة لمن يدلها على الكيفية ..
الصحيحة والمعقولة التي تستطيع ان تتعامل بها ..
مع مشاكلها ( العَائلِيَّة ) والإجتماعية وطرق تعاملاتها ..
مع قضاياها ومشكلاتها اليومية المتكررة ..
بل وحتى قضاياها المصيرية المؤجلة أو تلك التي تنتظر
ان تنفجَّر في أي لحظة نتيجة الكبت والإهمال ..
واللامبالاة تجاهها..
والأهم من ذلك كله هي بحاجة لإنسان يتفهَّم وضعها
ويدرك ظروفها ويعي حقيقة واقعها ويتحدث معها بصدق
من منطلق واقعي عملي .. وليس من منطلق خيالي
بل وحتى هذا الخيال .. الذي نسبح فيه كثيراً أحياناً ..
هو الآخر يمكن ان يُستخدم كمدخل علاجي معقول ..
اذا ما أحسنَّا توظيفه وعرفنا كيف يمكن ندخل من خلاله
ومتى ؟
ولكن المشكلة ان هذا العمل المهني يتطلب مهارة مهنية
عالية لا تتوفر الاّ في أنَاس معيّنِين ..
وبيني وبينك الناس اليوم شبعت نصائح مباشرة ..
وملَّت محاضرات نظرية جامدة لأنها وبحكم ظروف المجتمع
ومتغيراته فهي بحاجة لإنسان متجدد في عطائه ..
مبدع في طرح أفكاره ..
قادر على توجيه دفَّة الحوار مع الآخرين .. والإبحار بهِ ..
الى شاطىء المفاهمة العقلانية ..
وإحترام رأي الطرف الآخر .. والخروج بتصوّر واضح ..
ومحدد عمَّا يَتِم وتَم مناقشته..
وليس بالضرورة ان اقنع الناس بوجاهة نظرتي أو صحَّة ..
ما أريد ولكن المهم ان أشعرهم بشكل واضح ان يفهمو
لغة الحوار وأن يعرفوا كيف يحترمون الآخرين ..
ويتفهمُّون وضعهم وظروفهم .. وألاّ ينظروا ..
على ان هناك فروقاً بين(الرجل والمرأة)من حيث المعاملة
وطريقة الحديث والإسلوب..لأن الإنسان هو الإنسان..
رجلاً كان أم إمرأة..صغيراً كان أم كبيرا..متعلماً أم أمُّياً!
وهذا ما يحلو لي ان أطلق عليه منطق الإنسانية ..
صحيح إننا ربما نستغرق وقتاً طويلاً لفهم هذه الحقيقة..
والأخذبها بشكل عقلانِ وعملي بحكم التكوين الاجتماعي
والثقافي ..
ولكن لنا ان ندرك أيضاً ان ما لا يؤخذ كله..لايترك جلّه
أليس كذلك؟
بل وحتى الحجج والبراهين الدَّامغة التي يمتلكها أصحاب
لا تجدي نفعاً أحياناً .. او قد تكون وبالاً على أصحابها ..
ما لم تُقدّم بشكل صحيح .. وفي الوقت المناسب..
وحينما نسأل أنفُسنا سُؤالاً واحداً بسيطاً وَبَسِيطاً جداً ..
وهُنَا أوجِّه سُؤالِ لكِ أستاذة قَديرَة(بٌٌٌٌٌٌٍٍٍٍٍُُُُُـٌٌٍٍٍُُقإأيـإأجٌٌٍٍُُـٌٍُرٌٍ ٌُوٌٌٍُحٌٌٍٍٍُُ)
لماذا تُعانين من جرَّاء حبّكِ لزوجُكِ؟
ولَستُ أدري إن كنتِ من أربَاب الأسَر ام ( عَازِبَة )..
ولكني أحسبك كذلك؟
ولماذا لديكِ كل هذا الإستعداد التَّام والمجنُون للتضحية
من أجله والحفاظ عليه والدفاع عنه أحياناً؟
لأنكِ وبكل بساطة .. وجدتِ صِدق وجدتِ نفسكِ ..
وجدتِ ضالتكِ وجدتِ سعادتكِ فيه فماذاأكثر من ذلك؟
ماذا أكثر من انكِ تجلسي مع نفسكِ بعد منتصَف الليل..
وتحاكيها دون رسميات أو خجل؟
ماذا أكثر من ان تجدي ضالتكِ ..
فتظلي تتأمليها من كل جانب وعلى كل نحو لتتأكدي ..
انها هي تلك الأمنية الحلوة .. التي كانت معكِ ..
وستظل كذلك بإذن الله؟
ماذا أكثر من انكِ تكتشفي انِكي تعني الكثير والكثير جداً
بالنسبة لزوجكِ أليس هذا شعوراً جميلاً؟
أليس هذا مُدعاة وسبباً منطقياً..لأن تحترميه وتقدريه..
وتحتفظي له بمكانة غالية في قلبكِ..فقط لأنه وثق بكِ
بل ربما أحياناً كنتِ أنتِ الوحيد من يبوح لكِ ..
بأدق خصوصياته.. سواء التِي ( سَبَقت ) زواجكما..
أو التي بعده؟
أنتِ حينما تعيشي لحظات حلوة جميلة بكل تلك الروعة ..
فهل تفرّطي فيها؟
هل تتخلِّي عنها؟
هل تتركيها لغيركِ يستمتع بها ويستفيد منها على حسابك؟
هل تسمحي لها بأن تغادركِ وتُطِيل غيابها عنكِ ..
وكأنها في رحلة طويلة وطويلة جداً لا تعرفي متى موعد
رجوعها لكِ؟
هل تسمحي بذلك كله أو جُزءاً مِنه؟
وإن أرَدتِ أن تعرفي..تلك اللحظات الجميلة عن قُرب..
فهي ليسَت ببعيدة عنكِ..انها أمامكِ بل معكِ تعيشها
هذهِ اللحظة بشكل مختلف عن كل اللحظات السَّابقة ..
انها ( مرآتُكِ ) ألتِي تعكُس حالكِ دون زِيَادة أو نِقصَان
فقَط قِفِ أمامها وأنظرِي لنفسُكِ لتَعرفِي حِقيقَة من أنتِ؟
نعم أن كنتِ تُحبِّي زوجُكِ ..
فلابد أن تتمني له الخير .. لابد ان تُشَاركِيهِ في الدعاء
حتى دون علمه..لأنه ليسَ إنساناً عادياً ألا تعتقدِي ذلك؟
بل انكِ حينما تري أجواء حلوة كذلك ..
كحلاوة زوجكِ السَّاكن في أعماق أعماقكِ حِينمَاتشعري
بقرب رحيله عنكِ أمَّا بداعِي ( السَّفر ) في رحلة عمليَّة
أو دراسِيَّة أو هكذَا يُفتَرَض ..
فحينها لابد ان تقولي ولو بينكِ وبين نفسك؟
لا ليس بعد .. ليس الآن .. تمهَّل قليلاً ..
أطِل فترة مكوثك معي ..
احسسني بأنكَ عائِداً من أجلي وحدي وليس من أجل
أحد غيري؟
صحيح قد يقول هذهِ أنانية..ولكن لا يهم بما يسمِّيها ..
لا يهم ماذا يفسِّره الآخرون ..
فما يهم ألاّ تستعجل الرَّحيل فلستُ مستعدَّة ..
لقبول حقيقته ولستُ أعرِف يقيناً كيف سأتحمَّل فراقك؟
وهل سأكون بدونك مثلما كنت معك؟
أعانني الله .. وصبَّر قلبي؟
اذن من حقك أن تقولي .. ليسَ بَعَد .. ليسَ الآن ..
لكل من تشعري انكِ ما زلتِ بحاجة إليه وأرمِي لزَوجكِ
ولكن إلى ان يحين ذلك الوقت عليكِ ان تعرفِي قيمته
أن تدرُكِ أهمِّيته أن تستفيدِي منه .. وتُفيدِي غيركِ ..
مِمَا خرجتِ بهِ من أشياء حلوة جميلة تتمناها كل فَتَاة
في زوجهَا ..
أخبريهِن عمَّا فيه من جمال كامن علّميهِن كيف يمكن لهن
ان يتذوقوا مكامن الجمال درّبيهِن على كيفيَّة الإستفادة
من الفرص النادرة الجميلة ..
التي لا تُعوَّض في هَكَذا أيَّام .. إشعريهِن ولو خطِّيَّاً!!
ان الجمال مُشَاع .. ومتى ما أحسسنا به ..
إزدادت الحياة جمالاً .. وامتلأت حبّاً وصِدقاً ..
وبالمناسبة أستاذَة(بٌٌٌٌٌٌٍٍٍٍٍُُُُُـٌٌٍٍٍُُقإأيـإأجٌٌٍٍُُـٌٍُرٌٍ ٌُوٌٌٍُحٌٌٍٍٍُُ)لا يقوم بذلك كلّه
بل وحتَّى بجُزء منه سِوى من يشعُر بالجَمَال متأصِّل فيه
أتعلَمِينَ لِمَاذا؟
لأنه الجمال نفسه..وهذا ما أجده فيكِ..فنمِّيه بداخلكِ
ولاتبخلي علينابه لأن أحد صِفَات الجَمَال الكرم فمَارأيُك؟
/
/
/
إنتـَــر
هكذا نحنُ ..
ومنذ أن تعارفنا ..
إنسان واحد ..
رغم اختلاف أسمائنا ..
جسد واحد ..
رغم تباعد أماكننا ..
/
/
هكذا نحنُ ..
ومنذ أن تقاربنا ..
روح واحدة ..
لا تعرف إنقِسَام ..
حياة واحدة ..
لا ترضى بإنفصام ..
/
/
يجمعنا حبّنا لبعضنا ..
إحساسنا ببعضنا ..
خوفنا على بعضنا ..
تفهُّمنا لمشاعرنا ..
تقديرنا لظروفنا ..
وإجتماعنا على الخير ..
فماذا أكثر ياورود الغَلا؟
ماذا يانَبع الصَّفَا؟
/
/
أليست الحياة جميلة بنا؟
أم هي من يجعلنا رائعين؟
وما الفرق يا تُرى؟
إن كانت الحياة نحنُ؟
أم نحنُ الحياة؟
ألسنا توأمي روح؟
/
/
ما الفرق بيننا؟
طالما أن كلاً منا ..
لا يكتمِلُ سوى بالآخر؟
وإن كنت أشعر ..
أنني أكثر حظاً منك بك ..
أكثر سعادة بك؟
.